هالة الخياط (أبوظبي)
نجحت شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي تديرها هيئة البيئة – أبوظبي، في تعزيز مكانة الدولة على خريطة العمل البيئي العالمي من خلال صونها للتنوع البيولوجي المميز لإمارة أبوظبي واستقرار حالة الموائل الهامة والأنواع المهددة، بالإضافة لتحسين حالة موائل القرم والمها العربي، واستدامة موائل الكربون الأزرق التي تعمل على تخزين الكربون كأحد الحلول القائمة على الطبيعة للحد من تأثيرات تغير المناخ، على المستوى المحلي والعالمي.


وتحتضن مناطق المحميات الطبيعية العديد من الكائنات التي تم اكتشافها وتسجيلها مؤخراً لأنواع من الحيوانات التي لم يتم تسجيلها لأكثر من 20 عاماً في الطبيعة كالقط الصحراوي والوشق، بالإضافة لاكتشاف أنواع جديدة سجلت لأول مرة على مستوى العالم أو على مستوى الدولة من فصائل الحشرات الهامة في دورات الحياة والتوازن البيئي.

وساهمت شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي تضم 20 محمية طبيعية، في تحقيق الاستقرار لعدد كبير من الكائنات مثل السلاحف البحرية وأبقار البحر والمها العربي. كما ساهمت في زيادة أعداد الطيور، مثل الفلامنجو والحبارى، واستقرار البيئات الهامة مثل القرم والأعشاب البحرية والكثبان الرملية ذات الغطاء النباتي الطبيعي.
ومن خلال حملة «أبوظبي ع طبيعتها» التي أطلقتها «الهيئة» خلال الشهر الماضي، عبر منصاتها الرقمية المتنوعة ومختلف وسائل الإعلام، سيتم تسليط الضوء على الثراء الطبيعي الذي تزخر به إمارة أبوظبي، وما تحتضنه شبكة زايد للمحميات الطبيعية من أنواع نادرة وأخرى جديدة تسجل للمرة الأولى وطنياً وعالمياً. وتعمل الحملة على زيادة الوعي المجتمعي بثراء التنوع البيولوجي وأهميته في تحسين نمط الحياة للمجتمع.
وتمتاز شبكة زايد للمحميات الطبيعية باحتوائها على عدد من أهم وأفضل النظم البيئية الطبيعية في الإمارة، لما تضمه من أكثر من 21 موئلاً برياً وبحرياً غنياً بالتنوع البيولوجي، من حيث عدد وكثافة أنواع النباتات والحيوانات المحلية، بالإضافة إلى اعتبارها ملاذات آمنة للكائنات المهددة بالانقراض على المستويين المحلي والعالمي.

وتُعد إمارة أبوظبي رائدة على المستويين الاتحادي والإقليمي في مجال إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية، باعتبارها أداةً فعّالة لحماية التنوُّع البيولوجي، حيث تضم الإمارة 14 محمية برية، تمثل 17% من مساحة أراضي الإمارة، وست محميات بحرية تمثل 14% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وجميعها تشكِّل شبكة زايد للمحميات الطبيعية.
وقال خلفان عبدالعزيز السويدي، مدير إدارة المحميات الطبيعية والإنفاذ في هيئة البيئة أبوظبي، إن «الهيئة» تعمل على تعزيز فاعلية إدارة المناطق المحمية من خلال إعداد وتنفيذ خطط تطويرية للمواقع المحمية، والتي تتضمن تصميم وتنفيذ برامج الرصد البيئية، وتعزيز برامج التفتيش والحماية، وتطوير البنية التحتية والمرافق، وتطوير الخطة التشغيلية والصيانة بالإضافة لتنفيذ مشروعات رأسمالية تساهم في تطوير السياحة البيئية واستدامة فوائد النظم البيئية المحمية.
وأضاف السويدي أن الهيئة تركز على تعزيز وتدريب الكوادر الوطنية، وفق أحدث المعايير العالمية المستخدمة في إدارة المناطق المحمية، من أجل ترسيخ المكانة العالمية المتميزة التي تحتلها إمارة أبوظبي، التي انعكست في تحقيق مراتب متميزة في مؤشرات الأداء البيئية.
وقال السويدي لـ«الاتحاد» إن شبكة زايد للمحميات الطبيعية تعكس احتفاء دولة الإمارات بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتقدير جهوده في سبيل حماية البيئة والتنوع البيولوجي في الدولة، وفي مناطق أخرى حول العالم، فضلاً عن إسهاماته، طيب الله ثراه، التي حظيت بالإشادة على نطاق واسع في مجال المحافظة على الحياة البرية والتراث الطبيعي. 

أخبار ذات صلة تداعيات مدمرة للتغير المناخي في أميركا اللاتينية زراعة مليون بذرة قرم بالطائرات المسيرة في أبوظبي

وتعتبر «الشبكة» ذراعاً بيئية مستدامة تستخدمها هيئة البيئة - أبوظبي، لتنفيذ برامج صون وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، والإسهام في الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، بما يضمن استدامة الموارد، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها.
وأسهمت «الشبكة» في الحفاظ على الموائل والأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض، مقارنة بالأنواع خارج نطاق المحميات، بسبب المهددات البشرية كالاحتطاب والرعي الجائر والصيد البحري غير المستدام. وفي هذا السياق، ساهمت المناطق المحمية والرقابة القانونية في تحسين وتشجيع الامتثال للقوانين والتشريعات البيئية المنظمة لأنشطة الصيد والرعي وتحديد المواسم والأنواع والكميات المسموح بها. 
 وتمتاز المحميات البحرية في إمارة أبوظبي باحتضانها لأكبر تجمع في العالم لأبقار البحر بعد أستراليا، بعدد يقدر بنحو 3 آلاف بقرة بحر في محميتي مروح والياسات البحرية، بالإضافة إلى وجود أكبر قطيع من دلافين المحيط الهندي النادرة، إلى جانب نجاح المحميات البحرية في احتضان السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، بما يؤكد أهمية المحميات في الحفاظ على الحياة الفطرية. 
متنزه السعديات البحري
يعد متنزه السعديات البحري الوطني موطناً للسلاحف الخضراء، وتعشيش سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض. فيما تعتبر محمية الوثبة للأراضي الرطبة موطناً لأكثر من 4500 طائر فلامنجو.

محمية المها العربي
تعد محمية المها العربي والتي تم إطلاقها في الحياة البرية منذ عام 2007، موطناً لأكبر عدد من المها العربي في العالم، وتعتبر محمية متنزه جبل حفيت الوطني موطناً حيوياً للطهر العربي والنخيل القزم النادر.
محمية الوثبة
من الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، انضمام محمية الوثبة لقائمة اتفاقية الأمم المتحدة للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية (رامسار) عام 2013، والذي تلاه انضمام محمية بو السياييف البحرية لقائمة محميات الأراضي الرطبة عام 2016 لدورهما في الحفاظ على الموروث الطبيعي للإمارة، والعديد من الأنواع المهمة، وعلى وجه الخصوص الطيور الخواضة مثل طيور الفلامنجو (الفنتير) وغيرها من الأنواع المستوطنة والمهاجرة.
كما جددت محمية مروح للمحيط الحيوي ملف انضمامها لمحميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: زايد للمحميات الطبيعية هيئة البيئة البيئة تغير المناخ المهددة بالانقراض فی الحفاظ على إمارة أبوظبی

إقرأ أيضاً:

ربط أنظمة المراقبة المستمرة لانبعاثات المداخن في «الصناعة والطاقة» بأبوظبي إلكترونياً

أبوظبي - وام
أطلقت هيئة البيئة أبوظبي مشروعاً، يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، لربط أنظمة المراقبة المستمرة لانبعاثات مداخن المنشآت في قطاعات الصناعة والطاقة والنفط والغاز في أنحاء إمارة أبوظبي إلكترونياً، وبشكل مباشر مع نظام مراقبة الانبعاثات التابع لها.
وتم تصميم نظام الربط الإلكتروني الجديد ليضم ما يصل إلى 500 مدخنة، ما يُمكِّن الجهات المعنية من الحصول على بيانات دقيقة وآنية.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي«في إطار جهودنا المستمرة لضمان تحسين جودة الهواء في الإمارة، وتعزيز سلامة وصحة سكانها، تم ربط أنظمة المراقبة المستمرة لانبعاثات مداخن المنشآت إلكترونيا مباشرة مع الهيئة، ما يتيح الحصول على بيانات دقيقة يستفاد منها في اتخاذ القرارات المناسبة».
وأضافت: «يمكننا النظام من قياس مدى فاعلية الإجراءات المتبعة لتحسين الممارسات التشغيلية في مختلف القطاعات، وتم ربط 53 مدخنة من القطاعات إلكترونيا مع نظام الهيئة بنجاح».
وقال المهندس أحمد محمد الرميثي وكيل دائرة الطاقة بأبوظبي، إن «مشروع الربط الإلكتروني يسمح لنا جمع البيانات المتعلقة بالانبعاثات، في أنحاء إمارة أبوظبي في الوقت الفعلي، ما يمنحنا فهما أفضل لمستويات الانبعاثات، ويمكننا من اتخاذ إجراءات مدروسة ووضع حلول فعالة للحد منها».
وأكد أن مشروع الربط الإلكتروني يعد خطوة حيوية في دعم استراتيجيات حكومة أبوظبي للاستدامة البيئية، ما يساعد في تحقيق الأهداف المتمثلة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحسين جودة الهواء في الإمارة«.
وقال عبد الله الخميري، المدير العام التنفيذي للشركة العربية للطاقة»التركيز على خفض الانبعاثات وتحسين ممارسات الاستدامة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومن هذا المنطلق قام مشروع أم النار المستقل للمياه والطاقة، بوضع نظام للمراقبة المستمرة لانبعاثات المداخن منذ عام 2016، وتم مشاركة بيانات الانبعاثات الحيوية مع الهيئة، ما يدل على التزام المحطة لدعم مبادرات حكومة أبوظبي البيئية ومساعيها لتحقيق الاستدامة«.
وأضاف:»يتيح لنا الوصول إلى هذه البيانات والمراقبة المستمرة لانبعاثاتنا، العمل بمسؤولية وإجراء تحسينات أساسية؛ حيث تتيح المراقبة المستمرة رؤية شاملة للانبعاثات الناتجة عن المحطة، وتحدّيد أي خلل طارئ بشكل مباشر، وتعزيز إجراءات التحكم في العملية وتساعد في الإدارة الاستباقية للمحطة”.
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان«تعتبر حديد الإمارات أركان مجموعة رائدة في مجال إزالة الكربون من صناعة الحديد ومواد البناء على نطاق واسع، ما يعزز مساهمتنا في المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 في الدولة».
وقال سلمان داود عبدالله نائب الرئيس التنفيذي للحوكمة البيئية والاجتماعية والاستدامة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم «يعمل نظام الربط الإلكتروني المبتكر مع هيئة البيئة – أبوظبي، على ضمان التواصل الوثيق بين الجهتين، ويساعد على تسهيل عملية جمع بيانات الانبعاثات وإعداد التقارير البيئية، من أجل دعم وضع السياسات واللوائح المستقبلية، ما يمكّن جميع الأطراف المعنية من تحقيق هدفنا المشترك والمتمثل في الحفاظ على بيئتنا من خلال فهم شامل لجودة الهواء في أبوظبي».

مقالات مشابهة

  • «زايد العليا» لـ «الاتحاد»: تحديث «الخريطة الجغرافية الذكية» لدعم أصحاب الهمم
  • 91 نوعاً من اللافقاريات والنباتات تحتضنها «محمية الوحوش» بدبي
  • حزب أعداء النجاح
  • «المشاط» تُشارك في اجتماع شبكة حشد استثمارات الطاقة النظيفة في دول الجنوب
  • نشطاء ومختصون: البيئة القطرية.. ثروة وطنية تستدعي حماية جماعية
  • وفد إندونيسي يزور «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»
  • جامع الشيخ زايد الكبير يسجِّل رقما قياسيا جديدا في عدد المرتادين
  • على وقع طبول الحرب مع إسرائيل.. إيران تعزز قوتها البحرية والأنظمة الإلكترونية
  • ربط أنظمة المراقبة المستمرة لانبعاثات المداخن في «الصناعة والطاقة» بأبوظبي إلكترونياً
  • الحياة البرية.. بأفضل المعايير