يمانيون:
2025-02-01@19:06:07 GMT

فلسطين كاختبار عالمي

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

فلسطين كاختبار عالمي

سند الصيادي

منذ بدأت معركة (طوفان الأقصى) يلهم السيد القائد عبدالملك الحوثي، كُتَّابَ الرأي والتحليل إلى أن يعيدوا قراءة الواقع بأبعاد مختلفة، يفتح أمامَهم آفاقاً من التأمل التي يوجب على الوعي أن يتطرق إليها، وعلى الحرف أن يتشكل في تفسيرها وإظهارها.

في كلمة الأسبوع أكّـد القائد أن العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على غزة منذ 10 أشهر كان امتحاناً واختباراً حقيقياً وخطيراً لضمير وقيم الإنسانية المشتركة لدى البشر جميعاً، لم يعد الأمر مُجَـرّد صراع وفق قواعد ونواميس الحروب، بل جريمة إبادة أهدرت فيها قيم الإنسانية، حق الوجود وحق الحياة وحق الكرامة.

يشير القائد بهذه الحقيقة إلى عملية فرز وغربلة عميقة أحدثها هذا التوحش والإجرام غير المسبوق، تجاوزت الفرز داخل أُمَّـة الإسلام إلى العالم الإنساني بجميع تكويناته الأثنية والعرقية، يقرأ السيد القائد بتأمل إيمَـاني عميق وحكيم وقائع المشهد العالمي الشعبي والإنساني الراهن على خلفية العدوان الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني.

انتفض الضمير الإنساني لدى شعوب أمريكا وأُورُوبا والشعوب الأُخرى، وَصنعت المظلومية في فلسطين الوعي العالمي كما يجب أن يكون بلا تضليل ولا تعتيم وَلا حجاب، وهي التي لطالما ترسخت فيها لقرون عقيدة تمجيد الصهيونية، كيف حدثت ثورة وعي في معاقل هذا الفكر الشيطاني، وَارتسم شرخ عميق بين المنظومات الحاكمة وَشعوبها.

لم يكن الحراك الطلابي والمظاهرات المندّدة بما يجري في غزة إلَّا في سياق هذا المعنى وهذه العناوين التي تزداد عرضاً، وَعلى مفاعيلها يتجسد الفرز الطرفي للآدمية داخل المجتمعات والدول والمكونات، طرف تجرد من كُـلّ قيمة وفضيلة، وطرف عريض وواسع في حجمه وتنوعه، لا يزال يحمل الضمير الإنساني ويتمسك به.

ثمة نقطة عميقة في معانيها ودلالاتها، يقول السيد القائد في معناها إن من ارتدادات هذا الاستنفار والوعي الإنساني العالمي إقبال الكثير من الغرب إلى الدخول في الإسلام، وليس هنا يكمن العمق وحسب في حديث سماحته، بل يشير القائد إلى أن من أسلموا تحت تأثير هذه المظلومية قدموا صورة لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي.

الإسلام والإنسانية صنوان لا يفترقان، وَإذَا كانت الإنسانية التي انبعثت لأجل فلسطين قد قادت شعوباً إلى الإسلام، فَــإنَّ البعض من المسلمين قد تخلوا عن إنسانيتهم وإسلامهم معاً، بدلًا عن أن تحييَ مظلومية فلسطين وجريمة الإبادة في غزة ضمائرهم وتحَرّك في وجدانهم الشعور بالمسؤولية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يُناقش سليمان العطار.. الفكر الإنساني والأدب

شهدت "قاعة الصالون الثقافي"؛ ندوة بعنوان "سليمان العطار.. الفكر الإنساني والأدب"، وذلك ضمن "المحور الثاني" للفعاليات، حيث شارك فيها كل من: الدكتور خيري دومة، الدكتور قحطان الفرج الله، الدكتور محمود الضبع، وأدار الجلسة؛ الدكتور محمود عبد الغفار.

أعرب الدكتور محمود عبد الغفار؛ عن سعادته بالمشاركة في لقاء يحتفي بشخصية عظيمة؛ مثل؛ الدكتور سليمان العطار؛ وأكد أن العطار؛ جمع بين الإنسانية والأكاديمية في جميع مراحل حياته، ما انعكس إيجابيًا على كل من تعامل معه، سواء في الإطار الأكاديمي أو الإنساني. كما عبّر عن سعادته بتنظيم ندوة تناقش هذه الشخصية النقدية والأكاديمية الفريدة في تاريخنا الحديث؛ وأشار إلى أن العطار؛ قد تميز بجوانب حياتية زاخرة بالمواقف الإنسانية والأخلاقية النادرة، مؤكدًا أنه لم يكن يهتم بالمال، وكان يرى أن ما في جيبه ليس ملكه وحده؛ وأوضح أنه كان يدفع أجورًا مرتفعة للسائقين، تفوق الأجرة الطبيعية، فقط لرؤية السعادة على وجوههم.

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود الضبع؛ أنه يحسب نفسه من المحظوظين في مصر؛ لأنه عاشر وتعرف على أساتذة كبار؛ مثل؛ الدكتور سليمان العطار؛ ووصفه بأنه إنسان مسالم؛ لم يخض صراعات مع أحد، ما جعله يترك إرثًا علميًا وإنسانيًا عظيمًا؛ وأشار  إلى جوانب غير معروفة عن العطار، منها صداقته مع الملك "خوان كارلوس"، والتي دفعته إلى إهداء مكتبته، كما تحدث عن حرص "العطار"؛ على جمع المفردات والتعبيرات عند زيارته قرى البرتغال، ما مكّنه من تقديم ترجمات دقيقة تعكس المعنى الحقيقي للنصوص؛ وليس مجرد ترجمة حرفية؛ وأن أحد أهم كتب العطار هو "مقدمة في تاريخ الأدب العربي"، الذي يتناول مفهوم "الشعرية الصحراوية"؛ وأن "العطار"، رغم كونه خريج كلية الزراعة، التحق بعد ذلك بكلية الآداب؛ وتخصص في اللغة العربية، مما أتاح له الجمع بين البحث العلمي والإنسانيات.

وتابع الضبع؛ حديثه؛ عن فلسفة "العطار"، مشيرًا إلى تأثره العميق بـ الإمام الغزالي، وهو ما انعكس في رؤيته للعالم والإنسان، حيث كان يؤمن بأن "جحيم الإنسان الحقيقي يكمن في عقله"، وأن "عالم الموت يسكن داخل الفكر البشري"؛ كما عبّر عن تأثره الشديد بالجانب الإنساني للعطار، موضحًا أنه كان الشخص الوحيد الذي استطاع إخراجه من عزلته.

أما الدكتور خيري دومة، فقد أشار إلى صعوبة الحديث عن شخصية مثل "سليمان العطار"، نظرًا لتعدد جوانبها الموسوعية؛ وذكر أنه كان أحد طلاب "العطار" عندما عاد من الخارج، وأشاد بقدرته على التدريس بأسلوب فريد، خاصة في "مقدمة ابن خلدون"، مؤكدًا أنه كان عابرًا للتخصصات، وترك بصمة واضحة في مختلف المجالات التي تناولها؛ وقد وأشار إلى أن "العطار" كان قادرًا على الجمع بين العلوم الطبيعية والإنسانية، مما جعله واحدًا من أهم أساتذة قسم اللغة العربية، موضحًا أنه، رغم التزامه بالأسس الأكاديمية، كان يفتح آفاقًا تأملية واسعة، ويتميز بحس متفرد في تقديم رؤاه الفكرية والعلمية؛ وأوضح  أن "العطار"؛ لم يقتصر على الإطار الأكاديمي، بل كان دائم البحث عن أفق فكري جديد، وحرص على تجاوز الحدود التقليدية في الدراسة والتأمل، ما انعكس على أسلوبه في التعامل مع طلابه وتلامذته.

من جهته، أعرب الدكتور قحطان الفرج الله؛ عن مشاعر متناقضة بين السعادة والحزن وهو يتحدث عن أستاذه "سليمان العطار"، مشيرًا إلى الخسارة الكبيرة التي يمثلها رحيله؛ وسرد العديد من المواقف الإنسانية التي جمعته بالعطار، ومنها حرصه على شراء الصحف بشكل دائم، حيث كان يقول له: "يجب أن نشتري الصحف حتى لا تنقرض هذه المهنة"، كما وصفه بأنه كان أنموذجًا نادرًا لـ "الإنسان الموسوعي" الذي فرّق بوضوح بين الفكر؛ ومصادر الفكر، وساهم في تطوير "نظرية التبعية" في العالم العربي؛ وأشار إلى أن "العطار": في أيامه الأخيرة كان منعزلًا بشكل ملحوظ، حيث ندر تواصله مع الآخرين، وعندما اتصل به "الفرج الله"؛ في آخر أسبوع من حياته، كانت مكالمته الأخيرة تحمل نبرة وداع مؤلمة.

واختتم "الفرج الله"؛ حديثه؛ بالتأكيد على أنه قام بجمع جميع ما كتبه "العطار"؛ على وسائل التواصل الاجتماعي، نظرًا لقيمة كتاباته الفكرية والإنسانية العميقة، مشددًا على فخره الكبير بأنه كان أحد طلابه.

مقالات مشابهة

  • دعما للعمل الإنساني للعام 2025
  • معرض الكتاب يُناقش سليمان العطار.. الفكر الإنساني والأدب
  • الإمارات نموذج عالمي في العطاء الإنساني ودعم الشعوب المنكوبة
  • مساعدات مصرية مستمرة لتحسين الوضع الإنساني والصحي في غزة
  • محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
  • استمرار دخول المساعدات المصرية إلى غزة عبر معبر رفح لتحسين الوضع الإنساني
  • ناطق حكومة التغيير: القائد محمد الضيف كرس حياته للقضية النبيلة المتمثلة في تحرير فلسطين
  • ناطق الحكومة: القائد محمد الضيف كرس حياته للقضية النبيلة المتمثلة في تحرير فلسطين
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا
  • القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي .. باعث العرفان العملي