حتى يظهر الجانب الإسرائيلي جديته.. مصدران مصريان يكشفان توقف محادثات غزة
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز، السبت، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة توقفت بعد مفاوضات مكثفة لثلاثة أيام فشلت في التوصل إلى نتيجة قابلة للتطبيق، وألقيا باللوم على إسرائيل في عدم وجود نية حقيقية لديها للتوصل إلى اتفاق.
وذكر المصدران اللذان تحدثا لرويترز وطلبا عدم الكشف عن هويتيهما أن سلوك المفاوضين الإسرائيليين يكشف عن "خلاف داخلي".
وبحسب المصادر، فإن الوفد الإسرائيلي كان يمنح موافقاته على عدة شروط قيد البحث، ثم يعود بتعديلات أو يطرح شروطا جديدة قد تهدد بإغراق المفاوضات.
وقالت المصادر إن الوسطاء اعتبروا "التناقضات والتأخير في الردود وإدخال شروط جديدة خلافا لما تم الاتفاق عليه سابقا" مؤشرات على أن الجانب الإسرائيلي ينظر إلى المحادثات على أنها إجراء شكلي يهدف إلى التأثير على الرأي العام.
وفي وقت سابق السبت، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، التابعة للدولة المصرية، عما أسمته مصدر مصري رفيع، قوله إن "القيادة الإسرائيلية تعمل على احتواء الرأي العام من خلال استهلاك الوقت في اجتماعات شكلية لجذب الرأي العام الإسرائيلي بعيدًا عن التوصل إلى صفقة لتجنب انهيار الائتلاف الحكومي".
وأضاف المصدر لقناة "القاهرة الإخبارية" أن "مصر تدعو إسرائيل إلى عدم عرقلة المفاوضات الجارية بشأن التهدئة بقطاع غزة، وطرح مبادئ جديدة تخالف ما تم الاتفاق عليه بهذا الصدد"
وفى وقت سابق، أكد مصدر مصري رفيع، لـ"القاهرة الإخبارية" أن "مصر تتمسك بانسحاب إسرائيل الكامل من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، وعدم وضع أي قيود على حركة المواطنين الفلسطينيين من القطاع وإليه".
وشدد المصدر على موقف مصر "بضرورة إتاحة إسرائيل الحرية لحركة المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى قطاع غزة"، مع التأكيد على "أهمية فتح جميع المعابر البرية مع القطاع فورًا".
والجمعة، قال مصدران مصريان ومصدر ثالث مطلع لوكالة رويترز، إن "مفاوضين إسرائيليين ومصريين يجرون محادثات بشأن نظام مراقبة إلكتروني على الحدود بين قطاع غزة ومصر، قد يتيح سحب القوات الإسرائيلية من المنطقة إذا تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار".
ولاحقا نفى مكتب نتانياهو التقرير الذي أوردته رويترز، والذي يفيد بأن إسرائيل تناقش إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا، واعتبر ذلك محض أخبار كاذبة، وفقا لما أفاد به مراسل "الحرة" في تل أبيب.
ودانت مصر في بيان، السبت، بـ"أشد العبارات" قصف إسرائيل منطقة المواصي غرب خان يونس المليئة بالنازحين، ما أدي لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين.
وذكر البيان الذي نشرته وزارة الخارجية المصرية على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن مصر طالبت إسرائيل "بالكف عن الاستهانة بأرواح المواطنين المدنيين العزل، والتحلي بالمعايير الإنسانية الواجبة التزاماً بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأوضحت الخارجية أن "تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن القبول بها تحت أي مبرر من المبررات".
وأكدت مصر في بيانها أن "تلك الانتهاكات المستمرة في حق المواطنين الفلسطينيين تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين وسط صمت وعجز دولي مخز".
وأعلنت السلطات الصحية في غزة، السبت، مقتل 71 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات في ضربة إسرائيلية على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت سابق، ذكرت مراسلة "الحرة"، أن "أعداد القتلى في تزايد مستمر جراء القصف الذي جاء بنحو 5 صواريخ على منطقة المواصي، حيث فُقدت عشرات العائلات بعد أن تمت تسوية خيامهم بالأرض"، في إشارة إلى النازحين الذين هربوا إلى المنطقة من مختلف أنحاء القطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، وقائد لواء خان يونس، رافع سلامة، في ضربات على منطقة المواصي قرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان نقله مراسل "الحرة"، إنه تم تنفيذ الهجوم باستخدام طائرات مقاتلة، مضيفا أن "الهجوم كان دقيقا".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن "التقديرات تشير إلى أن القتلى كانوا من عناصر حماس". وذكر أن الغارة "كانت في منطقة مسيجة تابعة لحماس، وأن معظم الأشخاص هناك كانوا من المسلحين".
والضيف، هو القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، والعقل المدبر الثاني لهجوم السابع من أكتوبر بعد رئيس حركة حماس في القطاع، يحيى السنوار، وفق إسرائيل.
من جانبها، نفت حركة حماس صحة هذه المعلومات، قائلة إن "الادعاءات الإسرائيلية حول استهداف قيادات الحركة كاذبة، وهدفها التغطية على حجم المجزرة"، مؤكدة أن القتلى من المدنيين.
ومنذ السابع من أكتوبر، تحدث تقارير عدة عن اختباء الضيف في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب غزة.
ومنذ الأسبوع الماضي، تجري محادثات في قطر ومصر بشأن اتفاق تدعمه واشنطن يسمح بوقف القتال في غزة، الذي دخل الآن شهره العاشر، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وذلك بمشاركة رؤساء المخابرات الأميركية والمصرية والإسرائيلية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القاهرة الإخباریة الرأی العام مصدر مصری قطاع غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
مستشرق إسرائيلي: محادثات واشنطن مع حماس دفعت لتهميش وفدنا
تحدث مستشرق إسرائيلي عن التهميش الأمريكي للوفد الإسرائيلي خلال جولة المفاوضات الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، مشيرا إلى أن محادثات واشنطن مع حركة حماس، أدت إلى دفع الوفد الإسرائيلي الضعيف إلى الهامش.
وأوضح المستشرق الإسرائيلي بنحاس عنبري، أنه "رغم أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لم يجلس وجها لوجه مع خليل الحية رئيس فريق التفاوض في حماس، إلا أن قيادة حماس بأكملها كانت في الدوحة، بجانب ممثلين عن الجهاد، وكانوا هم محور المفاوضات".
وذكر عنبري في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" وترجمته "عربي21" أن "نقطة غائبة عن الكثيرين تتعلق بالتهميش الأمريكي للوفد الإسرائيلي في مفاوضات صفقة التبادل، وذلك عقب سعي الولايات المتحدة لتغيير مكان انعقاد المفاوضات مع الوسيطين القطري والمصري، خوفا من التنصت الإسرائيلي".
وتساءل: "ما الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة وحماس تحديدا، وكيف نصل المرحلة الثانية، ونُنهي الحرب بطريقة تُمكّن بنيامين نتنياهو من تجاوز أزمة الائتلاف ومشاكله الأخرى، مع الاستمرار في إطلاق سراح المختطفين؟!".
وتابع: "بناءً على الأخبار الواردة من العالم العربي، هناك بالفعل تفاهمات أساسية بين الولايات المتحدة وحماس حول إنهاء الحرب في المرحلة الثانية، وإطلاق سراح جميع المختطفين، ولكن بسبب مشاكل نتنياهو، سيتم تحديد فترة انتقالية حتى نهاية شهر رمضان، وبعدها سيعمل، مع حكومته المستقرة، على تنفيذ خطة لإنهاء الحرب".
وأوضح أن "هذه الفترة الانتقالية تسمى "فترة الجسر" بين المرحلتين (أ وب)، وحتى الآن، ووفقًا للمعلومات المتاحة، تزعم حماس وجود اتفاق تنتهكه إسرائيل، وأن الوقت قد حان لإخلاء محور فيلادلفيا وفتح معبر رفح خلال فترة الوساطة، فيما تتضارب التقارير حول فترة الوساطة، إذ يؤكد الأمريكيون وحماس أنها لن تستمر بعد رمضان، أي حوالي ثلاثة أسابيع، حيث أضافت تل أبيب إجازة عيد الفصح لفترة الوساطة، والأنباء الواردة من تل أبيب أن ويتكوف اقترح أن تكون فترة الستين يوما الأخيرة مجرد تضليل".
وأشار إلى أنه "في هذه الأثناء، غادر ويتكوف للتعامل مع الأزمة في أوكرانيا، وعند عودته، يُفترض أنه إذا أبدت حماس مرونة، فإنها ستطالب بتجديد المساعدات، وفتح معبر رفح، حيث أُتيحت لمصر فرصة عرض مخططها على ويتكوف، الذي استمع إليه باهتمام بالغ، وكانت النتيجة تراجع دونالد ترامب عن مطالبته مصر باستقبال النازحين من غزة، على أن تُدرّب مصر والأردن قوات لإدارة غزة في سيناء، كي تحلّ محلّ شرطة حماس، بينما تحتفظ الحركة بأسلحتها".
وأوضح أنه "لا توجد قوة في العالم تستطيع إقناع مصر بدخول غزة، والقوة الوحيدة القادرة على أداء الدور الذي اقترحته حماس هي مصر، لكن يبدو أنه لم يتشاور معها بشأنه، فقد عاد وفدها للقاهرة، كي يناقش معها الخطة التي وضعتها مع آدم بوهلر، التي يمكن اعتبارها خطة اليوم التالي المتفق عليها بين الولايات المتحدة وحماس، مع العلم أن مصر ستقبل الدور الذي أسنده إليها الآخرون، كما جاء في قرارات القمة العربية".
وأوضح أنه "في الوقت الحالي، لا يتفق ويتكوف مع موقف مصر القاضي باحتفاظ حماس بسلاحها، ورغم الكلمات القاسية التي وجهها للحركة، فإنه بمجرد كسر المحرمات المفروضة على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس، فإن الاتصال بينهما سيستمر، بطريقة أو بأخرى، لأنه بمجرد موافقة ويتكوف على فترة انتقالية على الأقل، ستكون هذه هزيمة نكراء لحكومة نتنياهو، ولعل هذا سبب رغبتها بتمديد فترة "الجسر" إلى شهرين، ولعل الدرس الذي تعلمه أن التأجيل أمر جيد دائماً".