نفى القيادي بالحرية والتغيير، خالد عمر يوسف بصورة قاطعة وجود خلاف حول مدة سنوات دمج الدعم السريع داخل الجيش، مؤكدا توقيع الطرفين على نص “الا تتجاوز مدة الدمج 10 سنوات”. مضيفا أن أبرز أوجه الاتفاق كان حول رئاسة “هيئة القيادة”، أولى مراحل الدمج.

وكشف لـ “التغيير” مطلوبات الجيش والدعم السريع من أجل خفض التوتر قبل الحرب، مشيرا إلى مطالبة الجيش بسحب قوات الدعم السريع من الخرطوم، فيما طلب حميدتي معالجة وجود “الطيران الأجنبي” بمنطقة مروي، الذي شكك بأنه يستهدف قواته.

كما سرد يوسف تفاصيل أول لقاء جمع بين “البرهان” و”حميدتي” بعد مقاطعة طويلة، والذي رتبت له الحرية والتغيير في منطقة محايدة بتاريخ 8 أبريل. كاشفا عن تطور التوتر بين الطرفين عقب تغيب البرهان عن اجتماع في اليوم التالي، مدعيا المرض.

التغيير: حوار: أمل محمد الحسن

تصريحات الفريق ياسر العطا حول كونكم حلفاء للدعم السريع حولت الاتهامات التي كانت متداولة في الوسائط الاجتماعية إلى اتهامات رسمية، ما هو ردك عليه؟

“هذه فرية” أطلقها فلول النظام البائد لتصفية قوى الثورة عبر حرب 15 أبريل، ومنذ الطلقة الأولى أعلنا موقفنا ضد الحرب وعملنا على ايقافها. أما استخدام العطا لهذه الفرية يأتي في إطار الاستقطاب السياسي.

بيان الحرية والتغيير أورد مجتزأ من حديث للعطا معكم يقول إن الحرب ستستمر فقط 6 ساعات هل هذا يعني أنه تم مناقشة سيناريو الحرب مسبقا؟

التوتر بين الجيش والدعم السريع قديم للغاية، وبدأ قبل انقلاب 25 أكتوبر، وحذرت منه القوى المدنية من وقت مبكر جدا، وكما تذكرون في مبادرة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في يونيو 2021 قبيل 4 أشهر من الانقلاب قال جملة مشهورة: “هناك خلاف بين العسكريين والعسكريين، وهناك خلاف بين المدنيين والمدنيين وهناك خلاف بين العسكريين والمدنيين” وذكر فيها إنه “يجب وقف التشظي داخل المؤسسة العسكرية، والتعامل مع هذه المسألة بكل الجدية والصرامة لحماية الانتقال لأن التحدي الكبير الآن هو أن يكون السودان أو لا يكون”، الحقيقة هي أن القوى المدنية في ذلك الوقت طرحت رؤية واضحة تقوم على ضرورة أن توضع مسألة الإصلاح الأمني والعسكري كأولوية بما يقود لجيش واحد مهني وقومي لأننا كلنا نعلم أنه بدون ذلك سنذهب نحو هذا الانفجار، النقاشات ايضا مع الطرفين بدأت منذ وقت مبكر حول هذه القضية وكيفية تجنب الحرب اعطتنا فكرة واضحة عن الطريقة التي يفكر بها “الطرفين” واحتمالات انحدار البلاد إلى اتون الحرب

ما هو جوهر ملامح هذه الخلافات من وجهة نظرك؟

الجيش والدعم السريع قوتان متوازيتان بقيادة منفصلة ومنخرطان في العمل السياسي، ومن الطبيعي أن تحدث بينهما تناقضات سياسية، عندما يختلف المدنيون يحلون تناقضاتهم عبر الحوار، لكن الخلافات السياسية بين القوى التي تحمل السلاح نتيجتها هي الحرب. من جهة أخرى، استخدم نظام المؤتمر الوطني البائد من خلال وجوده داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية هذا الخلاف وعملوا على زيادته وسعوا لتوسعة الشقة بين العسكريين والمدنيين ايضاً من أجل احداث حالة فوضى تعود بهم الى المشهد مرة أخرى. كان يمكن تلافي كل هذه الخلافات حال واصلت جميع الأطراف في الحوار السياسي، لكن أجندة الفلول التي لا علاقة لها بالجيش الواحد ولا بالوطن، سارعت لدفع البلاد إلى الحرب.

الجيش طالب بسحب قوات الدعم السريع من الخرطوم ومروي فيما طالب حميدتي بالغاء قرار إعادة الدفاع الشعبي وهيئة العمليات وسحب الطيران “الأجنبي” من مطار مروي

هذا يقودنا إلى الاتفاق الإطاري الذي أظهر الخلافات بصورة جلية في ورشة الترتيبات الأمنية، هل هذا يعطي مؤشر حول أن خطة دمج الدعم السريع لم تكن موضوعة بطريقة مثالية لذا عمقت الخلافات؟

“لالا العكس تماما” أجاب بحزم.

قضية الوصول إلى الجيش الواحد المهني هي قضية معقدة وليست بسيطة وأول مرة يتم تناولها بعمق في الاتفاق الإطاري وهي كانت مرحلة الانتقال من “الشعارات” إلى الترتيبات العملية. وفي 15 مارس قبل شهر من الحرب كان التوقيع على ورقة (أسس ومبادئ اصلاح القطاع الأمني والعسكري) التي وقعت عليها القوات المسلحة والدعم السريع والقوى المدنية وهي ورقة حددت ماهية الاصلاحات المطلوبة واشترطت ألا تتجاوز مدة الدمج 10 سنوات، وحددت مراحل الدمج في 4 مراحل الأولى تبدأ بمرحلة توحيد هيئة القيادة. كما اتفق الطرفان على أن تكون الهيئة مكونة من 4 أعضاء من القوات المسلحة مقابل2 من الدعم السريع، وانحصر الخلاف في رئاستها، وهذه كانت أهم النقاط الخلافية، حيث رأت القوات المسلحة أن يكون رئيسها القائد العام والدعم السريع طالب أن يكون رئيسها هو رأس الدولة المدني الذي يشغل موقع القائد الأعلى للقوات النظامية بحكم موقعه.

لكن كان هناك اعتراض على مدة الـ 10 سنوات الخاصة بدمج الدعم السريع من جانب الجيش الذي كان يفترض أن 6 أشهر فترة كافية، أليس هذا صحيح؟

“هز رأسه نافيا”، وأضاف: هذه معلومة غير صحيحة كلياً والحقيقة أن الموقف الابتدائي للجيش كان أن تكون مدة الدمج قصيرة للغاية والموقف الابتدائي للدعم السريع هو أن يتم الدمج في 22 عام ولكن في ورقة أسس ومبادئ الاصلاح الأمني والعسكري والموقعة بواسطة القوات المسلحة والدعم السريع والقوى المدنية (وقعت جميع الاطراف على الا تتجاوز مدة الدمج 10 سنوات). هذا نص موقع عليه وبالتالي القضية الرئيسية التي تبقت لم تكن مدة الدمج.

لماذا اذا قاطعت قيادة الجيش اليوم الختامي لورشة الترتيبات الأمنية؟

كانت هناك تباينات منذ اليوم الأول، حيث طالبت القوات المسلحة أن تكون الورشة وأن تدار بواسطتهم فقط، وبعد نقاشات طويلة تم التوصل لأن تكون بين العسكريين والمدنيين في النقاش والإدارة، وكان من المأمول أن يتم الفراغ من عمل اللجنة الفنية قبل ختام الورشة ولكن هذه اللجنة لم تتمكن من ذلك، وفي اليوم الأخير قال قادة الجيش في اللحظات الأخيرة إنهم لا يقبلون اغلاق هذه الورشة والتوقيع على التوصيات النهائية قبل فراغ اللجان الفنية من عملها وهذا ما أدى إلى ظهور ذلك الحادث في اليوم الختامي.

هل كان من الممكن تلافي نقطة الخلاف “الوحيدة” بالحوار؟

أكيد.. وهناك جهد كبير بذل من أجل تلافيها بالحوار، وتقدمت جهات خارجية بالوساطة وقدمت مقترحات عملية والحرية والتغيير قبل يوم من الحرب تقدمت باقتراح الإتفاق على حزمة اجراءات لخفض التوتر كأولوية واقترحنا أن يمدد النقاش حول هذه القضية لفترة أطول لاعادة بناء الثقة والعودة للنقاش في جو افضل من أجل تلافي هذه الحرب، ولازلنا نعتقد بأنه حتى وان استمر نقاش هذه القضية لسنوات كان سيكون أفضل من أن يكون هنالك حرب ليوم واحد في السودان.

حدثنا عن “اجتماع يوم ما قبل الحرب”، حيث كان اجتماعا شهيرا دارت فيه أحداث كتيرة وكان البرهان موافق على لقاء حميدتي. ماذا حدث؟

اسمحوا لي بالعودة إلى اسبوع قبل هذا التاريخ، تحديدا يوم 8 أبريل، وهو التاريخ الذي نجحنا فيه في الحرية والتغيير في ترتيب اجتماع مباشر بين “البرهان” و”حميدتي” لأول مرة منذ التوتر الكبير الذي حدث بينهما.

مقاطعة: أين تم هذا الاجتماع؟

في مكان محايد، مزرعة بعيدة وطالبناهم في هذا الاجتماع بطرح قضايا عملية وخطوات لبناء الثقة اذا قام بها كل طرف يتم استرداد الثقة تدريجياً.

عبارة “معركة الكرامة” تم استخدامها من الكيزان قبل الحرب

ماذا طلب كل جنرال؟

البرهان طلب من الدعم السريع انه يوقف ايفاد قواته إلى الخرطوم والدعم السريع طرح في ذلك الاجتماع قضية مطار مروي وأن هنالك “طيران أجنبي” يستهدف الدعم السريع وطلب سحب هذه الطائرات والا سيقوم بإرسال قواته إلى مروي، وتم الاتفاق في نهاية هذا الإجتماع على أن يعقد لقاء جديد في اليوم التالي بحضور برهان وحميدتي وهيئة عملياتهما.

مقاطعة: من الذي حضر من الجانب المدني، هل أنت كنت أحد الشهود؟

لا، أنا لم أكن حضورا في هذا الاجتماع، حضر كل من بابكر فيصل والواثق البرير وطه عثمان، ثلاثتهم حضروا جانب من الاجتماع ثم تركوا البرهان وحميدتي في اجتماع مغلق.

ماذا حدث في اجتماع اليوم التالي؟

كان الاتفاق أن يعقد اجتماع آخر في اليوم التالي الموافق 9 أبريل، بحضور البرهان وحميدتي وقادة الجيش والدعم السريع، وأن تتم تغطيته عبر الإعلام من أجل أن يتم ارسال رسائل ايجابية للشعب السوداني بأن الطرفين ذاهبان في اتجاه التهدئة.

لم يشاهد الشعب السوداني لقاء تلفزيونياً في ذلك اليوم، هل لم يتفق الطرفان على التهدئة؟

للأسف الشديد عندما أتت مواعيد الاجتماع لم نتمكن من الوصول إلى القائد العام للقوات المسلحة وبعد ساعات طويلة اعتذر بأنه كان مريضاً ولم يتمكن من الحضور. وعدم قيام الاجتماع أدى إلى نتيجة عكسية وزاد حدة التوتر لأن قائد الدعم السريع اعتبر عدم حضور البرهان عدم جدية ومراوغة على حد تعبيره، وبالتالي القرار الذي اتحذوه في اليوم التالي هو ارسال قواتهم إلى مروي. مما أدى لارتفاع وتيرة التوتر وانهارت كل محاولات التهدئة حينها.

هل توقفت الحرية والتغيير هنا عن التدخل؟

قمنا بعمل نقاشات مطولة مع قائد الجيش يومي 9 و10 ابريل وبعد ارسال القوات لمروي، من أجل إعادة ترتيب لقاء مباشر مع حميدتي مرة أخرى، والاتفاق على حزمة اجراءات جديدة لخفض التوتر، لكن تعثرت محاولاتنا والمحاولات الدولية ايضا التي تقدمت باقتراح عقد لقاء بين القائدين خارج السودان.

مقاطعة: ماهي الجهات الدولية التي قادت هذه المحاولات؟

الآلية الثلاثية تقدمت بمبادرة عبر فولكر لكن الرباعية كانت مبادرتها أكثر قوة.

فلنعد مرة أخرى إلى الاجتماع الذي تم قبل الحرب بيوم، ما الذي حدث؟

يوم 14 ابريل التوتر أصبح عاليا للغاية، في ذلك اليوم عقدنا اجتماعا مع البرهان حوالي الساعة 11 ليلا واستمر حتى 1 صباحا اتفقنا في هذا الاجتماع أن يتم عقد اجتماع صبيحة اليوم التالي وأن تتكون لجنة برئاسة الهادي ادريس وعضوية قائدي العمليات بالجيش خالد الشامي والدعم السريع عثمان عمليات وتنحصر مسؤولية هذه اللجنة في نزع فتيل التوتر باجراءات على الأرض ومنها زيارة إلى مروي و”الهادي” كان على استعداد للذهاب إلى هناك في اليوم التالي فورا. بعد ذلك خرجنا للقاء الدعم السريع وتحدثنا مع عبد الرحيم دقلو حوالي الثانية والنصف صباحا وأكد على موافقتهم بحضور الاجتماع والذهاب في اتجاه نزع فتيل التوتر.

ما هي اجراءات خفض التوتر التي تمت مناقشتها مع البرهان هل فقط الذهاب إلى مروي؟

كانت هناك مقترحات متكاملة، والحرية والتغيير قدمت لهم ورقة تشمل مقترحاً متكاملاً لتجنب الاصطدام في ذلك الوقت.

ما هي مطلوبات خفض التوتر بالتفصيل؟

كان الحديث حول إجراء ترتيبات كاملة لخفض التوتر، حيث طالب الجيش بسحب الدعم السريع لقواته من الخرطوم ومن منطقة مروي، وبالنسبة للدعم السريع طالب بالغاء قراري إعادة الدفاع الشعبي وهيئة العمليات، إلى جانب قضية الطيران في مروي. واتهم الجيش بالعمل على التسليح في مناطق دارفور ضده.

كل ما حدث من تصعيد هو أمر لاحق لقضية الترتيبات الأمنية، كيف يمكن أن يكون الطرفان موافقان على كافة التفاصيل فيها واختلاف حول نقطة واحدة ويحدث كل هذا التصعيد بينهما، كأن هناك حلقة مفقودة ما هو السبب الجوهري من وجهة نظرك؟

لأكون صريحاً.. من الواضح أن قيادة القوات المسلحة لم تكن موحدة تجاه الاتفاق الإطاري، في تقديري فإن قائد الجيش وقع الاتفاق الإطاري عن قناعة حيث قام بمناقشة مسودة الدستور الانتقالي سطراً سطراً، نقاشاً مباشراً مع لجنة مصغرة من الحرية والتغيير وفي اجتماعات مشتركة بحضور حميدتي أيضاً.

استمرار النقاش حول النقاط الخلافية لسنوات أفضل من حرب ليوم واحد في السودان

هل قبلها الجيش بدون تعديلات؟

هم اجروا عليها تعديلات استناداً على هذا النقاش ويوم 24 اكتوبر سلموها للآلية الثلاثية مشيرين إلى أن الدستور بالتعديلات التي اجروها عليه مقبول بالنسبة لهم.

ما هي أهم التعديلات التي وضعوها على وثيقة المحامين؟

تركزت التعديلات في الاصلاح الأمني والعسكري وملف العدالة. ونحن في الحرية والتغيير قلنا أننا لا يمكننا اتخاذ قرار منفرد في قضية مثل العدالة على سبيل المثال.

مقاطعة: هل فعلا كانت لديهم مطالب حول منحهم حصانات من المحاسبة؟

طبعاً في مسودة الدستور الانتقالي كان هناك نقاش حول موضوع الحصانات ورأينا حسمها عبر نقاش أوسع، واقترحنا أن يتم التوقيع على ما تم الاتفاق حوله في اتفاق اطاري، ثم صغنا الاتفاق والتقينا بالبرهان وحميدتي سويا واتفقنا معهم على النص النهائي وترتيبات التوقيع ويومه والاطراف التي ستوقع وذهبنا نحو التوقيع وكان جهد سوداني بنسبة 100% لم تحدث فيه وساطة مطلقاً، وخلاصة نقاشاتنا منحنها للآلية الثلاثية والرباعية.

في الجزء التالي من المقابلة يتحدث خالد عمر يوسف، عن موقف “البرهان” من الإتفاق الإطاري وما تلاه من أحداث

الوسومالحرية والتغيير- المجلس المركزي حرب الجيش والدعم السريع خالد عمر يوسف عبد الفتاح البرهان محمد حمدان دقلو (حميدتي)

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرية والتغيير المجلس المركزي حرب الجيش والدعم السريع خالد عمر يوسف عبد الفتاح البرهان الجیش والدعم السریع الحریة والتغییر فی الیوم التالی الدعم السریع من القوات المسلحة هذا الاجتماع قبل الحرب أن تکون أن یکون فی ذلک من أجل أن یتم

إقرأ أيضاً:

الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر

الناس الحاليا واقفين ضد الجيش (او خليني اقول ضد الحرب) هسي . اذا افترضنا فيهم حسن النية ف هم بعاينوا لمعاناة المواطن الموجود في مناطق الحرب و بعاينوا لخسائر السودان من وراء الحرب و بيربطوا الموضوع ده بالكيزان و بيدعوا انو الموضوع ده حرب سلطة …

و اي زول شايف الحرب الدائرة في السودان دي حرب جنرالين مع بعض بخصوص السلطة ف انا بقول ليك بالفم المليان ( انت ما فاهم سياق الحرب)

الحرب الحاصلة في السودان دي تم التنبؤ بيها بواسطة كمية كبيرة جدا من السياسيين بل حتى و رجال الدين ( زي المرحوم الشيخ محمد سيد حاج) … لانو الموضوع ده هو مشروع اجنبي

لمن اقول ليك مشروع اجنبي بقصد انو ممكن يستعمل اي اذرع محلية … و اي عملاء … ما بالضرورة فلان او علان … في النهاية المشروع نفسو ماشي …
المشروع يا سيدي العزيز كالتالي :
١ تفكيك السودان و تفتيتو لدويلات و استغلال ثرواتو
٢ احداث تغيير ديموغرافي و احلال و ابدال لمواطنين المنطقة

و طبعا بي ضعف السودان و عدم وجود دولة ذات سيادة فيهو الحاجة دي من جانب بتسهل سرقة ثرواتو .. و من جانب تاني و ده الاهم بتحدث فراغ امني في المنطقة و بالتالي قواعد حربية لدول عظمى عندها صراع بينها و بتتصارع على الشرق الاوسط و على المنافذ البحرية و خطوط التجارة العالمية … و الكلام ده اكبر من البرهان و اكبر من حميدتي و اكبر مني و منك … لكن الله اكبر …

المشروع ده قدييييم و تم التحدث عنو من بداية الالفينات ( منذ عام ٢٠٠٢ ) لدرجة في ناس كتار كانوا قايلينو ونسة و كلام ساي … لكن المشروع ماشي بالنص كما نص التحليل السياسي و كما تضمنت مسودة المشروع….

المشروع وجد ادوات تم انشاءها في فترات متفاوتة .. زي الدعم السريع ..و زي قوى الحرية و التغيير …و غيرها .. و انطبخ على نار هادئة جدا…

ف انت لمن تقول اقعدوا اتفاوضوا … انت بتتخيل انو التفاوض مع الدعم السريع ممكن يفضي لنتيجة …و ممكن عبر التفاوض انت تحصل على دولة مستقرة و ذات سيادة مرة اخرى … او عبر التفاوض ممكن ما يتم تهجيرك ..و ( ما تسكن بيتك الكدايس كما ذل به لسان قائدهم) ف آنت واهم …..و ما عارف المطرة صابة وين…

و ما عارف انو الحاجات الانت داير تفاوض عليها دي بتعارض اساس المشروع … و الموافقة عليها يعني هدر تام لكل الموارد و المجهود التم دفع فاتورتو اثناء التخطيط للمشروع خلال اكثر من عقدين من الزمان ….

مع الوضع الاقتصادي العالمي و مع الراهن السياسي العالمي … القوى العظمى دي حاليا ما عندها اذرع عسكرية غير الدعم السريع تقدر تحاول تطبق بيها مشروعها ده .. بلغة اخرى ما بتتحمل تكلفة تدخل عسكري مباشر لانو في ملفات كبيرة جدا شاغلاها و ما زالت تلعق جروح خسائرها الناتجة عن التدخلات العسكرية المباشرة بشكل قد يؤدي الى انهيار اقتصادي للدولار و تغير اقطاب الاقتصاد عالميا و استبدال الدولار بعملات اخرى و ما عايزين نتوغل في الحتة دي … لكن خليك عارف انو كلو مرتبط ببعضو…

و الموضوع ده بخلي حاجة الدول العظمى الماسة لانجاز مشروعها في السودان عبر ذراعها ( الدعم السريع ) هي حاجة قصوى و مكنكشة في تمويل المشروع ده بالغالي و النفيس
و مافي طريقة انك تفشلو الا عسكريا بقطع الذراع الاسمو الدعم السريع ده .. ثم تفاوض من موضع قوة

ولو انتصرت على ذراعها ده ما حتقدر تكون ذراع عسكري بحجم و قوة الدعم السريع في ال ٥٠ سنة او ال 100 سنة القدامك دي … الا كان تقلب ليك الحركات المسلحة و دي كلها مجتمعة اقل ب ١٠٠ ضعف خطورة من الدعم السريع اذا اخدنا بالحسبان الاختراقات الاستخباراتية و التمكن من مفاصل الدولة.
عليه الحرب الحاصلة دي لابد من خوضها عسكريا

و الدعم السريع ده الليلة دي لو الجيش مشى فاوضو و الجيش اتنازل عن كل شي و قال ليهو نحنا عملنا ارضا سلاح .. ابدا ما تتخيل انو المناظر الماساوية البتشوفها و بتخليك تقول (لازم الحرب تقيف) دي حتنتهي … ابدا

بالعكس كدة الجيش بكون اخلى ليهم الساحة عشان ينفذوا مشروعهم باريحية اكتر ….
القتل بدل بالواحد حيكون بالكوتة و مقابر تتحفر بالاليات الثقيلة
و الاغتصاب حيكون بالصف

و هجرة اهلهم للخرطوم حتكون بالباصات السفرية المكيفة و دي اساسا اول ايام في الحرب لما شموا ريحة انتصار في الخرطوم ابدا ما اتاخروا في انهم يبدوا في ترحيل اهلهم …. حاليا مع تقدم الجيش في الخرطوم بدت عندهم رحلتهم العكسية …. و دي هم ما داسينها … انو رغبتهم هي السكن في بيوت الخرطوم
و انت ما حتشوف بيتكم قريب

عشان كدة نحنا بنقول بل بس .رغم بشاعة ما يحدث الان و رغم ما يبكي اعييننا من مشاهد… لوعينا بانو الحرب دي تحديدا بتختلف من حرب الجنوب و كل الحروب الاخرى الانت بتستشهد بيها في كلامك عن انو كل الحروب بتننتهي بتفاوض … و لوعينا بانو اذا الجيش رفع يدو لن يزيد الامر الا سوء…

الحرب المرة دي ضدك انت .. من اجل تهجيرك و قتلك انت … وليست حرب قضية حقيقية …
انت كمواطن سوداني …افهم انو املك الوحيد اذا عايز ترجع بيتك انو الجيش ينتصر … فقط …
الجيش كمؤسسة بكل علاتو و مشاكلو و ما فيهو من قصور …. هو حاليا بعد الله املك الوحيد في الرجوع لبيتك …

الكلام ده انت لو ما فاهمو حتدعم خط ابدا ما حيرجعك بيتك..
و باذن الله سينتصر الجيش السوداني

Ahmed Crash

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • مصائب الكيزان في بلاد السودان!
  • يرضون أنفسهم بخطاب الكيزان وإشعال الحرب لعله ينسيهم عذاب ضمائرهم وخيانتهم للمواطنين
  • السودان: اجتماع بالقاهرة لبحث سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • هآرتس: رد حماس الأخير أشعل نزاعا حادا بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية
  • أبي أحمد: لم نستغل حرب السودان
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • شهود عيان لـ«التغيير»: قوات الدعم السريع وموالين لها يستهدفون ناجين من مجازر الجنينة
  • الجنوبيون بمحافظة أبين يهددون بالتصعيد ويتهمون الأجهزة الأمنية والعسكرية في عدن بالفشل .. الائتلاف الوطني الجنوبي يخرج عن دائرة الصمت