حكم نهائي.. إسقاط تهمة القتل غير العمد عن أليك بالدوين
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
بعد أشهر من توجيه تهمة القتل غير العمد إلى الممثل أليك بالدوين، أسقطت قاضية نيو مكسيكو الاتهام الموجه إليه، المرتبط بحادث إطلاق النار أثناء تصوير فيلم "راست" ( Rust) الذي أودى بحياة المصورة السينمائية هالينا هاتشينز في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وجاء قرار القاضية استنادا على حجب بعض الأدلة المتعلقة بكيفية انتهاء طلقات الذخيرة الحية في موقع التصوير، وجاء في حيثيات الحكم أن المدعين لم يسلموا الأدلة بشكل صحيح للدفاع.
وبعد 4 أيام من بدء المحاكمة قالت القاضية ماري مارلو سومر إن حجب المعلومات كان مقصودا ومتعمدا، ولذلك كان على المحكمة تصحيح هذا الخطأ، وقضت بإسقاط التهم الموجهة إلى الممثل البالغ من العمر 66 عاما بعد أن وجدت أن هناك أدلة تم إخفاؤها كانت في صالحه وهو ما يضع حدا للقضية.
جاء ذلك بعد الطلب الذي قدمه محامو بالدوين برفض القضية بحجة عدم تقديم الأدلة بشكل كافٍ وواضح، حيث كان الدليل عبارة عن ذخيرة حية تم تسليمها إلى شرطة نيو مكسيكو في مارس/آذار بعد إدانة هانا جوتيريز ريد المسؤولة عن الأسلحة في الفيلم، حيث حُكم عليها بالسجن مدة 18 شهرا وتقوم بالاستئناف ضد الإدانة حاليا.
وقال ألكيس سبيرو محامي بالدوين إن هذه الأدلة تشير إلى أن الذخيرة الحية التي وصلت إلى موقع التصوير جاءت من مورد الأدوات وليس من صانع دروع الفيلم.
وألقى دفاع بالدوين اللوم على المسؤول عن أسلحة الفيلم والمساعد الأول للمخرج المسؤول بشكل مشترك عن سلامة الأسلحة النارية في موقع التصوير بسبب السماح بتحميل ذخيرة حية في البندقية والفشل في جعلها آمنة قبل أن تصل إلى بالدوين، بعد أن زعم ممثلو الادعاء الأربعاء الماضي أن بالدوين انتهك القواعد الأساسية لسلامة الأسلحة النارية؛ حيث وجّه البندقية نحو هاتشينز وضغط على الزناد.
ووثقت الكاميرا انهيار بالدوين بالبكاء لحظة إعلان القرار وإسقاط التهمة، حيث كان من الممكن أن يواجه السجن 18 شهرا إذا تمت إدانته، وغادر سريعا بدون أن يدلي بأي تصريحات إعلامية، لتنتهي القضية الجنائية المرفوعة ضد بالدوين بشأن وفاة هاتشينز البالغة من العمر 42 عاما، وإصابة مخرج الفيلم جويل سوزا بسبب رصاصة حقيقية من مسدس كان يتدرب عليه الممثل الأميركي لأحد مشاهد فيلم "راست"، وأثناء الواقعة نُقلت هاتشينز إلى المستشفى، وما لبثت حتى أعلن الأطباء وفاتها، بينما أصيب سوزا بجراح وغادر المستشفى بعد مدة قصيرة.
لتبدأ التحقيقات في الواقعة واستجواب بالدوين الذي أكدت الشرطة على حضوره طوعا للاستجواب والإدلاء بأقواله، وواصلت الشرطة بعدها التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث الذي وقع في مزرعة بونانزا كريك.
وفي مايو/أيار 2023 وبعد 18 شهرا من التوقف تم استئناف التصوير، وكان الممثل الأميركي الذي اشتهر بتقليد الرئيس السابق دونالد ترامب في "ساترداي نايت " (Saturday Night Live)، يجسد في "راست" شخصية هارلاند روست الخارج عن القانون في كانساس خلال ثمانينات القرن الـ19، ويحاول خلال الأحداث إنقاذ حفيده الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة القتل العرضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سينما
إقرأ أيضاً:
المشهد السوري اليوم!
سند الصيادي
سألت صديق سوري عن ما يحدث في محافظات الساحل السوري، فأجابني بغصة كبيرة بالقول: خدعوك فقالوا عنهم فلول نظام بائد تمردوا على النظام الجديد، إنهم مدنيون يشكلون مكوناً أصيلاً من شعب يتعرض للانتهاكات والاستهداف والحقد الممنهج، كانوا قد خرجوا فرحًا واستبشاراً بسقوط النظام السابق كما غيرهم من بقية مكونات المجتمع السوري، وتفاءلوا خيرًا بالنظام الجديد، غير أنهم أخطأوا التقدير، فالنظام الجديد ليس إلَّا جماعة دموية مشحونة بالتعصب الطائفي والعِرقي، مدربة على القتل والإذلال والامتهان، حرص الإعلام أن يجمل صورهم على الشاشات، فيما عصاباتهم ترك لها العقال لتعبث في نسيج هذا الشعب المسالم، لم يكن قرار العفو والتسامح إلَّا إيذانًا ببدء التصفيات وغطاء لما يرتكب من جرائم حرصت العدسات أَلَّا تسلط الضوء عليها، كما قال صديقي الإعلامي السوري.
المشهد الحاصل في سوريا اليوم، احتلال صهيوني يتوسع وَعدوان جوي مفتوح بنك أهدافه حيثما وَوقتما أراد أن يقصف ويدمّـر وَيقوض ما بقي لهذه الدولة من مقومات، ونظام نال اعتراف العالم يقدم خطاباً لينًا تجاه ما يجري من عدوان واحتلال، تجده مشغولاً بقطع أرزاق جزء كبير من شعبه، والتحريض عليهم والتنكيل بهم بأدوات من مختلف مسوخ وأجناس الأرض، الضحايا بالآلاف والقائمة لا تزال مفتوحة، في ظل هالة إعلامية متوازية مع هذا الواقع تصف الضحايا بكونهم مجرمين يستحقون القتل.. بل ويُنادى على المآذن للجهاد عليهم دون سواهم!
سيلعن الله والتاريخ كُـلّ قلم ومنبر ديني أَو إعلامي عربي إسلامي أخفى أَو تغاضى عمدًا بدوافع وأحقاد، عَمَّا يحدث من جرائمَ مشهودة بحق الإنسانية -أيًّا كان لونها أَو عرقها أَو نهجها- في أي بلد من بلدان الأُمَّــة.
نحن في زمن مخيف باتت فيه الضمائر محيدة وميتة بفعل النزوات والمناكفات، هذا الصراع غيب المبادئ والأخلاقيات لدى الكثير، وتجلت فيه سنن الله في الأرض، كأَسَاس للتمحيص والتمييز.
أما نحن في الحالة اليمنية، إذَا لم نع لحجم الخطر الذي يتربص بنا وعززنا عوامل قوتنا وطاعاتنا وتسليمنا لقيادتنا الحكيمة، سنجد أنفسنا ذات يوم رهينة لمسوخ بشرية يركبون على ظهورنا ويجبرونا على ممارسة العواء كالكلاب، قبل أن يمطروا أجسادنا بالرصاص فرادى وجماعات، كما يحدث الآن في سورية.
لن نترك السلاح.. حتى لا نسبى كالأنعام، جعل الله رمضان رحمة ومغفرة ونصراً مؤزراً..