تحقيق وترحيل.. أوضاع صعبة يعانيها الفلسطينيون في الامارات تزامنا مع الحرب بغزة
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
"تحقيق وترحيل".. أوضاع صعبة يعانيها الفلسطينيون في الامارات تزامنا مع الحرب بغزة
في حفل التخرج في جامعة نيويورك أبوظبي في شهر أيار/ مايو الماضي، هتف طالب يرتدي الكوفية الفلسطينية التقليدية باللونين الأبيض والأسود: "فلسطين حرة" أثناء عبوره المسرح لتسلم شهادته، وهو ما تسبب بإقدام السلطات المحلية على ترحيله عن البلاد.
وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تحاول فيه الإمارات الموازنة بين اعترافها الدبلوماسي بـ "إسرائيل" وحرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من تسعة شهور ضد قطاع غزة، بحسب ما ذكر تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".
وبحسب شهادات جمعتها "عربي21"، لا تعد هذه الحالة الأولى من نوعها، بل هي تعكس سياسة منظمة تتبعها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الإمارات، من خلال التضييق على المقيمين الفلسطينيين.
حالة اختفاء
تكشف منار (اسم مستعار) أنه جرى احتجاز زوجها لأول مرة لمدة أسبوعين دون أن تعرف عنه أي شي، وهو ما دفعها للاتصال بالشرطة ووزارة الصحة لتعرف أي أخبار عنه، وجاء الرد أنهم لا يعرفون شيئا.
وتضيف منار لـ "عربي21" أنها عاودت الاتصال بالشرطة بعد مرور عدة أيام على اختفاء زوجها، يأتي الرد أنه محتجز لدى الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، مع الرفض بتقديم أي معلومات إضافية.
وتؤكد أنه جرى الإفراج عنه بعد ذلك بعد جولات من التحقيقات وتوجه العديد من الأسئلة المستفزة، والتفتيش في هاتفه الشخصي، رافضة الكشف عن فحوى هذه الأسئلة لتجنب أي إشارة يمكن أن تكشف هويتها أو هوية زوجها.
احتجاز من المسجد
يقول محمد (اسم مستعار) إنه جرى احتجازه وهو عائد من المسجد بعد أداء إحدى الصلوات، وجرى التحقيق معه والتفتيش عن بعض الأرقام في هاتفه الشخصي تخص بعض الأفراد الذين تعامل معهم بشكل رسمي بحكم طبيعة عمله.
ويضيف محمد لـ"عربي21" أنه لم يعرف يوما أن تخزين أي رقم على هاتفه الشخصي يمكن أي يصبح تهمة أو يعرضه لأي مساءلة قانونية، خاصة أن هذا الشخص كان مقيما بشكل رسمي وقانوني داخل الإمارات ويعمل ضمن شركة معروفة.
ويكشف أن أكثر ما استفزه لم يكن فقط التفتيش في هاتفه ووجود صور خاصة لعائلته عليه، إنما طبيعة الأسئلة التي وجهت له، قائلا: "سألوني عن رأيي في العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، وهل إن كنت اتبع حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية الداعمة لإسرائيل".
ويوضح "أجبت أني مع أي شيء يحفظ أمن البلاد، وأنه لا يقاطع المنتجات الإسرائيلية وغيرها، كذبت وأردت بعد المقابلة أن أصرخ بملء صوتي، الإسرائيلي يتحرك بحرية في هذه البلاد وبينما يقتل أهلي في غزة وأنا عاجز حتى على التضامن معهم".
ويؤكد "أنا صحيح ما زلت في الإمارات بعد اجتياز التحقيق الأمني الحالي، لكن لن أبقى، بل أبحث على فرصة أخرى في بلاد أخرى واترك هذا المكان إلى الأبد".
عرض للتعاون
قبل ذلك بسنوات، وحتى قبل التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، يكشف أسعد (اسم مستعار) أنه كان يشغل وظيفة في شركة معينة ثم تعرض للفصل، ومن بعدها لم يتمكن من استخراج إقامة حتى بعد حصوله على عقد عمل، وبقي على هذه الحال لعدة شهور.
ويضيف أسعد لـ "عربي21" أنه بعد ذلك تواصل معه شخص من الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وطلب منه الحضور من أجل مقابلة، وفيها جرى سؤاله على العديد من الأشخاص ضمن مجال عمله وهل يعرفهم أم لا.
ويكشف "طلبوا مني معلومات والكشف عن أي منهم يمثل تهديدا لأمن الإمارات، مقابل تصحيح وضعي القانوني واستخراج الإقامة، طبعا رفضت.. كلهم أشخاص طبيعيين جاؤوا من أجل تحصيل لقمة العيش، إن كان في أفراد أسرتهم أو أشقائهم وأقاربهم أشخاص يعلمون في الحكومة أو حتى مع المقاومة فهذا ليش ذنبا أو عيبا، أو على الأقل لم يحصلوا على هذه المعلومات مني".
ويضيف أنه بعد "عدم التعاون" مع الجهات المختصة طلب منه مغادرة الإمارات على الفور، بينما قام أحد معارفه بتسوية أوضاعه الأخرى من إيجار البيت وبيع العفش وغيرها، قائلا: "أعرف الآن من خلال بعض الأصدقاء أن الأوضاع أسوأ بشكل كبير".
سقف الحرية
يقول محمد (اسم مستعار) إنه سمع عن هذه الحملات وحالات الترحيل المتعددة، لذلك هو يحاول تجنب أي تصرف قد يؤدي إلى الانتهاء بالترحيل أو المسائلة.
ويضيف "من بداية الحرب بدأت مقاطعة المنتجات الأمريكية، وكنت في أحد محلات السوبر ماركت أسأل عن نوع معين من المشروبات الغازية، فرد علي البائع أنها نفدت لكن يوجد كوكاكولا وبيبسي، لأرد عليه: لكنت كنت فقط أحب التغيير وتجربة شيء مختلف".
ويوضح أنه يتوقع الاتصال أو التواصل من السلطات المحلية من أجل مقابلة قريبة، ولذلك فهو يعمل على البحث عن فرصة أخرى وبلد أخرى للعمل فيه دون الشعور بالتهديد المستمر والخوف من الترحيل.
"اتصال وتفتيش"
حال مسعود (اسم مستعار) كان أسوأ بكثير من الذين سبقوه، إذ تعرض للتحقيق في أول مرة، وبعد ذلك بأسبوعين جرى احتجازه من مكان عمله وتركه لساعات بدون أي تهمة.
ويقول مسعود لـ "عربي21" إنه وبدون أي مقدمات سُمح له بالتواصل مع زوجته فقط من أجل حجز تذكرة طيران له إلى أي مكان، وتجهيز حقيبته وجواز سفره لمغادرة الإمارات بشكل فوري.
ويوضح "زوجتي بعد هذا الاتصال وصل بعض الأفراد من السلطات المحلية من أجل تفتيش المنزل، وبعد عدم العثور على شيء سمح لي بالذهاب إلى زوجي وإعطائه حقيبة السفر الصغيرة والباسبور".
ويذكر مسعود أن زوجته تواصلت بعدما عرفت بأمر احتجازه للمرة الثانية مباشرة مع شقيق زوجها، وأخبرته بأمر الترحيل، ليسارع الأخير إلى ترتيب بعض الإجراءات لسفره إلى بلد قريب لحين ترتيب باقي أوضاعهم.
ويكشف أن زوجته بقيت مع طفلهما الصغير لعدة أيام حتى أنهت بعض الإجراءات وإنهاء عقود الإيجار وتصريف العفش، ومن ثم ترتيب أمور سفرها ولحاقها به.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيون الإمارات غزة التطبيع احتلال فلسطين غزة الإمارات تطبيع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل
إقرأ أيضاً:
عربي21 تنشر النص الكامل لمقترح الوسطاء ورد حركة حماس (طالع)
حصلت "عربي21" على النص الكامل للمقترح الذي طرحه الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس.
وبحسب المسودة، فإن الوسطاء قدموا إطار عمل للاتفاق على وقف إطلاق النار، ويتضمن أربعة بنود، الأول، ينص على أنه في اليوم الأول تقوم حركة حماس بالإفراج عن 5 من الأسرى الإسرائيليين، على أن يكون من بينهم إيدان أليكساندر، مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
ووفق البند الثاني، بعد أن يتم تبادل الأسرى، يتم الشروع مباشرة بمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين، تحت رعاية الوسطاء الضامنون بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال 50 يوما.
وذكر البند الثالث أن سيواصل الجانبان الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، ووقف العمليات العسكرية، والإيقاف المؤقت للطيران، استمرار عمل الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها الأخرى، وإعادة تأهيل البنية التحتية ودخول مستلزمات ومتطلبات إيواء النازحين.
وينص البند الرابع، على أن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) يضمنون استكمال المفاوضات المشار إليها للوصول إلى الاتفاق بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ويؤكد الجانبان عزمهم على تحقيق هذه الغاية.
كما حصلت "عربي21" على النص الكامل للرد الذي سلمته حركة حماس على هذه المسودة، والذي أكد على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار استنادا إلى الاتفاق الذي تم يوم 17/01/2025.
وذكرت حماس في تعديلاتها، أن البند الأول ينص على قيام الحركة بالإفراج عن الأسير (إيدان ألكسندر)، بالإضافة إلى أربعة جثامين مزدوجي الجنسية، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق عليهم.
وطالبت "حماس" في البند الثاني، بالبدء في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين تحت رعاية الوسطاء الضامنين بتنفيذ شروط المرحلة الثانية، وذلك في اليوم الذي يتم فيه الإفراج عن الأسرى من الطرفين، إلى جانب الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والانسحاب الكامل من القطاع، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال مدة 50 يوما.
وأضافت حركة حماس بندا ضمن صيغتها المقترحة، يتعلق بفتح المعابر ودخول المساعدات والإغاثة والتجارة فور الاتفاق على هذا المرفق.
وفي البند الرابع، طالبت "حماس" باستمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود. ووقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران، واستمرار عمل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى. وإعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء، الماء، الصرف الصحي، الاتصالات، الطرق) في جميع مناطق القطاع، وإدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء السكان الذين فقدوا بيتوهم خلال الحرب (ليس أقل من 60 ألف بيت مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة)، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز. وإدخال المعدات المدنية لإزالة الركام، والسماح لسكان القطاع بالسفر والعودة من الخارج إلى قطاع غزة عبر معبر رفح دون أي قيود، وعودة حركة البضائع والتجارة، والانسحاب الكامل من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وإلغاء نقطة الفحص على شارع صلاح الدين (محور نتساريم)، والانتهاء من إعداد الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار للبيوت والمنشآت والبنية التحتية التي تم تدميرها خلال الحرب، ودعم الفئات المتضررة من الحرب.
وقالت "حماس" في البند الخامس: "يضمن الوسطاء الضامنون استكمال المفاوضات المشار إليها للوصول إلى الاتفاق بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ويؤكد الجانبان عزمهم على تحقيق هذه الغاية".
وختمت حماس صيغتها المقترحة: "يعتبر هذا المرفق جزءا لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، والذي تم التوقيع عليه في الدوحة يوم 17/01/2025".