لا أحد يحب الحرب، هذا أمر تؤكده الغالبية الساحقة من الناس، لكن الواقع يقول إن الحروب والصراعات قديمة قدم وجود الإنسان نفسه على وجه الأرض.

الحرب إذن سنة كونية، أو ربما شر لا بد منه إن جاز التعبير، ولذلك حرص الإنسان مع تقدم مسيرته دينيا وأخلاقيا وحضاريا أن يضع قواعد لهذه الحروب، لعلها تضبط من إيقاعها وتضيق نطاقها وتخفف آثارها.

هذه القواعد كانت قديما مجرد أعراف وتقاليد تصم من يستهدف المدنيين أو الأطفال أو النساء أو دور العبادة وما إلى ذلك، ثم جاء الإسلام ليضع مبادئ وآدابا للقتال تلزم بتوخي الرحمة ومراعاة كبار السن والنساء والأطفال وتراعي دور العبادة.

ومع كثرة الحروب خلال القرنين 18 و19 خصوصا في أوروبا، بدأ البحث عن وسائل لتقييد الحروب والحد من آثارها، وبدأت القواعد العرفية تتحول تدريجيا إلى نوع من القواعد القانونية التي تطورت لاحقا إلى ما بات يعرف بالقانون الدولي.

لم يخل الأمر أبدا من انتهاكات لهذه القواعد رغم تشدق الساسة وحتى العسكريين بضرورة احترامها، حتى جاءت دولة الاحتلال الإسرائيلي التي قامت على أرض فلسطين ابتداء من عام 1948 لتقدم نموذجا بالغ السوء في انتهاك القوانين والأعراف وفي ارتكاب جرائم الحرب.

فِعل الاحتلال لأراضي الغير كان الجريمة التي تمثل العنوان الرئيسي وتندرج تحته عشرات الجرائم والمجازر التي ارتكبت خلال حرب 1948 والتي شابها القتل العشوائي للمدنيين فضلا عن قتل أسرى الحرب.

جانب من أطلال مرافق مستشفى الشفاء في غزة (الفرنسية) بحر البقر

وفي حرب 1967 اتسع نطاق جرائم جيش الاحتلال حيث قتل جنودا مصريين بعد أسرهم، كما قتل آخرين رغم إعلان استسلامهم، وبعد ذلك بثلاث سنوات سجل التاريخ فصلا أسودا جديدا عندما قصف الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية شمال مصر، ما أدى على مقتل 30 طفلا وإصابة خمسين آخرين.

في العقدين الأخيرين، كان لقطاع غزة النصيب الأكبر من انتهاكات إسرائيل، فرغم أنها سحبت قواتها من القطاع عام 2005، لكنها حرصت دائما على محاصرته وممارسة العقاب الجماعي بحق سكانه.

لكن الحرب الأخيرة والمستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الماضي على قطاع غزة شهدت ذهاب إسرائيل إلى مدى أبعد في انتهاك القوانين والأعراف، وهو ما أكدته منظمات دولية وحقوقية ناهيك عما ينطق به الوضع على أرض الواقع وسنحاول اختصاره في النقاط التالية:

بالنسبة للتطورات الأخيرة: حتى اليوم السبت الموافق 13 يوليو/تموز 2024 بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة 38443 وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى 88481 مصابا. اللافت أن أغلبية الشهداء هم من الأطفال والنساء حيث بلغت أعدادهم 16054 و10700 على التوالي. آخر الضحايا سقطوا في مجزرتين نفذهما الاحتلال واستهدفت أولاهما خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوبي القطاع رغم أن المنطقة مصنفة من جانب إسرائيل بأنها منطقة آمنة، والثانية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. العدوان على مخيم الشاطئ اليوم امتد ليشمل دور العبادة حيث استشهد 17 فلسطينيا وأصيب آخرون إثر غارة استهدفت مصلى صغيرا تمت إقامته على أنقاض المسجد الأبيض الذي دمرته إسرائيل في وقت سابق.
الاحتلال دمر قبل ايام مسجد ابن تيمية في دير البلح بقطاع غزة (وكالة الأناضول) تسعة أشهر من العدوان الاعتداء على دور العبادة كان سمة مميزة لهذه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حيث تشير أرقام مكتب الإعلام الحكومي الصادرة أمس الجمعة إلى أن عدد المساجد التي دمرها الاحتلال بشكل كلي وصل إلى 609 يضاف إليها 211 مسجدا تعرضت لتدمير جزئي، و3 كنائس تم استهدافها وتدميرها. المدارس والجامعات أيضا كانت هدفا مستمرا للاحتلال الإسرائيلي حيث تم تدمير 115 مدرسة وجامعة بشكل كلي و328 بشكل جزئي. المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني قال قبل ثلاثة أيام إن ثلث مدارس الوكالة في قطاع غزة تعرضت للقصف، وإن المدارس في غزة تحولت إلى أماكن للبؤس والموت. المستشفيات لم تسلم من الاعتداءات الإسرائيلية بل كانت أيضا هدفا مقصودا ما أدى على إخراج 34 مستشفى و66 مركزا صحيا من الخدمة، في حين بلغ عدد المؤسسات الصحية التي تم استهدافها إلى 161 كما تم استهداف 131 سيارة إسعاف. على الصعيد الصحي أيضا، بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 500 شهيدا إضافة إلى 75 شهيدا من فرق الدفاع المدني، و310 معتقلين من الكوادر الصحية. الحرمان من العلاج كان أيضا من مظاهر العدوان الإسرائيلي، حيث تشير الأرقام على وجود 12 ألف جريح يحتاجون إلى السفر للعلاج بالخارج، وكذلك 10 آلاف مريض بالسرطان و3 آلاف يعانون أمراضا أخرى ويحتاجون للعلاج في الخارج لكن الاحتلال يحول بينهم وبين ذلك. راكز إيواء النازحين كانت من الأهداف التي امتدت إليها يد العدوان الإسرائيلي رغم كل الأعراف والقوانين، حيث تم استهداف 159 من هذه المراكز، رغم علم الاحتلال بها، بل إنه استهدف مناطق كان قد أعلنها هو نفسه كمناطق آمنة يمكن النزوح إليها.

استهداف الإعلام وكما تم استهداف القطاعات الطبية والتعليمية ومراكز الإيواء، فقد كان رجال الإعلام وناقلوا الحقيقة هدفا آخر للعدوان الإسرائيلي حيث ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 158 وفقا لأرقام مكتب الإعلام الحكومي الصادرة أمس. لأكثر من مرة حذر المكتب ومؤسسات حقوقية من أن الجيش الإسرائيلي ومنذ بدء الحرب على غزة يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين لمنع نقل "الجرائم" التي يرتكبها بغزة. تُظهر بيانات وإحصاءات "لجنة حماية الصحفيين" الدولية (غير حكومية مقرها نيويورك) أن الحرب على غزة أصبحت "الأكثر دموية للصحفيين" منذ بدء اللجنة في توثيق جرائم قتل الصحفيين حول العالم عام 1992. أعلن "المركز الدولي للصحفيين" (غير حكومي مقره واشنطن) في فبراير/ شباط الماضي، أن الحرب على غزة شهدت أعلى مستويات عنف ضد الصحفيين منذ 30 عاما، ودعا إسرائيل إلى وقف قتل الصحفيين والتحقيق في حوادث قتلهم على يد قواتها. وبالإضافة إلى الشهداء من الصحفيين فقد تم إحصاء 23 صحفيا قام الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم. المباني والمنشآت 150 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل كلي تنضاف إليها 200 ألف وحدة سكنية تعرضت للدمار الجزئي ولم تعد صالحة للسكن. 197 مقرا حكوميا دمره الاحتلال 206 آلاف موقع أثري وتراثي دمرها الاحتلال 3030 كيلومتر من شبكات الكهرباء دمرها الاحتلال بالكامل

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دمرها الاحتلال دور العبادة تم استهداف قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

رفض عربي ودولي لمجزرة الفجر في غزة ومطالبات بتحرك دولي لوقف الحرب

يمن مونيتور/ وكالات

لاقت مجزرة جديدة ارتكبتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، رفضا عربيا ودوليا، ومطالبات بتحرك دولي لإنقاذ قطاع غزة الذي يشهد حرب إسرائيلية مدمرة منذ 11 شهرا.

وأدانت السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن والعراق واليمن وسلطنة عُمان ولبنان وروسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في بيانات رسمية، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات.

وقاد رفض بمنصات التواصل لذلك الاستهداف الإسرائيلي، إلى تصدر هاشتاغ (وسم) #مجزرة_الفجر منصة إكس، ضمن التغريدات الأكثر تداولا حتى عصر السبت، خاصة مع تحدث تقارير إعلامية فلسطينية أن القصف جاء تزامنا مع أداء صلاة الفجر بتلك المدرسة التي تأوي نازحين.

السعودية

وأدانت السعودية في بيان للخارجية، بـ”أشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة”، مؤكدة “ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة”.

واستنكرت المملكة “تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات”.

اليمن

وأعرب اليمن، عن إدانته الشديدة، للقصف الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مدرسة (التابعين) التي تؤوي نازحين في حي الدرج بقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد المئات وإصابة العشرات من المدنيين العزل.

وأكدت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان صحفي، أن “السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، لن يتأتى إلا بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي تكفلها كافة القوانين والمواثيق الدولية”.

قطر

كما أدانت قطر، في بيان للخارجية، القصف ذاته وعدته “مجزرة مروعة، وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعديا سافرا على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي”.

وجددت قطر “مطالبتها بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين”.

ودعت المجتمع الدولي إلى “توفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية”.

الإمارات

كما أدانت الإمارات، في بيان للخارجية الاستهداف الإسرائيلي ذاته، مؤكدة “الرفض القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية”.

وشددت على “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء”، داعية “المجتمع الدولي، إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة”.

مصر

وأدانت مصر، في بيان للخارجية، بأشد العبارات القصف الإسرائيلي ذاته، وطالبت بـ”موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل”.

واعتبرت مصر أن “استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب الضروس”.

وأكدت مصر، أنها سوف تستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفي اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشتى الطرق والوسائل، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاقٍ أو واجهته من معوقات”.

الأردن

في سياق متصل، أدان الأردن في بيان للخارجية أيضا، بأشد العبارات القصف الإسرائيلي ذاته، واعتبرته “خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين”.

وأكد البيان أن “هذا الاستهداف الذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها”.

وشدد على “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخاصة مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري”.

العراق

كما أدانت الخارجية العراقية، في بيان، ذلك القصف الإسرائيلي، ووصفته بأنه “همجي، وانتهاك صارخ لجميع الأعراف والمواثيق الدولية، ويظهر تجاهل الكيان الصهيوني للمبادرات الدولية الهادفة إلى وقف العدوان على غزة”.

وأكدت على “ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي، والدول الإسلامية خاصة، موقفاً حازماً وموحداً لإيقاف هذه الجرائم الصهيونية المستمرة وتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل”.

الكويت

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدرسة التابعين في حي الدرج بقطاع غزة.

وأكدت الوزارة في بيان صحافي، اليوم السبت، ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شعب أعزل وبذل مزيد من الجهود لوقف إراقة الدماء.

وشددت على ضرورة توفير الحماية المدنية للفلسطينيين العزل وإرغام الكيان المحتل على الانصياع للقرارات الدولية بهذا الشأن.

عمان

بدورها، أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها للقصف الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج بقطاع غزة، فجر اليوم، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأكدت سلطنة عُمان أن استهداف المدارس والمنشآت المدنية يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولقرارات الشرعية الدولية. وتجدد دعوتها المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة والعمل على حماية المدنيين الأبرياء ومحاسبة قوات الاحتلال الاسرائيلي وفرض عقوبات دولية على إسرائيل.

لبنان

بدورها، قالت وزارة الخارجيّة والمغتربين اللبنانية، إن استهداف الاحتلال مدرسة “التابعي، والقصف العشوائي المُمنهج وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

واعتبرت أن استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وتعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في القطاع، يعطي الدليل القاطع لنية إسرائيل إطالة الحرب وتوسيع رقعتها.

ودعت المجتمع الدولي والدول المعنيّة إلى اتخاذ موقف دولي موحد وجدي وفعال، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، باعتبار أن وقف العدوان على غزة هو الخطوة الأولى باتجاه التهدئة ووقف التصعيد ومنع اشتعال صراع أوسع في المنطقة، وتفعيل المسار الدبلوماسي السلمي من خلال خطوات جدية تلزم الجانب الإسرائيلي بقبول حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

روسيا

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الروسية، إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجمات على الأهداف المدنية في قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو تشعر بصدمة شديدة بسبب الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة “التابعين” في غزة.

وشددت على أن مثل هذه المآسي تقوض الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الوضع في منطقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووقف عاجل لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت: “نلاحظ مع الأسف أن مثل هذه الهجمات في قطاع غزة، والتي يكون ضحاياها من المدنيين، تتسم بالطابع المنهجي. وندعو الجانب الإسرائيلي إلى الامتناع عن شن هجمات على أهداف مدنية. ونحن نعتقد أنه لا يوجد ولا يمكن أن يكون لها عذر”.

تركيا

بدورها، قالت وزارة الخارجية التركية، إن إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية بقتلها أكثر من 100 مدني لجأوا إلى مبنى مدرسة في حي الدرج بمدينة غزة.

وأكدت الخارجية التركية في بيان صحفي، أن الهجوم أظهر مرة أخرى أن حكومة بنيامين نتنياهو تريد هدم مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم في القطاع.

وشددت على أن الأطراف الدولية التي لم تتخذ خطوات لإيقاف إسرائيل متواطئة أيضا في هذه الجريمة.

الجامعة العربية

بدوره، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج في مدينة غزة.

وقال أبو الغيط إن استمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة هو رخصة لإسرائيل بالقتل المتواصل والإفلات من العقاب، داعيا المجتمع الدولي لبذل ضغوط حقيقية على إسرائيل للتفاوض بشكل جاد، من خلال الوسطاء، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

الأمم المتحدة

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليب لازاريني، “يوم آخر من الرعب في غزة، بعد قصف مدرسة أخرى، ومقتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وكبار السن”.

وأضاف لازاريني في تصريح مقتضب عبر صفحته على منصة “إكس”، أن المطلوب من جميع الأطراف حماية المدنيين والبنية التحتية في جميع الأوقات، مشددا على أن المدارس ومرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية ليست أهدافا.

وأكد أنه قد حان الوقت لوضع حد لهذه الأهوال والفظائع التي تتكشف أمام أعيننا، فلا يمكننا السماح لهذه الأحداث أن تصبح أمرا واقعا عاديا، فكلما تكررت، فقدنا إنسانيتنا الجماعية.

الاتحاد الأوروبي

وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل: “الصور التي التقطت من مدرسة إيواء في غزة تعرضت لضربة إسرائيلية، مع عشرات الضحايا الفلسطينيين، مرعبة”.

وأضاف بوريل في منشور على منصة “اكس”، أنه تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الماضية، ولا يوجد أي مبرر لهذه المجازر، وإننا نشعر بالفزع إزاء العدد الإجمالي الرهيب للوفيات.

وتابع: لقد قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب، مؤكدا أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوقف قتل المدنيين وتأمين إطلاق سراح الأسرى.

البرلمان العربي

وأدان البرلمان العربي، استهداف مدرسة “التابعين” واصفا هذا العمل بالإرهابي وغير الإنساني، ويمثل انتهاكا صارخا واستخفافا بكافة القوانين والأعراف الدولية.

وأضاف البرلمان العربي أن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود من أجل التوصل إلى وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ما يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان الذي لا يعرف للسلام والاستقرار سبيلا، ويصر على عدم الانصياع لأي اتفاقيات، والمضي في استكمال جرائم الإبادة الجماعية، ضاربا بالقوانين والقرارات الشرعية والدولية عرض الحائط.

ودعا البرلمان، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وضمان حماية الشعب الفلسطيني، مجددا مطالبته بمحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبونها بحق المدنيين الأبرياء.

وأكد تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الاعتداءات، داعيا لضرورة تحقيق سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

“التعاون الإسلامي”

واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، جريمة استهداف الاحتلال مدرسة “التابعين”، امتدادا للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال طوال أكثر من عشرة شهور في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وحملت المنظمة قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المتواصلة، مجددة دعوتها إلى مساءلة إسرائيل، قوة الاحتلال، على كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة.

كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، باحترام واجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني وفرض وقف إطلاق النار الفوري والشامل في قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

“التعاون الخليجي”

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره لجريمة الاحتلال الجديدة في غزة.

وشدد البديوي على أن الاعتداءات المتواصلة والعنيفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، واستهدافها بشكل مباشر لمراكز الإيواء ومخيمات النازحين، تعد جرائم حرب تبرز النهج الإجرامي الخطير لقوات الاحتلال، وتشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية، دون أي مراعاة للقيم القانونية والأخلاقية والإنسانية.

ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك الفوري والجاد لوقف إطلاق النار فورًا، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية الخطيرة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن قوات جيش الاحتلال بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

 

مقالات مشابهة

  • رفض عربي ودولي لمجزرة الفجر في غزة ومطالبات بتحرك دولي لوقف الحرب
  • مدفعية الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الزيتون والصبرة في غزة
  • الخارجيّة: استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين دليل على نية إسرائيل لإطالة الحرب
  • إيران تكشف مساعي إسرائيل لمواصلة الحرب بعد مجزرة مدرسة التابعين
  • إدانات عربية ودولية لمجزرة المصلين في حي الدرج.. إسرائيل لا تريد وقف الحرب
  • غارات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف منطقة معن في خان يونس
  • «نقابة الصحفيين» ترحب بالخطوات الإيجابية لطرفي الحرب بشأن التفاوض
  • الحرب النفسية ومعضلة افتقار الاحتلال للقيادة
  • مدينة خيام في النقب.. هل يذوق الإسرائيليون من كأس النزوح؟
  • مدفعية الاحتلال تستهدف بشكل مكثف مسجد النصر شمال غزة