البرلمان العربي يعقد جلسته الخامسة ويناقش تطورات الأحداث وفي مقدمتها فلسطين
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
ترأس السيد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، اليوم السبت، أعمال جلسة البرلمان العامة الخامسة والختامية لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث، المنعقدة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بحضور دولة السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان بالمملكة الأردنية الهاشمية و السيد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد ، خلال افتتاح أعمال الجلسة، على وقوف البرلمان العربي التام مع القضية الفلسطينية كونها القضية الأولى والمركزية للعرب، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة .
وناقشت الجلسة، مجمل الأوضاع الراهنة في الدول العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني لأبشع صور حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، مجددًا البرلمان العربي دعمه للقضية الفلسطينية ونيل شعبها حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
كما تطرقت الجلسة، للتطورات الخطيرة التي يمر بها السودان، والتي تنطوي على مخاطر كبيرة ليس فقط على مقدرات الشعب السوداني وأمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه، بل على منظومة الأمن القومي العربي في مفهومه الشامل.
كما أكد البرلمان العربي في جلسته العامة، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل للأزمة اليمنية، لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وأيضا الأوضاع في دولة ليبيا، مشددًا البرلمان العربي على ضرورة المضي قدمًا نحو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، واستكمال الاستحقاقات المؤجلة، على نحو يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا .
وناقشت الجلسة العامة مشاريع القرارات والقوانين التي رفعتها اللجان التابعة للبرلمان عقب اجتماعاتها التحضيرية للجلسة، لمتابعة ورصد كافة الأحداث والتطورات السياسية في الدول العربية خلال العام الجاري، والسعي الحثيث لحل الأزمات والقضايا العربية من خلال مسارات الحل السياسي، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الراهنة في المنطقة العربية ودعم العمل العربي المشترك، ومناقشة مسودة رؤية برلمانية لمواجهة سفر الإرهابيين وتجريم نقلهم وتنقلهم بين الدول العربية، إضافة إلى مناقشة مسودة رؤية برلمانية عربية شاملة لتعزيز الأمن والاستقرار في العالم العربي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرلمان العربي جاسم البديوي مجلس التعاون العسومي البرلمان العربی الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
محمد عبدالمؤمن الشامي
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين: عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
المواقف بالأفعال لا بالشعارات:
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.