لا شك أن الموت حقيقة حتمية لا مفر منها، ولكن هذا لم يمنع الباحثين من البحث عن سبل لإرجاء حدوثه لأطول فترة ممكنة. وتتميز أحدث طريقة رشحها الباحثون لتحقيق ذلك بأنها مجانية وغير مؤلمة، ومذاقها ليس سيئا، ولن تجعل المرء يضطر لبذل مجهود، إنها "الامتنان".

وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن دراسة جديدة تضم نحو 50 ألف امرأة بالغة توصلت إلى أنه كلما زادت قوة مشاعر الامتنان لديهن، قلّت فرص وفاتهن خلال الثلاثة أعوام التالية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 246 دقيقة إضافية من النوم تجعلك أكثر سعادة فلا تبخل على نفسك بهاlist 2 of 2نصائح من خبيرة جودة الحياة.. كيف تحقق السعادة في عالم مضطرب؟end of list

وبالتأكيد سوف يرحب الأشخاص الذين يميلون بطبيعتهم إلى تقديم الشكر بنتائج الدراسة. في حين أن الأشخاص الذين لا يميلون لذلك، ربما يشعرون بالامتنان لمعرفة أنه بالممارسة، ربما يتمكنون من تعزيز شعورهم بالامتنان ويتمكنون من جني مكاسب طول العمر أيضا.

النساء اللواتي يسجلن درجات أعلى على مقاييس الامتنان يتمتعن بمؤشرات حيوية أفضل (بيكسلز) مقاييس الامتنان

وقال جويل وونج أستاذ الإرشاد النفسي في جامعة إنديانا، الذي يتناول بالبحث ممارسات وتدخلات الامتنان، ولم يشارك في الدراسة الجديدة: "إنها دراسة مثيرة".

وربطت أدلة متزايدة ما بين الامتنان ومجموعة من المزايا من أجل الصحة العقلية والبدنية. وتم التوصل إلى أن الأشخاص الذين يسجلون درجات أعلى على مقاييس الامتنان يتمتعون بمؤشرات حيوية أفضل بالنسبة لوظائف القلب والأوعية الدموية، والتهاب النظام المناعي والكوليسترول.

كما أنه من المرجح بصورة كبيرة أن يتناولوا أدويتهم ويمارسوا التمارين الرياضية بصورة دورية، كما أنهم يتبعون عادات نوم صحية ونظاما غذائيا متوازنا.

كما أن الامتنان مرتبط بانخفاض خطورة الإصابة بالاكتئاب، وبدعم اجتماعي أفضل، وتبني هدف أكبر في الحياة، وكل هذه الأمور مرتبطة بطول العمر.

مع ذلك، هذه أول مرة يربط فيها الباحثون بصورة مباشرة ما بين الامتنان وانخفاض خطورة الوفاة مبكرا، وفق ما قال وونج وآخرون.

وقال وونج: "الأمر ليس مفاجأة، ولكن من الجيد دائما أن نرى بحثا تجريبيا يدعم فكرة أن الامتنان ليس فقط أمرا جيدا بالنسبة للصحة العقلية ولكنه أيضا جيد من أجل العيش لفترة أطول".

دراسة رصدت عادات الآلاف من النساء الأميركيات منذ عام 1976 تضمنت اختبارا لقياس شعور الممرضات بالامتنان (بيكسلز) دراسة صحة الممرضات!

وقالت ينج تشين، كبيرة المشاركين في الدراسة، والعالمة الباحثة التجريبية في برنامج هيومن فلورشينج في جامعة هارفارد إنها تشعر بالدهشة لندرة الدراسات التي تربط بين الامتنان والوفاة. لذلك لجأت هي وزملاؤها للحصول على بيانات من "دراسة صحة الممرضات" (Study Health Nurses) وهي دراسة خاصة بصحة الممرضات ترصد صحة وعادات الآلاف من النساء الأميركيات منذ عام 1976.

وخلال عام 2016، تضمنت هذه الجهود اختبارا لقياس شعور الممرضات بالامتنان. وطلب منهن استخدام مقياس مؤلف من 7 نقاط لتحديد درجة موافقتهن أو عدم موافقتهن على 6 أقوال، بما فيها "لدي الكثير في الحياة الذي أشعر بالامتنان تجاهه" و"إذا كان يتعين عليّ أن أكتب لائحة تضم الأمور التي أشعر بالامتنان تجاهها سوف تكون القائمة طويلة للغاية".

وقدمت 49 ألفا و275 ممرضة إجاباتهن، وقسّم الباحثون الإجابات إلى نحو 3 مجموعات بناء على درجات الامتنان.

وبالمقارنة بالنساء صاحبات أقل الدرجات، كانت اللاتي سجلن أعلى درجات يملن إلى أن يكنّ أصغر سنا ومن المرجح بصورة كبيرة أن يكون لهن زوج، كما أنهن أكثر مشاركة في العلاقات الاجتماعية والواجبات الدينية، وبوجه عام يتمتعن بصحة أفضل.

الممرضات اللاتي لديهن أعلى شعور بالامتنان أقل عرضة للوفاة بنسبة 29% مقارنة بالأقل امتنانا (بيكسلز) شعور أعلى بالامتنان يعني وفاة أقل

وبلغ متوسط عمر الممرضات اللاتي أجبن عن الأسئلة 79 عاما، وبحلول نهاية 2019، توفي منهن قرابة 4 آلاف امرأة. وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل عدة مثل متوسط دخل الأسرة ووضعهن التقاعدي ومشاركتهن في الأنشطة الدينية، خلصت تشين وزملاؤها إلى أن الممرضات اللاتي لديهن أعلى شعور بالامتنان أقل عرضة للوفاة بنسبة 29% مقارنة بالأقل امتنانا.

ولجأ الباحثون بعد ذلك إلى التعمق بصورة أكبر من خلال مراعاة مجموعة من المشاكل الصحية تتضمن تاريخ مرض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان ومرض السكري. وجاءت نسبة خطورة وفاة النساء الأكثر امتنانا أيضا أقل بنسبة 27% من الأقل امتنانا.

وحينما أخذ الباحثون في الاعتبار تأثيرات التدخين، وتناول المشروبات الكحولية، وممارسة التمارين الرياضية، ومؤشر كتلة الجسم وجودة النظام الغذائي، جاءت أيضا نسبة خطورة وفاة الممرضات الأكثر امتنانا أقل 21% من الأقل امتنانا.

وفي النهاية، أضافت تشين وزملاؤها مقاييس الوظيفة المعرفية والصحة العقلية، والراحة النفسية. وحتى بعد مراعاة هذه المتغيرات، كانت نسبة وفاة الأكثر امتنانا أقل بنسبة 9% مقارنة بالأقل امتنانا.

وجرى نشر نتائج الدراسة في دورية غاما للطب النفسي.

يمكن تعزيز الامتنان من خلال خطوات بسيطة مثل الاحتفاظ بمفكرة لكتابة أشياء تشعرك بالامتنان (بيكسلز) خطوات تعزز الامتنان

ورغم أن الدراسة أظهرت علاقة واضحة بين الامتنان وطول العمر، فإن ذلك لا يثبت أن أحدهما يسبب الآخر. ورغم أنه من المنطقي أن يساعد الامتنان الأشخاص على العيش لفترة أطول، فإنه من المحتمل أيضا أن يؤدي التمتع بصحة جيدة للشعور بالامتنان، أو أن العاملين يتأثران بعامل ثالث لم تتضمنه بيانات الدراسة.

وأشار فريق هارفارد إلى إمكانية وجود سلبيات للامتنان، وذلك في حال ارتبط بشعور الشخص أنه مدين لغيره، فإن ذلك يمكن أن يقوض شعور المرء بالاستقلالية أو إبراز علاقة هرمية.

وقالت سونجا ليبوميرسكي، الباحثة التجريبية في علم النفس الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا ريفيرسيد، التي تدرس الامتنان ولم تشارك في الدراسة، إن شعور الشخص بأنه مدين لغيره يمكن أن يجعله يشعر بأنه عبء على الآخرين، وهو أمر خطير لأي شخص يعاني من الاكتئاب ولديه أفكار انتحارية.

ولكن في معظم الحالات، يعتبر الامتنان شعورا يستحق العمل على اكتسابه، حسبما قالت ليوبوميرسكي. وقد أظهرت التجارب السريرية أنه يمكن تعزيز الامتنان من خلال خطوات بسيطة مثل الاحتفاظ بمفكرة لكتابة الأمور التي تشعر بالامتنان نحوها أو كتابة خطاب شكر وتسليمه يدا بيد. وأضافت: "الامتنان مهارة يمكن بناؤها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نفسي إلى أن کما أن

إقرأ أيضاً:

هذه الأسباب تجعلك عصبيا في رمضان.. تجنبها

أكدت فاطمة عبد الستار، خبيرة العلاقات الأسرية، أن الشعور بالعصبية في شهر رمضان ليس مجرد حالة عابرة، بل له أسباب علمية ونفسية واضحة، يمكن تلخيصها في أربعة عوامل رئيسية تؤثر على السلوك والانفعالات خلال الصيام.

وأوضحت خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن انخفاض مستويات السكر في الدم خلال ساعات الصيام يؤثر بشكل مباشر على المخ، مما يجعله أكثر عرضة للاستثارة والعصبية، فعندما يقل مخزون السكر، يزداد إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يرفع من مستويات التوتر، مما يؤدي إلى سرعة الانفعال، وهذا يشبه تمامًا ما يحدث خلال الأيام الأولى من اتباع نظام غذائي صارم.

وأشارت إلى أن قلة النوم والسهر الطويل خلال ليالي رمضان تؤدي إلى الشعور بالإرهاق، مما يزيد من العصبية والتوتر، فمع تغير مواعيد النوم والاستيقاظ، يصبح الجسم في حالة إجهاد، مما يؤثر سلبًا على الحالة المزاجية ويزيد من سرعة الغضب والانفعال.

ولفتت إلى أن كثرة العزومات والتجمعات العائلية والاجتماعية خلال الشهر الكريم، رغم كونها أجواء إيجابية، قد تشكل ضغطًا نفسيًا على البعض، خاصة مع تعدد الالتزامات الاجتماعية والدينية في وقت قصير، وهذا التفاعل المكثف قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق النفسي والتوتر، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للعصبية.

وأكدت أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي خلال رمضان قد يكون سببًا رئيسيًا في زيادة الشعور بعدم الرضا والتوتر، فمشاهدة صور وفيديوهات العزومات الفاخرة والسفريات والهدايا قد تجعل البعض يشعرون بأنهم أقل من غيرهم، مما يولد لديهم مشاعر الإحباط وعدم الرضا، وهو ما ينعكس على سلوكهم اليومي.

ونصحت الخبيرة الأسرية بالتحلي بالصبر والتعامل مع هذه الأسباب بوعي، من خلال الحفاظ على توازن الغذاء والنوم، وتقليل التعرض للمحفزات السلبية، والتركيز على الجوانب الروحانية والإيجابية خلال الشهر الكريم.

مقالات مشابهة

  • الزواج وتأثيره على الوزن.. دراسة تكشف مفاجآت جديدة
  • دراسة حديثة: الزواج قد يكون سببًا فى زيادة الوزن
  • تفكيك نظرية التهميش: هل هي حقيقة أم وهم متجذر؟
  • مرضى قصور الغدة الكظرية في رمضان.. توصية بجرعات أعلى من الدواء
  • وهران.. وفاة خمسيني في حادث دهس بالسانية
  • حقيقة شعور الميت بمن يغسلونه ويودعونه قبل الصلاة عليه.. فيديو
  • هذه الأسباب تجعلك عصبيا في رمضان.. تجنبها
  • انتهاء مناورات الأمن البحري في إيران بمشاركة البحرية الروسية والصينية
  • دراسة عن التوائم تكشف تعجيل الوجبات السريعة في الشيخوخة المبكرة
  • دراسة على التوائم تكشف تعجيل الوجبات السريعة في الشيخوخة المبكرة