محمد الضيف.. القائد العسكري الذي ما زال يرعب إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
«رويترز»: قلما يتحدث محمد الضيف، القائد العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» وأحد واضعي خطط الهجوم الذي تصفه السردية الإسرائيلية بأنه نسخة إسرائيلية من هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، كما أنه لا يظهر أبدا في العلن مما ساعده على الإفلات من سبع محاولات إسرائيلية لاغتياله.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الضيف كان هدفا لضربة جوية إسرائيلية السبت على مدينة خان يونس في قطاع غزة.
وعلى مدى شهور منذ هجوم السابع من أكتوبر، يُعتقد أن الضيف كان يوجه العمليات العسكرية لحماس من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة، إلى جانب آخرين من كبار القادة.
وترقى الضيف في صفوف الحركة على مدى أكثر من 30 عاما، إذ طور شبكة الأنفاق وأكسب الحركة خبرة في صنع المتفجرات. ويتصدر الضيف قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ عقود، ويُتَّهم بأنه وراء مقتل عشرات الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.
وشكل الضيف واثنان آخران من قادة حماس في غزة مجلسا ثلاثيا خطط لهجوم السابع من أكتوبر الذي أدى وفقا للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وهو الهجوم الأعنف الذي تتعرض له إسرائيل على مدى 75 منذ إعلان قيام الدولة.
وعقب الهجوم، توعدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على الرجال الثلاثة، وهم يحيى السنوار زعيم حماس في غزة والضيف ومروان عيسى نائبه الذي أعلنت إسرائيل مقتله في مارس.
وأعلن الضيف «طوفان الأقصى» اسما للهجوم في تسجيل صوتي تم بثه عندما أطلقت حماس آلاف الصواريخ من قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر، وأشار إلى أن الهجوم يأتي ردا على «الاقتحامات» الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
ووفقا لمصدر مقرب من حماس فإن الضيف بدأ التخطيط للعملية بعد مداهمة تعرض لها المسجد الأقصى في مايو2021 وأثارت غضب العالم العربي والإسلامي.
وقال المصدر إن الهجوم «سببه اللقطات التي أظهرت اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وضرب المصلين والاعتداء عليهم، وسحب الشيوخ والشباب إلى خارج المسجد... لقد أشعل هذا الغضب».
واتهمت إسرائيل حينها الفلسطينيين بمحاولة التحريض على العنف في القدس فيما رفض الفلسطينيون هذا الادعاء.
وتسبب اقتحام حرم المسجد في مواجهات بين إسرائيل وحماس استمرت 11 يوما.
غضب في الأقصى
لا تتوافر سوى ثلاث صور للضيف، إحداها وهو في العشرينات، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله وهي التي تم استخدامها عندما تم بث التسجيل.
ونظرا لأنه قلما يتحدث ولا يظهر أبدا على العلن، فعندما أعلنت فضائية الأقصى التابعة لحماس أنه سيلقي كلمة يوم السابع من أكتوبر أدرك الفلسطينيون أن الأمر جلل.
وقال الضيف (58 عاما) في التسجيل الصوتي «يا أحرار العالم، اليوم ينفجر غضب الأقصى وغضب شعبنا وأمتنا وأحرار العالم... مجاهدينا الأبرار هذا يومكم لتفهموا العدو المجرم أنه قد انتهى زمنه».
وتصنف الولايات المتحدة ودول غربية أخرى حماس منظمة إرهابية. وتتعهد حماس بتدمير إسرائيل.
وقال المصدر المقرب من حماس إن قرار الإعداد للهجوم تم اتخاذه بشكل مشترك بين الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام والسنوار زعيم حماس في غزة، ولكن كان من الواضح من كان مهندس الهجوم.
وأضاف: «هناك عقلان، ولكن المدبر واحد»، مضيفا أن المعلومات حول العملية لم تكن معروفة سوى لعدد قليل من قادة حماس.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الضيف شارك بشكل مباشر في التخطيط والجوانب العملياتية للهجوم.
وتضمنت الخطة كما تصورها الضيف جهدا طويلا في الخداع. وجرى إيهام إسرائيل بأن حماس لا تأبه بإشعال صراع بل تركز على التنمية الاقتصادية في غزة التي تسيطر عليها.
لكن بينما بدأت إسرائيل في تقديم حوافز اقتصادية للعاملين من غزة كان مقاتلو الحركة يتلقون التدريب والإعداد على مرأى من الجيش الإسرائيلي في كثير من الأحيان، حسبما قال مصدر مقرب من حماس.
وقال الضيف بصوت هادئ في تسجيله إن حماس حذرت إسرائيل مرارا طالبة منها وقف جرائمها بحق الفلسطينيين، وإطلاق سراح السجناء الذين قال إنهم تعرضوا للإيذاء والتعذيب، وكذلك وقف مصادرة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: «في ظل الجرائم المتواصلة بحق أهلنا وشعبنا وفي ظل عربدة الاحتلال وتنكره للقوانين والقرارات الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي فقد قررنا أن نضع حدا لكل ذلك».
وطلب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في شهر مايو إصدار مذكرات اعتقال بحق الضيف والسنوار ومسؤول ثالث في حماس على إثر هجوم السابع من أكتوبر، كما طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي بسبب الرد الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هدف الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة هو القضاء على حماس.
ورفضت كل من إسرائيل وحماس اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، واعترضتا على أسلوب إعلان طلب إصدار مذكرات الاعتقال الذي صدر في اليوم ذاته وبدا أنه يسوي بين الطرفين رغم أنهما يواجهان اتهامات مختلفة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم السابع من أكتوبر أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني وتحويل أنحاء واسعة من القطاع إلى أنقاض.
عشرات السنين مع حماس
ولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الذي أنشئ بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت عام 1987.
وقال مصدر في حماس إن إسرائيل اعتقلت الضيف عام 1989 وقضى نحو 16 شهرا في الأسر.
وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأبدى انجذابه للفنون أيضا إذ ترأس لجنة الترفيه بالجامعة وأدى أدوارا في أعمال كوميدية على خشبة المسرح.
ونجا الضيف من سبع محاولات إسرائيلية لاغتياله. وقالت مصادر في حماس إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في واحدة من تلك المحاولات. واكتسب نظرا لنجاته من محاولات الاغتيال وقيادته للجناح العسكري لحماس مكانة البطل الشعبي الفلسطيني.
كما قُتلت زوجته ووليد له كان عمره سبعة أشهر فقط وابنة في الثالثة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر فی غزة
إقرأ أيضاً:
العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، على متابعتها مسار التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحتل لفترة 6 أسابيع كمرحلة أولى، وهو الاتفاق الذي من المفترض أن يشمل تبادل الأسرى، وتدفق المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة السكان الفلسطينيين من حرب التجويع الإسرائيلية، ودخول معدات الدفاع المدني لانتشال جثامين ما بين 11 إلى 12 ألف قتيل تحت أنقاض 70 بالمائة من مباني القطاع المدمرة بالكامل، ويترك الاتفاق المجال وكالات الأمم المتحدة للنهوض بمسؤولياتها الإنسانية، وكذا وصول عربات المساكن المتنقلة وخيام لإيواء 1.8 مليون مشرد فلسطيني.
وأضافت المنظمة في بيان لها، أنها مع التقدير لما يشكله هذا الاتفاق من اختراق مهم لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 15 شهراً والتي أوقعت ما لا يقل عن 170 ألفا بين قتيل وجريح من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء و80 بالمائة منهم من النساء والأطفال والشيوخ، فإن المنظمة ترى أنه من الضروري إعادة التأكيد على عدد من الثوابت الجوهرية للتعامل مع ما جرى والتي تتضمن:
1- أن قضية الشعب الفلسطيني تبقى قضية حقوق ثابتة ومشروعة وغير قابلة للتصرف، وأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه "التي تم احتلالها في يونيو 1967 بما فيها القدس الفلسطينية المحتلة" يبقى أمرا مستحقا ولا يقبل المساومة.
2- وتؤكد المنظمة مجددا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعودة بصورة كاملة - ودون انتقاص - إلى خطوط 4 يونيو 1967 يظل الحد الأدنى الواجب تلبيته في أسرع وقت ممكن ودون إبطاء، وهو مسؤولية المجتمع الدولي دون مواربة، وهي مسؤولية لا يمكن تفويضها لأي طرف دولي.
3- تندد المنظمة بكل ما من شأنه أن يمس بالحقوق السياسية الفلسطينية، وخاصة ما تناولته تصريحات مسؤولي بعض الدول الغربية التي لا تزال تسعى لتشتيت البصر تحت مسمى معالجة الأزمة الإنسانية للفلسطينيين.
4- تستنكر المنظمة كل جهد يستهدف تقويض مسار الوصول للعدالة، وبعد هذا الكم الهائل من دماء الضحايا الفلسطينيين الأبرياء، وتشدد المنظمة على أهمية المضي قدما في الدعوى المطروحة أمام محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان في قطاع غزة المحتل، وتندد بأي محاولات تستهدف تقويض مضي أطراف القضية قدما في مسعاهم لتحقيق العدالة.
5- وفي السياق ذاته، تندد المنظمة بكل المقدمات والمؤشرات على محاولات إضعاف ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وخاصة التهديدات لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، وتدعو إلى الإسراع بوتيرة التحقيقات التي يجريها جهاز الإدعاء العام للمحكمة، وخاصة نحو إصدار مذكرات التوقيف لكبار القادة العسكريين والأمنيين للاحتلال، وإضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم.
6- كما تتطلع المنظمة لمؤتمر الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 لحماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والذي دعت لعقده الحكومة السويسرية في مارس 2025 تفعيلًا لقرار الجمعية العامة في سبتمبر 2024، وتأمل المنظمة في نهوض المؤتمر بمسئولياته نحو حماية المدنيين الفلسطينيين لحين إنهاء الاحتلال ومساءلة الجناة عن الانتهاكات الجسيمة لأحكام الاتفاقية، وتدعو المنظمة لعمل جماعي عربي منظم لضمان توصل المؤتمر لآليات فعالة لتنفيذ الاتفاقية.
وختاما، تنظر المنظمة بتقدير كبير لجهود كل من قطر ومصر في العمل الحثيث من أجل وقف إطلاق النار لحقن دماء الأبرياء الفلسطينيين، وإسراعهما بتجهيز مساعدات إنسانية يحتاجها سكان القطاع بصورة ماسة.
وتدعو كافة دول العالم للإسراع بتوفير المساعدات الضرورية لإغاثة المنكوبين في قطاع غزة، أخذا في الاعتبار أن العدوان الإسرائيلي قد أتى على كل مقومات الحياة في سياق جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها في القطاع.