منفعة الكبار بحاجة إلى تصحيح المسار
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
في الوقت الذي لقي فيه برنامج «منفعة كبار السن» -المعني بتقديم دعم مالي شهري للأشخاص ممن انخفضت قدرتهم على الكسب وبلغوا سن الـ60 عامًا فأعلى، مقداره ١١٥ ريالًا عمانيًا- قبولًا واسعًا خرجت أصوات أخرى تنادي بضرورة هيكلة هذه المنفعة وتوجيهها وفق محدِداتٍ دقيقة على الأقل في هذه المرحلة التي ما زالت فيها معضلة الباحثين عن عمل حائرة دون حلول جذرية.
يرى هؤلاء وهم ينتمون في الغالب إلى فئة الشباب أنه ليس كل من بلغ الـ٦٠ عامًا بحاجة إلى حماية اجتماعية نقدية لأسباب متعددة، ولهذا يجب إعادة النظر في تحديد من هو المستحق الحقيقي للمنفعة التي تكلف خزينة الدولة أموالًا طائلة.
من أهم الأسباب التي يعتدّون بها أن نسبة معينة ممن بلغوا المرحلة السنية المذكورة هم من التجار والمتقاعدين من وظائف مرموقة في الدولة أو ممن كانوا يعملون في مجالات النفط والغاز والشركات الحكومية والمصارف، وغالبًا لا يسكن هؤلاء ضمن أسر يعولونها ولأن لأبنائهم أسرهم المستقلة، وهذا يجعل مصاريفهم محدودة تغطيها الرواتب الشهرية إضافة إلى مخصصات التقاعد العالية التي يفترض أن توظف في مشاريع تدرّ دخلًا.
إلى جانب ذلك لا يساهم «بعض» المستفيدين من المنفعة بصورة محسوسة في دفع القوة الشرائية بالسوق، وهم بحسب العرف يحصلون على مبالغ نقدية من أبنائهم من باب «البِر وردّ الجميل» فتحبس النقود نهاية المطاف في حساباتهم البنكية إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
هناك نقطة أخرى مهمة وهي أن بعض المستفيدين من منفعة كبار السن مصابون بأمراضٍ مزمنة كالزهايمر أو فقدان العقل، وهؤلاء لا يعلمون عن المنفعة شيئا فتؤول في كثير من الأحايين إلى أولادهم أو أحفادهم يتصرفون فيها كيفما يشاءون وقد يبددونها أو لا يضعونها في مكانها الصحيح الذي خصص من أجلها.
هذه الرؤية تبدو واقعية وتستحق التوقف عندها إذا تم الالتفات إلى إشكالات ما زال يعاني منها المجتمع وتبحث عن علاجات حاسمة وليس وقتية، وأهمها على الإطلاق تراكم أعداد الباحثين عن عمل، إذ من الممكن أن يستفيد المواطن الباحث عن عمل من مبلغ المنفعة لتسيير بعض أمور حياته إلى حين العثور على وظيفة ثابتة، ولتكون جدار صد لكثير من المشكلات التي قد تنتج عن الفراغ والحاجة والشعور باللاجدوى.
وتذهب فئة أخرى من المجتمع إلى أن مبالغ المنفعة الموفرة يمكن توظيفها في دعم ربات البيوت من غير العاملات أو المتزوجات من أشخاص غير مقتدرين أو في إنشاء جمعيات تعاونية مجتمعية تخصص لمنخفضي الدخل يقوم عليها شباب عمانيون يمكن من خلال تمويلها الذاتي مستقبلًا أن توفر الكثير من فرص العمل.
وبطبيعة الحال لا تعني هذه الفكرة إلغاء منفعة كبار السِن من قائمة المنافع التي تذهب في صالح المواطن، إنما تقنينها وإعادة توجيهها لمستحقيها الفعليين فهناك من هو بحاجة للمنفعة من أجل العيش الكريم والعلاج وربما دعم الأسر التي قد يعيشون ضمنها أو الترفيه بعد سنوات طويلة ذهبت في صراع الحياة المرير.
النقطة الأخيرة..
«الحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعًا وجدارة بالاحترام من حياة فارغة من أي عمل».
جورج برنارد شو
عُمر العبري كاتب عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الإعلان عن تأسيس حزب جديد بزعامة نجل أثيل النجيفي
آخر تحديث: 23 فبراير 2025 - 10:38 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلن الأمين العام لحزب المسار الوطني، عبد الله أثيل النجيفي، مساء أمس السبت، تأسيس حزب “المسار الوطني”، والمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.يأتي هذا الإعلان بعد يومين من إعلان أسامة النجيفي، الأمين العام لحزب متحدون، عن تحالفه مع حزب العزم بقيادة مثنى السامرائي، لخوض الانتخابات المقبلة، ما يعكس حراكًا سياسيًا متسارعًا في المشهد الانتخابي العراقي.وأكد النجيفي، في مؤتمر صحفي بقاعة بالموصل ، أن الحزب يهدف إلى إعادة بناء العراق على أسس العدالة والمساواة وسيادة القانون، مشددًا على أن الشباب يمثلون العمود الفقري لهذا المشروع السياسي. وأضاف النجيفي خلال كلمة له، أن الحزب سيعتمد على رؤية استراتيجية وإرادة سياسية حقيقية لتحويل تطلعات العراقيين إلى واقع ملموس.وأشار إلى أن الحزب يضع نينوى في قلب مشروعه الوطني، باعتبارها نموذجًا للصمود وإعادة البناء، مشددًا على أن رؤيته تمتد لتشمل كل المحافظات العراقية، من أجل تأسيس دولة مؤسسات قوية تحترم حقوق الجميع وتضمن العدل والمساواة.وفيما يتعلق بالمشاركة السياسية، أعلن النجيفي أن حزب المسار الوطني سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة، داعيًا الشباب العراقي إلى الانضمام للحزب والمشاركة الفعالة في رسم مستقبل البلاد.