لجريدة عمان:
2024-08-11@00:51:28 GMT

منفعة الكبار بحاجة إلى تصحيح المسار

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

‏في الوقت الذي لقي فيه برنامج «منفعة كبار السن» -المعني بتقديم دعم مالي شهري للأشخاص ممن انخفضت قدرتهم على الكسب وبلغوا سن الـ60 عامًا فأعلى، مقداره ١١٥ ريالًا عمانيًا- قبولًا واسعًا خرجت أصوات أخرى تنادي بضرورة هيكلة هذه المنفعة وتوجيهها وفق محدِداتٍ دقيقة على الأقل في هذه المرحلة التي ما زالت فيها معضلة الباحثين عن عمل حائرة دون حلول جذرية.

‏يرى هؤلاء وهم ينتمون في الغالب إلى فئة الشباب أنه ليس كل من بلغ الـ٦٠ عامًا بحاجة إلى حماية اجتماعية نقدية لأسباب متعددة، ولهذا يجب إعادة النظر في تحديد من هو المستحق الحقيقي للمنفعة التي تكلف خزينة الدولة أموالًا طائلة.

‏ من أهم الأسباب التي يعتدّون بها أن نسبة معينة ممن بلغوا المرحلة السنية المذكورة هم من التجار والمتقاعدين من وظائف مرموقة في الدولة أو ممن كانوا يعملون في مجالات النفط والغاز والشركات الحكومية والمصارف، وغالبًا لا يسكن هؤلاء ضمن أسر يعولونها ولأن لأبنائهم أسرهم المستقلة، وهذا يجعل مصاريفهم محدودة تغطيها الرواتب الشهرية إضافة إلى مخصصات التقاعد العالية التي يفترض أن توظف في مشاريع تدرّ دخلًا.

‏إلى جانب ذلك لا يساهم «بعض» المستفيدين من المنفعة بصورة محسوسة في دفع القوة الشرائية بالسوق، وهم بحسب العرف يحصلون على مبالغ نقدية من أبنائهم من باب «البِر وردّ الجميل» فتحبس النقود نهاية المطاف في حساباتهم البنكية إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

هناك نقطة أخرى مهمة وهي أن بعض المستفيدين من منفعة كبار السن مصابون بأمراضٍ مزمنة كالزهايمر أو فقدان العقل، وهؤلاء لا يعلمون عن المنفعة شيئا فتؤول في كثير من الأحايين إلى أولادهم أو أحفادهم يتصرفون فيها كيفما يشاءون وقد يبددونها أو لا يضعونها في مكانها الصحيح الذي خصص من أجلها.

‏هذه الرؤية تبدو واقعية وتستحق التوقف عندها إذا تم الالتفات إلى إشكالات ما زال يعاني منها المجتمع وتبحث عن علاجات حاسمة وليس وقتية، وأهمها على الإطلاق تراكم أعداد الباحثين عن عمل، إذ من الممكن أن يستفيد المواطن الباحث عن عمل من مبلغ المنفعة لتسيير بعض أمور حياته إلى حين العثور على وظيفة ثابتة، ولتكون جدار صد لكثير من المشكلات التي قد تنتج عن الفراغ والحاجة والشعور باللاجدوى.

وتذهب فئة أخرى من المجتمع إلى أن مبالغ المنفعة الموفرة يمكن توظيفها في دعم ربات البيوت من غير العاملات أو المتزوجات من أشخاص غير مقتدرين أو في إنشاء جمعيات تعاونية مجتمعية تخصص لمنخفضي الدخل يقوم عليها شباب عمانيون يمكن من خلال تمويلها الذاتي مستقبلًا أن توفر الكثير من فرص العمل.

وبطبيعة الحال لا تعني هذه الفكرة إلغاء منفعة كبار السِن من قائمة المنافع التي تذهب في صالح المواطن، إنما تقنينها وإعادة توجيهها لمستحقيها الفعليين فهناك من هو بحاجة للمنفعة من أجل العيش الكريم والعلاج وربما دعم الأسر التي قد يعيشون ضمنها أو الترفيه بعد سنوات طويلة ذهبت في صراع الحياة المرير.

النقطة الأخيرة..

«الحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعًا وجدارة بالاحترام من حياة فارغة من أي عمل».

جورج برنارد شو

عُمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية بريطانيا: نحن بحاجة إلى وقف فوري للنار في غزة لحماية المدنيين

وزير خارجية بريطانيا: نحن بحاجة إلى وقف فوري للنار في غزة لحماية المدنيين

مقالات مشابهة

  • السوداني: محافظة ديالى بحاجة للانسجام في الأداء لتحقيق نهضة تنموية
  • محافظ الحديدة: السكان بحاجة للخدمات وليس لخيام المنظمات ومساعداتها
  • وزير خارجية بريطانيا: نحن بحاجة إلى وقف فوري للنار في غزة لحماية المدنيين
  • رحيمي يُعيد لقب «هداف الأولمبياد» إلى «الكبار»!
  • رئيس الوزراء الكندي: نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • إيران تجد وجهات جديدة لنفطها رغم العقوبات
  • الفلاحي: كمين البراء يكشف دقة خطط القسام الدفاعية وإن طال الأمد
  • طرق لتحسين الرؤية
  • إلى أين تتجه الانتخابات الرئاسية التونسية؟
  • في أقل من عامين..رابع كأس العالم وثالث الأولمبياد..كرة القدم المغربية لم تعد ترضى سوى بمربع الكبار