سفير الخرطوم في تركيا لـعربي21: الدعم الخارجي سر صمود الدعم السريع
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
قال السفير السوداني لدى تركيا، نادر يوسف الطيب، إن "الدور الخارجي هو السبب الرئيس في إطالة أمد الحرب؛ لأن قدرات وإمكانيات مليشيا الدعم السريع معروفة، ولا يمكن أن تصمد طيلة هذه الفترة لولا الدعم الخارجي الكبير والمستمر حتى الآن".
وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع "يتمثل في الأسلحة الحديثة التي لم تكن المليشيا تمتلكها مثل المسيرات، بالإضافة للآلاف من المرتزقة من الدول الأخرى من القناصة المحترفين وخلافه".
وأشار الطيب إلى أن "حكومة السودان، وتقارير الخبراء والمنظمات المختلقة، أثبتت تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مليشيا الدعم السريع".
وأكد أن قوات الدعم السريع "لا تحظى بأي ولاء سياسي أو شعبية بين عموم السودانيين أو القبائل حتى في دارفور؛ فبعض زعماء القبائل في دارفور يعارضونهم، ويتبرأون من جرائمهم وممارستهم الفاشية والتي تمنع أي دعم شعبي لهم في السودان، وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن تفاقم وتردي الأوضاع الإنسانية، وتعطيل الموسم الزراعي في ولاية الجزيرة، وولاية النيل الأزرق".
وفي 24 حزيران/ يونيو الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 143 ألف شخص نزحوا من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ومنذ 10 أيار/ مايو الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
العلاقات التركية- السودانية
وأكد الطيب أن "تركيا دولة صديقة وحريصة على استقرار وتنمية ووحدة السودان، وهناك تواصل مستمر على مستوي القيادتين ولقاءات مباشرة بين الرئيسين أخرها في أيار/ مايو الماضي بالعاصمة التركية أنقرة، وظلت سفارتها تعمل بالسودان منذ بداية الحرب وانتقلت إلى بورتسودان بعد انتقال الحكومة السودانية لهناك، وهذا يعكس اهتمام تركيا باستقرار السودان وأمنه وحرصها على المتابعة المستمرة".
ولفت إلى أن "تركيا تقدم مساعدات إنسانية عبر منظماتها الطوعية، وتشمل تلك المساعدات الأدوية والأغذية والمعدات، وظل مستشفى نيالا يعمل بطاقم تركي منذ بداية الحرب، لكن أنقرة اُضطرت لسحبه بعد دخول المليشيا المتمردة لمدينة نيالا عاصمة إقليم دارفور جنوب السودان".
وتابع: "كذلك استمرت تركيا في تقديم المنح الدراسية للطلاب السودانيين في العام الماضي، وتدرس حاليا تقديم الدعم الفني واللوجستي للجامعات السودانية لإنقاذ العام الدراسي، كما حرصت على تنفيذ البروتوكول الطبي لهذا العام، والذي بموجبه يتم علاج عشرات الحالات المستعصية مجانا، كما أكملت وكالة التنمية التركية (تيكا) ترميم قصر السلطان علي دينار بالفاشر، وترميم جزيرة سواكن، وتجري حاليا المشاورات للاستثمار في مجالي الزراعة والتعدين بالسودان".
وكشف الدبلوماسي السوداني، أن "العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأنقرة ستشهد المزيد من التعاون والتطور خلال المرحلة القادمة"، دون أن يفصح عن أبعاد تلك التطورات المرتقبة.
محاولة انقلاب فاشلة
وقال: "مليشيا الدعم السريع بدأت الحرب عندما هاجمت مطار مروي بتاريخ 13 نيسان/ أبريل 2023، ثم باغتت الجميع بمحاولة الانقلاب الفاشلة صباح يوم 15 نيسان/ أبريل 2023؛ حيث حاولت اغتيال رئيس مجلس السيادة، واحتلت مطار الخرطوم، وحاصرت القيادة العامة، واحتلت الإذاعة والقصر الجمهوري".
وأضاف: "عندما أفشلت القوات المسلحة محاولة الانقلاب بصمودها التاريخي وصدها للهجوم المباغت لجأت المليشيا لنهب المدنيين ودخول بيوتهم عنوة واحتلالها ونهب السيارات والمقتنيات، والهجوم على المصارف والسفارات ومكاتب المنظمات الدولية وقتل المواطنين العزل، واغتصاب واختطاف الفتيات، الأمر الذي اضطر سكان العاصمة للهروب حفاظا على حياتهم".
وذكر أن "مليشيا الدعم السريع ظلت ترتكب الجرائم ضد المدنيين في كل المناطق التي تواجدت بها، وفي مدينة الجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور غربي السودان) مارست الإبادة الجماعية ضد قبيلة المساليت (من أشهر القبائل العريقة المستقرة بين غربي السودان وشرق تشاد)، وظلت تطاردهم وتقتلهم بلا رحمة وتدفنهم أحياء، وهذا موثق بواسطتهم".
وعبّر الطيب، في حديثه الخاص مع "عربي21"، عن استغرابه واستهجانه لمَن يصور ما يحدث بالسودان كصراع بين القوات المسلحة والدعم السريع، قائلا: "الواقع هو تمرد مليشيا الدعم السريع على السلطة، ومحاولة الاستيلاء على الحكم بالقوة، وعندما فشلوا لجأوا للتهجير القسري للمواطنين، وبالتالي كان من البديهي أن تتصدى القوات المسلحة لهذه الفوضى لحسمها، وتأمين سلامة وأمن المواطن".
لا مستقبل لـ "الدعم السريع"
وزاد: "يلاحظ الجميع حاليا أن المواطنين يفرون من المناطق التي تهاجمها المليشيا، ويحتمون بالمناطق التي تحميها القوات المسلحة، وهذا يؤكد رفض المواطن السوداني واستنكاره لتصرفات المليشيا وثقته في قواته المسلحة، وهذا يوضح للجميع مستقبل مليشيا الدعم السريع بالسودان"، متابعا: "في الواقع، هذه المليشيا لن يكون لها أي دور سياسي في مستقبل بلادنا".
وشدّد الطيب على أن "القوات المسلحة قادرة على حسم المعركة، ولديها تاريخ تليد، وسجل حافل بالإنجازات والانتصارات طيلة مائة عام، حيث حاربت خارج وداخل السودان، ويُشهد لها بالمهنية والاحترافية، وهي تلتزم بقواعد ومبادئ وقوانين الحرب، وهذا ما تتجاهله المليشيا تماما".
وأوضح الدبلوماسي السوداني، أن "القوات المسلحة تحرص كثيرا على حماية المدنيين والمنشآت الحيوية، وهذا ما يعرقل أحيانا عملياتها العسكرية، ولكنها تتقدم من نصر إلى نصر، والمليشيا تتراجع على الأرض".
واستدرك الطيب قائلا إن "خسارة بعض المواقع لا يمكن أن تعني نهاية الحرب أو هزيمة القوات المسلحة بأي صورة من الصور؛ فالحرب سجال، وكر وفر، وكلنا على يقين تام بأن القوات المسلحة سيكون النصر حليفها في نهاية المطاف، خاصة إنها نُكبّد المليشيا خسائر فادحة بشكل يومي، وكما هو معروف العبرة بالخواتيم".
"هزيمة التمرد"
وبسؤاله عن مصير المفاوضات وجهود الوساطة التي سعت لإنهاء أزمة السودان، أجاب: "حرصت الحكومة السودانية على المشاركة في منبر جدة منذ الشهر الأول للحرب، ووقعت على عدد من الاتفاقيات لوقف إطلاق النار وإجلاء المليشيا من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، آخرها الاتفاقية الموقعة في 13 أيار/ مايو 2023، والتي وقّع عليها ممثلو المليشيا ولكنهم لم يلتزموا بوقف إطلاق النار أو إخلاء منازل المواطنين، وهذا يثبت عدم جدية المليشيا في التفاوض وتماديها في العدوان".
وأشار الطيب إلى أن "ميلشيا الدعم السريع ليست لديها أي رغبة حقيقية في التفاوض وإنهاء الحرب، وإذا التزمت بتنفيذ اتفاقية جدة فلا مانع من الجلوس واستئناف التفاوض".
وأردف: "المليشيا هاجمت قرية (ود النورة) في ولاية الجزيرة وقتلت 150 من مواطنيها في حمام دم ومذبحة بشعة، رغم أن القرية تخلو من أي تواجد للقوات المسلحة، وهذا يؤكد استهداف المليشيا للمواطنين وسعيها لتهجير الشعب السوداني وتغيير الهوية الديمغرافية، وبالطبع لن يسمح الشعب السوداني وقواته المسلحة بتنفيذ هذا المخطط والتآمر الدولي الذي تشارك فيه للأسف بعض الدول الصديقة والشقيقة".
وواصل الدبلوماسي السوداني، حديثه بالقول: "ستظل القوات المسلحة تدافع عن هوية وكرامة المواطن السوداني، وهي قادرة على هزيمة التمرد وإفشال المؤامرة بإذن الله تعالى، والفترة المقبلة حُبلى بالكثير من الأحداث".
ودعا القوى الإقليمية والدولية إلى "المساهمة في كشف جرائم الميلشيا المتمردة ومواجهتها وملاحقتها بالوسائل القانونية، ودعم القوات المسلحة السودانية في جهودها المشروعة لإجهاض هذا التمرد؛ والحفاظ على وحدة واستقرار السودان خاصة أن ما يحدث في السودان ينعكس سلبا على الأوضاع في المنطقة بأسرها".
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 يخوض الجيش و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، وقادت واشنطن والسعودية محاولات وساطة لإنهاء النزاع دون أن تثمر بعد عن استجابة لوقف إطلاق النار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات السوداني تركيا الإمارات قوات الدعم السريع الجيش السوداني تركيا السودان الإمارات الجيش السوداني قوات الدعم السريع المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیشیا الدعم السریع القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع
لقد غيب الفلول عقول الكثير من السودانيين واوهموهم بأن هذه الحرب هي بين الدعم السريع، او كما يحلو لهم بين مليشيا متمردة وبين الجيش السوداني، وهذا كلام مجافي للحقيقة تماماً لأن الحقيقة تقول انه وحتى شهور قليلة سبقت هذه الحرب كان الإثنين حتة واحدة - اذا جاز لي استخدام هذا التعبير المصري- (ما خلاص اصبحنا مستلبين ثقافياً اوي اوي)، كيف لا وان قائد الإنقلاب السيد البرهان كان يأخذ معه حميدتي للوحدات العسكرية (المدرعات مثلا) ويباهي به بين الجيوش بأنه واخوه حميدتي على قلب رجل واحد والدليل انه جاء معه لتأكيد هذه الحقيقة وعلى الذين يروجون ويطلقون الشائعات بخصوص إختلافهما ان يكفوا عن ذلك.
واذا افترضنا جدلا ان الدعم السريع تمرد على الجيش، فهذا لا يعدو كونه تمرد فصيل أو وحدة من وحدات الجيش على الجيش المزعوم. يعنى تمرد فصيل/وحدة على هيئة أو وزارة واحدة من هيئآت او وزارات الدولة. لكن في المقابل تعالوا نفكك انقلاب الطرف الثاني واعني به انقلاب قائد الجيش السيد البرهان، فهل هو انقلاب فصيل في الجيش على فصيل كما هو انقلاب الدعم السريع، ام انه انقلاب على الدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها وتقويضا كاملا للنظام الديمقراطي الذي اتت به ثورة ديسمبر ومهره الشباب أو بالأحرى معظم ابناء الشعب السوداني بدمائهم الطاهرة الزكية؟ بكل اسف ان الحقيقية المرة تقول ان انقلاب البرهان ابشع من انقلاب حميدتي، لأنه انقلاب على الوضع الدستوري برمته لأنه تسبب في شل الدولة برمتها وتشريد عشرات الملايين في مختلف بقاع الأرض ومثلهم الملايين من الجوعى والمرضى والمحرومين من التعليم وفاقدي الأمن، فهذه هي الحقيقة التي كالشمس التي لا تحجب بغربال. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يعملها الجيش منذ تأسيسه حيث ظل هذا الجيش الجهة الوحيدة والرئيسية المتسببة في معاناة ومأساة جميع اطياف الشعب السوداني منذ 1955م، وكلكم تعرفون ادق تفاصيل جميع انقلابات هذا الجيش التي زاق من خلالها الشعب السودان الويل والسبور وعظائم الأمور، وما مآسي دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، ومجازر بورتسودان وكجبار والمناصير وفصل الجنوب الحبيب الا قليل من كثير من فظاعات الجيش. لذلك نحن كشعب سوداني يجب ان نثبت هذه الحقيقة ونسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بأن الجيش هو المتمرد الأوحد على الدولة بلا منازع، منذ فجر الإستقلال (الإستغلال). ونتيجة لتصرفات هذا الجيش المشينة في مخلتلف الحقب، شلت حركة السودان واستبيحت اطرافه وضعفت قواه فأصبح فريسة تتناوشها الدول، خاصة تلك الدولة التي طبخ عندها هذا الإنقلاب والتي لا يزال الطباخين الأساسيين لهذا الإنقلاب يقيمون فيها وتحت رعايتها الكاملة وحراستها المشددة ،وهي التي تقصف المواطنين الأبرياء بالطائرات الحديثة وتدمر البنى التحتية من طرق وكباري ومصانع وجامعات ومدارس وسدود والخزانات وبخطوات مدروسة بدقة شديدة.
ولهذا كله ارجو من الشعب السوداني ان يصحى من التخدير الذي ظل يمارسه معه الفلول وعديمي الوطنية والأخلاق والنرجسيين من الكيزان وجيشهم المؤدلج، الذين لا يعرفوا ولا يعترفون بشىء سوى مصالحهم الشخصية ونظراتهم الضيقة، وانانيتهم الفجة، حتى ولو ادى سلوكهم هذا لفناء كل الشعب السودان واستمرار استعمار السودان من قبل احد طرفي دولتي الحكم الثنائي التي لم ترفع يدها عن السودان ابدا منذ ان غادر القطب الرئيسي، بريطانيا، السودان.
ونعود الى عنوان المقال لنؤكد لكم بأن الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش ليست كما يفهمها المغيبين. فحمالة الحطب ظلت منذ ان رحل الإنجليز من السودان، وهي تسعر في هذه الحرب وتشعل فيها الحروب والإختلافات، بأشكال عدة، ولكن في كل مرة، وبفضل الوطنيين الأوفياء لهذا الوطن، تخمد تلك المؤامرات، حتى جاءت هذه النبتة الشيطانية الخبيثة والتي تسمى بالكيزان، والتي انتشرت في الوطن، كالنبات الطفيلي الذي ينتشر في مجرى النيل ليغلق القنوات ويحتسي نصيب الزراعة من الماء. هذه النبتة الشيطانية، الكيزان، هم اعداء الله والوطن والمواطن الحقيقيين. ولمعرفة حمالة الحطب بخبثهم وحماقتهم وانانيتهم وانعدام وطنيتهم، زرعت لهم الطعم بعمل مخابراتي محكم (وهو فيلم اغتيال الرئيس حسني مبارك) وبعد ان بلع الأغبياء الطعم وفشلوا في تحقيق هدفهم، اصبحوا يتلاومون فيما بينهم حتى كشفوا الفاعلين الحقيقين، وهذا ما تود حمالة الحطب الوصول اليه، وقد تحقق لها ذلك، فمسكت عليهم ذلة وعلى اثرها تم احتلال بعض الأراضي الثمينة. ومنذ ذلك اليوم ظلت حمالة الحطب توجه بوصلة هؤلاء الأغبياء الجهلاء الى ان ادخلوهم في هذه الحرب اللعينة وظلت هي تتحكم في غرفة عمليات هذه الحرب، ولم تكتفي بذلك، بل واحتلت حمالة الحطب أكثر من 50 كيلومتر من الأراضي السودانية في الشمال بعد قيام هذه الحرب، وهذا ما نبهنا له في كتاباتنا المختلفة منذ بداية هذه الحرب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الآن معظمنا يتجاهل كل هذه المخاطر والمؤامرات الواضحت التي تحاك لتفتيت بلادنا وتشريد شعبنا، وننغمس في قضاية انصرافية، مثل من اطلق الرصاصة الأولى، وعن تكوين دولة البحر والنهر، وقوانين الوجوه الغريبة، وتغيير العملة، والإمتحانات الجزئية، والكثير من الكلام الفارغ الذي يصرفنا عن الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل سوداني، حتى نصطف جميعا ونضع ايدينا على الداء الحقيقي وننبذ الفرقة والجهوية والعنصرية والقبلية و نتوحد على قلب رجل واحد، حتى نقتلع هذه النبتة الشيطانية من الوجود، ومن ثم نتفرغ لإخراج هذا الوطن من هذه الورطة التي ادخلنا فيها الفلول المتحكم عليهم من قبل حمالة الحطب.
وبالمناسبة الأمر اكبر من هذا بكثير، فحمالة الحطب ما هي الا اداة تنفذ من خلالها اجندات عالمية كبرى، تسعى الى تهجير السودانيين من ارضهم التى تخبىء الكثير من الكنوز من تحتها ومن فوقها. ولمعلوميتكم فإن الكثير من دول العالم ترى بأننا شعب ساذج احمق سفيه ولا يستحق هذه الكنوز، فأوعزوا لحمالة الحطب لتنفيذ مخططاتهم الشريرة نيابة عنهم وهم يشاهدون مأساتنا بتلذذ وشهوانية ويغضون الطرف عن المآسي المدلهمة التي تحيط بنا من كل صوب وكذلك يتغاضون عن حمم الطائرات التي تقتل شعبنا بسادية مفرطة حتى يهجروا الشعب ويوزعونه في دول الجوار، لتخلو لهم الأرض فيبيضوا ويصفروا ويسرقوا منها كل ما هو ثمين. وأول هذه الدول أمريكا ذات نفسها التي تدعي بأنها تسعى لحل مشكلتنا ونحن بسذاجة نصدقها. هل تصدقوا حتى هذه اللحظة ومن خلال جولات أمريكا المكوكية العديدة، لم تتحدث ابداً عن ايقاف الحرب، بل في كل جولاتهم كانوا ولا يزالوا يسعون الى فتح الممرات لتقديم المساعدات الإنسانية. وأكبر دليل على ان امريكا سعيدة بإستمرار الحرب وتشريد الشعب السوداني، انها تمتلك اكثر واحدث الأقمار الإصطناعية والرادات التي تستطيع ان ترصد حتى دبيب النمل في أي جزء من العالم، وبالضرورة تعرف من اين ينطلق طيران دولة حمالة الحطب وهي من تزودها بالقاذفات (قد سبق ان احرجهم قائد الدعم السريع بتلك الحقائق ونوع القازفات الأمريكية التي يقتل بها شعبنا) ومع ذلك لم تذكر قط من اين تنطلق تلك الطائرات وما هي الدولة التي تساعد مليشيات البرهان لقتل شعبنا. ايها الشعب المغيب هذه هي الحقائق المرة التي يجب ان يعرفها المغيبون وجميع الوطنيين من افراد الشعب السوداني، فهل من مدكر؟
ولتأكيد دور حمالة الحطب في هذه الزاعم، دعوني اورد لكم واقعة وقفت عليها بنفسي، ولكن لضيق الزمن لم اتمكن من الغوص في تفاصيلها أكثر، وخرجت من تلك المنطقة وتساورني الكثير من الشكوك حول ما شاهدته بأم عيني. وتلك الحادثة هي عبارة عن وجود بعثة من جهة حمالة الحطب ذهبت الى احد المناطق النائية في دارفور وظلت هناك لعدة سنين بزعم انها احدى المنظمات الأممية، وظل اهالي تلك المنطقة ببساطة اهل الريف المعهودة يتعاملون معهم على انهم احدى المنظمات الأممة المنتشرة في دارفور، فظلوا يستضيفونهم في كل مناسباتهم، وكان افراد تلك البعثة المزعومة يتقربون من اعيان أهل المنطقة ويكونون معهم صداقات، وكما هو معلوم فأن هؤلاء الأعيان ايضا بسيطون كونهم من عامة الناس، فكانوا يمدون افراد تلك البعثة بأي معلومات يطلبوها بل ويوفرون لهم الغطاء من أي مساءلة من افراد المجتمع. وذات يوم قبض بعض شباب المنطقة افراد البعثة وهم في احد الجبال يجمعون في الأحجار في وقت مشبوه، قريب من مغيب الشمس، فأخذوا ما بحوزتهم من احجار وعينات وحذروهم بألا يتكرر منهم مثل ذلك التصرف وتركوهم وشأنهم. وبالصدفة كان من بين افراد تلك البعثة احد المؤدلجين (اخونجي) وقد كون علاقة خاصة مع أحد كيزان المنطقة، وتطورت علاقاتهم للدرجة التي جعلته يثق فيه، فأسره بكلام لم يقف عنده صاحبنا الكوز السوداني كثيرا، لأنه ايضا من عامة اهل المنطقة ولايمكن ان يهديه فكره للتمعن في هذا الكلام، ولكنه وقبل وفاته بأيام وهو كان على فراش المرض ذكر هذا الكلام للحضور من اهله. والكلام الذي قاله ذلك الشخص الأخونجي من البعثة، لصديقه الكوز السوداني هو: " ان ارضكم فيها اشياء كثيرة قيمة وسوف لن يتركوكم فيها"، من هم الذين لا يتركونا فيها؟ الأمر متروك لكم لتفهموا اسباب هذه الحرب العبثية اللعينة ومن هم الذين من ورائها ووراء تأخر السودان برمته.
ومن الأشياء التي اذكرها جيداً انه عندما اصبح المقبور الدكتور بطرس غالي، أميناً عاما للأمم المتحدة، كان اول ما فعله انه قام بمجزرة كبيرة، أقال بموجبها معظم السودانيين العاملين في هيئآت ومكاتب الأمم المتحدة في جميع انحاء العالم، وكان ذلك اشبه بسياسة التمكين التي اتبعها الكيزان ابان تسلمهم السلطة، وانا اعرف اشخاص كثيرين شملتهم مجزرة بطرس غالي تلك.
لذلك، ادعوكم جميعا ايها السودانيين الوطنيين، ان تتركوا عنكم سذاجتكم المعهودة هذه، وتنبذوا التشاكس والتباغض والأنانية والنعرات العنصرية والفرقة جانباً، لأن مثل هذه الأشياء لا يمكن ان تبني بلدا ولا تحل هذه المعضلة التي نحن فيها ومعضلة السودان منذ ان خرج احد قطبي الإستقلال من السودان. وعليكم بالإستهداء بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى، ومن اصدق من الله قيلا، حيث قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) وكذلك قوله تعالى "(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، وكذا الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله ﷺ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم.
فهلا تداعينا وتكاتفنا جميعا لجزء هذا النبت الشيطاني من جزوره، من هذه الأرض المباركة التي تتأذي من تدنيس هذا الرجز، واذلال هذا الشعب الوديع؟ حمانا الله وحمى بلادنا وشعبنا من خبث هذا النبت الشيطاني وأسأله تعالى من ان يرد كيدهم في نحرهم ونحر من يتبناهم ويرنا فيهم عجائب قدرته وشديد بأسه الذي لايرد، وهو على كل شىء قدير..
كما ادلكم إن اردتم الإستماع الى ما هو مفيد من تسجيلات اللايفايتة ان تستمعوا لأربعة وتبتعدوا عن أربعة. فأما الأربعة الذين يفضل الإستماع لهم لأنهم يقودون حملة استنارة وتوعية فهم: 1- المناضل حاتم حمتو 2- المناضل الفاضل السراج 3-الدكتور جهاد الشريف 4- الشيخ علي السراج.
واما الأربعة الذين انصحكم بالكف عن الإستماع لهم لأنهم يقودون حملات تغبيش وتضليل وكاذيب، فهم: 1- الإنصرافي الذي صرف الله قلبه عن قول الحقيقة، 2- أبو رهف - رهيف العقل والفهم، 3- عثمان ميرغني ذو التحليلات الفطيرة التي لم يصدق منها شي حتى الآن 4- أبو الدهب – ثرثار الشمال.
حفظنا الله وحفظ بلادنا من كل شر وبلاء، انه سميع قريب مجيب الدعاء.
اوهاج م صالح
awhaj191216@gmail.com