لجريدة عمان:
2024-08-11@01:42:13 GMT

إسرائيل خطر حقيقي على الإنسانية

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

إسرائيل خطر حقيقي على الإنسانية

Your browser does not support the audio element.

هذه ليست حربا، إنها تصفية أحقاد تاريخية تريد منها إسرائيل إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإرهابه، وإرهاب المنطقة بأن هذا هو مصير من يتجرأ ويطالب بحقه أو بإنسانيته أو بكرامته أو بأبسط حقوقه كإنسان. وتقدم إسرائيل على هذا الفعل في لحظة تعرف فيها يقينا أن العالم العربي يعيش في لحظة ضعف وهوان وتشرذم لا مثيل لها عبر تاريخه، وأن الدول الكبرى القادرة على إيقافها متورطة عبر التاريخ القريب بالجرائم نفسها سواء كان ذلك في العراق أو في سوريا أو في اليمن أو في ليبيا وقبل ذلك في أماكن أخرى في العالم مثل فيتنام والصومال وعموم القارة الإفريقية.

. ناهيك أنه موافق، في الخفاء إن لم يكن في العلن، على إبادة الشعب الفلسطيني وعلى انتهاك حقوق العرب/ المسلمين في كل مكان معتبرين ذلك مصلحة حاسمة تاريخية للغرب في مواجهة الإسلام.

هذه ليست حربا تشنها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» كما تدعي إسرائيل ويدعي رعاتها من الغرب «الديمقراطي الليبرالي» على شعب محاصر منذ عقد ونصف قبل أن تبدأ هذه الديمقراطية الكبرى في استراتيجية تجويعه منذ 10 أشهر في لحظة تمعن فيه بإبادته.. إنها عملية إبادة متكاملة الأركان وإلا لا توجد حرب في العالم هدفها إبادة المدنيين وقتل الأطفال وإعدامهم بدم بارد حتى وهم في أكثر لحظاتهم صفاء وتجليا وارتفاعا عن الأحقاد حينما يكونون في صلاة مباشرة مع خالقهم. هذه سياسة إجرامية وعقلية منظمات إرهابية متوحشة ليس ضمن أهدافها بناء صورة ذهنية مشرقة عنها في لحظة يُنظر لها في الكثير من بقاع العالم أنها ترتكب «أعمال إبادة» و«جرائم حرب»، أو في لحظة ما زال فيها البعض متشككا في أنها تفعل ذلك أو لا تفعله. كل هذا لا يعنيها فهي تتحرك بناء على هدف «جرمي» أو «عصابي» تريد تحقيقه، أمّا العالم ومبادئه وقيمه وقوانينه فليذهبوا جميعا إلى الجحيم فهي ليست معنية إلا بما يحركها من مشاعر إجرامية.

لا يريد نتنياهو الحوار فهو لم يعترف به في يوم من الأيام، ولا يبحث، في الحقيقة، عن هدنة أو وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى فهذه هوامش جانبية بالنظر إلى ما يقوم به ويخطط له هو ومجموعته الإجرامية.

المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في مخيم المواصي بخان يونس أمس لا ترتكبها «دولة» مهما كانت متطرفة ومهما وصفت بالإرهاب، هي عمل أصيل من أعمال المجرمين والمتوحشين عبر التاريخ، هي بالضبط مطابقة لما فعله تنظيم «داعش» الإرهابي خلال العقد الماضي إذا أردنا تقريب الصورة بشيء قريب العهد.. وهي مطابقة لأفعال النازيين الذين ما زالت إسرائيل تدعي المظلومية مما ارتكبوه بحق اليهود من جرائم، لكن الذي لا يراه الكيان «الصهيوني» هو أنه يرتكب أبشع من تلك الجرائم التي ارتكبها النازيون عبر التاريخ بل وأبشع من كل الجرائم التي ارتكبها أعتى المجرمين سواء كان على المستوى الإجرام الفردي أم إجرام الجماعات والتنظيمات.

إن إسرائيل لم تعد اليوم خطرا على الفلسطينيين وحدهم إنها خطر جسيم على الجميع بما في ذلك حلفاؤها الغربيون الذين تشوهت صورهم في أذهان الجميع من خلال دعمهم لكيان مارق ومجرم ما زال يمعن ويستمتع بارتكاب أبشع الجرائم أمام مرأى ومنظر العالم الذي يقف أحراره في ذهول كبير من هذه الجرأة على الإنسانية وعلى قوانين المجتمع الدولي.

وإذا كان العالم يعتقد أنه وصل إلى مرحلة من التحضر والتمدن اختفت معها هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية فإن الكيان الإسرائيلي يثبت عكس ذلك، ويؤكد للعالم وللإنسانية أن الشر باق في هذه الأرض ويمكن رؤية حقيقته الأصلية في صورة ما يفعله الكيان الإسرائيلي. كما يثبت أن هذه المنطقة لن تهنأ باستقرار أو بسلام أو بوئام ما دامت يد الكيان الصهيوني مطلقة دون قيد أو رادع حقيقي.

أمّا إنسانية العالم فعليها أن تختبر حقيقتها في صورة ما يحدث في قطاع غزة، لنعرف مدى قربنا أو بعدنا من هذه «الإنسانية» التي ننادي بها ونتحدث عنها في كل لحظة وحين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی لحظة

إقرأ أيضاً:

السيستاني يدعو الشعوب الإسلامية للتكاتف والضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة

بغداد اليوم -  

بيان صادر من مكتب سماحته ( دام ظلّه) بمناسبة ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة جديدة في قطاع غزة

١٠-٨-٢٠٢٤

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مرة أخرى ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية باستهداف من تؤويهم (مدرسة التابعين) من النازحين والمشرَّدين، أدّت الى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، في جريمة مروعة تضاف الى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر.

 وقد اشتملت في المدة الأخيرة على عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال وأدّت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة، وزادت بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى فيها تتسبب لو حدثت ـ لا سمح الله ـ في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها.

إن الكلمات لتقصر عن إدانة هذه الجرائم النكراء التي باءت بآثامها وحوش بشرية تجرّدوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ السامية، ومن المؤسف أنهم يحظون بدعم غير محدود من عدد من الدول الكبرى يمنع من أن تطبق عليهم القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

إننا ندعو العالم ـ مرة أخرى ـ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم، كما ندعو الشعوب الإسلامية - خاصة - الى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة العزيزة وتقديم مزيد من العون إلى أهلها الكرام.

 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه)  - النجف الأشرف

٥ / صفر/ ١٤٤٦هـ  الموافق ١٠/ آب/ ٢٠٢٤م

مقالات مشابهة

  • إدانات رسمية وشعبية واسعة ووقفات قبلية منددة بمجزرة الكيان الصهيوني في غزة
  • النواب يستهجن صمت الأنظمة العربية والإسلامية على مجازر الكيان الصهيوني
  • حقوق الإنسان تدين مجزرة الكيان الصهيوني بمدرسة التابعين في غزة
  • الأزهر يُدين "مجزرة المصلين": التاريخ لن يرحم ‏المتخاذلين والصامتين
  • الأزهر يُدين مجزرة المصلين بغزة: التاريخ لن يرحم المتخاذلين والصامتين على هذه ‏الجرائم البشعة‏
  • وزارة حقوق الإنسان تدين مجزرة الكيان الصهيوني بمدرسة التابعين في غزة
  • مفتي الجمهورية يدين قصف الكيان الإسرائيلي لمدرسة "التابعين" بغزة
  • السيستاني يدعو الشعوب الإسلامية للتكاتف والضغط لوقف حرب الإبادة في غزة
  • مكتب السيد السيستاني: ندعو العالم لمنع تمادي قوات الاحتلال لإيذاء الشعب الفلسطيني
  • السيستاني يدعو الشعوب الإسلامية للتكاتف والضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة