ثورة 14 تموز .. من (مذبحة) عبد الستار العبوسي الى (مذبحة) مجلس النواب العراقي !!
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
اليوم تمر الذكرى السادسة والستون لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، تلك الثورة التي قادها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وكوكبة من الضباط الاحرار الشجعان..
ويقيناً أن مساحة هذا المقال المحدودة لن تسمح لي بالتحدث عن كل منجزات هذه الثورة، فهي اكبر وأكثر وأعظم من أن يستوعبها مقال، فضلاً عن أن أغلب هذه المنجزات باتت معروفة لدى الأعداء والأصدقاء على حد سواء، إلا الذين أعمت أنوار الثورة أبصارهم، أو الذين ولدوا وترعرعوا وعششوا في بؤر الجهل والتخلف والظلام والتعصب، فعُميت بصيرتهم.
لذلك سأتحدث عن جزئية واحدة، تاركاً ومدركاً أن غيري سيتناول منجزات الثورة العظيمة بإسهاب ..
وهذه الجزئية تتمثل بالكذبة (المصفطة) التي أنتجها أعداء ثورة تموز، ورددتها أبواق اعلامهم، وتداولها جيلاً بعد جيل أبناء واحفاد ومريدو (الثورة المضادة)، لا سيما الذين ضربت ثورة الزعيم مصالحهم غير المشروعة، حتى باتت تلك الكذبة وكأنها حقيقة لا يمكن مناقشتها او التجرؤ على الإقتراب منها.. !
وهنا أتحدث عن قتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله ونفرين أو ثلاثة من العائلة الحاكمة..
وقبل كل شيء، أودّ أن أوضح بأني غير مطالب هنا بإعلان موقفي من عملية القتل التي جرت في قصر العائلة المالكة (قصر الرحاب) صبيحة الرابع عشر من تموز، وهل من الضروري مثلاً قتل الملك وخاله الوصي أم لا.. لأن هدف هذا المقال يتلخص بعرض حدث تاريخي معين فحسب، لاسيما وأن هذا الحدث قد تعرض لتشويه وتزوير عجيبين، والمصيبة أن ثمة قراراً ظالماً قد تأسس على ذمة هذا الحدث او هذه الكذبة..وأقصد به قرار مجلس النواب العراقي الذي صدر يوم 22 من أيار الماضي والذي حذف بموجبه عطلة الرابع عشر من تموز من جدول العطل الرسمية.. في محاولة لالغاء ذكرى ثورة الجمهورية العراقية التي تأسست في 14 تموز، والتي نقلت العراق من دائرة الهيمنة والنفوذ البريطاني إلى حالة من الاستقلال الوطني الناجز، وأخرجت العراق من حلف بغداد الذي شكله الاستعمار البريطاني لمواجهة الكتلة السوفيتية التحررية، كما أخرجت ثورة تموز، العراقَ من المنطقة الإسترلينية والتبعية للغرب، وفتحت الباب واسعاً أمام تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية مهمة في العراق، ولا اريد هنا أن أدخل في تفاصيل تلك التغيرات العظيمة .. إنما أردت أن أشير إلى العذر (المضحك المبكي ) الذي طرحه مجلس النواب العراقي في تبريره لقرار حذف عطلة تموز، والذي جاء على لسان أحد أعضاء اللجنة النيابية القانونية الحالية، بقوله : “لم يدرج يوم 14 تموز عام 1958، ذكرى إعلان النظام الجمهوري وإسقاط النظام الملكي، في جدول العطل ، لكونه يوماً جدلياً، بسبب حصول عمليات قتل وانقلاب، وقد تمت معاملته كيوم 9 نيسان 2003، الذي لم يدرج أيضاً في قانون العطلات”.
وأنا إذ أتحفظ هنا على ذكر اسم هذا النائب كي لا يساء الظن بقصدي – فإني أضع هذه الحقيقة التاريخية أمامه وأمام مجلس نوابنا الموقر، وأمام كل من لم تتح له فرص التعرف على جذور وأصل كذبة (مذبحة قصر الرحاب)، واتهام الزعيم عبد الكريم قاسم، أو الضباط الشيوعيين، او حتى الضباط المقربين من الزعيم.. وكي اكون محايداً تماماً، فقد تجاوزت كل ما قاله وتحدث به المؤرخون المؤيدون للزعيم ولثورة 14 تموز، وذهبت إلى ما تحدث به الدكتور فالح حنظل دون غيره، فالرجل كان ضابطاً في الحرس الملكي، ومن المؤيدين للملكية، ومن القريبين جداً من الحدث، وقديماً قالوا (أهل مكة أدرى بشعابها) ..
يقول الضابط فالح حنظل لمجلة (الگاردينيا) : توقفت ثلاث سيارات لوري عسكرية امام بوابة قصر الرحاب يقودها النقيب عبد الستار سبع العبوسي القادم من معسكر الوشاش الذي جلب معه عدداً من الجنود والضباط والاسلحة ومدفع بازوكا، وفتحوا نيران رشاشاتهم على جنود حرس الباب النظامي . وكان النقيب عبد الله الحديثي قد اطلق اول قنبلة بازوكا باتجاه القصر فاهتزت المنطقة كلها على دوي الانفجار بعد ان اصابت القذيفة الشرفة الامامية للطابق الاول واخترقتها الى الصالون الواقع في منتصف الطابق العلوي وانفجرت هناك. وبعد اقل من دقيقة، اطلقت الثانية فأصابت احد الاعمدة الرخامية امام المدخل الرئيسي للقصر وانفجرت ايضاً، ثم قذيفة ثالثة هدمت جزءاً من باب الحرس النظامي الخارجي في الحديقة.
اما في قصر الرحاب، فقد اصدر (الامير عبد الاله) أمراً بعدم إطلاق النار، بينما فوج الحرس الملكي يقف برمته متهيئاً للقتال في انتظار الاوامر التي ستصله من آمر الفوج الموجود في قصر الرحاب .وكان الملازم ثامر يتوسل الامير بأن يخرج هو والملك فيصل معه بسيارته الخاصة ما دام القصر لم يتم تطويقه بعد، وما دام طريق جسر الخر مفتوحاً ويؤدي الى الحدود العراقية الغربية حيث تقع المملكة الاردنية الهاشمية. وردّ الامير بكلمات بسيطة “ لا اريد قتالاً حقناً للدماء” وانما أودّ ان أفاوض المهاجمين وارغب في مغادرة البلاد. وطلب الامير من النقيب ثابت يونس أن يتوجه مرة اخرى صوب المهاجمين ويعلمهم برغبة الامير طلب التفاوض .
نزل الامير ومعه الملازم اول ثامر الى سراديب القصر، وكانت الاسرة قد افترشت الارض وسرعان ما هبت النساء واقفات، ورحن يسألن الامير عن الموقف في الخارج وماذا سيفعلون، وطوقت الاميرة عابدية الملك الذي انهارت قواه وخارت عزيمته وهو يتطلع بعينين حائرتين زائغتين ويستمع الى صوت المذياع الترانسستور وهو يذيع أنباء الثورة والتعيينات . وقد راح عبد الاله ينفث دخان سيجاره بشكل متتابع وأنبأهم بأنه اوفد رسلاً الى القوة المهاجمة يعلمها رغبته بترك العراق، ثم التفت إلى ابن اخته الملك فيصل قائلاً : “حضّر ورقة واكتب فيها تنازلك عن العرش وابقها لحين الحاجة”.
بعد الساعة الثامنة صباحاً بقليل، فتح باب المطبخ وخرج منه الملك، وإمارات الرعب قد تجمدت على وجهه من هول الموقف وبدا مرتدياً ثوبا ذا كُمَّين قصيرين وبنطالاً رمادي اللون وينتعل حذاءً خفيفاً وخلفه سار الامير عبد الاله مرتدياً ثوباً وبنطالاً كذلك، وقد وضع يده اليسرى في جيب بنطاله اما يده اليمنى فكانت ترفع منديلاً ابيض.
وزاحمت الملكة نفيسة ولدها الامير عبد الاله على درج المطبخ وخلفها خرج البقية…
رفع الملك يده بالتحية العسكرية للضباط الموجودين امامه واغتصب ابتسامةً رقيقةً تراقصت على شفتيه وظهرت خلفه جدته، وبعدها سار عبد الاله، وهو يتمتم ببضع كلمات غير مسموعة، وفي هذه الاثناء كان النقيب عبد الستار سبع العبوسي داخل قصر الرحاب، حيث نزل هابطاً درجات الباب الامامية ورشاشته بيده واستدار الى اليمين فشاهد الاسرة المالكة كلها تسير في صف تاركةً باب المطبخ، وبلمح البصر فتح نيران رشاشه من الخلف مستديراً من اليمين الى اليسار فأصابت اطلاقات غدارته الثمانية والعشرون طلقة الامير عبد الاله ورأس الملك وظهرَي الملكة والاميرة عابدية ثم البقية.. وبعد تنفيذه العملية بساعات، استقبله عبد السلام محمد عارف بالأحضان وهو يقول له: (عفارم ستار زين سويت)!
لكن النقيب عبد الستار لم يتقبل هذه (العفارم) كما ظن عبد السلام، وظل يعاني ويتعذب نفسياً حتى أقدم بعد سنوات على الإنتحار بمسدس صغير نمرة (5) كان قد اخذه من احدى غرف القصر الملكي صبيحة يوم 14 تموز !!! وقد حضرت تشييعه (والكلام للضابط الملكي فالح حنظل). وللتاريخ، فإن عبد الكريم قاسم كان ومنذ التخطيط للثورة، وحتى تنفيذها، ضد إراقة قطرة دم واحدة، لاسيما دم افراد العائلة المالكة !..
لقد نقلتُ لكم شهادة الدكتور فالح حنظل رغم أن حنظل كان ضابطاً في الحرس الملكي، وهو ايضاً صديق وزميل دراسة للنقيب عبد الستار العبوسي.. والسؤال الان: ياجماعة، الزعيم (شعليه)، وهو الذي رفض بشدة التعرض لاي فرد من افراد العائلة المالكة، وغضب غضباً شديداً حين سمع بماجرى في قصر الرحاب، رغم ان سقوط بعض الضحايا ، أمر وارد في جميع الثورات عبر التاريخ. ثم ما ذنب ثورة عظيمة تحذف من جدول العطل الرسمية بسبب تهور احد المشاركين الهامشيين، ومقتل خمسة افراد (غير عراقيين).. ولماذا لم تُحتسب دماء فهد وبسيم والشبيبي والاف الوطنيين العراقيين الشرفاء الذين أعدمهم النظام الملكي (الطيب جداً)؟!
فالح حسون الدراجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النقیب عبد عبد الستار فی قصر
إقرأ أيضاً:
القانون الكبير الجميل يختبر ولاء الجمهوريين لترامب
بفارق ضئيل، نجح الجمهوريون بمجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي في تمرير مشروع الموازنة لعام 2025 والذي أطلق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اسم "القانون الكبير الجميل" الذي يحدد رؤيته الاقتصادية القائمة على تخفيض الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي.
ورغم أن المشروع، الذي حظي بموافقة 217 نائبا مقابل 215، يشكل ركيزة أساسية في أجندة ترامب المالية، إلا أن إقراره لم يكن بالفوز السهل للجمهوريين، وكشف عن الانقسامات العميقة والأصوات الرافضة له داخل الحزب.
ولم يكن الديمقراطيون، بطبيعة الحال، أقل رفضا للمشروع إذ اصطفوا جميعا ضد المقترح، معتبرين أنه يُثقل كاهل الطبقة المتوسطة ويفاقم العجز المالي للدولة.
لكن هذا الانتصار لا يعني أن المعركة قد حُسمت، فهناك مواجهة أكثر صعوبة بين المشرعين الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، الذين اختلفوا على أولويات خفض الإنفاق مما يعرض آلية المصالحة للفشل، مع أنها المخرج الوحيد للجمهوريين الذي يمكنهم من تمرير الموازنة بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ، متجاوزين بذلك الحاجة إلى دعم خصومهم السياسيين.
كيف تم التصويت؟في يوم التصويت، وجد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، نفسه وسط انقسام حاد داخل صفوف الجمهوريين، وتباينت مواقف المعترضين على الميزانية ما بين المتشددين اليمينيين الذين يريدون تخفيضات أكبر، ونواب رفضوا المشروع بحجة أنه يفاقم ديون الولايات المتحدة وأن التخفيضات المقترحة في الإنفاق غير كافية لسد العجز، وآخرون اعترضوا على المساس بالبرامج التي يعتمد عليها ملايين الأميركيين، وعلى رأسها برنامج الرعاية الطبية "ميديكيد" خشية أن يؤثر ذلك سلبا على دوائرهم الانتخابية.
إعلانوبيّن النائب توماس ماسي، الجمهوري الوحيد الذي صوت لاحقا ضد القرار، بأن الميزانية المقترحة وإن كانت تمدد الإعفاءات الضريبية السارية منذ 5 سنوات، إلا أنها لا تتضمن خفضا كافيا في الإنفاق. وكتب على موقع إكس محذرا: "هذه الميزانية ستضيف 20 تريليون دولار إلى الدين الأميركي".
ومع تصاعد حدة المعارضة، كاد جونسون المقرب من ترامب، أن يلغي تصويت الثلاثاء، وبدأ النواب من الحزبين في مغادرة مبنى الكابيتول، لكن على عكس المتوقع، تغير مجرى الأحداث وعاد جونسون ليطلب من النواب البدء في التصويت، مما أعطى مؤشرا بحصوله على الأصوات اللازمة في اللحظات الأخيرة.
وكشفت شبكة "سي إن إن" أن الرئيس الأميركي تدخل هاتفيا، وعرض على الجمهوريين المعارضين ضمانات بعدم المساس بالبرامج الاجتماعية مقابل التزامهم بالتصويت لصالح المشروع.
وهكذا، بالكاد تمكن جونسون، الذي أعيد انتخابه رئيسا لمجلس النواب في يناير/كانون الثاني، من تجاوز العقبة الأولى ليفتح الباب أمام أسابيع من جلسات الاستماع لصياغة المشروع والدفع به إلى مجلس الشيوخ للتصويت النهائي.
The GOP budget extends the 5 yr. tax holiday we’ve been enjoying, but because it doesn’t cut spending much, it increases the deficit by over $300 billion/yr. compared to letting tax cuts expire. Over 10 years, this budget will add $20 trillion to US debt.pic.twitter.com/JZ2tDoTHI6
— Thomas Massie (@RepThomasMassie) February 25, 2025
أجندة ترامب تختبر الجمهوريينبعد أن نجح الجمهوريون بمجلس النواب في تجاوز خلافاتهم الداخلية، وجدوا أنفسهم في صدام جديد، هذه المرة بأعضاء الحزب في مجلس الشيوخ.
يتمحور جوهر الخلاف في أولويات الموازنة؛ ففي حين يدفع مشرعو مجلس النواب باتجاه تقديمه حزمةً واحدة لضمان تمريره، يرى نظراؤهم في مجلس الشيوخ ضرورة تقسيمه إلى حزمتين منفصلتين تركّز الأولى على الإنفاق العسكري وأمن الحدود وسياسة الطاقة، بينما تُؤجل الثانية المتعلقة بالتخفيضات الضريبية لمناقشتها لاحقا.
إعلانإلا أن النواب رفضوا هذا التقسيم، خصوصا وأن نسختهم تتضمن تخفيضات أكبر في الإنفاق مقارنة بما اقترحه الشيوخ في نسختهم الاحتياطية التي تمت المصادقة عليها في 21 فبراير/شباط تحسبا لفشل تمريرها في مجلس النواب.
وعلق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، على الخلاف قائلا، إنه معقد وصعب، مضيفا أن هناك نقاطا في خطة النواب تحتاج إلى مزيد من العمل والتوسّع.
وبحسب مجلة بولتيكيو، فإن ثون أخبر أعضاء مجلس الشيوخ خلال لقاء مغلق بالحاجة إلى تغييرات في ميزانية جونسون وأنهم سيجتمعون بصورة غير رسمية الأسبوع المقبل لبدء محاولة المصالحة بين الجانبين.
ويرى مراقبون أن هذا الخلاف يهدد بفشل عملية "المصالحة" وهي الأداة التشريعية التي يراهن عليها الجمهوريون في تمرير القرار بأغلبية 51 صوتا فقط، وتجاوز عتبة الستين صوتا المطلوبة عادةً لتفادي العرقلة داخل مجلس الشيوخ.
غير أنها تتطلب اتفاق المجلسين على نسخة متطابقة من الميزانية قبل المضي قدما. وأبدوا مخاوفهم من أن يؤدي عدم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف مارس إلى إغلاق حكومي، مما سيؤثر على العديد من الخدمات الفدرالية.
أما ترامب، الذي كان قد أبدى انحيازه من قبل إلى جانب النواب، فيبدو أنه تراجع عن موقفه ملمحا إلى إمكانية النظر في نسخة مجلس الشيوخ، رغم أنها لا تتضمن الحصول على التخفيضات الضريبية فورا.
يكتنف "القانون الجميل" الغموض، إذ لم يفصح المشرعون بعد عن تفاصيل البنود التي سيُصاغ بها لاحقًا. ورغم أن مسودته المتضمنة 60 صفحة، لم تحدد آليات خفض الإنفاق أو زيادته، إلا أنها وضعت معالم رئيسية لما يُعرف بـ"حزمة المصالحة" التي تتألف من 4 عناصر محورية:
تخفيضات ضريبية بـ5 تريليونات دولار تمتد على مدى العقد المقبل. تخفيضات في الإنفاق تُقدّر بـ 2 تريليون دولار خلال الفترة نفسها. رفع سقف الدين الوطني بمقدار 4 تريليونات دولار، في خطوة تهدف إلى تجنب أزمة مالية حادة. زيادة الإنفاق في قطاعات حيوية، تشمل الدفاع، أمن الحدود، واستكشاف موارد الطاقة. إعلانأما على صعيد تقليص الإنفاق، فيستهدف الحصول على:
880 مليار دولار من مخصصات لجنة الطاقة والتجارة. 330 مليار دولار من لجنة التعليم والقوى العاملة. 230 مليار دولار من لجنة الزراعة. 50 مليار دولار من لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي. 10 مليارات دولار من لجنة النقل والبنية التحتية. مأزق الرعاية الصحيةكان ملف الرعاية الصحية من أبرز الملفات وأكثرها سجالا بين الجمهوريين، مما قد يُهدد خطة ترامب بالانهيار. ويتمحور الخلاف حول برنامج "الميديكيد" الذي يعتمد عليه نحو 79 مليونا، ويواجه مخاطر حقيقية بسبب توجهات تقليص الميزانية.
يُعد هذا البرنامج أساسيًا في تقديم التأمين الصحي للأطفال، وذوي الإعاقة، والأسر ذات الدخل المحدود، وتشرف عليه لجنة الطاقة والتجارة، وهي من ضمن اللجان المستهدفة في حزمة المصالحة عبر تخفيض 880 مليار دولار من ميزانيتها المالية التي يستحوذ "ميديكيد" على حصة ضخمة منها، وهو ما يجعل استقطاع التمويل من برامج الرعاية الصحية أمرا شبه حتمي.
وفي مقابل ذلك، استبعد الجمهوريون أي تخفيضات تطال برنامج "ميديكيد" الذي يوفر التأمين الصحي للأميركيين فوق سن 65 عاما، مما جعل "ميديكيد" الهدف الأكثر عرضة لاقتطاعات الميزانية.
وحضرت النائبة الديمقراطية بريتاني بيترسن، إلى جلسة التصويت وهي تحتضن طفلها حديث الولادة، في خطوة اعتبرها محللون رمزية بغرض لفت المشرعين إلى أهمية الرعاية الصحية للأطفال والأمهات.
وفي مداخلتها، ذكّرت بيترسن بوعد ترامب أثناء حملته الانتخابية بخفض تكاليف الرعاية الصحية منذ اليوم الأول قائلة: "بدلاً من ذلك، ركز الجمهوريون أولوياتهم على انتزاع الرعاية الصحية من الفئات الأكثر احتياجا".
بدورها، أكدت إدارة ترامب أن تقليص الإنفاق في قطاع الرعاية الصحية يستهدف القضاء على "الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام" وهو ما شدد عليه النائب الجمهوري دان موزر في تصريح لشبكة "سي إن إن"، حين طمأن الأميركيين بأنهم "لن يشهدوا أي تغيير جوهري في برنامج ميديكيد".
إعلانوتشير إحصائيات مكتب المحاسبة الحكومي في الكونغرس إلى أن البرنامج سجل نحو 31 مليار دولار كمدفوعات غير صحيحة خلال عام 2024. ومع ذلك، فإن بعض المشرعين الجمهوريين في مجلس الشيوخ يدركون أن هذا الاستهداف لن يكون كافيا لتعويض 800 مليار دولار من التخفيضات المطلوبة.
لكن الخلاف لم يقتصر فقط على المشرعين من الحزبين، بل امتد ليجد بعض أعضاء الحزب أنفسهم في مواجهة غير معلنة مع ترامب، الذي وعد بترك برامج الرعاية الصحية دون مساس.
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس" أكد ترامب في أول اجتماع وزاري لحكومته أنه لن يقترب من هذه البرامج، لكنه شدد في المقابل على ضرورة استئصال ما وصفه بـ "الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "هارت" في فبراير/شباط -شمل 1011 ناخبا- أن 71% من مؤيدي ترامب يرون أن خفض برامج الرعاية الصحية غير مقبول، بينما ارتفعت نسبة المعارضين إلى 82% عند الناخبين، وأعرب 6 من كل 10 من ناخبي ترامب عن رفضهم خفض برامج الغذاء والتغذية.
الآن، يواجه الجمهوريون مأزقا حقيقيا في تمرير مخططاتهم المالية، وسط مخاوف من دفع ثمن سياسي باهظ لأجل تنفيذ أجندة ترامب المالية. ومع تزايد ضغط الناخبين الأميركيين الذين فقدوا وظائفهم نتيجة حملة تقليص الإنفاق الحكومي، يجد الحزب نفسه في معركة معقدة، قد تستمر أسابيع، قبل أن تصل الميزانية الجديدة إلى البيت الأبيض للتنفيذ.