قيادي حوثي للجزيرة نت: ننسق عسكريا مع المقاومة العراقية لضرب إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
صنعاء- لم تعد سرًَّا العلاقة التي تربط أنصار الله الحوثيين باليمن وفصائل المقاومة العراقية، حيث تطورت علاقة الطرفين بشكل لافت تجاوز التنسيق والتشاور المستمر، وانتقل إلى عمليات عسكرية مشتركة في أعقاب اشتعال معركة طوفان الأقصى.
وقد أعلن الناطق العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع في بيانات رسمية عن تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بين "القوات اليمنية" و"المقاومة الإسلامية في العراق" لضرب مواقع حيوية داخل إسرائيل.
ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي تقوم قوات أنصار الله الحوثية باليمن بشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة على مواقع داخل إيلات، وتخوض حربا ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بينما ردت أميركا وبريطانيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي بشن ضربات جوية ضد مواقع الحوثيين في اليمن.
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية بعدد من الطائرات المسيرة استهدفت هدفا حيويا في "أم الرشراش" جنوبي فلسطين المحتلة. 08_07_2024م pic.twitter.com/OD6BtnphQy
— العميد يحيى سريع (@army21ye) July 8, 2024
عمل مشتركاعتبر العميد عزيز راشد، الضابط بدائرة التوجيه المعنوي، التي تتبع لوزارة الدفاع بصنعاء ويرأسها العميد يحيى سريع الناطق العسكري لأنصار الله الحوثيين، أن العمليات المشتركة بين أنصار الله والمقاومة العراقية تأتي في سياق التنسيق والعمل المشترك لإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة ودعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة بشعة.
وأشار العميد راشد أن "عمليات الإسناد المشتركة العراقية واليمنية" يتم تنسيقها عبر غرف العمليات العسكرية، وتتم وفق اختيار الأهداف والزمن المناسبين لوصول الطائرات المسيرة والصواريخ إلى عمق الأهداف الإسرائيلية، نظرا لبعد المسافة، وقال إن "العسكريين يعلمون تفاصيل ودقة هذه العمليات".
وأكد في حديثه للجزيرة نت أنه جرى استهداف عدة مواقع حيوية في مدينتي حيفا وإيلات، "وبالتالي العمل المشترك بين أنصار الله والمقاومة العراقية سيكون ضمن هذا الإطار المنظم".
تصريح ممثل انصار الله في العراق
السيد ابو ادريس الشرفي في ضيافة قيادة عمليات حزام بغداد#انصار_الله_في_العراق pic.twitter.com/cKVMQmIf4w
— انصار الله في العراق (@ansarallah_iraq) July 4, 2024
تمثيل سياسيولم تتحدث المصادر اليمنية الحوثية صراحة عن وجود عناصر عسكرية حوثية على الأرض العراقية، بينما تداول الإعلام في الفترة الأخيرة وجود تمثيل سياسي لجماعة أنصار الله في بغداد .
ويعمل أبو إدريس أحمد الشرفي، وهو من مديرية كحلان الشرف في محافظة حجة اليمنية، ممثلا لجماعة الحوثيين في العراق، حيث جرى تخصيص منزل له، ويعمل في مكتب خاص كممثلية لأنصار الله في الجادرية أحد أرقى أحياء العاصمة بغداد.
ويقوم القيادي الحوثي أبو إدريس الشرفي بزيارات ولقاءات رسمية للمسؤولين الحكوميين العراقيين في بغداد، كما يوثق علاقات جماعته بفصائل المقاومة المسلحة، وله نشاط إعلامي واجتماعي ويلتقي باستمرار بشيوخ وأفراد العشائر العراقية.
وتبدو العمليات العسكرية المشتركة بين أنصار الله والمقاومة الإسلامية في العراق دليلا على قوة العلاقة التي تجمع الطرفين، وتأكيدا على توحد قوى "محور المقاومة" الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن، في سياق مساندتهم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومواجهة العدوان الإسرائيلي.
ولم يستبعد العميد راشد أن يكون لأنصار الله وجود فعلي في كافة الجبهات، وقال "في حال تم إدخال المنطقة في عمل عسكري واسع فإن محور المقاومة سيكون حاضرا، لأن المعركة ستكون مصيرية وتهم الجميع، والقضية الفلسطينية هي قضية مركزية لمحور المقاومة".
وأضاف موضحا "ما يهمنا هنا هو الصواريخ الإستراتيجية التي تمكّن اليمن من فرض نطاق العمليات العسكرية، حتى وإن لم نوجد مباشرة في جنوب لبنان أو في العراق".
وردا على سؤال يتعلق بطلب قيادات بارزة في أنصار الله من مصر السماح لهم بالوجود في رفح، من أجل الدخول بقوات يمنية لمناصرة المقاومة الفلسطينية ومواجهة الجيش الإسرائيلي، قال العميد راشد إنه تم التقدم بهذا الطلب من جهة رسمية في صنعاء، "ونحن نكرر هذا الطلب، إذا سمح لنا النظام والقوات المصرية بدخول القوات اليمنية فنحن حاضرون لنشترك مع إخواننا في المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدو الإسرائيلي".
وعمّا إذا كان محور المقاومة سيقف إلى جانب أنصار الله حال دخولهم حربا مع دول في المنطقة، قال "في حال ضغطت الولايات المتحدة على دول تابعة لها بالمنطقة أن تقوم بعمل مشترك ضدنا في اليمن، فإن محور المقاومة سيكون حاضرا معنا بكل إمكانياته بالتأكيد".
وأضاف قائلا "أظن أن أميركا لن تدخل بشكل مباشر في أي حرب في المنطقة، لأن إيران والعراق ولبنان يمثلون قوة رهيبة"، واعتبر أن العلاقات الدولية ستكون غير طبيعية، وسيتأثر الغرب أكثر من الشرق، و"ستتضرر المواقع الحيوية لدول المنطقة وأي دولة ستشارك في الحرب ضدنا؛ سيكون باب المندب تحت السيطرة بالكامل".
ورأى العميد راشد أن ما فرضه اليمن من واقع امتلاكه صواريخ فرط صوتية ومسرحَ عمليات واسعًا يمتد من البحر الأحمر مرورا بباب المندب وخليج عدن وبحر العرب إلى المحيط الهندي وحتى البحر المتوسط، "أنهى الخيارات الإستراتيجية الأميركية، ولم يبق لها أي خيار على الإطلاق".
وقال إنه "بعد عام على وجه التحديد فإن اليمن سيمتلك صواريخ قد تصل إلى أوروبا أو المحيط الأطلسي، وبالتالي ستكون الأهداف النووية الأميركية في مرمى الصواريخ اليمنية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المقاومة العراقیة محور المقاومة العمید راشد أنصار الله فی العراق الله فی
إقرأ أيضاً:
40 غارة أميركية على اليمن تخلف قتلى وجرحى وإيران وروسيا تنتقدان
أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أن نحو 40 غارة أميركية على العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء أسفرت في إحصائية غير نهائية عن مقتل 32 شخصا، وإصابة أكثر من مائة، معظمهم من النساء والأطفال، وسط توقعات باستمرار العمليات لأسابيع.
وكانت وسائل إعلام تابعة للجماعة قد أفادت بأن 4 غارات استهدفت حي الجراف شمالي صنعاء، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 13.
واستهدفت غارات أخرى منطقة عطان وجربان بمديرية سنحان في محافظة صنعاء.
وفي صعدة، أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله بارتفاع عدد ضحايا الغارات على منزلين في منطقة قُحزة شمالي المدينة إلى 10 قتلى و13 مصابا.
من جهتها، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) أنها شنت سلسلة غارات على أهداف لجماعة أنصار الله في اليمن.
وقالت إنها نفذت سلسلة عمليات شملت ضربات دقيقة ضد أهداف للجماعة في جميع أنحاء اليمن، مرجعة الضربات إلى ما اعتبرته دفاعا عن المصالح الأميركية، وردعا للأعداء واستعادة لحرية الملاحة البحرية، وفق تعبيرها.
CENTCOM operations against Iran-backed Houthis continue… pic.twitter.com/DYvc3gREN8
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 15, 2025
إعلانوذكرت البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات هاري ترومان نفذت ضربات دقيقة فتاكة على أهداف حوثية في اليمن، مضيفة أنها على أهبة الاستعداد على مدار الساعة وتنتشر حيث يكون ذلك مهما.
في الموضوع ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.
البنتاغون ينتقد بايدنكما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون بارنل إن جماعة أنصار الله في اليمن تعرض حياة الأميركيين للخطر، وإنها هاجمت السفن الحربية الأميركية 174 مرة منذ عام 2023.
وأضاف أنه انتهت الأيام التي يُسمح فيها لإيران بالثراء وتمويل جماعات مثل الحوثيين، قائلا إن الإدارة الأميركية السابقة تركت الحوثيين يهاجمون السفن الحربية الأميركية والشحن التجاري دون أي رد فعل يذكر.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن سمحت لإيران بالثراء مجددا، والأسوأ من ذلك بتمويل إرهابيين مثل حركة حماس وحزب الله والحوثيين، على حد تعبيره.
وأضاف أن إيران كادت أن تفلس بعد الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.
وقد نشر البيت الأبيض صورا تُظهر الرئيس الأميركي وهو يتابع الضربات في اليمن، والتي أصدر أوامر بشنها. كما نشر البيت الأبيض صورا لوزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز.
وكان ترامب قال إنه أصدر أوامر للقوات المسلحة الأميركية بشن "عمل عسكري حاسم وقوي" ضد الحوثيين في اليمن، متهما إياهم بشن "حملة قرصنة وعنف وإرهاب" استهدفت السفن والطائرات الأميركية والدولية.
ترامب يتوعدوانتقد ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" تعامل سلفه بايدن بشأن الحوثيين، واصفا إياه بأنه "ضعيف بشكل يرثى له"، مشيرا إلى أن هذا التراخي سمح للحوثيين بمواصلة هجماتهم.
وأضاف أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام، بينما تعرضت آخر سفينة حربية أميركية مرت عبر البحر الأحمر لهجمات حوثية متكررة قبل 4 أشهر.
إعلانوأضاف ترامب أن هجمات الحوثيين، الذين وصفهم بـ"المجرمين المدعومين من إيران"، تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.
وحذّر ترامب الحوثيين قائلا إن وقتهم قد انتهى وهجماتهم يجب أن تتوقف فورا، وإذا لم تتوقف، فستنزل عليهم نيران جهنم كما لم يروا من قبل.
"To all Houthi terrorists, YOUR TIME IS UP…" –President Donald J. Trump pic.twitter.com/P4qwgyDs8c
— President Donald J. Trump (@POTUS) March 15, 2025
أما البيت الأبيض، فقال إن العمليات العسكرية ضد الحوثيين هدفها الدفاع عن مُعدات الشحن الأميركية في البحر الأحمر واستعادة حرية الملاحة الدولية.
وأضاف أن الأمن الاقتصادي والوطني كان يتعرض لهجوم من الحوثيين، وأن الرئيس ترامب يقف بوجه الإرهاب ويحمي التجارة الدولية ويسير نحو وضع حد لهجوم الحوثيين.
وذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.
وشدد البيان على أن الحوثيين هاجموا وهددوا أفرادا أميركيين في الخارج وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وأن الهجمات ضد الحوثيين تهدف إلى ردع التهديدات المعادية للمصالح الأميركية.
الحوثيون ينددونمن جانبه، ندد المكتب السياسي لجماعة أنصار الله بالغارات وقال إن هذا العدوان الأميركي البريطاني استهدف أحياء سكنية، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين.
وأكد بيان أنصار الله أن هذا الاستهداف لن يمر دون رد، وأن قواتهم على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد.
وذكر البيان أن هذه الغارات لن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في دعم فلسطين بإسناد أهل غزة ومقاومتها.
إعلانفي السياق ذاته، دانت الخارجية الإيرانية الغارات واعتبرتها انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة على مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة الانتهاكات والتهديدات للسلم والأمن الدوليين.
وأضافت أن الهجوم الأميركي البريطاني على الشعب اليمني متسق مع استمرار دعم واشنطن ولندن لإبادة الشعب الفلسطيني.
بدورها، ذكرت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا بقرار إطلاق عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن لافروف أكد خلال المحادثة الهاتفية مع روبيو على ضرورة إنهاء استخدام القوة ضد الحوثيين على الفور، مشددا على "أهمية مشاركة كل الأطراف في حوار سياسي من أجل التوصل إلى حل يمنع المزيد من إراقة الدماء".