عطاء شاد: شاعر الطبيعة وثورة الترجمة الأدبية
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
محمد أنور البلوشي
عطاء شاد (1939-1997) الذي نتحدث عنه هنا كان من أولئك الشعراء الذين جعلوا الطبيعة تتكلم. بدأ بكتابة القصائد باللغة الأردية ثم انتقل إلى اللغة البلوشية، وهي لغته الأم. يُعتبر عطاء شاد والد الشعر البلوشي بعد الملا فاضل من مكران الذي زار عمان في القرن الثامن عشر وأعجب بها كثيراً وكتب قصيدة ذكر فيها مُعظم أسماء ولايات عمان، بدءًا من صحار وانتهاءً بمسقط.
أحدث عطاء شاد ثورة في الشعر البلوشي بأسلوب وفكر مختلفين لم يكونا موجودين من قبل، فأصبح اسماً كبيراً في الشعر البلوشي. نشر العديد من الكتب، منها "روشگير" (مجموعة من الشعر البلوشي)، "شاپ سحر أندم" (مجموعة من الشعر البلوشي)، "سینگاب" (مجموعة من الشعر الأردية)، "برفاج" (مجموعة من الشعر الأردية)، وغيرها مثل "گيچين"، "دارين"، و"هفت زباني لغات".
للأسف، لم تُترجم قصائده إلى لغات أخرى. لو تُرجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية أو العربية، لكان ذلك ذا قيمة كبيرة في مجالات الأدب والشعر. يُعرف الأدب بأن الناس في إنجلترا والعالم العربي بدأوا يفكرون بشكل مختلف بعد قراءة ترجمة إدوارد لـ "عمر خيام".
كما أحدث جبران خليل جبران تغييرات كبيرة بعد ترجمة قصائده وكتاباته الأخرى إلى لغات مختلفة مثل الإنجليزية والأردية. وقد نال عمل محمود درويش أيضاً تقديراً كبيراً بعد ترجمته إلى لغات مختلفة.
كتب عطاء شاد قصائد جميلة. إحدى قصائده باللغة الأردية في مجموعة "سینگاب" ألهمتني. من ناحية أخرى، كانت قصائده باللغة البلوشية أكثر جاذبية من قصائده بالأردية، كما أشار الشعراء الآخرون.
حاولت ترجمة إحدى قصائد عطاء شاد إلى الإنجليزية، لكنني وجدت الأمر ليس سهلاً. فالترجمة ليست مجرد نقل الكلمات حرفياً، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار ما وراء القصيدة. بعض المترجمين يحاولون فقط إرضاء قرائهم وجمهورهم، متجاهلين ومتناسين "روح المعاني الحقيقية للأبيات".
وهذا في رأيي خطأ، لأنك لا تعطي الشعراء حقهم الذين عملوا بجد، وأنت في النهاية تضلل الناس بتزيين وتلاعب بكلماتهم بطريقتك الخاصة.
انتقد الكتاب الفارسيون إدوارد، الذي ترجم رباعيات الخيام، بشدة. فقد اعتقدوا أن إدوارد لم يترجم أعمال عمر الخيام بشكل صحيح.
هنا ترجمات لبعض أبيات قصيدة عطاء شاد بعنوان "إلى اسمه"، حيث يحاول بعمق التواصل مع الطبيعة والمخلوقات ويترك أفكاره تحلق:
لمست العطر ورأيته،
أمسكت الضحى بيدي،
قبلت القمر، ورأيت الظل في الشمس
تحدثت مع اللجم،
ورأيت صور السمع،
أسمع أغاني كل فكرة،
وأتعرف على الوجوه من الكلمات
رأيت الصورة من اللون،
وأرتدي لون كل صورة،
رأيت "دجلة" في قطرة،
ولم أجد قطرة في "دجلة"
إذا فكرت، ما الذي لا أستطيع رؤيته؟
وإذا رأيت، ما الذي لا أستطيع التفكير فيه؟
أنا تلك القوة التي ضاعت في الطبيعة،
أنا ذلك الشاعر الذي يصبح عاجزاً عن الكلام في الريب
إذا فكرت فيك، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر،
وإذا نظرت إليك، لا أستطيع التفكير في أي شيء آخر.
قراءة أحد المقالات التي كتب فيها أنه إذا قرأت وتلوت شعر عطاء شاد ستجد ألوان الطقس المختلفة، الرياح الباردة، الجداول الجارية، النوافير المغنية، الوديان المغطاة بالثلوج، الجبال الصخرية، الأراضي القاحلة، والأشجار المتمايلة.
عطاء شاد زار العديد من البلدان مثل إيران، السعودية، الولايات المتحدة، أستراليا، ألمانيا، تايلاند، إيطاليا، الصين، إنجلترا، الدنمارك، تركيا، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان وسنغافورة. وهذا يدل على أن الشعراء ليس لديهم حدود.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإفراج عن «أبو عطاء».. تصعيد خطير للتعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة فى اليمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت مصادر أمنية عن قيام جماعة الحوثي، المدعومة من إيران في شمال اليمن، بالإفراج عن أحد القيادات البارزة في تنظيم القاعدة وعدد من عناصر التنظيم من أحد سجونها.
يأتي ذلك في إطار خطة للتنسيق وتنفيذ عمليات مشتركة في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وفي خطوة تمثل أحدث مرحلة من التعاون بين جماعة الحوثي المصنفة كمنظمة إرهابية وتنظيم القاعدة.
ووفقًا للمصادر؛ أفرجت جماعة الحوثي عن القيادي في تنظيم القاعدة «ع. م. ر» الملقب بـ«أبو عطاء»، مع مجموعة من عناصر التنظيم، من السجن المركزي في صنعاء، وذلك في إطار صفقة بين الطرفين لتنسيق وتنفيذ عمليات مشتركة، حيث يتسارع التعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة.
وتشير المصادر إلى أن الصفقة تضمنت تسهيل عبور أبو عطاء وأفراد مجموعته من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، في إطار خطة لإطلاق هجمات إرهابية وتنسيق عمليات أمنية واستخبارية ولوجستية بين الطرفين.
وأكدت المصادر، أن أبوعطاء يُعد أحد القياديين في تنظيم القاعدة والمتورطين في الهجوم الانتحاري الذي استهدف قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي سابقًا" في ٢١ مايو ٢٠١٢ في ميدان السبعين بصنعاء، والذي أسفر عن مقتل ٨٦ جنديًا وضابطًا وإصابة العشرات.
وبحسب تقارير صحفية، تُعد هذه الصفقة جزءًا من سلسلة التعاون بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة منذ عام ٢٠١٦، والتي شملت تبادل الأسرى بين الطرفين، وتطورت في الآونة الأخيرة إلى تنسيق أمني وتنظيم عمليات مشتركة.
من جانبها؛ اعتبرت الحكومة اليمنية قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، بإطلاق عناصر في تنظيم القاعدة، على رأسهم القيادي أبو عطاء، امتدادًا لتنسيق ميداني مستمر برعاية إيرانية، بهدف تقويض سيادة الدولة اليمنية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن استمرار هذا التحالف المشبوه يعزز من إعادة ترتيب الجماعات الإرهابية لصفوفها وتمكينها من استعادة قدراتها بعد الضربات الأمنية التي تعرضت لها منذ ٢٠١٥، وخلق بيئة خصبة للعنف والتطرف في اليمن.
مما يضع أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي بأسره في دائرة الخطر، ويهدد استقرار طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي.
ودعا «الإرياني» المجتمع الدولي، لتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية في التصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، مؤكدًا أن تساهل المجتمع الدولي مع هذا التنسيق الخطير يعكس تقديرًا خاطئًا لحجم الخطر والتهديد الذي قد يدفع العالم ثمنه باهظًا.
وطالب «الإرياني» المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد ميليشيا الحوثي والشروع الفوري في تصنيفها كمنظمة إرهابية عالمية، وندعو لدعم جهود الحكومة اليمنية في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره.
وكان تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، والمقدم لمجلس الأمن في ١١ أكتوبر ٢٠٢٤، أشار إلى أن التحالف الانتهازي بين الطرفين، يتميز بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباري، وقيامهما بتوفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.
وحذر التقرير من عودة تنظيم القاعدة إلى الظهور بدعم من ميليشيا الحوثي بعد تعيين التنظيم قائد جديد يدعى سعد بن عاطف العولقي.
وتحدث التقرير عن تنسيق الطرفين عملياتهما بشكل مباشر منذ بداية العام ٢٠٢٤، وقيام الحوثيين بنقل طائرات مسيرة إضافة لصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة وتوفير التدريب لمقاتلي تنظيم القاعدة.