جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@14:47:59 GMT

المستقبل اللوجستي برؤية عمان 2040 (3)

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

المستقبل اللوجستي برؤية عمان 2040 (3)

 

 

منصور القاسمي *

تكملة للحلقة السابقة لمعرفة المزيد من التفاصيل حول وصف المشكلة التي تهدف الأطروحة إلى معالجتها والفجوات الواضحة في الأنظمة اللوجستية بالسلطنة، الجدير بالذكر أن طموح حكومتنا الرشيدة للمساهمة في تحويل التنويع الاقتصادي يمثل فرصة عظيمة لصناعة الخدمات اللوجستية، وفي السنوات الأخيرة أصبح من الضروري تقليل الاعتماد على مصادر النفط والغاز والتوجه نحو مصادر بديلة تعزز التنويع الاقتصادي، ومع رؤية "عمان 2040" نجحت سلطنة عُمان في تخصيص قطاع الخدمات اللوجستية كأحد الركائز الأساسية للتنويع الاقتصادي؛ حيث ظهر قطاع الخدمات اللوجستية في السنوات الماضية القليلة كمحرك قوي للاستثمار المحلي والأجنبي ويعمل كمصدر مهم للإيرادات.

ووفقًا لمؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، تحتل سلطنة عمان المرتبة 43 من بين 139 اقتصادًا على مستوى العالم؛ مما يشير إلى قدرتها على الاستمرار في الحفاظ على أنظمتها اللوجستية وبنيتها الأساسية. وتحرز سلطنة عمان تقدمًا مذهلاً في بناء صناعة الخدمات اللوجستية لتصبح إحدى الركائز الأساسية لاقتصاد السلطنة غير المعتمد على النفط والغاز في المستقبل. وشهد قطاع الخدمات اللوجستية والنقل في سلطنة عمان نموًّا كبيرًا في مجالات عده كالاتصالات، والبنية الأساسية للطرق، والتجارة الإلكترونية، وطرق شحن البضائع، والمناطق اللوجستية المتنوعة. ومن حيث إدارة استثمارات الدولة في الموانئ والمناطق الحرة والسكك الحديدية والنقل البحري والبري، تم إنشاء المجموعة العمانية العالمية للوجستيات "أسياد"، والتي من خلالها تم إنشاء إستراتيجية سلطنة عمان اللوجستية 2040 كخطة عمل شاملة لمعالجة قيود البنية التحتية.

والهدف من الإستراتيجية هو جعل عُمان مركزًا عالميًّا للخدمات اللوجستية مع تنمية صناعة الخدمات اللوجستية. وتهدف الإستراتيجية كذلك إلى زيادة عدد العاملين في مجال الخدمات اللوجستية إلى ما يقارب الـ300 ألف عامل بحلول العام 2040، ومساهمة القطاع اللوجستي في الناتج المحلي الإجمالي بالسلطنة إلى 14%. إضافة إلى تنمية المواهب والتغييرات التشريعية وتطوير البنية التحتية والتكنولوجيا الرقمية. ومن خلال اعتماد الأتمتة والرقمنة والمنظور العالمي، تهدف سلطنة عُمان إلى تحسين قدراتها اللوجستية وجذب الاستثمار الأجنبي؛ حيث تشهد الموانئ الأربعة الرئيسية في البلاد -صحار والدقم ومطرح وصلالة- نموًّا مستمرًا، ولكل منها هدف تنموي متميز، صلالة للتوزيع الإقليمي، وصحار للأعمال والصناعة، ومطرح للسياحة والثقافة، والدقم للنفط والغاز والبتروكيماويات.

وتكمُن المشكلة في حقيقة الأمر أن الكثير من المستثمرين وصناع القرار بالقطاع اللوجستي ليست لديهم المعلومة الكافية عن تقييم الأداء اللوجستي في السلطنة، إضافة لذلك، هناك فجوات كبيرة في خدمات الأداء اللوجستي بالسلطنة؛ حيث ستتطرق الأطروحة لذكرها رغم إجراء العديد من الدراسات حول صناعة الخدمات اللوجستية في السلطنة، والتي ركزت على تقليل هذه الفجوات، إلا أن غالبية هذه الدراسات قديمة جدًّا ولا تأخذ في الاعتبار نمو القطاع كل خمس سنوات من بعد العام 2015 إلى الآن، وبناءً على ما سبق ارتأينا أن بيان المشكلة يدور حول تقييم مؤشر الأداء اللوجستي في سلطنة عمان باستخدام منهج اتخاذ القرار متعدد المعايير أمرًا مهمًّا لصناعة هذا القطاع المهم والمتطور، والمنافسه لتحقيق أفضل المعايير المتجددة لتكون السلطنة بين مصاف الدول المتقدمة بالعالم، وحتى نحقق الهدف المنشود إليه في الأطروحة، يتوجب علينا طرح العديد من الأسئلة التي يتعين علينا مراجعتها وتحليلها؛ فمن أهم الأسئلة الرئيسية للأطروحة هي:

- ما مستوى مؤشر الأداء اللوجستي في سلطنة عمان للأعوام الخمسه الماضيه الى الان؟

- ما العوامل المؤثرة على جودة أداء الخدمات اللوجستية في سلطنة عمان؟

- ما التحديات التي تعيق الجهود العمانية لتكون ضمن العشرة الأوائل في مؤشر الأداء اللوجستي ؟

- ما متطلبات التغلب على عوائق تيسير التجارة وتعزيز مؤشر الأداء اللوجستي؟

والهدف الرئيسي من الأطروحة هو توفير إطار شامل لتحسين مؤشر أداء الخدمات في سلطنة عمان. ويمكن تحقيق هذا الهدف على أفضل وجه من خلال الأهداف التالية:

1- دراسة مؤشر الأداء اللوجستي في سلطنة عمان.

2- تحديد العوامل المؤثرة على جودة أداء الخدمات اللوجستية في سلطنة عمان.

3- تحديد التحديات التي تعيق الجهود العمانية لتكون ضمن العشرة الأوائل في مؤشر الأداء اللوجستي.

4- وضع سيناريو مقترح لواضعي السياسات في سلطنة عمان للتغلب على معوقات تيسير التجارة وتعزيز مؤشر الأداء اللوجستي.

* باحث دكتوراه - تخصص علم اللوجستيات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تحقق تقدمًا في جميع المؤشرات التنافسية الدولية

العُمانية: أكد المكتب الوطني للتنافسية أن سلطنة عُمان حققت تقدمًا ملحوظًا في عدد من المؤشرات الدولية؛ إذ تمكنت في عام 2024 من التقدم 20 مرتبة في مؤشر مدركات الفساد لتأتي في المرتبة 50 عالميًّا من ضمن 180 دولة، وتقدمت أكثر من 90 مرتبة في مؤشر الأداء البيئي لتصبح في المرتبة 55 عالميًّا، وفي مؤشر جاهزية الشبكات تقدمت 4 مراتب لتصبح في المرتبة الـ50 من أصل 133 دولة. كما ارتفعت نتيجة سلطنة عُمان في الحرية الاقتصادية في عام 2025م من 62.9 إلى 65.4 من 100 ويصنف اقتصادها "حر إلى حد ما"، وفي مؤشرات الحوكمة العالمية ومؤشر سيادة القانون إلى 70.2 من 100 ومؤشر الجودة التنظيمية إلى 66.5 من 100 ومؤشر فاعلية الحكومة 62.2 من 100.

وأرجع الدكتور سالم بن عبد الله آل الشيخ مدير المكتب الوطني للتنافسية بوزارة الاقتصاد هذا التقدم إلى الجهود المبذولة من اللجان والفرق الوطنية التي شكلت لمتابعة هذه المؤشرات، وتشكيل الفرق الوطنية من قبل اللجنة الوطنية للتنافسية كفريق الابتكار، وجاهزية الشبكات والأداء البيئي وجاهزية الأعمال.

مؤشر مدركات الفساد

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن تلك الجهات عملت خلال الفترة الماضية على تحسين أداء سلطنة عُمان في هذه المؤشرات وتم إعداد دراسة عن مؤشر مدركات الفساد التي خرجت بمجموعة من التوصيات، وتمت إحالتها للجهات ذات الاختصاص ومتابعة تنفيذ هذه التوصيات ما أدى إلى التحسن في مجمل المؤشرات الدولية.

وأكد أن التحسن في المؤشرات يأتي بناءً على الأداء الحكومي الكلي الذي أسهم في تحسن عدد من المؤشرات، إلى جانب صدور عدد من القوانين وحوكمة بعض الجهات الحكومية وتنفيذ بعض المشروعات التي خرجت من الجهاز الحكومي أو من الجهات الحكومية المختلفة ضمن خططها السنوية، إلى جانب دور المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وسعيه المستمر لتوفير البيانات وتحسينها وتحديثها في المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف أن التحسن في مجمل المؤشرات الدولية التنافسية لسلطنة عُمان جاء نتيجة لتضافر الجهود الحكومية والخاصة والمدنية والاستجابة الإيجابية للمجتمع المحلي في الرد على استبانات الخبراء والمختصين الدوليين، موضحًا أن الجهود التي بذلت من أجل تحسين البيئة الداخلية انعكست على أداء أفضل في المؤشرات الدولية.

وأشار إلى أن اللجنة الوطنية للتنافسية والمكتب الوطني للتنافسية يسعيان لتكون المؤشرات الدولية التنافسية لسلطنة عُمان خلال العامين القادمين في أفضل حالة، لاعتبارين مهمين أولهما تحسين البيئة الداخلية ووجود رؤية ومستهدفات واضحة، مبينًا أن هناك عددًا من المؤشرات تغيرت في منهجيتها بعد جائحة "كوفيد 19" وأدخلت مجموعة من العناصر الجديدة وتسعى سلطنة عُمان خلال العام القادم لأن تكون جزءًا من مؤشر سهولة ممارسة الأعمال الذي أعيد طرحه في حلة جديدة، ومؤشر مستقبل النمو.

وأوضح أن سلطنة عُمان تسعى حاليًّا إلى التحسن في عدد من المؤشرات من ضمنها مؤشر الابتكار ومؤشر الأداء البيئي، ومؤشر جاهزية الأعمال ومؤشر مستقبل النمو، مضيفًا أن هناك عددًا من الفوائد المرجوة من خلال تحسين أداء سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية، أهمها إعطاء المؤسسات الدولية خارطة طريق لمتخذي القرارات وواضعي السياسات لمعالجة الأوضاع التي تتطرق لها المؤشرات وتحقيق السمعة الإيجابية التي تهم العديد من المستثمرين ورجال الأعمال والمختصين والباحثين.

مؤشرات التنافسية الدولية

من جانبه أوضح الدكتور يوسف بن حمد البلوشي الخبير الاقتصادي ومؤسس البوابة الذكية للاستشارات والاستثمار، أن مؤشرات التنافسية الدولية تعد أداة مهمة تستند عليها الدول للتأكيد على التحسن في بيئة الأعمال لاجتذاب المستثمرين، وتمكينها من المنافسة في بيئة تنافسية محتدمة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي لاجتذاب الشركات العالمية وأصحاب المهارات والخبرات المتميزة، مشيرًا إلى أن مؤشرات التنافسية توفر منهجية واضحة يمكن أن تستند إليها في تحسين أوضاع بيئة الأعمال الداخلية وخاصة في المجال الذي يغطيه المؤشر التنافسي.

وأكد أن هناك اهتمامًا مبكرًا برصد مؤشرات التنافسية العالمية وحرصًا على تحقيق تقدم مطرد في المراتب التي تحتلها سلطنة عُمان؛ إذ استندت "رؤية عُمان 2040" في معظم مؤشراتها على المؤشرات الدولية لتحقيق التوجه الاستراتيجي الخاص بالاندماج وزيادة التعاون الدولي وجذب الاستثمار الأجنبي وزيادة الصادرات وتفعيل دور القطاع الخاص.

وقال الخبير الاقتصادي إنه على الرغم من التحسن المحقق في المؤشرات التنافسية الدولية لسلطنة عُمان، إلا أنه لا تزال هناك مساحة واسعة لتحقيق نتائج أفضل لتمكين تحقيق تحولات تنموية في هيكلة الاقتصاد العُماني.

مقالات مشابهة

  • موارد عمان يطلق أبحاثًا مبتكرة لاكتشاف النباتات الغذائية والعلاجية
  • تحسُّن الأداء الحكومي الكُلي يرفع تصنيف عُمان على جميع المؤشرات الدولية
  • مجلس رمضاني يناقش «الابتكار الرقميّ برؤية مجتمعية»
  • سلطنة عُمان تُحرز تقدمًا في جميع المؤشرات التنافسية الدولية مع تحسُّن الأداء الحكومي الكُلي
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • سلطنة عُمان تحقق تقدمًا في جميع المؤشرات التنافسية الدولية
  • "عُمان داتا بارك" تُبرم شراكات استراتيجية لتعزيز المستقبل الرقمي في عُمان
  • مخزومي التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل