جيمس ويب يكشف اندماج مجرتين على بعد ملايين السنين الضوئية
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن صور مذهلة جديدة التقطها التلسكوب الفضائي الفائق جيمس ويب لمجرتين في طور اندماجهما، بعد مرور عامين على إرساله أولى الصور والبيانات من الفضاء العميق.
تقع المجرتان، اللتان أطلق عليهما اسما "البطريق" و"البيضة"، على بعد 326 مليون سنة ضوئية من الأرض ضمن كوكبة هيدرا.
بدأ تفاعل هاتين المجرتين قبل ما بين 25 و75 مليون سنة، وهما الآن في مرحلة من التداخل العميق قبيل اندماجهما الكلي المتوقع بعد مئات الملايين من السنين. وتُظهر الصور التي التقطها جيمس ويب مشهدًا كونيًا يشبه "رقصة باليه" بين المجرتين، وسط ضباب مكون من مزيج من النجوم والغازات.
العالمة البارزة في مشروع جيمس ويب، جين ريغبي، علقت على هذا الاكتشاف قائلة: "نرى مجرتين، كل واحدة تضم مجموعة من مليارات النجوم. وهما في طور الاندماج، وهذه طريقة شائعة تتكون بها المجرات بمرور الوقت، مثل مجرتنا درب التبانة، التي نمت من مجرات صغيرة مثل تلك التي اكتشفها ويب بعد قليل من الانفجار الكبير".
أطلق على المجرة الأولى اسم "البطريق" بسبب شكلها الذي يشبه طائر البطريق كما يظهر من زاوية التلسكوب، وتسمى رسمياً "إن.جي.سي 2936"، وهي مجرة حلزونية الشكل، لكنها أصبحت مشوهة قليلاً بسبب التفاعل. أما المجرة الثانية، التي أطلق عليها اسم "البيضة"، فتسمى رسمياً "إن.جي.سي 2937"، وهي مجرة مدمجة بيضاوية الشكل.
منذ بدء مهامه، رصد التلسكوب الفضائي جيمس ويب مجرات تعج بنجوم تشكلت في غضون بضع مئات الملايين من السنين بعد الانفجار الكبير، الذي دشن الكون كما نعرفه قبل نحو 13.8 مليار سنة. أتاحت هذه المهمة لنا النظر إلى أبعد المجرات التي تم رصدها، وفهم المراحل المبكرة جداً للكون بطريقة جديدة.
مدير قسم الفيزياء الفلكية في "ناسا"، مارك كلامبين، أضاف: "أتاحت لنا هذه المهمة فهم المراحل المبكرة جداً للكون بطرق جديدة. على سبيل المثال، مع ويب، وجدنا أن هذه المجرات المبكرة جداً كانت أكثر ضخامة وضياءً مما توقعنا، مما يطرح السؤال: كيف أصبحت كبيرة جداً بهذه السرعة؟".
جيمس ويب، التلسكوب الأكبر والأقوى الذي أرسل إلى الفضاء، متخصص في التقاط ضوء الأشعة تحت الحمراء، التي تتميز بأطوال موجية أطول مما يمكن أن تراه أعيننا. وبفضل حساسيته المذهلة لهذه الأطوال الموجية، تمكنا من النظر إلى الوراء في المراحل المبكرة للكون، بطريقة لم تستطعها المهمات السابقة، مثل الرؤية عبر الغبار والغاز في قلب تكون النجوم، وفحص تكوين الأجواء خارج النظام الشمسي بشكل غير مسبوق.
وأشار كلامبين إلى أن “بعض اكتشافات ويب الأكثر إثارة ستكون أموراً لم تخطر على بال العلماء بعد، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهمنا للكون. ويبقى جيمس ويب، التلسكوب الذي تجاوز في قدراته سلفه تلسكوب هابل الفضائي، يواصل مهامه في استكشاف الفضاء ورصد الأجرام السماوية بطرق جديدة ومبتكرة”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وكالة الفضاء الأمريكية ناسا جيمس ويب جیمس ویب
إقرأ أيضاً:
جيمس ويب يكتشف أثر الحياة بكوكب كله محيط مائي
أعلن باحثون من مرصد جيمس ويب الفضائي التابع لناسا عن وجود غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب يدور حول نجم غير الشمس يدعى "كي 2 – 18 ب".
هذا الكوكب، الذي يفوق حجم الأرض بـ8.6 مرات، ويقع على بُعد 120 سنة ضوئية من الأرض، ينضم لفئة الكواكب المحيطية، فهو مغطى بمحيط مائي عميق جدا، وله غلاف جوي غني بغاز الهيدروجين.
وهذه الكواكب ليست مثل الأرض تماما، لكنها قد تكون صالحة لظهور أنواع مختلفة من الحياة، وخاصة أن "كي 2 – 18 ب" يدور في منطقة صالحة للحياة، حول نجم يعد قزما وباردا نسبيا.
وبفضل قدرات جيمس ويب الدقيقة، كشف العلماء عن وجود الميثان وثاني أكسيد الكربون، ووجود هذين الغازين في الغلاف الجوي قد يشير إلى تفاعلات كيميائية معقدة، وبالتالي يشيران إلى بيئة ممكنة لتكوّن الحياة، أو على الأقل ظروف مشابهة لبيئات الأرض.
ولم يتم رصد كميات كبيرة من الأمونيا، مما دعم احتمال وجود محيط مائي تحت غلاف جوي غني بالهيدروجين، بحسب بيان صحفي رسمي من وكالة ناسا.
لكن الأكثر إثارة للانتباه في هذا السياق كان اكتشاف إمكانية وجود ثنائي ميثيل الكبريتيد وهو مركب يُنتَج على الأرض فقط بواسطة الكائنات الحية، وخاصة الميكروبات البحرية مثل العوالق النباتية والطحالب في المحيطات، مما يثير تساؤلات عن إمكانية وجود نشاط بيولوجي على الكوكب.
إعلانوتُنتج الكائنات البحرية الدقيقة مركبا يُسمى ثنائي ميثيل سلفونيو بروبيونات، والذي يساعد في تنظيم ملوحة خلاياها والحماية من التوتر البيئي والدفاع ضد الأعداء، وعندما تموت هذه الكائنات أو تتحلل، يتحطم هذا المركب، فيتحوّل إلى غاز يُسمّى ثنائي ميثيل الكبريتيد الذي ينطلق في الغلاف الجوي.
وتجدر ملاحظة أن جيمس ويب لا يرصد وجود هذه المركبات بشكل مباشر، ولكنه يحلل ضوء النجم الذي يمر عبر الغلاف الجوي لهذا الكوكب، ثم يصل إلى عدسات التلسكوب.
وحينما يمر شعاع ضوء النجم عبر غلاف الكوكب، فإن المركبات الكيميائية بالغلاف الجوي تطبع أثرها على شعاع الضوء (لأنه يتفاعل معها)، فتترك ما يشبه البصمة، والتي يفك العلماء شفراتها على الأرض.
وبشكل خاص، يعد مرصد جيمس ويب متميزا في تلك النقطة، لأنه يعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء والتي تعد مهمة جدا في دراسة الكواكب البعيدة، لأن الكواكب ليست مضيئة مثل النجوم ولا تُنتج ضوءا بنفسها، لكنها تُصدر حرارة والحرارة تُرصد على شكل أشعة تحت حمراء.
بشكل أوضح، يمكن القول إن الأشعة تحت الحمراء هي لغة الكواكب الأفضل، إذا أرادت أن تعرف عن نفسها.