يمن مونيتور:
2024-12-24@00:20:56 GMT

تفكك اليمن الى مستعمرات ثلاث

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

تفكك اليمن الى مستعمرات ثلاث

ثمة توازن حذر بين مكتسبات الدول الثلاث: إيران، السعودية، الإمارات. من غير المتوقع أن يحدث تغيير عاجل، ذو دلالة، على الخارطة الثلاثية. دول التفكك لا تنجو بضربة حظ، والحروب الطويلة التي تذهب إلى هدنة، بعد إعياء، إن عادت فإنها تأخذ شكلاً سياسياً لا عسكرياً، أي تعود كمناورة. على نحو ما حدث في ألمانيا بعد الحرب الثانية، احتفظت أربع دول بمكتسباتها من الأراضي الألمانية، ألمانيا الـــ”روسية، أميركية، فرنسية، بريطانية”.

التوازنات الحذرة استمرت حتى تغير شكل النظام العالمي برمّته، أي ما يزيد عن أربعين عاماً. قبل أكثر من عشرة أعوام [بعد 20 عاماً من الوحدة الألمانية] كان المرشدون السياحيون يقولون لنا – على حافلات التجوال في برلين: نغادر الآن برلين الروسية وسندخل برلين الأميركية.

أوراق اليمن صارت، كلها، في الخارج. نتذكر أن مزحة ألقيت علينا قبل عامين، آنذاك ذهب رجال ونساء إلى الرياض ليتداولوا في شأن بلادههم. الصور التي التقطت لهم، وهم على طاولاتهم يدونون ملاحظاتهم الجبارة، كانت باعثة على الطمأنينة. ذهبوا إلى النوم، كما يفعل كل مُغترب، وفي خيالهم أشياء عبقرية سيكتبونها غداً. أفاقوا على رئيس جديد، ولم يتمكنوا حتى الآن من معاينة رئيسهم القديم. الرئيس الجديد “قرار” اتخذه ضباط من الدولتين، ووافق عليه ساسة البلدين. كرجل يحمل درجة الدكتوراه، ويتمتع بذكاء وخبرة، فهو يعرف وظيفته الرئاسية: أن يحرس مكتسبات الدول الثلاث، وأن يعترف بالتشظي. لا تريد الدول الثلاث حرباً هجينة مجدّداً. ثمّة مجال كاف للمناورات والشجار، وحتى للتلويح بالحرب. ولكن لا مكان للحرب. حددت كل دولة مستوى “غير المقبول” في الجزء الخاص بها. أميركا، اللاعب الوحيد من خارج الثلاثي، قبلت اللعبة، بل أرادتها. يمثل النظام الفاشي في صنعاء ورقة رابحة للولايات المتحدة، من خلالها تستطيع أن تقود السعودية في أي اتجاه تريده. ويمثل الاحتلال الإماراتي للأراضي الجنوبية مصلحة إسرائيلية- وبالضرورة أميركية-  خصوصاً فيما يتعلق بالنفوذ على البحار والجزر والمياه الدولية.

الصواريخ الإيرانية في صنعاء تمكن أميركا من فرض نفوذها على السياسة السعودية. تمثّل الصواريخ الحوثية مصلحة استراتيجية للإدارة الأميركية. في تقرير مثير كتبه دافيد روزين بيرغ على فورن بوليسي [هو أيضاً المحرر الاقتصادي لصحيفة هآرتس] حول “لماذا لم تقطع الدول العربية علاقتها بإسرائيل” قال إن السعودية تريد، بكل الوسائل، دعماً أميركياً في سبيل الحصول على بنية تحتية نووية، ومن أجل حمايتها بشكل عام من إيران وأذرعها. تستغل أميركا هذه الحاجة السعودية وتبقي على التحديات كما هي، وفي سبيل ذلك أيضاً تأخذها إلى التطبيع مع إسرائيل. ضغط  “العالم الشيعي” على السعودية ألقاها في عش النمر. لا بد لذلك الضغط أن يستمر كي لا تأخذ السعودية وضعاً مستقلاً على المسرح الدولي الآخذ في التغيير. على وجه الخصوص مع اندماج إيران في المحور الروسي- الصيني أكثر من أي وقت مضى.

اليمن بلد واقع تحت الاحتلال، أوراقه كلها في الخارج. ستعيش أجيال عديدة تحت هذا المصير. أقصى ما يمكن أن يُنجز راهناً، بجهد داخلي أو توافقات خارجية، هو “تحسين حياة اليمنيين”. فتح طرقات، تسهيل حركة الموانئ، فتح مطارات، بعثات طبية وإغاثية، ربما محاولة لتوحيد العملة، وأمور أخرى ذات طبيعة لوجيستية وليس سياسية. تماماً كما يُقال حين يجري الحديث حول فلسطين. إن تحسين حياة اليمنيين لا يعني، بالمرّة، تمكينهم من دولتهم الموحدة، أو من سيادتهم على بلادهم.

على الواجهة هناك سياسيون يقومون بأدوار بيروقراطية تراعي مصالح المستعمرين وتوافقاتهم. إن كانت إيران قد قبلت أن تتخلى عن مهاجمة مأرب، ضمن مساعيها لبناء بعض الجسور مع الخليج، فهي لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك كأن تحاصر صنعاء وتحشر في الزاوية. ستعود السعودية إلى احترام قواعد الاشتباك كما تفعل في الجنوب مع خصمها الآخر “الإمارات”. تضع الإمارات فيتو على تصدير النفط من مستعمراتها الجنوبية، ولا تملك السعودية سوى احترام ذلك الفيتو، لا بد من توازن ما بين مصالح المستعمرين الثلاثة. أي: تهدئة الملف اليمني وتسكينه حتى يمكن للأخوات الثلاث الانصراف إلى أماكن أخرى ومسائل بعيدة.

مناورة البنك المركزي، وما استتبعته من تهديدات حوث.ية، ستفضي إلى تسوية ما، أي إلى العودة إلى قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الدول الثلاث. ومن غير المرجّح أن تشهد المُستعمرات اليمنية تغييراً حقيقياً في الأعوام القادمة. لن يكون ذلك ممكناً بمعزل عن تغييرات كبرى تضرب النظام العالمي وتعيد رسوم خارطة النفوذ والقوة والأقطاب.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أمريكا إيران الحوثيون السعودية كتابات مستعمرات مقالات الدول الثلاث

إقرأ أيضاً:

السعودية تقترب من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني

يمانيون/ تقارير مرت منطقة الشرق الأوسط بسلسلة اتفاقيات تطبيع بين كيان العدو الصهيوني ودول عربية رمت بنفسها في أحضان الكيان الغاصب وهي (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، وستكون آخر هذه الدول التي ستنضم إلى قائمة الخزي السعودية والتي كشف مسؤولون أمريكيون أن اتفاق التطبيع معها يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر وأن الاتفاقية جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.

وفي هذا السياق كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد، بحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” الصهيوني، في المقابلة مع “بودكاست”، أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع السعودية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات.. مُشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع السعودية يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.

ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن.. مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.

وحول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر: إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في الكيان الصهيوني إلى مسقط في عمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.

وأضاف: إن التغيرات التي تمر بها دول الخليج اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع الكيان الغاصب، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.

وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة.. قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.

واختتم كوشنر حديثه بالقول: إن التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب.. لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الصهيونية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والكيان الغاصب.. على حد زعمه.

من جهته، ألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن اتفاقية التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.

وقال بلينكن في تصريحات صحفية الجمعة: إن الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني جاهزة للتنفيذ، لكن هناك شرطين لإنجازها.

وصرح بلينكن في هذا الصدد بأن “المحادثات بشأن صفقة التطبيع بين الكيان والسعودية تقترب من تحقيق اختراق، هل هناك اختراق بالفعل؟ وما هو موقع هذه المحادثات اليوم؟”.

وأضاف بلينكن: “أحد الأشياء التي أتذكرها هي أنه في العاشر من أكتوبر قبل عام، كان من المفترض أن أسافر إلى السعودية و”إسرائيل” للعمل على المكون الفلسطيني من صفقة التطبيع هذه.. وبالطبع لم تتم هذه الرحلة بسبب السابع من أكتوبر.. ولكن حتى مع أحداث غزة، واصلنا هذه المحادثات وواصلنا العمل”.

وتابع قائلاً: “فيما يتعلق بالاتفاقيات المطلوبة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فهي جاهزة تماما للتنفيذ ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية.. ولكن هناك شيئين مطلوبين لإنجاز ذلك بالفعل: الأول هو إنهاء الصراع في غزة والثاني هو وجود مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”.

ويشار الى أنه وُقعت في النصف الأخير من عام 2020، أول عملية تطبيع عربي صهيوني علنية بالقرن الـ21، سماها مهندسوها باتفاقيات “أبراهام”.

وانخرطت الإمارات في مفاوضات لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأعلن في 13 أغسطس 2020 عن توصل الطرفين إلى اتفاق بهذا الشأن، وبعد أقل من شهر وتحديدا (11 سبتمبر 2020) أعلن عن اتفاق تطبيع آخر مع البحرين التي انضمت إلى ممثلي الإمارات والكيان الصهيوني والولايات المتحدة للتوقيع.

وتم توقيع اتفاقيات أبراهام يوم 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض، بين كل من الإمارات والبحرين والكيان الغاصب، بوساطة أمريكية.

وتتعلق هذه الاتفاقيات بـ”معاهدة للسلام والتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الموقعة مع الكيان الصهيوني، واتخاذ تدابير لمنع استخدام أراضي أي منهما لاستهداف الطرف الآخر”.

وأعلن الجانبان استعدادهما للانخراط مع الولايات المتحدة فيما سماه الاتفاق أجندة إستراتيجية لاستقرار الشرق الأوسط.

وتعتبر الإمارات الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني، والثالثة عربياً بعد مصر والأردن.. وقبل الإعلان عن تطبيعها مع الكيان، عرضت عليها الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف 35”.

ويوم 23 أكتوبر 2020، أعلن البيت الأبيض أن السودان والكيان الصهيوني اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما.

وقبل ذلك بأيام، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذا قبول الخرطوم دفع 335 مليون دولار تعويضا لمن قال ترامب إنهم “ضحايا الإرهاب”.

وسبقت هذا الاتفاق عدة خطوات أبرزها اللقاء الذي جرى في أوغندا بداية فبراير 2020 بين كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي أُعلن بعده أن الجانبين اتفقا على تطبيع العلاقات.

ولاحقا في العاشر من ديسمبر 2020، رعت الولايات المتحدة أيضا اتفاق تطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، تزامن مع اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووعد منها ببيع أسلحة وتنفيذ استثمارات ضخمة.

وقد ترتب على اتفاقيات أبراهام فتح ممثليات دبلوماسية صهيونية في كل من الدول الموقعة، وربطت خطوط جوية مباشرة بين “تل أبيب” وأبو ظبي ودبي والمنامة والدار البيضاء ومراكش، كما أجريت زيارات متبادلة بين عدد من الوزراء والمسؤولين والعسكريين والسياسيين ورجال الاقتصاد من الدول المطبعة، وقعوا خلالها اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة.

وعقدت الدول المطبعة سلسلة من الصفقات التجارية وترتيبات التعاون الأمني، وكانت الأكثر ربحية هي تلك التي جرت بين الكيان الصهيوني والإمارات حيث أجرتا مبادلات تجارية بأكثر من نصف مليار دولار بالسنة الأولى من تطبيع العلاقات، كما حدث تبادل ثقافي مع توافد السياح الصهاينة على الإمارات.

وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى “جعل العلاقات طبيعية” بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة.

أما التطبيع في علم الاجتماع أو التطبيع الاجتماعي؛ فهي العملية التي يتم من خلالها اعتبار الأفكار والسلوكيات التي قد تقع خارج الأعراف الاجتماعية على أنها “طبيعية”.

ويشير إلى جهود ومعاهدات السلام بين جامعة الدول العربية والكيان الصهيوني لإنهاء الصراع العربي الصهيوني.. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بُذلت جهود موازية لإيجاد شروط يمكن على أساسها الاتفاق على السلام في الصراع العربي الصهيوني، وكذلك الصراع الصهيوني الفلسطيني على وجه التحديد.

وعلى مر السنين، وقَعت العديد من دول الجامعة العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان الغاصب بدءاً بمعاهدة السلام المصرية الصهيونية (1979).

وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (1983) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (1991 حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (1994)، واتفاقيات أبراهام التي تطبع العلاقات بين الكيان الصهيوني والإمارات العربية المتحدة والبحرين (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان الغاصب والسودان (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان والمغرب (2020).. علاوة على ذلك، أقام العديد من أعضاء جامعة الدول العربية علاقات شبه رسمية مع الكيان الصهيوني بما في ذلك سلطنة عُمان والسعودية.

مقالات مشابهة

  • مالي والنيجر وبوركينا ترفض مهلة «إكواس»
  • تحقيق للوموند: أزمة عميقة تضرب النظام الدولي بسبب حرب غزة
  • لقاء بين أحمد الشرع ووفذ سعودي في قصر الشعب بدمشق
  • أميركا تقصف صنعاء والحديدة والمنصات تشكك في دقة الضربات وأهدافها
  • كاساس: دفاع اليمن عقّد علينا المباراة والأهم النقاط الثلاث
  • سوريا والعرب المتأخرون
  • السعودية واليمن تتفقان على تأسيس ثلاث شركات للطاقة والاتصالات والمعارض
  • السعودية تقترب من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني
  • اعتراف أمريكي بمحاولات تغيير النظام في إيران
  • نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية