يمن مونيتور:
2025-02-27@09:58:21 GMT

تفكك اليمن الى مستعمرات ثلاث

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

تفكك اليمن الى مستعمرات ثلاث

ثمة توازن حذر بين مكتسبات الدول الثلاث: إيران، السعودية، الإمارات. من غير المتوقع أن يحدث تغيير عاجل، ذو دلالة، على الخارطة الثلاثية. دول التفكك لا تنجو بضربة حظ، والحروب الطويلة التي تذهب إلى هدنة، بعد إعياء، إن عادت فإنها تأخذ شكلاً سياسياً لا عسكرياً، أي تعود كمناورة. على نحو ما حدث في ألمانيا بعد الحرب الثانية، احتفظت أربع دول بمكتسباتها من الأراضي الألمانية، ألمانيا الـــ”روسية، أميركية، فرنسية، بريطانية”.

التوازنات الحذرة استمرت حتى تغير شكل النظام العالمي برمّته، أي ما يزيد عن أربعين عاماً. قبل أكثر من عشرة أعوام [بعد 20 عاماً من الوحدة الألمانية] كان المرشدون السياحيون يقولون لنا – على حافلات التجوال في برلين: نغادر الآن برلين الروسية وسندخل برلين الأميركية.

أوراق اليمن صارت، كلها، في الخارج. نتذكر أن مزحة ألقيت علينا قبل عامين، آنذاك ذهب رجال ونساء إلى الرياض ليتداولوا في شأن بلادههم. الصور التي التقطت لهم، وهم على طاولاتهم يدونون ملاحظاتهم الجبارة، كانت باعثة على الطمأنينة. ذهبوا إلى النوم، كما يفعل كل مُغترب، وفي خيالهم أشياء عبقرية سيكتبونها غداً. أفاقوا على رئيس جديد، ولم يتمكنوا حتى الآن من معاينة رئيسهم القديم. الرئيس الجديد “قرار” اتخذه ضباط من الدولتين، ووافق عليه ساسة البلدين. كرجل يحمل درجة الدكتوراه، ويتمتع بذكاء وخبرة، فهو يعرف وظيفته الرئاسية: أن يحرس مكتسبات الدول الثلاث، وأن يعترف بالتشظي. لا تريد الدول الثلاث حرباً هجينة مجدّداً. ثمّة مجال كاف للمناورات والشجار، وحتى للتلويح بالحرب. ولكن لا مكان للحرب. حددت كل دولة مستوى “غير المقبول” في الجزء الخاص بها. أميركا، اللاعب الوحيد من خارج الثلاثي، قبلت اللعبة، بل أرادتها. يمثل النظام الفاشي في صنعاء ورقة رابحة للولايات المتحدة، من خلالها تستطيع أن تقود السعودية في أي اتجاه تريده. ويمثل الاحتلال الإماراتي للأراضي الجنوبية مصلحة إسرائيلية- وبالضرورة أميركية-  خصوصاً فيما يتعلق بالنفوذ على البحار والجزر والمياه الدولية.

الصواريخ الإيرانية في صنعاء تمكن أميركا من فرض نفوذها على السياسة السعودية. تمثّل الصواريخ الحوثية مصلحة استراتيجية للإدارة الأميركية. في تقرير مثير كتبه دافيد روزين بيرغ على فورن بوليسي [هو أيضاً المحرر الاقتصادي لصحيفة هآرتس] حول “لماذا لم تقطع الدول العربية علاقتها بإسرائيل” قال إن السعودية تريد، بكل الوسائل، دعماً أميركياً في سبيل الحصول على بنية تحتية نووية، ومن أجل حمايتها بشكل عام من إيران وأذرعها. تستغل أميركا هذه الحاجة السعودية وتبقي على التحديات كما هي، وفي سبيل ذلك أيضاً تأخذها إلى التطبيع مع إسرائيل. ضغط  “العالم الشيعي” على السعودية ألقاها في عش النمر. لا بد لذلك الضغط أن يستمر كي لا تأخذ السعودية وضعاً مستقلاً على المسرح الدولي الآخذ في التغيير. على وجه الخصوص مع اندماج إيران في المحور الروسي- الصيني أكثر من أي وقت مضى.

اليمن بلد واقع تحت الاحتلال، أوراقه كلها في الخارج. ستعيش أجيال عديدة تحت هذا المصير. أقصى ما يمكن أن يُنجز راهناً، بجهد داخلي أو توافقات خارجية، هو “تحسين حياة اليمنيين”. فتح طرقات، تسهيل حركة الموانئ، فتح مطارات، بعثات طبية وإغاثية، ربما محاولة لتوحيد العملة، وأمور أخرى ذات طبيعة لوجيستية وليس سياسية. تماماً كما يُقال حين يجري الحديث حول فلسطين. إن تحسين حياة اليمنيين لا يعني، بالمرّة، تمكينهم من دولتهم الموحدة، أو من سيادتهم على بلادهم.

على الواجهة هناك سياسيون يقومون بأدوار بيروقراطية تراعي مصالح المستعمرين وتوافقاتهم. إن كانت إيران قد قبلت أن تتخلى عن مهاجمة مأرب، ضمن مساعيها لبناء بعض الجسور مع الخليج، فهي لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك كأن تحاصر صنعاء وتحشر في الزاوية. ستعود السعودية إلى احترام قواعد الاشتباك كما تفعل في الجنوب مع خصمها الآخر “الإمارات”. تضع الإمارات فيتو على تصدير النفط من مستعمراتها الجنوبية، ولا تملك السعودية سوى احترام ذلك الفيتو، لا بد من توازن ما بين مصالح المستعمرين الثلاثة. أي: تهدئة الملف اليمني وتسكينه حتى يمكن للأخوات الثلاث الانصراف إلى أماكن أخرى ومسائل بعيدة.

مناورة البنك المركزي، وما استتبعته من تهديدات حوث.ية، ستفضي إلى تسوية ما، أي إلى العودة إلى قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الدول الثلاث. ومن غير المرجّح أن تشهد المُستعمرات اليمنية تغييراً حقيقياً في الأعوام القادمة. لن يكون ذلك ممكناً بمعزل عن تغييرات كبرى تضرب النظام العالمي وتعيد رسوم خارطة النفوذ والقوة والأقطاب.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أمريكا إيران الحوثيون السعودية كتابات مستعمرات مقالات الدول الثلاث

إقرأ أيضاً:

متفوقة على أمريكا وألمانيا.. السعودية الأكثر ثقة عالمياً بفضل رؤية 2030

أكد تقرير إيدلمان للثقة 2025، أن المملكة العربية السعودية الأعلى ثقة عالميًا بنسبة 87% في قطاع الحكومة، متصدرة على العديد من الدول المتقدمة.
وأوضح تصنيف تقرير إيدلمان 2025، أن السعودية حظيت بالأكثر ثقة عالمياً، وذلك للدور الذي لعبته أهداف رؤية السعودية 2030 للارتقاء بجميع المؤشرات العالمية وبمتابعة مستمرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ما جعلها متقدمة على العديد من الدول الكبرى، حتى أصبحت الحكومة السعودية واحدة من أكثر الحكومات موثوقية عالميًا بمعدل ثقة 87% والأولى عالمياً.

للعام الثاني.. #المملكة تتصدر 28 دولة في العالم وفق #مؤشر_إيدلمان https://t.co/YNKsV8IboX pic.twitter.com/IWOQl0kxEO— صحيفة اليوم (@alyaum) March 27, 2021الدول الأكثر موثوقيةوأشار التقرير تناغم عمل الحكومة والقطاع الخاص معاً ومشاركة المواطنين في تقديم المبادرات الفاعلة، جعلها تحافظ على مكانتها الريادية عالميًا
أخبار متعلقة أمير المنطقة الشرقية يكرّم البنك العربي الوطني لشراكته المصرفية في منتدى الأحساء 2025اقتصاديون في ذكرى التأسيس: السعودية تصنع أعظم قصة نجاح عالميةأمريكا تشكر ولي العهد على استضافة المباحثات الأمريكية الروسيةوأظهر تقرير إيدلمان 2025 أن السعودية سجلت معدل ثقة بنسبة 87%، متفوقة على دول كبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا.
ويعكس التفوق نجاح رؤية 2030 في تعزيز الثقة في الحكومة وقطاع الأعمال، ما يجعل المملكة ضمن الدول الأكثر موثوقية عالميًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السعودية الدولة الأكثر ثقة عالمياً - اليوم تقرير إيدلمان 2025ويقيس التقرير السنوي، الذي يُعد واحدًا من أبرز الدراسات العالمية حول الثقة، مدى ثقة الجمهور في الحكومة، وأشار إلى ارتفاع مستمر في مستويات الثقة.
وبين التقرير أن الثقة في المملكة العربية السعودية حافظت على مستوياتها المرتفعة، وتُعد المملكة أعلى دول العالم تفاؤلًا في المستقبل بنسبة 69% مقارنة مع دول العالم، إضافة إلى مواصلة تصدرها عالميًا، وتفوقت المملكة على العديد من الدول الكبرى في المؤشرات مثل الولايات المتحدة (47%)، وألمانيا (41%)، والمملكة المتحدة (43%).
وكشف التقرير أن الحكومة السعودية تحظى بمعدل ثقة 87% ما يجعلها أكثر الحكومات موثوقية في العالم، بداية من تعزيز القطاعات غير النفطية وإيجاد فرص وظيفية جديدة، وصولًا إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: السعودية والإمارات ترفضان دعم إعمار غزة قبل ضمان نزع سلاح حماس
  • تحذير خطير من صنعاء: السعودية في خطر وأمريكا تتخلى عن حلفائها
  • الحوثي: اليمن لن يرضخ للضغوط الأمريكية وسننتزع السلام بقوة سلاحنا
  • ورشة عمل بصنعاء لتعزيز إدارة مخاطر الكوارث والفيضانات في اليمن
  • وزارة الدفاع الاميركية تبلغ وزارة الدفاع السعودية التزامها في القضاء على قدرات الحوثيين ومنع إيران من تطوير قدراتها النووية
  • تقرير: السعودية تتصدر مؤشر الأعلى ثقة في الحكومة عالمياً
  • متفوقة على أمريكا وألمانيا.. السعودية الأكثر ثقة عالمياً بفضل رؤية 2030
  • برلمان صنعاء يدعو الاتحاد البرلماني الدولي لإسناد اليمن  
  • بمشاركة 23 دولةً بينها اليمن.. ملتقى عربي يجمع خبراء كرة القدم المصغرة في الرياض
  • ماكرون: أميركا لا تستطيع محاربة الصين وأوروبا في نفس الوقت