عميروش والامل والبندقية .. قصة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
بقلم : كلثوم الجوراني ..
ولدت في قرية تحيطها الأشجار وحقول القمح والشعير، النسيم في تلك القرية يكاد لو مر على القبور لاحيا من فيها، صوت تدفق المياه في السواقي وزقزقة العصافير وأصوات المواشي كلها تدعو إلى الحياة
ولدت بأحضان الطبيعة الخلابة وربيت على مكارم الاخلاق .
تلهمني جبال جرجرة الشموخ وتوطد في نفسي العزة
لم تكن طفولتي قاسية بل كان أبي من أعيان القرية واثريائها .
ذات يوم وانا في عمر الأربع سنوات سمعت امي تندب مولولة ولا اعلم ما السبب ولكنني فهمت فيما بعد أن الفرنسيين قد احتلوا البلاد وكان ذلك سبب ولولة امي وبكائها، دموع امي ورجفة شفتيها لم تغادر مخيلتي ، تحولت اغانينا نحن الاطفال إلى أناشيد وطنية نسمع كل يوم قصص الثائرين واخباراً عن غطرسة الاحتلال وجرائمه فتنمو في نفوسنا روح الثورة .
أنا عميروش الذي إطاح بخطط العدو الفرنسي واحبط مخططات روبير لاكوست حتى شك في عبقريته ، تركت حياة الرفاهية والترف وتركت دراستي في كلية الحقوق وعملت في أحد المتاجر إلى جانب نشاطي السياسي في توزيع المنشورات التي تستنهض الهمم وتحرض الناس على القتال ومناضلة الاحتلال في إحدى الليالي جمع روبير القادة والخبراء العسكريين ليخطط خطة محكمة توقع بالمجاهدين وتقتل اكبر عدد منهم فكانت خطة تذهل عقول الشياطين لذكائها واحكامها ولكنني افشلتها وتركت روبيراً حائرا مذهولا وكان نشاطي ملحوظا مما جعل العدو يعتقلني مرتين، في المرة الأولى اقتادوني وظننت أنها النهاية إلا أنها كانت اسوء من النهاية بكثير لقد وضعوني في زنزانة لا تصلح سكنا حتى لحيوان ، أرضها الرطبة والطحالب تملأ جدرانها ورائحة العفن تزكم الانوف ، كانت باردة جدا حتى أنها أبرد من الشتاء ذاته ، ظلماء كأنها قبر ، يخرجونني منها للتعذيب واي تعذيب ، سياطهم عندما تلامس جلدي تسلخ جلدي معها ، احيانا كنت اصحوا لارى العالم بالمقلوب ، نعم فبعد أن يغمى عليّ يعلقونني من قدمي ورأسي الى الاسفل ، أشعر أن رأسي ينفجر وعيني تكادا ان تخرجا من محجربهما ، لم يكن هذا كافيا فما أن استفيق حتى تنهال عليّ الركلات والصفعات ووابل من الجلد ، تعرضت لاشد انواع التعذيب والإهانة من قبل الاحتلال ثم أفرج عني وما هي إلا اشهر قليلة وعدت إلى ذات الزنزانة وذات العذاب ثم أفرج عني ، لم يثنني الاعتقال والتعذيب عن مبادئي كثائر يقارع الاحتلال بل زادني ذلك عزم وهمة ، بعد الاعتقال عدت لمزاولة نشاطي السياسي ثم اندلعت الثورة التحريرية فألتحقت باخوتي المجاهدين ومنذ الايام الأولى لالتحاقي ابديت قدرة كبيرة في تنظيم الجهاد مما جعلني اتدرج في المسؤوليات وفي فترة وجيزة ارتقيت لرتبة ملازم ثان تمكنت من خلالها مواجهة كل خطط العدو واحباطها ومن أشهرها خطة (الامل والبندقية ) التي كانت عصارة افكار العبقري روبير لاكوست .
بذلت كل جهدي في القتال من أجل استقلال الجزائر حتى ارتقيت شهيدا .
عميروش الشهيد مات جسدا ولم يمت فكراً ، عميروش له الأثر البالغ في نفوس الثائرين ، عميروش اسم لن تنساه الجزائر وشعبها ابدا فدماء عميروش وزملائه المجاهدين هي من أرست دعائم الثورة وشقت سبيل النضال ، بعد استشهاد عميروش بثلاث سنوات أعلن استقلال الجزائر وطرد المحتل خارج البلاد خائبا خاسئا والفضل بذلك للرائدين من أهل النضال والجهاد ومن اوائل اولئك المجاهدين هو عميروش ، سماء الجزائر ملئى بنجوم الحرية وعميروش من المعها واجملها ، عميروش صفحة مضيئة من صفحات تاريخ الجزائر ، ومشعل يضيء دروب الثائرين . كلثوم الجوراني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وفاة نبيل الحلفاوي|آخر كلماته كانت عن النادي الأهلي
رحل عن عالمنا منذ قليل الفنان القدير نبيل الحلفاوي عن عمر ناهز الـ77 عامًا، ووكان سبب الوفاة مشاكل في الصدر عانى منها الراحل خلال الأيام الماضية .
كان الراحل نبيل الحلفاوي من مشجعي كورة القدم خاصة فريقه المفضل النادي الأهلي، ودائم التواصل مع جمهور عبر مواقع التواصل الإجتماعي أهمها موقع التدوينات القصيرة X، كما يحرص على تحليل كل لحظة من المباراة ويسأله الجمهور عن رأيه وعن التعديلات التي يراها مناسبة لفوز الفريق.
وكان آخر ما علق عليه، مشاركة النادي الأهلي في كأس العالم للأندية ووقوعه في المجموعة الأولى وخوضه لمباراة الافتتاح أمام فريق إنتر ميامي ونجمه ليونيل ميسي.
وكتب قائلًا: "معقولة وأجمل ما فيها لقاء ميسي".
الفنان الراحل نبيل الحلفاوي، واحد من أبرز الفنانين المصريين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة في عالم السينما والمسرح والتلفزيون، تميز بصوته الجهوري وحضوره القوي على الشاشة، بالإضافة إلى قدرته على التنقل بين الأدوار المختلفة بكفاءة عالية، مما جعله واحدًا من القلائل الذين استطاعوا الحفاظ على تواجد قوي في الساحة الفنية لأكثر من أربعة عقود.
ولد نبيل الحلفاوي في 22 أبريل من عام 1947، قام بالتمثيل في العديد من الأفلام والمسلسلات ومن أشهر أعماله "ثمن الغربة"، ودور محمد نديم في مسلسل رأفت الهجان ودور معلى قانون في مسلسل غوايش.
تخرج من كلية التجارة ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بسبب حبه الشديد للتمثيل حتى تخرج منه عام 1970.
بدأ مشواره الفني من خلال المسرح حيث قدم العديد من المسرحيات ثم اتجه إلى التلفزيون.
أول أعماله في التليفزيون كان مسلسل "محمد رسول الله" الجزء الأول عام 1980.
وقيدت ضد مجهول
الأوباش
ثمن الغربة
المحاكمة
فقراء لا يدخلون الجنة
أباء وأبناء، الطريق إلى إيلات
العميل رقم 13
أهم أعماله في عالم الدراما :
غوايش
الجلياط
الحب وأشياء أخرى
رأفت الهجان
بنات زينب
سور مجرى العيون
دموع صاحبة الجلالة
دمي ودموعي وابتسامتي
حكاية بلا بداية ولا نهاية
زيزينيا
ونوس