"عمان": في إصدار أدبي مميز، قدمت مؤسسة بيت الزبير عملا شعريا فريدا للدكتور محمد بن عبدالكريم الشحي بعنوان "مقامات لام وضمّة ميم ـ من تأملات ومذكّرات شاكر حسن آل سعيد". يأتي هذا العمل كمحاولة جادة لاستكشاف الأبعاد الجمالية والمعرفية للتجربة التشكيلية والإبداعية في تجربة الفنان العراقي الراحل شاكر حسن آل سعيد (1925-2004)، الذي ترك بصمة لا تُمحى في مشهد الفن العربي المعاصر.

تتميز المجموعة، التي زينها غلاف من تصميم الكاتب هلال البادي، بتنوعها الأسلوبي، حيث تمزج بين النثر الشعري وقصائد التفعيلة. وقد قسم "الشحي" عمله إلى خمسة مقامات، كل منها يستكشف جانبا مختلفا من عالم حسن شاكر الفني والفكري.

المقام الأول، "مقام الأحافير والأحجار والجدران"، يضم نصوصا مثل "مسبحة صغيرة تحيط بفم الجرة" و"خطوط على جدار، 1978"، مستحضرا الملمس المادي لأعمال حسن شاكر. أما المقام الثاني، "مقام الأنوار والأزمنة والنداءات"، فيتضمن عناوين مثل "شموع النذر، 1954" و"قنديل الرؤيا"، مستكشفا البعد الروحي والزمني في أعمال الفنان.

في "مقام النقطة"، الذي يمثل المقام الثالث، نجد نصوصا مثل "لامُ الحيرةِ الدافئةُ" و"أنا النقطةُ فوقَ فاء الحرف"، مسلطا الضوء على اهتمام حسن شاكر آل سعيد بالحروفية والرمزية. المقام الرابع، "مقام الأشجار والخضرة والينوع"، يستكشف علاقة الفنان بالطبيعة من خلال نصوص مثل "في مديح الغابة" و"الغرق في بهو الخضرة".

أما المقام الخامس والأخير، "مقام البعد الواحد"، فيختتم المجموعة بتأملات في مفاهيم الوحدة والتجريد التي ميزت أعماله المتأخرة.

تمتد المجموعة على 175 صفحة، وتعكس بعمق الأبعاد الصوفية والروحية التي ميزت أعمال شاكر حسن. كما تستحضر الأساطير والتراث الحضاري العراقي الغني، الذي شكل مصدر إلهام دائم للفنان. وتبرز النصوص اهتمام "الفنان" بالحروفيات والرموز والتجريد، وهي العناصر التي شكلت جوهر أسلوبه الفني الفريد.

يستدعي "الشحي" في نصوصه شخصيات مؤثرة في مسيرة الفنان حسن شاكر آل سعيد، مثل يحيى بن محمود الواسطي، وجواد سليم، وجبرا إبراهيم جبرا، مسلطا الضوء على السياق الثقافي والفني الذي عمل فيه الفنان. كما يشير إلى أعمال بارزة للفنان مثل "شموع النذر" و"خطوط على جدار"، مقدما قراءة شعرية لهذه الأعمال التشكيلية.

يشكل هذا العمل جسرا فريدا بين عالمي الشعر والفن التشكيلي، حيث يقدم الدكتور محمد عبدالكريم الشحي رؤية شعرية عميقة لتجربة "شاكر حسن" الفنية والفكرية. وبذلك، يفتح آفاقا جديدة لفهم وتقدير إسهامات هذا الفنان الرائد في مشهد الفن العربي المعاصر.

تأتي هذه المجموعة الشعرية كإضافة قيمة للمكتبة العربية، مقدمة قراءة إبداعية ومتعمقة لإرث أحد أبرز الفنانين العرب في القرن العشرين، وداعية القراء إلى استكشاف العلاقة المتشابكة بين الكلمة والصورة، وبين الشعر والفن التشكيلي.

في نص بعنوان "تناوب" يقول الشاعر:

تعالَ معي وشاهدْ كيفَ

يتبادلانِ الأدوارَ

غبارُ الطلعِ

وغبارُ المجرّاتِ

فتنبتُ نخلةٌ في طريقِ

هجراتِ الأجرامِ

والمجراتِ البعيدةِ

وينامُ كويكبٌ صغيرٌ

في عشِّ البومِ.

ومما جاء في نص "مديح الماء في نوم الغزالة":

أنا من شمالِ الحكمةِ المجروحِ،

من هذا الهباء الرَّخْوِ

من تاريخِ عصمتِه المرقّطِ

بالنوايا الغابراتِ وبالثوابِ المستقيلِ

ونومِ قطّاعِ الخواطرِ في صحاري الليلِ

قلتُ كأنني أحثو على التابوتِ من ندمي المقدّسِ

أو كأني أدفعُ الأيامَ حينَ تيبَّسَتْ لتمرَّ

في المعنى المضرّسِ كي يباغتَها وأُبْعَثَ من فُتاتي

لم أعدْ أقوى على قَسَمِ الوفاءِ لدمعةِ الأسلافِ

لم أرسمْ لهمْ قمرا على الأحجارِ

لكني أضيءُ بالامتثالِ لهاتفِ النجوى

مناماتِ الأبدْ

لم أغترف من بركةِ الآلاءِ ما يدني

ولم أنصبْ خياما في يدِ البيداءِ

لكني حفرتُ مناحةَ العشّاق

في ليلِ القوافلِ

بالوتدْ

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: آل سعید

إقرأ أيضاً:

أحمد حلمي: «فيلم صنع في مصر معجبش الناس ومجبش فلوس»

علق الفنان أحمد حلمي، على فشل فيلمه «صنع في مصر»، الذي عرض عام 2014، في تحقيق إيرادات مرتفعه بالسينمات خلال فترة عرضه.

وقال أحمد حلمي، خلال كلمته على هامش فعاليات مهرجان «مالمو للسينما العربية»، إنه لا يمكن إغفال جودة الأفلام التي تقدم في السينما، ويجب التفرقة بين تقديم عمل جيد لم يحقق نجاح أو تقديم عمل غير جيد.

وتابع: «أنا صريح مع نفسي وفيلم صنع في مصر ماعجبش الناس ومجبش فلوس، ووقتها أحمد مكي كان ليه فيلم في السينمات وحقق نجاح كبير».

وحول انشغاله بالتفكير في الإيرادات، قال إنه كان يهتم بحجم الإيرادات في بداية مشواره ولكن حاليا أصبح تركيزه على ترك أفلام تعيش، موضحا أن هناك أعمالا منذ أيام علي الكسار وغيره لا يتذكر الجمهور حجم إيراداته، وربما لم ينجح الفيلم في السينما لكن عندما يعرض على التليفزيون نجلس لنشاهده بكل استمتاع.. مضيف أن معياره الحالي هل الفيلم بعد 10 سنوات الجمهور سيحب مشاهدته؟

آخر أعمال أحمد حلمي

يذكر أن مسرحية «ميمو» هي آخر أعمال الفنان أحمد حلمي، وتم عرضها ضمن فعاليات موسم الرياض الماضي، وحققت المسرحية نجاح جماهيري كبير.

دارت أحداث مسرحية ميمو، في إطار كوميدي حول شخصية «مسعود»، التي يجسدها الفنان أحمد حلمي، وتتناول المسرحية بشكل ساخر تأثير السوشيال ميديا على الأفراد والمجتمع، وتسلط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية بشكل كوميدي.

شارك في بطولة مسرحية ميمو، بجانب أحمد حلمي مجموعة من نجوم الفن أبرزهم: هنا الزاهد، أحمد رزق، حمدي المرغني، محمد رضوان، رحمة أحمد، نور إيهاب، أسماء جلال، إنتاج كرافت ميديا، تأليف ضياء محمد، إخراج هشام عطوة.

اقرأ أيضاًتفاصيل شخصية محمد أنور بفيلم «بيج رامي»

سلوى عثمان: «عمري ما خططت للأدوار اللي بقدمها»

مقالات مشابهة

  • الفنان محمد الشوبي يرحل إلى دار البقاء
  • محمد كريم ينتظر طرح فيلمه العالمي «The Gunslingers»
  • محمد رمضان يعلن عن مسابقة «أنا» في أغنيته الجديدة «رمادونا»
  • أحمد مجدي ينتهي من بنات الباشا
  • أحمد حلمي: «فيلم صنع في مصر معجبش الناس ومجبش فلوس»
  • أحمد شاكر يكشف عن أهمية أعمال السيرة الذاتية وصعوبتها.. فيديو
  • نجل فضل شاكر يعلن إحيائه حفلين في المملكة
  • سعد الصغير يستضيف المطرب مروان سعيد ويغنى لـ جورج وسوف
  • حدث وأنت نائم| اغتيال براءة الطفل ياسين على يد مسن.. وشاب يذبح زوجته في بور سعيد
  • محمد رمضان يعلن موعد طرح أغنيته رمادونا