مجزرة إسرائيلية فى «تكية إطعام» لآلاف النازحين فى مواصى خان يونس
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
186 ألف شهيد خلال 281 يومًا ... وعصيان داخل الحريديم رفضًا للخدمة فى غزة
واصلت أمس حكومة الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض لليوم الـ281 في قطاع غزة، بارتكاب المجازر بحق العائلات فى مختلف مناطق القطاع.
وألقت عشرات القنابل الأمريكية الثقيلة على القطاع خلال الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة.
وارتكبت عصابات الصهيونية مجزرة فى تكية طعام وخيام النازحين عند مفترق النص غرب خان يونس.
وأحرقت خيام النازحين بـ5 صواريخ.
وتسببت الصواريخ التى استهدفت المدنيين العزل طواقم الدفاع المدنى فى مواصى خان يونس فى دفن. العشرات من جثامين الشهداء تحت الأرض.
كما شنت طائرات الاحتلال غارات جوية عنيفة على شمال مخيم النصيرات كما واصلت المدفعية الإسرائيلية قصف الأحياء الشمالية للمخيم.
وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى في. غزة الاحتلال يرتكب مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين فى منطقة النُّص بخان يونس تسببت فى ارتقاء وإصابة مئات العشرات ما بين شهيد وجريح، فى حصيلة أولية.
وأوضح أن الطواقم الحكومية والإغاثية مازالت تنتشل عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من مكان القصف والاستهداف.
وأشار إلى أن. المجزرة تأتي بالتزامن مع عدم وجود مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والمصابين الذين ينازعون الموت.
ونقل شهود عيان لـ«الوفد» اللحظات الأولى لما حدث فى مواصى غرب خان يونس (للنازحين)، وأكدوا أن سلسلة غارات عنيفة «حزام ناري» من طائرات F16 بقنابلها التى تزيد عن نصف طن استهدفت مخيما للنازحين غرب المدينة أكثر من 9 صواريخ متتالية. ثم تلا ذلك أسراب من الطائرات المسيّرة «كواد كابتر».. انتظرت فرق الإسعاف والدفاع المدنى وفتحت نيران رشاشاتها تجاه السيارات فور وصولها.
وأوضحوا أن المنطقة أو المربع بشكل كامل تعرض للضربات المستهدفة، حيث يوجد فيها ما يزيد على 80 ألف نازح (الحدث فى منطقة دوار النص، بالقرب من مسجد الإيمان) غرب مواصى خان يونس لخيام النازحين.
وأكدت مصادر ميدانية. أنه حتى هذا اللحظة عدد الشهداء فى ازدياد، أكثر من 300 شهيد وجريح، ولا زال الكثير تحت الرمال فى الحفر، إثر القنابل الضخمة.
وأكد الشهود إعدام الاحتلال المدنيين داخل منازلهم فى حى تل الهوى، قبل انسحابهم من منطقة الصناعة بعد أسبوع من التوغل فيها.
وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان: إن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب فظائع مروعة بحق المدنيين خلال اقتحامه على مدار 4 أيام للأحياء الغربية لمدينة غزة.
وأشار المرصد إلى أن الفظائع اشتملت على جرائم قتل عمد وأعمال تدمير وحرق واسعة للمنازل والمبانى المدنية.
وأكد أن عناصر الاحتلال أعدم عائلات بكامل أفرادها بعد مداهمة منازلهم فى منطقة «الصناعة» غرب المدينة .
ووصف خبير دولى ما يجرى فى قطاع غزة بأنه يعبر عن «المأساة المطلقة» لحصيلة الضحايا المدنيين فى ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عشرة أشهر، والتوقعات بحصيلة مروعة ودامية للشهداء سواء بشكل مباشر للهجمات العسكرية أو غير مباشرة لإجراءات التجويع ونشر الأوبئة والأمراض.
وأكد «جان فرانسوا كورتي»، وهو طبيب إنسانى ورئيس منظمة أطباء العالم غير الحكومية: «إن التوقعات بوصول حصيلة الضحايا إلى نحو 186 ألف شهيد والتى وردت فى مجلة (لانسيت) الطبية، تتوافق مع الوضع الصحى والعسكرى والجيوسياسى بسبب الحصار البحرى والجوى والبرى المفروض على قطاع غزة».
وأوضح أن هذا التقدير يعكس بشكل حقيقى المأساة المطلقة التى يعيشها المدنيون على الأرض..
ونفت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة حماس اغتيال قائدها محمد الضيف وأوضحت إن هذه هى المرة الثانية..التى تتدعى إسرائيل فيها محاولة اغتـيال الضيف، وفى عام2014 أعلنت اغتياله.
وأشارت القسام إلى أن قوات الاحتلال تبحث عن مبرر بارتكابها المجزرة الوحشية لآلاف النازحين.
وقالت الكتائب «أكدت مصادر خاصة بنا أن محمد الضيف بخير ويدير المعركة بقوة واقتدار».
وأعلن مسئول فى حماس أن الهجوم الإسرائيلى على خان يونس يؤكد أن إسرائيل غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق،
وأوضح أن من استشهدوا مدنيون والهجوم يمثل تصعيدا خطيرا.
وأعلنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن فشل المجتمع الدولى فى وقف الجرائم الإسرائيلية سمح لها بارتكاب إبادة جماعية فى غزة.
وأعربت «ألبانيز» عبر منصة «إكس»، أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع المحاصر هى «الثمرة المرة» لإفلات إسرائيل من العقاب على مدى العقود الماضية.
وأكدت أن المجتمع الدولى لا يمكنه الاستمرار فى تجاهل مشروع إسرائيل الرامى إلى تخليص فلسطين من الفلسطينيين فى تحدٍ للقانون الدولي.
ويواجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وائتلافه اليمينى المتطرف أزمات داخلية وخارجية معقدة.
وهاجم الحاخام دوف لاندو أحد قادة الطائفة الحريدية الليتوانية فى «إسرائيل» قرار وزارة الحرب بإصدار أوامر التجنيد الإجبارى لـ3000 من الحريديم.
ونقلت القناة الـ12 العبرية عن الحاخام قوله «إن الدولة التى تجند أعضاء المدارس الدينية ليس لها الحق فى الوجود».
وأضاف: «فى زمن الحرب يريدون أن يأخذوا حق طلاب التوراة، هذا انتحار كامل».
وطالب كبار الحاخامات الحريديم، وأعضاء «مجلس الحكماء فى حركة شاس»، طالبوا بمقاطعة مراكز التجنيد المخصصة للحريديم، وبحظر الحضور إلى مكاتبها.
ودعا الحاخامات إلى وقف جميع الإجراءات التشريعية الحكومية التى تجبر الحريديم على الخدمة العسكرية فى قوات الاحتلال الإسرائيلي.
فرضت المحكمة العليا الإسرائيلية، فى 26 يوينو لماضي، بضرورة تجنيد اليهود المتشددين من الدولة وتجميد ميزانية المدارس الدينية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المحكمة العليا الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية المحتلة رئيس حكومة الاحتلال حكومة الاحتلال الإسرائيلي خان یونس
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في فرص نجاح وفشل خطة ترامب للتهجير
ما زالت القراءات الاسرائيلية متواصلة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، باعتبارها تشكل نقطة تحول تاريخية، فلأول مرة، تتخلى الولايات المتحدة عن حل الدولتين، وتسعى لفرض حل على مختلف الأطراف، الأمر الذي من شأنه تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، حتى لو لم تتحقق الخطة.
البروفيسور إفرايم عنبار، رئيس قسم الاستراتيجية والدبلوماسية والأمن القومي بكلية شاليم، والجنرال يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية، أكدا أن "اقتراح ترامب يثير خيال الإسرائيليين، رغم معارضته الشديدة من الدول العربية والقيادة الفلسطينية بكل مكوناتها، لأنه يشير للثمن الذي يجب عليهم أن يدفعوه، حتى لو لم يكن أمامهم خيار آخر، في ظل الواقع الصعب على الأرض، بعد تحول أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض، ومن الواضح أن إعادة إعمار القطاع لن تكون ممكنة في ظل القيادة الحالية".
وزعما في مقال نشرته القناة 12, وترجمته "عربي21" أن "المقترح الأمريكي يتعلق بقضية اللاجئين، التي تشكل عنصرا مركزيا في أيديولوجية الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو اقتراح غير عادي إلى الحد الذي يتطلب تنفيذه تغييرات جوهرية ونموذجية بين الأطراف، ويصعب تصور حدوثها في الأمد القريب، رغم ادعاءات ترامب بأن بعضها يحدث بالفعل، وأن الضغوط الاقتصادية ستؤدي لتنفيذ التغييرات المتبقية".
ورصدا جملة من التحديات التي تواجه المقترح الأمريكي، "أولها إبعاد حماس عن السلطة الفعلية في غزة، واستبدالها بطرف على استعداد لتمكين تنفيذ مبادرة ترامب، وثانيها إذا افترضنا عدم وجود نية لإخلاء الفلسطينيين بالقوة، فسيكون من الضروري إقناعهم كلهم بالتخلي عن التشبث بالأرض، والصمود فيها، وهو أحد المبادئ المهمة في الروح الفلسطينية، والذهاب للمنفى لتحسين نوعية حياتهم، وثالثها ضمان تعاون الدول العربية وغيرها باستيعاب بعض الخارجين من غزة، وتمويل المشروع بأكمله، ومثل هذه الخطوة تتعارض مع مصالحها، وتنطوي على تعريضها، خاصة الأردن ومصر، لانتقادات شديدة في الداخل".
وأوضحا أن "ترامب سينضم للجهود الرامية لإحداث التغييرات المرجوة في الأسابيع المقبلة، كجزء من محاولته تشكيل بنية إقليمية لتوسيع اتفاقيات التطبيع، مع تشكيك بأن يكون هذا كافيا لإقناع شعوب المنطقة بتغيير تصوراتهم الأساسية، مع أن اقتراحه له أهمية كبيرة، شكلا ومضمونا، لأنه يضع على الطاولة للمرة الأولى خطة عمل عملية تكسر ظاهريا أعراف التفكير التي منعت تحقيق اختراق، وضمنت استمرار المقاومة من غزة، وتوضح أنه بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فإن التفكير في القضية الفلسطينية يجب أن يتغير".
وأشارا إلى أن "اقتراح ترامب يعلن لأول مرة عن اعتراف بأن حل الدولتين ليس الحل الوحيد الممكن للصراع، وفي الجمع بين أفكاره والخطوات المتخذة ضد الأونروا، يظهر الاقتراح أن قواعد اللعبة تغيرت على حساب الفلسطينيين بطريقة تضعف منطق نضالهم ضد الصهيونية حتى نهايتها، وحتى لو فشل بتأمين الظروف لتنفيذ خطته، فإن عرضها سيلزم الفلسطينيين والدول العربية بتقديم طرق عملية للتعامل مع الواقع الصعب في غزة، تكون مقبولة للاحتلال والولايات المتحدة".
وطالب الكاتبان "ألا تسارع دولة الاحتلال رسميا للتعليق على خطة ترامب التي لم تُعرض بعد، وتمتنع عن قيادة التحركات العامة للترويج لها، لأن فرصة نجاحها الرئيسية تنبع من حقيقة أنها اقتراح أمريكي، وليس إسرائيلي، ومن شأن التعبئة الإسرائيلية أن تُصعب تنفيذ صفقة التبادل، وزيادة التوترات مع الدول العربية "البراغماتية"، خاصة مصر والأردن، صحيح أن الاحتلال يتمنى لترامب النجاح بمحاولاته لإقناع الدول العربية المهمة بالمساعدة بتنفيذ الخطة، دون تجاهل العقبات التي تعترض طريق تنفيذها".
وأوضحا أن "خطة ترامب تقوم على إزالة حماس من المعادلة، ويرجح أنه لا توجد فرصة كبيرة لحدوث هذا السيناريو دون عملية لجيش الاحتلال، أو دون التهديد بها، لكن الأميركيين الذين لا يبدون حماسا لإرسال قواتهم للقطاع، يقدرون مساهمة الاحتلال بإمكانية تنفيذ خطتهم، كما تريد الدول العربية "المعتدلة" أن ترى حماس خارج مشهد الحكم في غزة، بما من شأنه أن يوفر لواشنطن نفوذا إضافيا عليها".
وختما بالقول إن "دبلوماسية الاحتلال مطالبة باستخدام خطة ترامب لتقويض التفكير التقليدي في العديد من العواصم حول طبيعة الصراع، وسبل إدارته، وتمنع تنفيذ فكرة نقل الغزيين لغرب أريحا بسبب قربها من القدس والطريق المؤدي لغور الأردن، وهو الحزام الأمني للاحتلال في الشرق، كما أن إضافة المزيد من الفلسطينيين للضفة الغربية سيفرض ضغوطا ديمغرافية إضافية على دولة الاحتلال، وهي خطوة غير مرغوب فيها".