بوابة الوفد:
2024-08-10@11:31:08 GMT

الكفاءة والفشل

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

لغط وإحباط وتشرذم وفقدان ثقة كلمات تعكس الشعور باليأس لدى المواطن، وتنامى الإحساس بانعدام الثقة، والتشكيك فى اختيارات الحكومة الجديدة الصادم، وهل هذا الشك وعدم الثقة اللذان زرعتهما الحكومة بسبب بعض الاختيارات فى تأصيل وترسيخ والحكم عليها منذ البداية بعدم صلاحية عدد ممن تم تعيينهم بتلك الحكومة، هل أداء الحكومة فى الأيام القليلة القادمة سوف يغير هذا المفهوم لدى المواطن، الإجابة عن تلك التساؤلات تملكها فقط الحكومة الجديدة.

 
وبعيداً عن لغة التشاؤم وعدم الثقة، فإن انعدام الكفاءة وغياب الشفافية ومنع الحريات أسباب تؤدى إلى تنامى الفساد السياسى المهلك، ولا يمكن أن نتجاهل الارتباط الوثيق بين الفساد السياسى والثلوث المهلك انعدام الكفاءة وعدم الشفافية وغياب الحريات)  وارتباطه بتلك الثلوث ارتباطا وثيقاً، ويعزز كل منهم الآخر بطرق متعددة ومختلفة، فانعدام الكفاءة يؤثر سلبا ويزيد من الفساد السياسى وظهر جلياً هذا الفساد بصفة خاصة فى السنوات الأخيرة، التى تقزمت فيها المناصب بشكل واضح وصريح وترهلت حتى وصلت الى الوهن السياسى بكل مراحله.
وأولى مسببات الفساد السياسى هو «انعدام الكفاءة» فتعيين شخص غير كفء فى منصب حكومى بناء على المحسوبية أو اعتماداً على العلاقات الشخصية والذى أصبح بديلاً عن الكفاءة والجدارة، سوف يؤدى ذلك إلى إدارة غير فاعلة وفاشلة، فتلك التعينيات غالبًا ما ترتبط بالفساد السياسي، حيث يتم اختيار الأشخاص بناء على الولاء وليس على الكفاءة، لتكون النتيجة ضعف الأداء الحكومي، فالمسئولون غير الأكفاء قد لا يستطيعون أداء واجباتهم بشكل صحيح، مما يؤدى إلى سوء إدارة الموارد وإهدارها، وخلق بيئة ملائمة للضعف والفشل وسوء الإدارة، ويمكن القلة من المسئولين الفاسدين من استغلال هذا الضعف لتحقيق مكاسب شخصية فاسدة.
فبيئة العمل التى تفتقر إلى الكفاءة، تتوه فيها المسئولية بل ويكون من الصعب تحديد المسئولين عن القرارات السيئة أو الفاسدة، وتعقيد عمليات المساءلة، ويسهل على الفاسدين الإفلات من العقاب، يؤدى ذلك إلى المزيد من الترهل ومزيد من الإجراءات غير الواضحة والمعقدة، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الفساد الهيكلي، لتصبح الرشوة والمحسوبية جزءًا أصيلاً من العملية اليومية لإتمام المعاملات داخل مؤسسة الدولة المختلفة. 
الأداء الحكومى السيئ الناتج عن عدم الكفاءة يقلل من ثقة المواطنين فى الحكومة والمؤسسات العامة، ما يزيد من استعداد الأفراد للانخراط فى أعمال فساد كوسيلة للتغلب على البيروقراطية غير الفعالة، ويتسبب فى هدر الموارد المالية والبشرية، والنتيجة الحتمية المباشرة هى ضعف الاقتصاد وزيادة من الفقر والتفاوت الاجتماعي، وهما بيئتان خصبتان لتنامى الفساد.
باختصار.. عدم الكفاءة يُعد بيئة مواتية وخصبة للفساد السياسي، ويعزز هذا الفساد السياسى خلق إدارة غير فعالة وصعوبة المساءلة، يؤدى فى النهاية إلى إضعاف المؤسسات وزيادة عدم الثقة بين المواطنين والحكومة. 
والسؤال الواجب طرحه الآن .. هل تستطيع أى حكومة تفتقد الكفاءة أو الشفافية فى تبديد مخاوف المواطن، أو إعادة الثقة المفقودة لديه، بتطبيق وتنفيذ برنامج حكومى عاجل وحقيقى مقنع يحقق طموحات الشعب ويهون عليهم مرارة الفقر والبؤس الذى سيطر وطغى على السواد الأعظم من المصريين، ليس بأيدينا شيء سوى التمنى والدعاء بالتضرع إلى الله أن يحفظ هذا الوطن وشعبه وجيشه العظيم.. ولا نملك إلا أن ندعم خطوات هذه الحكومة والتى أعلنت عن خطة مبشرة لو تم تحقيقها على أرض الواقع سيتحول الأمر إلى حالة من الرضا لدى المواطن وبالتالى سيكون هناك استقرار اجتماعى وسياسى بالشارع المصرى، وهذا كل ما يتمناه كل مواطن يأمل مستقبلاً آمنًا ومستقرًا لهذا الوطن.


حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم 
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
‏[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار الحكومة الجديدة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: العالم يمر بوضع شديد التعقيد.. وأزمة الثقة أصبحت مشهد عالمي

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن العالم يمر بوضع شديد التعقيد، وشديد الاضطراب ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث غدا، لافتا إلى أن الدولة المصرية لديها رؤيتها ولكن المشكلة الحقيقية عدم معرفة ماذا سيحدث غدا، حيث يمكن أن تحدث صدمات جديدة تؤدي لتعقيد الوضع.

تصريحات مصطفى مدبولي

وأشار مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي عقب اجتماع الحكومة بمقرها بمدينة العلمين والمذاع عبر فضائية إكسترا نيوز، اليوم الخميس، إلى أن المشهد السياسي زاد تعقيدا في الشرق الأوسط الأيام الماضية وهناك حالة عدم يقين من تطورات الأزمة، وما هو رد الفعل الإيراني عما يحدث؟، وما تداعياته على المنطقة؟.

شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: ما يحدث بحق المعتقلين الفلسطينيين تعبير واضح عن فشل المجتمع الدولي هل يشهد العالم مستقبلا درجات حرارة قياسية لم يسجلها من قبل؟.. الأرصاد توضح

وأضاف أن ما حدث في الأسواق الاقتصادية العالمية الأيام الماضية كان تحدي آخر، لافتا إلى أن البورصات العالمية شهدت خسائر ضخمة يوم الإثنين الماضي حتى تم إطلاق الإثنين الأسود على هذا اليوم، معتبرا أن هناك أزمة ثقة موجودة في العالم كله، وأصبحت مشهد عالمي.

مقالات مشابهة

  • العراق يخسر 50 مليار دولار: أزمة الاستثمارات تتفاقم بسبب ضعف الثقة
  • وفاة الصحفى والسياسى الفلسطينى بلال الحسن فى باريس عن عمر 85 عاما
  • دار الإفتاء توجه نصيحه للأزواج: إفشاء الأسرار يهدم جدار الثقة
  • مدير بوينغ الجديد: هناك "الكثير" من العمل لاستعادة الثقة
  • ”فضيحة احتيال كبرى في عدن: عصابة تستغل الثقة وتسرق مبالغ طائلة من المواطنين”
  • رئيس الوزراء: العالم يمر بوضع شديد التعقيد.. وأزمة الثقة أصبحت مشهد عالمي
  • رئيس «مصر بلدي»: قرارات العفو الرئاسي تمنح المُفرج عنهم فرصة للاندماج في المجتمع
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يجدد الثقة للدكتور محمد الششتاوي رئيسًا لقسم علم النفس الرياضي
  • النقابة العامة للمهن الرياضية تجدد الثقة في كنز أكاديمي
  • «السنوار» الروائى الفنان يستكمل المشوار