طيارون أمريكيون عائدون من البحر الأحمر يكشفون الحقيقة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
مشيرين إلى أن القوات المسلحة اليمنية تعمل باستمرار للتفوق على قدرات وتكتيكات القوات الأمريكية والغربية، وأن الطائرات الأمريكية كانت تضطر للتحليق والعمل لفترات طويلة ومرهقة بشكل يومي.
ونشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية الجمعة، تقريراً جديداً تضمن تصريحات لبعض الطيارين الأمريكيين الذين عادوا مع مجموعة حاملة الطائرات الفارة من البحر الأحمر "ايزنهاور".
ونقل التقرير عن قائد سرب "رامبجير"، الطيار بنجامين أورلوف قوله: "إن معظم البحارة، بمن فيهم هو، لم يكونوا معتادين على التعرض لإطلاق النار، بالنظر إلى الاشتباكات العسكرية السابقة التي خاضتها البلاد في العقود الأخيرة".
وأضاف أورلوف: "لقد كان الأمر مختلفًا بشكل لا يصدق، ولكي أكون صادقًا، لقد كان الأمر صادماً بعض الشيء بالنسبة للمجموعة، إنه شيء لا نفكر فيه كثيرًا حتى نواجهه".
ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن وصف ما واجهوه بأنه القتال البحري الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، قال أورلوف إن "هذا الوصف مناسب تماماً".
وأشار إلى أنه "بالنظر إلى قربنا من مديات العدو، واستخدامنا لضربات الدفاع عن نفس، فهذه لم تكن مواجهة بعيدة المدى، بل كانت في وجهنا مباشرة".
وأكد التقرير أن جنود البحرية الأمريكية كانوا يشاهدون الصواريخ اليمنية على مسافة ثوان منهم قبل الاشتباك معها، في إشارة إلى سرعتها العالية.
ونقل التقرير عن المقدم المقدم تشاريتي سوما "بصراحة، كان الأمر لا يصدق تماماً، لا أعتقد أن أي شخص على متن مجموعة حاملة الطائرات تلك كان يتوقع حدوث ذلك".
وبحسب التقرير فقد أطلقت طائرات مجموعة الحاملة "ايزنهاور" أكثر من 400 صاروخ جو أرض، و55 صاروخ جو-جو، أثناء فترة تواجدها في البحر الأحمر.
وأكد التقرير أن "أشهر القتال والتمديد أدى إلى فرض ضغوط كبيرة على ما يقرب من 7000 بحار وعائلاتهم".
إلى ذلك، نشر موقع "يو إس إن آي نيوز" التابع للمعهد البحري الأمريكي، تقريراً نقل فيه عن قائد سرب الطائرات، أورلوف، قوله "إنها كانت معارك عنيفة للغاية، واشتباكات لم نشهدها من قبل" مشيراً إلى أن الوضع "يشبه الحرب في المحيط الهادئ ضد الإمبراطورية اليابانية".
وأضاف أورلوف: "لقد تطلب الأمر قدرًا لا يُصدق من التعاون، وتطلب قدرًا لا يُصدق من العمل على التوصل إلى تكتيكات جديدة، لتعديل الأنظمة التي لدينا بالفعل، من أجل تحسين توظيفنا".
ونقل الموقع عن المقدم كيث جيرونيموس قوله إن القوات المسلحة اليمنية "تحاول باستمرار التفوق على قوات التحالف باستخدام أسلحة وتكتيكات جديدة، بما في ذلك أنظمة الطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة غير المأهولة والصواريخ".
وأضاف: "إنهم يحاولون أشياء جديدة كل يوم هناك، وهو أمر صعب، لقد كنا نحلق على مدار الساعة".
وقال إنه "في بعض المراحل كان يتم إطلاق الإنذارات طوال الليل، ولفترة من الوقت كانوا يطلقونها كل ليلة تقريبا" مضيفا "إنه أمر جنوني".
وتضاف هذه التصريحات إلى قائمة طويلة من الاعترافات المتنوعة التي أدلى بها عدد من قادة وضباط البحرية الأمريكية خلال الأشهر الماضية، والتي تضمنت التأكيد على أن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون فيها إطلاق صواريخ بالستية على السفن، وأن هذه هي المواجهة البحرية الأشد كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، مع التأكيد على أن الصواريخ اليمنية تتمتع بسرعات عالية لا تمنح طواقم البحرية الأمريكية سوى ثوان معدودة للاشتباك معها.
كما أكدت العديد من الاعترافات أن الجيش الأمريكي يواجه مأزقا استخباراتيا كبيرا حيث لا يمتلك أي معلومات عن ترسانة الأسلحة اليمنية وحجمها.
وأقر العديد من ضباط البحرية الأمريكية بأن الولايات المتحدة لا تستطيع إنجاز المهمة التي أعلنتها في البحر الأحمر، كما أقر مسؤولون أمريكيون بأن تكاليف المواجهة كبيرة جدا وتستنزف قدرات البحرية الأمريكية.
وتكشف هذه الاعترافات بوضوح زيف كل الإنجازات الوهمية التي يحاول الجيش الأمريكي ترويجها بشأن المواجهة في البحر الأحمر وأيضا عمليات القصف العدواني ضد اليمن، حيث تبرهن الاعترافات بشكل قاطع على فشل كل الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في تحقيق أي ردع أو الحد من العمليات اليمنية المساندة لغزة والتي لم تستم فحسب، بل اتسع نطاقها وارتفعت وتيرتها بشكل كبير.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
اليمن يرسُمُ معادلة قواعد الاشتباك في البحار.. استهدافُ الحاملات الأمريكية يعقّد حسابات القوى الكبرى
يمانيون – متابعات
تتواصلُ أصداءُ العملية العسكرية اليمنية المتعلقة باستهداف حاملات الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن حتى اللحظة، حَيثُ شكلت هذه العملية الحدث الأبرز الذي لم يكن يتوقعه أحد، ومن بلد لم يكن يخطر على بال العدوّ أَو الصديق.
وخلال الأيّام الماضية، تناول الكثير من الناشطين الإعلاميين والسياسيين هذه العملية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي محليًّا ودوليًّا، وهم ما بين مندهش ومتيقن من الآيات العظيمة التي تتحقّق على أيادي المجاهدين من القوات المسلحة اليمنية؛ نتيجة توليهم الصادق وتبنيهم لقضايا الأُمَّــة الأَسَاسية ونصرتهم للمستضعفين.
ويشير أُستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبدالملك عيسى إلى أن هناك “دلالات سياسية واستراتيجية لاستهداف حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن”، موضحًا أن “الدلالات السياسية تتمثل في عدة أمور أبرزها التصعيد في المواجهة مع أمريكا، وتوجيه رسالة دعم واضحة لفلسطين ولبنان، وتحذير للقوى الغربية من التدخل في اليمن، وإظهار قدرات عسكرية متطورة ومتنامية”.
ومن ناحية الدلالات الاستراتيجية يقول -عيسى- إنها تدل على توسيع نطاق العمليات إلى البحر العربي، وتعزيز مفهوم الردع الإقليمي، وإظهار الجهوزية العملياتية العالية، والتأثير على الملاحة البحرية الدولية من قبل أمريكا ورسالة قوة لحلفاء اليمن وأعدائها.
من جانبه يقول الناشط الإعلامي العراقي حسين علاء الأبيض: إن “اليمن أول دولة في العالم تهاجم حاملة الطائرات الحربية الأمريكية”، مؤكّـدًا أن “القوات المسلحة اليمنية أذلت عنجهية وطغيان أمريكا في المنطقة”.
ويوضح الأبيض أن هذه العملية رسالة واضحة إلى الكيان وأمريكا وبريطانيا بأن البحرَين الأحمر والعربي خطرٌ على سفنكم، متبعًا ” لا توجد دولة في العالم تجرأت على إطلاق رصاصة واحدة على أي سفينة أمريكية.
ويضيف أن هذه العمليات “أوجعت العدوّ الصـهـيو أمريكي وجعلته يتخبط، ويشن غارات بطائرات مسيرة وليست حربية”، مبينًا أن “هذا يدل على أن العملية العسكرية الأخيرة كانت قاسية جِـدًّا والضربات دقيقة وإصابة الأهداف بدقة عالية، وأن القادم أشد وأقسى بإذن الله”.
أول دولة في التاريخ تقصف الحاملات:
أما الناشط الإعلامي والمحلل السياسي عبدالباري عطوان فيعلق على العملية العسكرية قائلًا: “قصف اليمنيين لحاملة الطائرات الأمريكية أبراهام في البحر العربي ومدمّـرتين أُخرَيَين بالصواريخ في البحر الأحمر، ويوم الجمعة، قصفوا قاعدة ناحال سوريك العسكرية في يافا بصاروخ فرط صوت فلسطين2 ودمّـرها واشتعلت حرائق عديدة”، مردفًا “سمَّوا لي دولة واحدة صغرى أَو عظمى أطلقت رصاصة واحدة على حاملة طائرات أمريكية بالتاريخ”؟.
ويقول عطوان: “شكرًا لليمن الذي يتصدى ويبدع، وهو دولة عظمى يقاتل نيابة عن العالم كله ويحقّق إنجازات غير عادية وغير مسبوقة”، مضيفًا: “لا بد للروس والصينيين أن يتابعوا هذه العمليات اليمنية البطولية اليمنية ويتعلموا منها ويحللوها في معاهدهم وفي كلياتهم العسكرية”.
ويتابع القول: “نحن الآن أمام حرب وجودية، نحن ندافع عن أُمَّـة نائمة مهزومة وجبانة، فوالله لن يذكر اسم اليمن في الأُمَّــة العربية والإسلامية إلا بالمدح وحفظ الجميل والإشادة بهذه القوة اليمنية الذي تساهم بإذلال العدوّ الإسرائيلي”.
أما الناشط الإعلامي والحقوقي البحريني يحيى الحديد فيقول: “إنه وفي الوقت الذي يعم الخوف في العالم من الصين إلى أُورُوبا وهو يترقب قدوم الرئيس الأمريكي ترامب للبيت الأبيض، خرجت القوات اليمنية لتضرب بارجتين حربيتين في البحر الأحمر، ضاربة ترامب والجيش الأمريكي عرض الحائط”.
ويسخر الحديد بقوله: “اليمنيون غاضبون على رحيل بايدن؛ لذا استقبلوا ترامب بهدية 8 مسيّرات و8 صواريخ، ويبدو أن الإنتاجَ غزيرٌ للمسيَّرات والصواريخ اليمنية ويريدون تفريغ المخزون القديم قبل انتهاء ولاية بايدن؛ مِن أجلِ الإنتاج الجديد لاستقبال ولاية ترامب الجديدة بصواريخ فرط صوتية”.
سُرعةُ اتِّخاذ القرار:
وعلى صعيد متصل يقول الكاتب الصحفي اللبناني جمال شعيب: “صحيح هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها القوات المسلحة اليمنية قطعًا من الأسطول الأميركي، وصحيحٌ أنه ليس مهمًّا أية قطعة تمت مهاجمتها، سواء كانت حاملة طائرات، أَو مدمّـرة أَو زورق دورية، أَو حتى سفينة دعم لوجستي، المهم قطعًا هو أن هناك في هذا العالم من يستطيع أن يقرّر وينفذ هجومًا على الولايات المتحدة الأمريكية.. نعم أيها السادة؛ إنه اليمن”.
ويرى شعيب أن عمليات القوات المسلحة اليمنية، لا سِـيَّـما هذه الأخيرة ضد حاملة الطائرات الأمريكية ومدمّـراتها المرافقة، تؤكّـد على علو كعب القادة العسكريين اليمنيين ويدهم الطولى ليس في الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات وتحليلها لمعرفة توجّـهات العدو ونواياه فقط.. بل في سرعة اتِّخاذ القرار العسكري المناسب، إن لجهة أبطال مفعول الهجوم بالتوقيت المناسب أَو لجهة الأسلحة المناسبة والتزامن في استخدام القدرات وتوجيهها بالسرعة والكفاءة اللازمتين لتحييد أسطول بحري من الأفضل في العالم من ساحة المواجهة وأبطال فعاليته الهجومية وتحويله إلى هدف”، متبعًا “أما الكيف وأين ومتى ولماذا.. فتلك سر من أسرار هو الله!”.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري سامح عسكر كتب تعليقًا على إعلان اليمن استهدافَ حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن ومدمّـرتين في معركة دامت 8 ساعات، بالتأكيد على أن “اليمن سجّل نفسه كأول بلد عربي يضرب حاملات الطائرات الأمريكية والأسطول البحري المرافق”.
ويشير عسكر إلى أن “المثير بعد الهجوم اليمني أن أعقبته حملة دعائية صهيونية ممولة تدَّعي وقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر، وشاركت فيها منصاتٌ عربية كبيرة”، مُضيفًا أن “المؤكّـد أن هذا الهجوم يرسل إشارةً للإدارة الأمريكية الجديدة بأن (يبقى الوضع على ما هو عليه) وعلى المتضرّر من عمليات البحر الأحمر اللجوءُ لـ “إسرائيل” لوقف الحرب؛ لا أن يطلبها من الضحية”.
من جهته يكتب المفكّر والمحلل السياسي العماني علي بن مسعود المعشني: “اليمن بقصفه حاملة الطائرات أبراهام في بحر العرب، ومدمّـرتين في البحر الأحمر، يقرّر أن يتغدَّى بالعدوّ الأمريكي قبل أن يتعشى به، ويكسر غطرسة الأمريكي أمام أنظار العالم بالصوت والصورة، والله غالب على أمره”.
ويرى المعشني أن “أكبر هزيمة للعدو الصهيوني ورعاته الأمريكيين والغرب وذيولهم المتصهينة هي هزيمةُ العقل الغربي وكشف زيف سرديات الرعب التي قاتلنا بها أكثرَ من سبعة عقود من منظومات تشويش وتضليل وقِباب دفاع ومقلاع داوود، إذَا حضر الله، وحضرت الإرادَة، بان زيفهم وضلالهم وتجلت هشاشتهم”.
ويضيف أنه بعد قصف حاملات الطائرات الأمريكية أيزنهاور وأبراهام، ومدمّـرتين، بخلاف السفن التجارية، وإسقاط الطائرات والمسيرات للعدو الأمريكي؛ يكون يمن الشجاعة والعزة والكبرياء والشرف أول من أذل الشيطان الأمريكي وكسر عنجهيته في وضح النهار”؛ مردفًا “هو الله”.
من جانبه يتساءل الناشط الإعلامي اللبناني أحمد زياد بعد إخراج المدمّـرات وحاملات الطائرات الأميركية من الخدمة: “هل ستخاطر دولُ التطبيع العربي بإعطاء الكرت الأخضر للعدو الأمريكي لقصف اليمن عبر قواعده العسكرية في بلدانهم؟”.
ويواصل: “شخصيًّا أستبعِدُ هذه اللعبة من قبل عبيد أمريكا في المنطقة، بل أستبعد أن تغامر أمريكا بقواعدها؛ لأَنَّ ذلك إن حدث، فلن تبقى قواعد أمريكية في المنطقة! بل لن يبقى ملكٌ على عرشه”.
ويضيف أن “هؤلاء الملوك والأمراء “العملاء” لا قيمة لهم دونَ النفط وسعر النفط العالمي سيحدّده اليمن، بل اليمن سيحدّد من يستطيع شراء النفط من المنطقة”، مردفًا “اليمن يصوم ويفطر على مدمّـرات وحاملة طائرات وعلى حرب عالمية! فمَن مثلُ اليمن؟ لا أحد”.
مميَّزةٌ عن سابقاتها:
أما الناشط الإعلامي اللبناني خليل نصر الله فيشير إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفَّذت عملية نوعية استمرت لثماني ساعات في البحرَينِ العربي والأحمر، مؤكّـدًا أن العملية منعت عدوانًا على اليمن، وهذه تعني نقلةً نوعيةً في إحباط هجمات يتعرض لها اليمن.
ويوضح نصر الله أنه “بمُجَـرّد الإعلان عن منع وإحباط يعني أن صنعاء كانت على عِلم مسبق، والأرجح نتيجة جمع استخباري”، مؤكّـدًا أنها عملية مميزة عن سابقاتها من عمليات الاستهداف للبوارج الحربية.
وأخيرًا يلفتُ الناشط الإعلامي والسياسي العراقي سيف عقيل إلى أن هناك زاملَ أسمعُه منذ زمن ولا أعرف تاريخُه يعود إلى أي عام للشهيد لطف القحوم -رضوان الله عليه- يقول فيه: “بشِّر الأقصى وغزة والخليل، المسيرة قادمة من أرض سبأ”، متبعًا “وأنا أقول في ذلك الوقت؛ ما هذه الثقة الذي يتحدث بها هذا المنشد.. وأنتم معركتُكم مع السعوديّة وباقي دول العدوان والتحالف على اليمن”.
ويتابع عقيل قوله: “بعد (طُـوفَان الأقصى) فهمتُ ما كان يقولُه الشهيد، ومَن كتب له هذا الشعر.. بأن بصيرةَ هؤلاء القوم واستعدادهم.. كان يسبق الأحداثَ كَثيرًا”.
——————————-
المسيرة | أيمن قائد