عقول وكفاءات يمكن أن تعيد الحياة للمجالس القومية المتخصصة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
لن أمل من التأكيد أن أغلى ما يمتلكه هذا البلد هى عبقرية وعقول أبنائه، فمنذ عهد الفراعنة وهى تبهر العالم بفكر لا مثيل، وكأن حظ هذا الوطن فى عقول أبنائها والشئ المعلوم للقاصى والدانى أن المصريين فى الداخل والخارج يمتلكون عقول مبدعة، ولا مثيل ولا شبيه لها فى كل دول العالم .
ولمن لا يعلم فإننى منذ عشرات السنين وأنا حريص على يوم مفتوح لاستقبال أهلى فى قرية ميت فارس التابعة لمحافظة الدقهلية بمقر منزلي، أستمع إليهم مستمتعاً بأفكارهم الخلاقة وبخفة الدم والظل الرائعة، وهذه اللقاءات بمثابة وقود أستطيع به مواجهة متاعب العمل الأسبوع القادم، وأحمل كل أسبوع كومة أوراق وطلبات خاصة بأهلى لأخذ الموافقات عليها من الجهات الحكومية، خدمة لأبناء الدقهلية الكرام، ولكن خلال زيارتى الأخيرة همس فى أذنى أحد شيوخ القرية وأحد كبار العائلات، قائلا (هما الوزراء اللى مشيوا طلعوا معاش ولا إيه)، كلمة عفوية لكنها لم تمر علىَّ مرور الكرام وظلت تلازمنى طوال زيارتى وحتى عودتى للقاهرة أفكر، ما هو مصير هذه العقول وهذه الخبرات؟
لم يمر كثيرا حتى وجدت عقلى يقودنى أن مصر عامرة بالكفاءات الأفذاذ الذين أعطوا للوطن الكثير فلماذا لا نستفيد منها، والاستفادة تكون بانضمام جميع الكفاءات التى أبلت بلاء حسناً فى أثناء أداء دورها الوطنى فى الوزارات والمحافظات المختلفة، الى المجالس القومية المتخصصة، نعم قد يكون المسمى غريبا على البعض، ولكن يوجد فى مصر مجالس قومية متخصصة منذ عقود من الزمن من أيام الرئيس جمال عبدالناصر مروراً بالرئيس السادات وغيرهما، وجاء الرئيس السيسى فى عام 2016 وأصدر قرارا جمهوريا بإنشاء هذ المجالس التى على رأس أهدافها، دراسة واقتراح السياسات العامة التى تستهدف إقامة مجتمع قائم على أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والاحترام المتبادل وتقبل الآخر، التخطيط، ودراسة واقتراح خطط مناهج تنمية المجتمع وبناء القدرات المساهمة فى تطوير برامج المؤسسات المهنية بتنمية المجتمع.
مسألة تغيير الوزارات هى سنة الحياة فى كل الدول الديمقراطية، ومصر عطاؤها لا ينضب، ولا يختلف أحد على كفاءة الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط السابقة، وهى من الكفاءات الوطنية النادرة كواجهة مشرفة لمصر ونموذج للمرأة المصرية الرائدة من أيام كليوباترا الى هالة السعيد، كذلك لا يختلف أحد على الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء السابق، هذا الرجل الوطنى الشريف الذى أعطى لبلدة الكثير، ولا يختلف أحد عزيزى القارئ على الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم السابق، وهو أحد اركان الوزارة منذ عقود من الزمن يعنى بالبلدى كدة (راجل عقر) خبرات متراكمة وكفاءة متميزة، والأسماء كثيرة وجديرة بالاحترام.
أقترح على كل المسئولين فى هذا الوطن أن نستفيد من أبناء مصر، الأبرار الذين أدوا دورهم ولديهم خبرات تلامس السحاب فلماذا لا يتم الاستفادة بهم فى المجالس القومية المتخصصة، هذه المفرخة التى تصدر لنا الأفكار والحلول، لكل المشاكل الاجتماعية والاقتصاديه، شرط أن يتم إعطاؤها الصلاحية الكاملة فى الحصول على المعلومات لإعداد استراتيجيات وطنية تكون هى السبيل الذى نهتدى به وتنير لنا طريق المستقبل.
اقتراحى ينبع من إيمان مخلص بضرورة عدم إهدار هذة الكفاءات والبدء الفورى بالتواصل مع هذه الأسماء وغيرهم ممن كان لهم بصمة فى عملهم فى الوزارات والمحافظات المختلفة، حتى القيادات الأمنية والعسكرية فهى كنز وبنك من الأفكار الذى لابد من الاستفادة منهم.
دعوة من القلب أطلقها لعلها تجد آذان صاغية، يا حكومة لدينا جواهر ودرر تحتاج إلى توظيفها والاستفادة منها وإبرازها ليشع بريقها وتؤتى نتاج عقود من الزمن من الخبرات التى لا تقدر بثمن، ولابد من عودة المجالس المتخصصة الى دورها الوطنى العظيم.
بقى لى أنا وشعب مصر ان نطوق هذه الكفاءات بوسام الوطنية، على ما قدموه لخدمة وطنهم فى فترة من أحلك الظروف وتحملوا المسئولية فى وقت عصيب، وأقول لهم التاريخ لن ينساكم.
أوقن ان الحكومة الجديدة فى حاجة ماسة وملحة لأفكار سياسية واقتصادية واجتماعية وعلميّة جديدة توضع تحت بصرهم كأستراجيات مستقبلية خاصة فى مجال التعليم والصحة والزراعة والصناعة، وأن تكون هذه الاستراتيجيات مستندة إلى مبادئ علمية وأفكار مبدعة ومبتكرة ومستمدة من الواقع المصرى الذى نعيشه، وأعتقد أن إسناد رئاسة المجالس القومية المتخصصة للدكتورة هالة السعيد وبالتنسيق مع معهد التخطيط القومى وضم كافة العلماء والوزراء السابقين ورؤساء الجامعات والهيئات والمؤسسات العامة والحكومية السابقين الى عضوية تلك المجالس كلاً فيما يخصه سيكون له دور فعال وكبير فى رسم مستقبل الوطن والمواطن، وتكون الحكومة قادرة على مواجهة التحديات التى تواجه المجتمع كى تكون للحكومة الجديدة أجندة سياسية واجتماعية واقتصادية واضحةً وثابتة لعشرين عاماً قادمة، إعلاء لمبدأ وجب ترسيخه وهو «أجندة الحكومة «لا» حكومة الأجندة».
للحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ كلمة حق طارق عبدالعزيز
إقرأ أيضاً:
11 ألف جنيه تعيد سمع «أحمد»
أحمد محمد عويس طالب فى الصف الثانى الإعدادى يعانى ضعف سمع شديدا منذ الصغر تسبب فى صعوبة التحصيل الدراسى وبعد تركيب سماعات طبية له على نفقة التأمين الصحى وإجراء عملية زراعة قوقعة يحتاج إلى أجهزة مساعدة للسمع تكلفتها احد عشر ألف جنيه لا تستطيع الأسرة توفير ثمنها بسبب غلاء الأسعار وضيق ذات اليد فالأب عامل أرزقى يوما يعمل وآخر بدون عمل ولدية طفل صغير يعانى ضعف السمع وليس للأسرة اى مصدر دخل ثابت يعينهم على نفقات الحياة وتعليم الأبناء.
وتناشد الأسرة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة تقديم مساعدة مالية تعينهم على شراء أجهزة السمع وتخفيف معاناة «أحمد».