البابا تواضروس يوضح أهمية الكتاب المقدس فى حياة الأقباط
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
استكمل قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، سلسلة «مؤهلات الخدمة» متناولاً المحور الثالث من مؤهلات الخدمة وهو «مرجعية الكتاب»، ذلك خلال العظة الروحية باجتماع الأربعاء الذى أقيم فى الكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية.
وتأمل البابا تواضروس بعض الآيات (أرميا ١: ٥ - ١٠)، التى تناولت مدى أهمية الكتاب المقدس لدى المسيحيين باعتباره هو البوصلة التى تساعدهم على الإبحار فى عمق الحياة، والمصدر القوى والنهائى الذى يفيض عليهم بالحلول والحكمة والإرشاد، بل أنه الحقيقة الروحية التى تُلقى الضوء على طبيعة الكون والبشرية.
معلومات روحية خالدة
وكان موضوع أهمية الكتاب المقدس للمسيحيين محل اهتمام كبير لكثير من الآباء البطاركة على مر التاريخ وخلال عظة سابقة عن أهمية الكتاب المقدس للمسيحيين، ألقاها مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بتاريخ 15 ديسمبر من عام 1993، عبر معلم الأجيال أن الإنجيل يحتوى على نصوص تتحدث عن معاملة الله للبشر، وأيضاً مجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى، فضلا عن النصائح الدينية والأدبية التى تناسب جميع بنى البشر فى كل الأزمنة.
وأن عدد الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتباً، وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعى والصياد وجابى الضرائب والقائد والنبى والسياسى والملك، واستغرق مدة كتابتهم 1600 عام
وجميعهم كانوا من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الإنجيل الذى دعى باسمه إذ يُظن أنه كان أممياً من انطاكية وكان طبيباً اشتهر بمرافقته لبولس الرسول، ويقول البابا شنودة فى عظته إنه على الرغم من اختلاف جهة ووقت وأسلوب كتابة الأسفار التى يتألف منها الكتاب المقدس، لا تخرج من الطبيعة والنظام الواحد المؤسس على وحى واحد.
وقبل أن يلقى قداسته هذه الكلمات التى يتلهف إلى سماعها أبناء الكنيسة القبطية أسبوعياً، ترأس صلاة رفع بخور عشية، بمشاركة الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والأب القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، ثم استمع البابا إلى فقرات التكريم المقدمة عبر «فيديو» عن خدمة الأمانة العامة لمرحلة إعدادى بالإسكندرية، وحرص على الإجابة لعدة أسئلة قدمها أبناء تلك المرحلة العمرية، وكرّم بعدها ٦١ طالباً من أوائل الشهادة الإعدادية بالمحافظة، وبعدها هنأ الأقباط بعيد الرسل وذكرى نياحة البابا كيرلس عمود الدين.
الكتاب المقدس
لا شك أن الكتاب المقدس هو بوصلة المسيحيين فى الحياة، وأوضح البابا تواضروس الثانى، أن أهمية الكتاب المقدس عند الأقباط لأنه يعطى الإنسان «غذاء دائما، والاستنارة، وتعديل السلوك»، كما أشار إلى ٧ مراحل للتعود على مؤهل «مرجعية الكتاب» فى حياة الأقباط، وهى «اقتناء الكتاب»، «محبة الكتاب»، «قراءة الكتاب»، «فهم الكتاب»، و«حفظ الكتاب»، «التكلم بآيات الكتاب»، وأخيراً «الحياة بوصايا الكتاب».
ووضع قداسة البابا نظاماً خاصًا مرتباً لقراءة الكتاب المقدس مكونا من مرحلتين، الأولى تكون خلال أيام الأصوام يقرأ فيها من أسفار العهد القديم، والمرحلة الثانية فى أيام الإفطار يقرأ فيها من أسفار العهد الجديد.
البابا يتفقد الديوان البطريركى بالإسكندرية
وكانت هذه الكلمات ضمن فعاليات العظة الأسبوعية بعدما تفقد البابا تواضروس، الديوان البطريركى بالكاتدرائية المرقسية ومتابعة أعمال تطوير العمل الإدارى بالمقر وآخرها استحداث قسم خدمة أبناء الكنيسة المترددين على الديوان وعدد من الإدارات المتخصصة، وخلال هذه الزيارة ناقش قداسته آلية العمل مع العاملين وعرض السيد كيرلس دميان مدير الديوان بعض الإحصائيات الخاصة بالعمل ورؤية المشروعات المستقبلية التى تتبناها البطريركية.
وفى إطار الدور الرعوى لقداسة البابا، حرص على المشاركة فى احتفالية تخريج مجموعة جديدة من خدمة «الابن الشاطر» وهى الخدمة المركزية للتعافى من الإدمان بالإسكندرية الذى أقيم بمسرح المقر البابوى، بحضور الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات وكيل عام البطريركية.
وشهدت الاحتفالية عدة فقرات روحية متنوعة استهلها القمص ثاؤفيلس لطفى مؤسس ومسئول الخدمة، من خلال تقديم كلمة عن دور وأهمية الخدمة للحفاظ على كيان الأسرة، ثم عرض القس يوحنا مجدى مدبر عدد من مراكز الخدمة، إحصائيات الخدمة فى العام الماضى وعن رؤية الخدمة فى الفترة المقبلة، وبعدها استعرض عدد من المتعافين تجاربهم مع التغيير الذى جرى فى حياتهم ودور خدمة الابن الشاطر فيه، وناقشهم قداسة البابا الذى اختتم الفعاليات بكلمة معبراً عن سعادته بهذه الخدمة وعلّم وحرص على تعليم بعض المفاهيم التى تعزز لدى الإنسان محبته لنفسه، وأهمية أن يدرك جميع البشر أن حياتهم غالية عند المسيح، وأنهم يملكون إيماناً قوياً واقتناعا ثابتا، ورجاء كبيرا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحلقة الثالثة مؤهلات الخدمة البابا تواضروس حياة الأقباط البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: أزمة العالم ليست اقتصادية.. بل في نقص المحبة
أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا حوارًا صحفيًّا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، لصالح وكالة الأنباء البولندية (P. A. P).
وحول سؤال من يعايشون أزمات إيمانية أو الشك، أضاف البابا: “الابتعاد عن الله يدخل الإنسان في دائرة الشك واليأس، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإلحاد والانتحار. العالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الحب، فالجوع الحقيقي في العالم ليس للمادة بل للمحبة."
وشدد قداسة البابا على أهمية المحبة والخدمة في دور الكنيسة لمساعدة كل إنسان.
وعن رؤيته لتحقيق الوحدة بين المسيحيين، أوضح قداسة البابا تواضروس أن الطريق يتطلب عدة خطوات:
أولاً: إقامة علاقات محبة مع كل الكنائس. ثانيًا: إجراء دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة.
ثالثًا: السير في خطوات حوار لاهوتي معمق.
وأخيرًا: أن نصلي من أجل تحقيق هذه الرغبة، لأن رغبة المسيح أن يكون الجميع واحدًا.
وفيما يخص تحقيق الوحدة على أرض الواقع، أشار قداسته إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة، وقال: هناك محبة متبادلة، وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، والذي ساعدنا على فهم بعضنا البعض بشكل أعمق. ولا ننسى أن الانشقاق وقع عام ٤٥١ ميلاديًا، أي منذ خمسة عشر قرنًا، ولذلك فتصحيح المسار يحتاج إلى وقت طويل وجهد مستمر.
وعن كيفية تعميق الفهم بين الكنيستين، قال: "من الضروري أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية أكثر على عقائدنا وتقاليدنا. فلدينا تراث كبير وكنوز روحية من شروحات الآباء الأوائل، والكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح وحتى اليوم. وأضاف: "لدينا أكثر من ٢٠٠ يوم مخصصة للأصوام كل عام، ولدينا ألحان كنسية عظيمة باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة، وزيارة أديرتنا والتعرف على حياتنا الرهبانية يشكل خطوة مهمة للتقارب"
وحول زيارته لبولندا، أوضح أن هذه هي الزيارة الأولى لقداسته لها، وقال: “قرأت كثيرًا عن بولندا منذ وقت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، البولندي الأصل، كما تعرفت على مدينة كراكوف والرئيس البولندي الشهير ليخ ڤاونسا. وازدادت رغبتي في زيارتها بعد زيارة الرئيس البولندي الحالي وقرينته إلى مصر، واستقبلناهما في كاتدرائية مار مرقس بالعباسية، والتقيا كذلك بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعن عدد الأقباط في أوروبا وخارج مصر، قال قداسته: "يبلغ عدد الأقباط خارج مصر حوالي ٣ ملايين، من أصل ٩ ملايين مصري مقيمين بالخارج. الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا تضم أكبر عدد من الأقباط. ولدينا كنائس وأديرة هناك، تخدمهم" ومسؤولية الكنيسة أن ترعى كل إنسان حتى لو كان في بلد لا يوجد به سوى ثلاثة أو أربعة أفراد، حيث يزورهم الكاهن كل ستة أشهر"
تحدث قداسة البابا عن أبرز المشكلات التي تواجه الأسر المسيحية في حياتهم بصفة عامة، فأشار إلى أن: "أول مشكلة هي المشكلات الاقتصادية، ولا سيما لدى الأسر المحتاجة منهم. ثانيًا التعليم، حيث أن التعليم الجيد مكلف للغاية. ثالثًا تأثير الإعلام الرقمي، الذي أثر على فكر وأخلاقيات الشباب، وهو أمر لا يتماشى مع ثقافتنا الشرقية. وهنا يأتي دور الكنيسة أن تحافظ على نقاوة الفكر وتحصين أبنائها من هذه المؤثرات"
كما أكد أن مصر رغم التحديات، لا تعاني من اضطهاد ديني بين المسلمين والمسيحيين، قائلاً: "نعيش في محبة وتلاحم منذ قرون. نعمل ونتعلم ونتعالج معًا. التقارير التي تصدر عن حقوق الإنسان كثيرًا ما تكون مسيسة. أدعوكم لزيارة مصر ورؤية الحقيقة بأنفسكم."
عن مصادر الدعم الروحي، قال: “الدعم الحقيقي يأتي من الله وحده، ومن الكنائس والأديرة. الله محب لكل البشر، صانع للخير، وضابط للكل. لذلك، نحيا في طمأنينة وسلام، ونكرر كل يوم: يا ملك السلام، أعطنا سلامك.”