الأسبوع:
2024-08-10@13:45:07 GMT

القهر النفسي والموت البطئ

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

القهر النفسي والموت البطئ

إن انتهاك حقوق الآخرين بدون وجه حق والقمع النفسي والطمع والسيطرة على الأشخاص لمجرد الانتفاع منهم بصرف النظر عن ما يحدث من تلك السيطرة من تدمير للشخص فى سلوكه وقدرته على الاختيار وتلفيق الأكاذيب والاتهام بالباطل والظلم وعدم الانصاف، كل هذه الأفعال البغيضة ترفضها الفطرة السليمة، ورفضتها جميع الشرائع السماوية ومنها الإسلام إذ جعل الظلم والقهر النفسي من الكبائر.

يعتبر من أصعب اللحظات التي يشعر بها أى إنسان، الانكسار والضعف وعدم القدرة على المواجهة سواء مواجهة الأشخاص أو المواقف فكان دعاء رسول الرحمة (صل الله عليه وسلم) ( اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، وجاء هذا الحديث الشريف بمثابة تأكيد على أن الحزن والهم هما بلاء شديد ومصيبة عظمى تكون فى حد ذاتها أشد من جميع الأمراض العضوية.

والقهر النفسي من أبشع الممارسات التي تتم على أى إنسان، حيث يمارس عليه القوة والسلطة بشكل ظالم للسيطرة عليه بدون رحمة أو شفقة مما يجعله إنسانا ضعيفا مضغوطا غير قادر على التعبير عما بداخله فيحدث بذلك انكسار في القلب، فيشعر بالموت البطئ كل لحظة، كما يشعر بالتدني وعدم احترام الذات مما يجعله يرى نفسه صغيرا غير قادر على الإفصاح بالقهر الذى وقع عليه، كما يؤدى هذا الشعور إلى الإصابة بالاكتئاب وتفضيل الوحدة فى كثير من الأوقات، وكل هذا يؤدى إلى دمار الشخص وتحويله من شخص قوى الإرادة إلى شخص مسلوب الإرادة، ومع إستمرار الضغوط والروتين اليومى يصبح الشخص المقهور نفسياً غير قادر على القيام بالمتطلبات اليومية، مما يجعله يموت (الموت التدريجي).

وحيث أن المستويات المرتفعة من هرمونات التوتر يمكن أن تتسبب فى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية مما يؤدى إلى الإصابة بالسكته الدماغية وضعف جهاز المناعة وانتشار أمراض العصر مثل السكر والضغط، فجاء القرآن الكريم بدليل قاطع على أن الضغط والقهر النفسى يسبب الموت في الآية الكريمة (موتوا بغيظكم) فتبين لنا هذه الآية أن الغيظ والقهر يمكن أن يقصم عمر الإنسان ويؤدى إلى هلاكه وتدميره.

ولمواجهة الضغط والقهر الذى يمارس على أى شخص وتحصين قلبه من الإنفطار علينا القيام:

أولاً: القرب من المولى عزوجل فعندما تستشعر عظمة الإيمان ويملئ قلبك بها وتفهم معنى أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق القهار الجبار، لايستطيع أى مخلوق أن يضرك إلا بمشيئته، فتعلم جيداً أن الله عزوجل قوى بالمرصاد ومع الضعيف بالمعونه ويسمع شكوى المظلوم ويستجيب لدعائه لقوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).

ثانياً: المعرفة الحقيقية لقيمة ذاتك وتيقن أنك تستطيع أن تفعل المعجزات، لأنك من أعظم المخلوقات ولك قدرك وشأنك العظيم عند الله تبارك وتعالى، فلا يصح بعد ذلك أن يأتى أى شخص ويحاول النيل منك ويضعف قوتك ويجعلك دميه بين يديه.

ثالثاً: قل الحق مهما كلفك هذا الأمر من ألم، فتتألم بعض الوقت أفضل من أن تتألم طول الوقت وتصبح مهزوماً ضعيف مسلوب الإرادة.

رابعاً: خذ قرارك بكل حسم وحزم، فالبعد عن ساحات المعارك والبدء من جديد مع أشخاص آخرين وظروف آخرى أفضل من الإستمرار فى بيئة فاسدة تعمل على تدميرك مهما كانت المغريات.

وفي الختام فالإنسان الذى منح الله تعالى له الحياة للعيش والسعى والأمل والاجتهاد والكفاح لا يصح أن يضع نفسه تحت رحمة أى شخص أو أى ظرف صعب يمر به.

ولذلك انهض - اعمل - افرح - أملأ قلبك بالأمل وأبعد عن اليأس ولا تقبل الهزيمة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

عدد ركعات صلاة قيام الليل

صلاة قيام الليل ليس لها عدد مُعيّن؛ لأنّ اللفظ جاء فيه مُطلقاً في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)؛ فلم يرد تحديد عدد ركعاتها في الآية، ويجوز في قيام الليل التنويع في العبادة بين صلاة وذكرٍ وسجود، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يقومون الليل ويكثرون من العبادة فيه.

في ساعة الاستجابة يوم الجمعة.. دعاء جامع شامل

قيام الليل 
وقد وصف الله -تعالى- النبيّ -عليه السلام- وأصحابه بقوله: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصفَهُ).
وهذا الوصف عامٌّ لقيام الليل دون تحديد لعدد ركعاته، وأمّا عدد ركعات قيام النبي -عليه الصلاة والسلام- لليل؛ فقد ثبت أنّه كان يُصلي القيام بإحدى عشرة ركعة.
حيث قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- لما سُئلت عن كيفية صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- في رمضان: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قالَ: تَنَامُ عَيْنِي ولَا يَنَامُ قَلْبِي).

دعاء النبي في صلاة الوتر.. لا تتركه كل ليلة بعد العشاء


وثبت أيضاً أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- صلّى ثلاث عشرة ركعة؛ فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في وصفها لقيام النبي -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً منها الوِتْرُ، ورَكْعَتَا الفَجْرِ) .

مقالات مشابهة

  • تنفيذ حكم القتل بأحد الجناة
  • كندا: اتفاق مصر والولايات المتحدة وقطر قادر على وقف إطلاق النار في غزة
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • عدد ركعات صلاة قيام الليل
  • تجفيف منابع الفتن
  • حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • مدارس «ابدأ».. الطريق نحو إعداد جيل صناعي قادر على رفع شعار صنع في مصر
  • يحيى نادر: العين قادر على الوصول بعيداً في «المونديال»
  • هل هو سب الدين أم سب التدين يا شيخ مزمل؟
  • يثير الرعب.. هكذا تمّ الحديث في إسرائيل عن حرب حزب الله النفسيّة