جريدة الرؤية العمانية:
2024-08-10@04:04:33 GMT

الشغف.. مفتاح الإبداع والنجاح

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

الشغف.. مفتاح الإبداع والنجاح

 

 

أسماء بنت سليمان الشحية

من الرائع أن نكافئ أنفسنا على الإنجازات، وأن نبدع في سبيل الرضا عن ذواتنا؛ حيث إننا نبحث دائماً عن الشغف ليكون الشرارة التي تلهمنا، تدفعنا، وتحلق بنا إلى آفاق واسعة، حيث نستطيع اكتشاف الطريق الذي يقودنا للتعلم والإتقان، ونتقن أسلوباً أروع نستكمل به مسيرتنا في الحياة.

إنَّ الشغف هو الدافع الذي يجعلنا نبحث عن الإبداع في كل جانب من جوانب حياتنا، فهو نعمة تبعث فينا الهمة، وتشغل مولدات الطاقة الداخلية لدينا لتعمل بجهد واجتهاد.

نحن نسعى دائماً للتميز والتفرد في كل ما نقوم به، لكننا قد نجد أن جهودنا لا تصل إلى بصيص الأمل المرجو في التفرد إذا لم نتمكن من إيجاد مفاتيح تشغيل طاقاتنا القصوى. يعجبني الشغف الذي أراه في زملائي في العمل، حتى لو اختلفت الأهداف التي يسعون لتحقيقها. ذات يوم شدني كثيراً اجتهاد زميلة لي في العمل، التي كانت شغوفة بتعلم لغة الإشارة، وهي لغة تمنيت إتقانها لما لها من دور كبير في فهم متطلبات مراجعي من فئة الصم والبكم.

حاولت تعلم الأحرف والأرقام واستطعت حفظها، ثم تدرجت لحفظ بعض الكلمات والأماكن. ومع ذلك، ما زلت في بداية الطريق لتعلمها. وفي هذه اللغة، هناك تكنيك خاص، حيث إنَّ أي خطأ يمكن أن يغير المعنى تماماً. هذه الزميلة لم تنتظر الموارد من العمل لتسعفها في تعلم اللغة، بل كان شغفها هو المحفز الأول لها. كانت تبتكر طرقاً لتعلمها، تتعلم ما تستطيع ثم تطبقه مع المراجعين، فيصححون لها ويعلمونها كلمات جديدة تضيفها إلى قاموسها الشخصي.

رأيتها تتحاور معهم عبر الفيديو لإنهاء معاملاتهم، تزورهم بعد ساعات الدوام لتتعلم وتتقن. كل يوم كانت تخطو خطوة نحو الإتقان والاحترافية. أعجبني إصرارها وحبها لتعلم هذه اللغة. حواراتها معهم أصبحت أكثر سهولة وسلاسة، وبوقت قياسي أصبحت اللغة جزءاً من مهاراتها الأساسية. كان حرصها غير المتناهي على التعلم، واصرارها الشديد، هما العاملين الرئيسيين في تحقيقها لهذا النجاح.

تلك الزميلة كانت مثالاً يحتذى به في الاجتهاد والشغف. لم تكن تلقي جهداً لتعلم شيء جديد. كانت تشاركنا بكل ما تتعلمه، وتحرص على تعليمنا إياه. فقط الشخص المدرك لأهمية ما بين يديه هو من سيشعر بقيمة هذا العلم والمعرفة. كان شغفها وإصرارها هما الدافعان الأساسيان لنجاحها في تعلم لغة الإشارة بهذه السرعة والكفاءة.

نحن جميعاً نحتاج إلى أن نبحث عن الشغف في حياتنا، سواء كان ذلك في العمل، أو في الأنشطة اليومية، أو في العلاقات الشخصية. الشغف هو ما يحول الجهد العادي إلى إبداع استثنائي. إنه القوة التي تجعلنا نتعلم، نتطور، ونسعى لتحقيق الأهداف بغض النظر عن العقبات التي قد تواجهنا.

عندما نجد شغفنا، نبدأ في رؤية الأمور بشكل مختلف. نرى الفرص بدلاً من التحديات، ونرى الإمكانات بدلاً من العوائق. الشغف يفتح لنا أبواباً جديدة، ويمنحنا القدرة على الإبداع والابتكار. إنه يعطينا القوة لنواصل السعي نحو أهدافنا، حتى عندما تكون الطريق صعبة.

وفي نهاية الأمر.. الشغف ليس مجرد دافع، بل هو نمط حياة. هو ما يجعلنا نستيقظ كل صباح بشغف لتحقيق شيء جديد. هو ما يجعلنا نستمر في العمل بجد، حتى عندما نشعر بالتعب أو الإحباط. هو ما يجعلنا نرى الجمال في كل ما نقوم به، ويدفعنا لنكون أفضل نسخة من أنفسنا.

فلنحرص جميعاً على اكتشاف شغفنا، ولنسعى دائماً لتغذيته وتنميته. لنكن مثل تلك الزميلة التي لم تترك عائقاً يقف في طريق شغفها، بل جعلت منه دافعاً لتعلم المزيد. دعونا نكون شغوفين بما نقوم به، ولنجعل من شغفنا وقوداً يدفعنا نحو تحقيق أهدافنا وأحلامنا. الشغف هو مفتاح النجاح، فلنبحث عنه ولنتمسك به، لأنه هو ما سيجعل حياتنا مليئة بالإبداع والإنجازات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نحن وهُم: أزمة الضمير في السودان (3)

• جبير بولاد

(حتي و أن كُنتم أقلّية تبقي الحقيقة حقيقة )
غاندي

.. إستكمالاً لما تحدثنا عنه حول فكرة و نشاة الشعب و التي ولدت بتقسيمتها الجاهزة في خانتي ال(نحن) و ال(هُم) ، و التي بدلا ان تتجاوزها نخبة أفندية ما بعد الإستعمار، بمشروع نهضوي يخاطب كل السودانيين كافة، بل ذهبت الي تعزيز هذه التقسيمة بتعظمة شأن إنتماءات ال(نحن) الصغيرة و الضيقة و ذلك للإستفادة منها فيما بعد كمخزون إستراتيجي في لعبة تقاسم الثروة و السلطة و ما يتبعهما من إمتيازات و كأنهم يستحضرون مقولة برتراند راسل ( الحياة ليست إلا منافسة يريد فيها كل منا أن يكون المُجرم لا الضحية ) و أنا اقول هذا القول و لا يغيب عن بالي المظلومية التاريخية التي طالت حتي هولاء الذين اصبحوا مخزون استراتيجي للعبة الافندية النخبوية من ذوي الامتدادات القبلية و العشائرية و من خُبث ضمير هذه الافندية النخبوية كانت تعلية شأن القبيلة و العِرق و الابقاء علي فكرة التميز عبر السرديات الكذوبة اللاحقة للنسب الكريم خارج الحدود تارة و أو احتكار التاريخ الحضاري للسودان تارة أخرى، يتماهى كل ذلك مع قاموس عريض من المُفردات التي تقلّل من شأن و قيمة الآخر من شُركاء الوطن ال(هُم) و لطالما حَفلت الصالونات الخاصة بالمُضحك/المبُكي من هذه القواميس و التي تأسست عليها علاقات النسب و المصاهرة و تسهيل الأمور النفعية المتعلقة بجهاز الدولة العام من إحتكار للوظائف و الفرص المنفعية و إبعاد الآخرين من ذوي الكفاءة و لأنهم كانوا تعيسي الحظ حيث أنهم وُلِدوا في خانة ال(هُم) المصنفة أقل شأنا و قيمة ، و المظلومية التي طالت امتدادات ال( نحن) العشائرية والمناطقية ليست غائبة عندما تنظر الي مناطقهم كمخزون إستراتيجي يستعمل وقت الحوبات و لكن لجهل هذا المخزون العشائري و المناطقي و وعيه بالتاريخ و المعادلات الوجودية كان رغم مظلوميته إلا انه يمثل الداعم و السند التاريخي في أبشع حالة تواطؤ إجتماعي يشهدها تاريخ المُجتمعات السودانية social complicity case .
.. و للعقل الذكي أن يتسائل لماذا حتي بعد أن تم إنفصال جنوب السودان لم ينعم السودانيين بالسلام، بل ظهر جنوب جديد أفقي و حتي بعد أن حدثت اتفاقيات سلام مجزأة لم يخفض صوت السلاح ! إذاً الإشكال بنيوي و مهما زاورت عنه ذات اليمين و ذات(اليسار) فهو لن ينفك يواجهك و يواجه ضميرك الذي لم يكن يمارس من السياسة الي عنوانها العريض و لوُك ألسنة النخبة بالمصطلحات و الأفكار التي تعاني غُربتها في أديم مشكلته التاريخية، هي فقط أزمة الضمير لمن تولوا أمره في كافة المحافل و المنابر و كراسي المسؤولية، لم يكن الشعب موجود في مخيلتهم عندما ينتُوُن علي أمر ما، بل كانت مصالحهم و التفكير فيها تشاركهم حتي عُش الزوجية دون بسملة و لا تذّكر للشعب لذلك خلّفُوا خلفاً كان الأسوأ كل مرة من سابقيه حتي أنتهينا الي تلك الاصطفافات العظيمة في حرب المركز ضد المركز و استتباع الأطراف و جرها كما جرت العادة و لكن كانت هذه المرة مختلفة تماما لأسباب سنذكرها فيما بعد و يتبادر هنا السؤال الكبير :هل ما ستنتهي عليه هذه الحرب سيغير المعادلات السابقة الي الأبد؟ ام سيفني السودان البلد الذي قال عنه الألمعي منصور خالد:( بلد لم يكتب إلا في المخيلة ) ؟!! بطبيعة الحال هذا السؤال الآن لا يدور في ذهنية( نحن) النخبوية طالما صراع المصالح الذاتية قد بلغ أوجّه و لم يعد للمستقبل من رهانات إلا علي بقية اصطفاف كبير لل(نحن) علي خلفية مشهد مأساوي و حتي المأساة فيه أصبحت طبقية في تقسيمات ال(نحن) و ال(هُم) القديمة، فنازحي دبي غير نازحي القاهرة و كلاهما غير نازحي اثيوبيا او حتي نازحي الداخل الذين اكتوُا مرتين، مرة عندما كانوا في خانة ال(هُم) وقت عمار الدولة التي كان يعتمل في باطنها الخراب و مرة بعد الخراب الشامل و ما يزال ال(نحن) في استعلائهم و جبروتهم الغشيم و الذي أسفر عن جهالة كانت تغطيها الحلاقيم العالية و بعضا من درجات علمية تغطي سوءات ضمائرهم في أزمتها الوجودية الكبيرة .
.. نواصل

jebeerb@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • دورات «الإنجليزية» الخارجية .. مهارة معرفية وفرصة لصقل الشخصية
  • دعاء التوفيق والنجاح.. «اللهمّ إنّي أسألك خير المسألة»
  • مكتبة محمد بن راشد تحتفي باليوم العالمي للخط في جلسة «الخط العربي بين الإبداع والتجديد» الاثنين المقبل
  • مهرجان المسرح المصري يحتفي بتجربة أسامة عباس وحفل توقيع كتاب "الإبداع بوجوه متعددة"
  • جائزة الأدب.. ذخرٌ ومدد
  • نايلة الأحبابي: القلم والريشة رفيقاي والاستدامة نبض الإبداع
  • خالد الجندي لطلاب الثانوية العامة: وازن بين شغفك ومصلحتك حتى تنجح
  • تنسيق كلية اللغات والترجمة 2024 للعلمي والأدبي.. مؤشرات أولية
  • شراكة الأسرة والمدرسة.. مفتاح التفوق التعليمي والصحة النفسية للطلاب
  • نحن وهُم: أزمة الضمير في السودان (3)