راشد بن حميد الراشدي *
الوطن هو المكان الذي ولدتُ وترعرعتُ وعشتُ في كنفه، وشربت من معين سماته وفضائل أخلاقه التي لا تنضب، فكتب لي ربي ولله الحمد فيه كل خير.
ووطني "سلطنة عُمان" الغالية هي منبع الكرم وفضائل الأخلاق والمبادئ القويمة، فهو وطن مدح سمات أهله وصفاتهم نبي الرحمة المُهداة -صلى الله عليه وسلم- فقد أخرج الإمام مُسلم في صحيحه من حديث أبي برزة الأسلمي؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَث إلى حي من أحياء العرب مبعوثاً فسبوه وضربوه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك".
وفي تجوالي الأخير لإحدى عواصم الدول الصديقة، أحببتُ أن أسجل شهادة في حق وطني سلطنة عمان؛ مما شدَّني جدًّا وأجرى مداد قلمي، معرفة معظم الناس بأخلاق أبناء الوطن وطبائعهم الرائعة خلقًا وتعاملا وكرما حتى إنني أكاد أسمعها من كل شخص قابلته (Oman is good).
في السفر تنكشف الأقنعة، ويبقى كل فرد على طبيعته وأصله الطيب كرائحة العود، عندما يزداد احتراقًا فتفوح روائحه الزكية في كل مكان.
ظلال وطني تلاحقني أينما ذهبت، وأنا مزهوٌّ بما يسره الله من محبة الناس للوطن وأبنائه؛ فوطني شامخ بمنجزاته، شامخ بسلطانه الكريم وشعبه العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في الداخل وفي الخارج، فكان كل عماني سفيراً لبلاده الذي أعطاه هذه السمة التي لمستها واحترمتها الشعوب، واندهشت من سيرتها العطرة الزكية بين الشعوب، مع نبل أخلاق أبنائها الأوفياء في زمن مُتغير يموج بفتن الدهر.
اليوم.. أمشي مُختالا بين شعوب الأرض مع هذه السمعة الطيبة التي اكتسبتها سلطنة عمان، فلقد بنى سلطانها الراحل -طيب الله ثراه- طيب الأثر لعُمان مع جميع دول العالم بعلاقات سلمية تحترم الدول وإرادة شعوبها في كل شيء؛ حيث امتد الأثر لجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله- الذي سار علي طريق الخير واتبع نهجه الحكيم أبناء شعبه الأوفياء، فتحية تقدير واحترام وإجلال لجلالة السلطان وأبناء عمان وجميع من يحب عُمان ويقدرها، فوطنٌ يظلني في سفري هو من رفع رأسي عاليًا وأنا أعيش أجمل أيام حياتي بعضده المتين وسمعته الطيبة.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم الخير كله، وزادهم شرفاً بمحبة شعوب الأرض؛ فظلال الوطن في كل مكان .
* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رجب.. أفضل الأذكار اليومية والأدعية في الشهر الحرام
شهر رجب واحد من الأشهر الحرم التي عظّمها الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" [التوبة: 36].
وقد جعل الله لهذه الأشهر منزلة خاصة، وأوصى فيها بالإكثار من الطاعات، ومنها شهر رجب الذي يُعتبر محطة للاستعداد لاستقبال شهر رمضان.
فضل الذكر والاستغفار في شهر رجبالذكر والاستغفار في شهر رجب لهما فضل عظيم، حيث يساعدان المسلم على تنقية قلبه من الذنوب وزيادة قربه من الله. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى. قال: ذكر الله" [رواه الترمذي].
أفضل الأذكار اليومية في شهر رجبالاستغفار:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب" [رواه أبو داود]. ويمكن ترديد:
التسبيح والتحميد:
"سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.""سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر."الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين."قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا" [رواه مسلم].دعاء التوحيد والإخلاص:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.""لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم."أدعية مستحبة في شهر رجبدعاء ليلة الإسراء والمعراج:
"اللهم اجعلنا من أهل التوحيد، وأحيِ قلوبنا بنور الإيمان، واغفر لنا ذنوبنا، ووفقنا لما تحبه وترضاه."
دعاء المغفرة والرحمة:
"اللهم اغفر لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، وارزقنا فيه حسن الطاعة والعبادة."
دعاء التوفيق والهداية:
"اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت."
الأشهر الحرم فرصة عظيمة للمسلم لزيادة الحسنات وتكفير السيئات. وقد أمر الله عز وجل بتعظيم هذه الأشهر، وهو ما يتطلب التزام الطاعات واجتناب المعاصي.
ومن أعظم الأعمال في هذه الأيام الاستغفار والذكر، فبهما تطمئن القلوب وتُرفع الدرجات.
يُعد شهر رجب محطة روحانية يتقرب فيها العبد إلى الله بالذكر والاستغفار، استعدادًا لاستقبال رمضان.
فاجعل لسانك رطبًا بذكر الله، واحرص على الدعاء والمداومة على الطاعات لتنال بركات هذا الشهر العظيم.