حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

لقد سبقتنا تجارب عديدة في العالم حول تمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال والعمل في القطاع الخاص، بينما الأمر لا يزال يُشكّل معضلة في العديد من المجتمعات النامية، ويمثّل تحديًا كبيرًا لتحقيق سياسات اقتصادية هدفها دفع المرأة في مجالات الأعمال التجارية وريادة الأعمال، من أجل تفجير طاقاتها للمشاركة مع أفراد المجتمع في إدارة مؤسستها الخاصة وفق قدراتها ومبادئها التي تتمسك بها.

الكثيرُ من المؤسسات ترى أنه من الصعوبة تحقيق مستقبل أكثر استدامة في المجتمعات، إلا عندما يتمتع الجنسان -المرأة والرجل- بحقوق وفرص متساوية، خاصة في الأشغال التي يُمكن للمرأة أن تقوم بها في المجتمعات. فليس كل عمل مُناسب لقدرات المرأة من الناحية الجسمية والفسيولوجية والعاطفية وكذلك الدينية، وهذا ما يدفع الحكومات والمجتمع المدني لاتخاذ إجراءات هدفها تعزيز تمكين المرأة من خلال تنظيم برامج مختلفة تناسب تلك القدرات وإيجاد التدريب اللازم لهن لتحقيق الأمر. وفي هذا الصدد تعمل غرفة تجارة وصناعة عمان على تمكين المرأة  للعمل وإتاحة فرص التشغيل لها بالتعاون مع بقية المؤسسات التي تعمل في مجال تشغيل المرأة، وحماية حقوقها سواء كانت تعمل كرائدة أعمال أو خلال عملها في المؤسسات والشركات التابعة للقطاع الخاص. فعملية تمكين المرأة تعني إتاحة القدرة لها على اتخاذ القرارات التي تهم عملها المستقبلي للاستدامة بها، وكذلك إعطاؤها القوة وتمكينها في تنظيم شؤون حياتها العملية ودفعها بامتلاك المزيد من الموارد والإمكانات والقدرات للاستفادة منها وتوعيتها في تحقيق المزيد من النجاح في تلك الأعمال، إضافة إلى رعاية المحتاجين من أفراد أسرتها.

ومن هذا المنطلق، نظَّمت غرفة تجارة وصناعة عُمان -ممثلة بلجنة صاحبات الأعمال- مؤخراً، جلسة حوارية بعنوان "تجارب ملهمة في ريادة الأعمال"؛ استهدفت إلهام رائدات الأعمال العمانيات لتقديم أنفسهن في مجالات الأعمال التي يقمن بها، ومشاركة الحاضرات بقصص نجاحهن في الأعمال في المجالات التي يعملن بها. وهدف هذه الفعالية كان تحفيز المشاركات لتحقيق المزيد من السعي للوصول إلى الأهداف التي تسعى المرأة لتحقيقها، خاصة في تعزيز منظومة العمل الخاص، وتحقيق الإنجاز في العمل بجودة وإتقان، مع الوقوف على التحديات التي تواجه عملها في إدارة مؤسستها والتوظيف في القطاع الخاص؛ وذلك للوقوف على القضايا التي يمكن من خلالها إيجاد الحلول مع المؤسسات المعنية لاستدامتهن في تلك الأعمال والاستفادة من تجارب ودروس الآخرين للمضي قدما في تلك المسؤوليات.

لقد شهدتْ هذه الفعالية تواجد العديد من العُمانيات المهتمات بتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة في البلاد خلال الفترة المقلبة؛ الأمر الذي يساعد المرأة ويمكِّنها من تسويق مؤسستها والترويج عن المنتجات التي قامت بادخالها إلى السوق العماني، خاصة وأنَّ غرفة تجارة وصناعة مكنت بعض رائدات الأعمال من المشاركة في الوفود التجارية المتجهة إلى دول العالم لمعرفة المزيد عن المنتجات التي يمكن تصنيعها محليًّا بجانب فتح مجالات التجارة الخارجية مع المؤسسات الأجنبية؛ الأمر الذي يساعد في تعزيز عملية الاستيراد والتصدير المباشر للمنتجات والسلع داخل وخارج عمان، والتوسع في الاعمال التجارية في الأسواق الخارجية، خاصة في السلع التي تتطلبها المرأة.

رئيسة لجنة صاحبات الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان أريج بنت محسن حيدر درويش الزعابية، أكدت أنَّ الجلسة الحوارية لهذا النشاط تعدُّ مهمة وأساسية في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال خاصة للعمانيات الداخلات في الإعمال مؤخراً؛ حيث تتيح هذه الحلقات أفقا أوسع وأرحب للتعرف على فرص ريادة الأعمال والقطاعات الواعدة فيها. كما يُمكن للمرأة العمانية رائدة الأعمال تطوير أعمالها من خلال قيام الأخريات بتسليط الضوء على التجارب الملهمة لهن؛ الأمر الذي يساعد على الاستفادة من قصص نجاحاتهن في تلك الأعمال والوقوف على التحديات التي تعترض أعمالهن الحديثة. وهناك العديد من المبادئ يمكن للمرأة من خلالها التمكين في أعمالها؛ تتمثل في: الاهتمام بتدريبها وتطويرها مهنيًّا في المجالات المتاحة، مع ضرورة إتاحة الفرصة للمرأة في العمل الذي يناسبها، وتحقيق المساواة والعدل بينهما، وعدم التمييز في المعاملة مع احترام الطرفين ودعم حقوقهم من أجل تحقيق الرفاهية في المجتعات.

الفعاليات التي تقوم بها الغرفة هدفها تحقيق الإستراتيجية المنسجمة مع رؤية "عمان 2040"، والتي تعمل على تحسين بيئة الأعمال وتمكين المرأة في قطاع ريادة الأعمال وتحويل الأفكار المبتكرة لدى الشباب والشابات إلى مشروعات تعزِّز الإنتاجية والجودة في الأعمال التي يقمن بها؛ الأمر الذي يعزِّز توجهات التنويع الاقتصادي في البلاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (37)

نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (37)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا فكاك ،، 19 يوليو كمان وكمان!.
عن الشهيد عبد الخالق محجوب (الأخيرة)
كتابة تخلو من أي وعي أو إزهار لقناديل !
* وهكذا نصل إلى خاتمة هذه الحلقات التي استهدفنا فيها أحد أشكال العداء المستحكم ضد الحزب الشيوعي، والذي كان من نوع جديد يتخفى تحت رايات المحبة لقادته ورموزه، وبمحاولات ذكاء فطير ومكشوف يتم البطش به وتكثيف العداء له وتشويه مواقفه وتاريخه.
*والكتاب الذي قمنا باستعراض أهم ملامحه يعد نموذجاً حياً للمحاولات الجارية وستستمر في استهداف الحزب. دون الكشف عن الشخصيات الرئيسية التي تقف خلف هذا الاستهداف، حيث اجتهد الكتاب في إخفائها وحمايتها، فهو يشير إلى شخصية "الراوي" دون الافصاح عن من هو تحديداً، وهو الأمر الأغرب في تقاليد وأعراف وضوابط تأكيد المعلومة عن طريق إحالتها "لمصدر" يعتد به، لتتكامل عملية التوثيق للتاريخ!.
* إن "الراوي" لدى الكتاب المشار إليه تتوزع أدواره بين عدة شخصيات عُرفت تاريخياً بعدائها للحزب، منها من استقال عنه ومنها من تم فصله ومنها من له مواقف عدائية طبقية مع الحزب، نكشف هنا عن الشخصية المحورية التي غذت الكاتب بالأفكار الرئيسية ورسمت له اتجاهات الرأي التي بنى عليها "هجومه المقذع" على الشهيد عبد الخالق محجوب وحزبه!. ولم يكن في نهاية الأمر سوى استهداف مقصود لشخصية تعد أحد أهم شخصيات التاريخ المعاصر للسودانيين، حق لأجيال البلاد أن تتعرف عليها دون تشويه أو تربص بها!.
* إننا إذ نشير إلى دكتور حيدر بابكر شقيق الأستاذة نعيمة بابكر زوجة الأستاذ الراحل أحمد سليمان والذي يمت بصلة قرابة للمهندس حسن محمود الريح المعادي في الأساس للحزب الشيوعي وللشيوعيين السودانيين، الذي صدر الكتاب المشار إليه باسمه، أنه ـ أي د. حيدر ـ قد لعب الدور الأكبر في أفكار هذا الكتاب، ويعد "الراوي" الأساسي الذي رفض مؤلف الكتاب أن يكشف عنه، وقد رحل مؤخراً إلى رحمة مولاه، حيث أن التاريخ هو الذي سيتولى أمر تقييم مواقفه تجاه حزب ناصبه العداء حتى آخر لحظة من حياته، وقد وقف قراء نقدنا هذا وقراء الكتاب معاً حول الكيفية التي حاول بها المشار إليه تلفيق التهم وتشويه المواقف ولي أعناق الحقائق بموت حقيقي للضمير ومخاصمة مجافية لحقائق الأمور وتحمل مسؤولية أخلاقية وتربوية تجاه أجيال المستقبل الجديد الذين يجب أن توضع أمامهم حقائق وتاريخ البلاد كما هو وليس كما يريد ويرغب البعض!.
* من جانب آخر فإن من قدموا المساعدات اللوجستية للكتاب هم أيضاً بعض أعداء الحزب الذين تم لفظهم من صفوفه، وقد درجوا على التربص به في كثير من الكتابات، وليس آخرها تلك الفرية التي ادعت بأن الحزب الشيوعي السوداني وبعض أعضاءه العسكريين هم من كانوا وراء أحداث بيت الضيافة الملازمة لفشل انقلاب 19 يوليو 1971!، هذا والتاريخ هو المنصف في نهاية الأمر.
* ونتمنى أن يكون تناولنا لما تلمسنا من نقد للكتاب هو في حدود ما تم نشره، ولم نكن نقصد من ورائه شخص المؤلف الذي نشكره على تكبده مشاق توصيل نسخة من كتابه لنا بالخارج عن طريق البريد، وما سجلناه ليس سوى للحقيقة والتاريخ ونأمل أن نكون قد وفقنا في ذلك، ورحم الله من عرف قدر نفسه!.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!  

مقالات مشابهة

  • بـ 18 محافظة.. وزارة العمل توفر حوالي 5 آلاف وظيفة شاغرة «التخصصات وكيفية التقديم»
  • بمراحل عمرية مختلفة.. في عيد ميلادها رزان جمال تدعم هذه المرأة
  • وزير العمل: استحدثنا برامج تدريبية للانطلاق بمشاريع اقتصادية تقلل من نسب البطالة
  • غرفة الشارقة تبحث تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع القطاع الخاص الإندونيسي
  • “إحصاء أبوظبي” يعزز التعاون مع القطاع الخاص بمجال البيانات في الإمارة
  • مدبولي: توجيهات رئاسية بالتعاون مع القطاع الخاص لتوطين الصناعات الواعدة في مصر
  • عضو بـ«النواب»: الاستراتيجية الوطنية للصناعة تعزز دور القطاع الخاص في مصر
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يجتمع بمسؤولي القطاعات بالإبروشية
  • ‏رئيس سلاح المدرعات الإسرائيلي: نجري تدريبات مكثفة لقوات القطاع الشمالي وجاهزون للتحرك إذا صدر الأمر
  • أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (37)