موسم الهجرة إلى ظفار
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
في كلِّ عام، وفي مثل هذا الوقت، ترتدي محافظة ظفار حلتها الخضراء السندسية، لتتحول بنعمة الله إلى إحدى قطع جنان الدنيا، بطبيعتها الخلابة وجمالها الأخاذ وجوها الذي يبعث في النفس الراحة والسعادة والبهجة، مشكلاً لوحة فنية خلابة تُبهر من يزورها، وتضع ألف علامة استفهام في عقله: كيف تأخر لهذا الحد في زيارة هذه البقعة من الأرض القريبة جغرافيًّا، وفي بلد عربي ومسلم وعادات وتقاليد متشابهة؟!
هذه الهبة الربانية التي وهبها الله تعالى لبلادنا الحبيبة، ينبغي الاستفادة منها بأقصى درجة مُمكنة؛ فهي باب رزق لأبناء المحافظة ومصدر دخل لموازنة الدولة، ولذلك يجب أن نُعظم الفوائد من موسم الخريف، أسوة بما يحدث في بلدان العالم الذي صنع سياحة من لا شيء، وأوجد العديد من الأفكار التي خلقت لهم مواسم سياحية، مستفيدين من العناصر الطبيعية في أحيان وفي أحيان أخرى الإبداع الفكري لإيجاد سياحة من نوع جديد.
إنَّ ما يتوافر في محافظة ظفار من مقومات تجعلنا قادرين على تقديم منتج سياحي متفرد ليس في موسم الخريف وحسب، وإنما في جميع أيام وشهور السنة؛ حيث تمتاز المحافظة بتنوع طبيعتها بين جبل وسهل وبحر وامتداد مساحتها من صرفيت إلى سدح وتنوعها الثقافي بين الريف والحضر والبدو، وكل ذلك جدير بالاستغلال من أجل خلق سياحة متنوعة تسهم في الجذب السياحي.
لقد شهدت السنوات الماضية جهوداً كبيرة من قبل الحكومة من أجل التنشيط السياحي، وذلك من خلال تحديث الخدمات السياحية وتطوير البنية الأساسية وإقامة مشاريع سياحية متنوعة في مختلف مناطق المحافظة، وفي المقابل عمل القطاع الخاص على إقامة مشاريع استثمارية سياحية جديدة تصبُّ في نفس الاتجاه؛ مما جعل المُحافظة وجهة جاذبة للسياحة، وارتفعت أعداد السيَّاح لتلامس الأرقام المستهدفة من قبل الجهات الرسمية المعنية بالسياحة.
إنَّ التنوُّع الذي يُميز السياحة في محافظة ظفار وتعدُّد الفعاليات والأنشطة -سواء الثقافية أو الترفيهية أو الرياضية أو غيرها من الأنشطة- أسهم بشكل ملحوظ في تحقيق معدلات النمو المستهدفة للقطاع السياحي في محافظة ظفار، وهذا يعكس مستوى التغيير الذي طرأ على ملف السياحة في سلطنة عمان، خصوصاً مع التوجهات الحكومية الجديدة، والجهد المبذول من المسؤولين عن هذا الملف المُهم، ووجود شخصيات وازنة بفكر إبداعي تدفع باتجاه تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للسياحة الداخلية.
وفي محافظة ظفار، سوف تجد ما تبحث عنه كسائح، وسوف تستثمر أموالك بطريقة تعود بالفائدة عليك وعلى أسرتك مع ميزة إضافية تتمثَّل في كرم أبناء ظفار ورحابة صدورهم وترحيبهم بالضيوف وحسن تعاملهم ورغبتهم الكبيرة في تقديم صورة إيجابية عن المواطن العماني الذي يتمتع بمستوى عال من القيم والأخلاق الطيبة؛ لذلك عندما تقرر الذهاب إلى ظفار فإنك تختار الوجهة الأنسب للسياحة العائلية.
ومع زخَّات المطر وضباب الجبال وأكشاك النارجيل والمشاوي الظفارية، سوف تمر بتجربة فريدة، خاصة عندما يكون برنامجك السياحي شاملاً كل المناطق والعيون السياحية في ظفار، وعليك ألا تنسى اللبان الحوجري الذي يميز هذه المحافظة وأنت في طريق عودتك، حتى تبقى ذاكرة الزمن مرتبطة بعبق اللبان والصمغ والبخور الظفاري.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جايجي يكشف حالة فساد غريبة في نينوى: ما سرّ الإحالة إلى التقاعد؟ - عاجل
بغداد اليوم- نينوى
لم يكُ ذاك اليوم عاديًا بالنسبة لموظف الخدمات "جايجي" داخل احدى الدوائر الخدمية في محافظة نينوى، ليكون سببًا عن فك واحدة من أعقد طلاسم الفساد في الدائرة التي يُفترض أن تكون خدمية على يد "مسؤول رفيع المستوى" مؤثر فيها لتصطاده سنّارة العدالة بعد احالته إلى التقاعد.
ذهب "الجايجي" ليستلم مبلغاً من المال كمكافأة، شرط أن يوقع على وصل القبض بصمت، إلا أن "الجايجي" رفض الأمر، وقرر إزاحة الستار عن حالة الفساد المذكورة، ويكون سبباً في كشفها دون تردد، وفقاً لرئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة محمد جاسم الكاكائي.
بحسب الكاكائي، فإن حالة الفساد المكشوفة على يد "الجايجي" وقعت في دائرة معاونية المحافظة لشؤون الاعمار والاسكان:"معاون المحافظ كان يستلم مكآفات خاصة بالموظفين منذ عام 2020 ويوقع عليها، إلا أن تلك المكافات كانت تذهب لجيب المسؤول المُستلم". يضيف الكاكائي بأسف.
الغرابة في كشف حالة الفساد، أنها تأتي بعد إحالة المعاون إلى التقاعد بعد بلوغه السن القانوني للتقاعد، وتم إحالته إلى القضاء". يؤكد رئيس اللجنة الأمنية.
كما حالات الفساد الأخرى، تبدو هذه الحالة بمثابة الصدمة للكاكائي الذي أقرّ في حديث خاص لـ"بغداد اليوم" وجود ما وصفها بـ"الكوارث" في دوائر المحافظة. في إشارة منه إلى حالات الفساد فيها، مطالبًأ القضاء والدوائر المختصة بمحاربة تلك الظواهر، والعمل على كشف الفاسدين وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم العادل.
والجدير بالذكر، إن ظاهرة الفساد انتعشت في محافظة نينوى لاسيما في مؤسساتها الحكومية بعد تحريرها من تنظيم داعش الارهابي، وفقًا لتقارير صحفية، وأصبحت بيئة نشطة لهدر المال العام والميزانيات المخصصة بعد أن خصصت الحكومة العراقية ومنظمات الدولية ملايين الدولارات لاعادة اعمارها بسبب الدمار الذي لحقها بفعل العمليات العسكرية أثناء تحريرها.
كما تم احالة العديد من المسؤولين التنفيذيين في المحافظة إلى القضاء وتمت محاكمتهم باحكام مختلفة بسبب تورطهم في حالات فساد واهدار للمال العام ومنهم من كان في مناصب كبيرة وحساسة، ومن أبرزهم المحافظ الأسبق نوفل العاكوب، الذي أقيل بقرار برلماني في آذار 2019، وخضع لسلسلة من المحاكمات بتهم الفساد وهدر المال العام وسجن لما يزيد عن 20 سنة، وكذلك معاون محافظ نينوى لشؤون التخطيط رعد العباسي، الذي صدر حكم ضده منتصف 2023 بالحبس الشديد لخمس سنوات بتهمة الفساد، ثم خففت محكمة التمييز الحكم إلى حبس لمدة سنتين.
وصدر في الخامس من أيار/مايو2023 حكم غيابي بالسجن 15 سنة بحق رئيس مجلس محافظة نينوى السابق بشار الكيكي، وفقاً للمادة 315 لاقترافه جريمة الاختلاس فضلاً عن العشرات من موظفي ديوان محافظة نينوى ودوائر التسجيل العقاري/الأيسر والبلدية والمجاري إضافة إلى موظفين في جمعيات إسكان تعاونية، اتهموا بالفساد والاستيلاء على أموال عامة كالعقارات.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات