يمانيون/ كتابات /د. عبدالملك محمد عيسى
إن تداعيات الحصار الاقتصادي على اليمن لا تقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية فقط، بل تمتد لتشمل تأثيرات واسعة على المجتمع اليمني بكافة أطيافه وعلى رأس هؤلاء المتضررين السيد القائد نفسه الذي يعيش معاناة شعبه ويعيش كأقل واحد فيهم و يعاني معاناتهم، من أبرز هذه التداعيات ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت إلى أرقام قياسية 60% من القوى العاملة والتضخم 40% وهي من أعلى النسب على المستوى العالمي، بالإضافة إلى ممارسات الحرب الناعمة التي تستخدمها الولايات المتحدة والسعودية ضد الشعب اليمني أن الحصار الاقتصادي وضع لأجل خلق مجموعة من التداعيات ومنها الأمراض الاجتماعية التي تصيب المجتمع المحاصر، هذه استراتيجية أمريكية تستخدمها بشكل متكرر عندما تعجز عن العمل العسكري المباشر كما فعلت في العراق وأفغانستان واليوم اليمن فتحاول أضعاف المجتمع المستهدف عبر استراتيجية وهي الحصار الاقتصادي مما يؤلب المجتمع ضد السلطة القائمة ويدفعه إلى الخروج عليها ولكن – نضع خطين تحت لكن-
فات الأمريكي الذي يؤمن بالنظرية الرأسمالية بأن الشعب اليمني على أعلى مستوى من الوعي والنباهة السياسية والإيمان واليقين بنصر الله له بحيث يعرف الأهداف الأمريكية ويسعى الشعب إلى تعطيلها وهذا ما نلمسه من الشعب طول تسعة أعوام من العدوان الأمريكي ضد الشعب اليمني فلم ينجح ولن ينجح في هذه الاستراتيجية الفاشلة مقابل الشعب اليمني الذي شهد له النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: الإيمان يمان والحكمة يمانية.


ان ارتفاع معدلات البطالة نتيجة للحصار الاقتصادي والإجراءات التصعيدية مثل منع الطيران وتقييد النشاطات المصرفية، رفعت معدلات البطالة في اليمن بشكل كبير، فوفقا لتقرير منظمة العمل الدولية، وصلت معدلات البطالة إلى أكثر من 35% في عام 2024، بينما تجاوزت هذه النسبة بين الشباب 60%، الشركات المحلية والأجنبية التي كانت توفر فرص عمل للملايين من اليمنيين تجد نفسها غير قادرة على الاستمرار في ظل القيود الأمريكية المفروضة ضد هذا الشعب الصابر، هذا الوضع أدى إلى فقدان العديد من الأسر لمصادر دخلها، ما يزيد من حدة الفقر والجوع ويخلق بيئة خصبة للتوترات الاجتماعية والأمراض الاجتماعية المتعددة، تعتبر الحرب الناعمة جزءا من استراتيجية التحالف العدواني الذي تقوده أمريكا والسعودية والإمارات في اليمن، هذه الحرب تعتمد على وسائل غير عسكرية وهي من وسائل الحرب الناعمة مثل الحصار الاقتصادي، والتلاعب بالإعلام، واستخدام العقوبات المالية لتدمير البنية التحتية الاقتصادية والنسيج الاجتماعي لليمن، من خلال فرض قيود على البنوك والشركات، ومحاولة نقلها من صنعاء إلى عدن، يسعى التحالف إلى خلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي تؤدي إلى إضعاف المجلس السياسي الأعلى في صنعاء وإجبار السكان على الانصياع للسياسات المدعومة من العدو الأمريكي ومن خلفه العدو الإسرائيلي، هذه الحرب الناعمة تحاول أن تؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات المحلية وتزيد من حالة الاضطراب والفوضى
فإلى جانب البطالة والحرب الناعمة، يشكل التضخم إحدى أكبر الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها اليمن منذ أن بدأت الحرب الظالمة على اليمن والحصار على الموانئ والمطارات يزيد من صعوبة استيراد السلع الأساسية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية والوقود، بحسب تقارير البنك الدولي، ارتفع معدل التضخم في اليمن إلى حوالي 40% في عام 2023، مما يضع عبئاً ثقيلاً على المواطنين بحيث يدفع المواطن اليمني ما يعادل 60% من الدخل من أجل الحصول على الاكل والشرب فقط.
إن تدهور قيمة العملة اليمنية -وهي متهورة في عدن – يزيد من صعوبة الحصول على السلع المستوردة كون اليمن ليس بلدا مصنعا، ويؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما يزيد من معاناة الشعب ويضعه في مواجهة مباشرة مع الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، على سبيل المثال، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تزيد عن 200% خلال الأعوام الأخيرة وكله بسبب الحرب العدوانية الأمريكية السعودية، مما جعل الكثير من الأسر غير قادرة على تأمين احتياجاتها اليومية.
خلاصة الأمر أن الحصار الاقتصادي الذي تفرضه السعودية بأوامر أمريكية، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنه، تشكل صورة من محاولات الضغط على اليمن من أجل عدم إسناد الفلسطينيين في معركة مقاومة العدوان على الأمة الإسلامية جمعاء، ورسالة أمريكية لمحاولة إطلاق سراح الجواسيس الذي تم امساكهم من قبل الامن والمخابرات بعد عقود من العبث ضد مقدرات الشعب اليمني.

ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، إلى جانب الحرب الناعمة التي تستهدف تدمير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية، يضع الشعب اليمني في مواجهة تحديات غير مسبوقة فلم يعد لديه مجال الا التمسك بقيادته الحكيمة التي لم تخذله طوال سنوات العدوان عليه وهي قيادة مجربة مؤمنة مخلصة ووضع الشعب يده بيد الحكومة التي سيعلنها السيد القائد حفظه الله في قادم الأيام لرد الصاع صاعين وفك التحالف الظالم ضده من قبل الأمريكي وهي مهمة جديده للجيش اليمني أسد العرين بعد إهانة الأمريكي بحرا سيقوم بتفكيك التحالف ضده بعون الله وإخلاص المجاهدين في الجيش وبقيادة حكيمة للسيد القائد بإذن الله سيتحقق النصر والتمكين بأقرب وقت يمكن تصوره
بحيث يتحقق الاستقرار في اليمن من خلال رفع الحصار وتقديم الدعم الاقتصادي والإنساني للشعب، والعمل على حلول سياسية شاملة تضمن تحقيق السلام والاستقرار لليمن ولجيرانه، حتى ذلك الحين، سيظل الشعب اليمني خلف قيادته واثقا متمسكاً خارجا إلى الساحات يصيح فيها بأعلى صوت: فوضناك يا قائدنا فوضناك
{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم

#العدو الأمريكيً#اليمن#عبدالملك عيسىالحرب الاقتصادية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحصار الاقتصادی معدلات البطالة الحرب الناعمة الشعب الیمنی فی الیمن یزید من

إقرأ أيضاً:

علماء المسلمين يدعو أحرار العالم لوقف الحرب في غزة.. أدان الفيتو الأمريكي

انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة الفيتو الأمريكي الذي أفشل قرارا أمميا أمام مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة، واعتبر ذلك مشاركة فعلية في حرب الإبادة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من عام، وطالب أحرار العالم  بالتوحد من أجل وقف الحرب والجوع فيغزة والعالم.

ودعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، "الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها وتلك التي تستعد لدخول البيت الأبيض، إلى مراجعة سيساتها تجاه الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والانسجام مع مبادئ العدالة ومواثيق الأمم المتحدة التي تعطي الشعب الفلسطيني الحق في مقاومة الاحتلال حتى نيل استقلال وتأسيس دولته المستقلة".

وأضاف: "لقد فوجئ العالم لموقف الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن تجاه القرار الداعي لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث أن المبرر الذي ساقه ممثل الولايات المتحدة من أن هذا القرار قد يكون لصالح حماس، ليس فقط غير مبرر وغير مقنع وإنما هو شكل من أشكال التغطية السياسية على حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل في غزة".

واعتبر الصلابي أن "الفيتو الأمريكي ليست له من ترجمة على أرض الواقع إلا القبول باستمرار حرب الإبادة التي يتابع العالم فصولها كل يوم، وتوفير المبررات للاحتلال ليزيد من تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني، الذي ما إن نجا من صواريخ الطائرات الإسرائيلية حتى حصده الجوع بسبب نقص الغذاء ومنع وصول المساعدات الغذائية".

وأضاف: "لم يعد مقبولا لا من الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها على رأس النظام العالمي بحكم الأمر الواقع، ولكن أيضا من باقي دول العالم الحر، أن تقبل باستمرار حرب موازين القوى فيها مختلة لصالح الاحتلال ومن يدفع الثمن فيها هو الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يواجه نكبة لا سابقة له بها حتى أيام 1948.. والأنكى من ذلك والأدهى والأمر هو ظاهرة الجوع التي يندى لها جبين العالم، كيف يقبل العالم بأن يبقى متفرجا على أناس يموتون بسبب الجوع، بدافع أن الاحتلال يحاصرهم ويمنع وصول المساعدات إليهم؟!".

ودعا الصلابي "علماء المسلمين كافة وأحرار العالم إلى توحيد الصفوف من أجل العدالة لفلسطين ومنع استمرار حرب الأبادة والقتل إما بالسلاح أو بالجوع التي يواجهها الفلسطيني".

وقال: "هذه دعوة ليس لإنقاذ الفلسطينيين فهم يخوضون معركتهم المحقة التي يقرها القانون الدولي واتفاقات الأمم المتحدة، وإنما هي دعوة لإنقاذ العالم نفسه من السقوط في وحل الفوضى والعبث، لأن غياب منظومة العدل مؤذنة بخراب العمران وبنهاية القيم التي بغيابها يغيب أي معنى للوجود"، وفق تعبيره.

وكانت منظمة التعاون الإسلامي قد أدانت بدورها استخدام الولايات المتحدة الأمريكية مجددا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأعربت المنظمة في بيان لها أمس عن أسفها لهذا الموقف الذي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال الصهيوني وتشجيعه على مواصلة جرائم الحرب التي يرتكبها ضد  الشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى أن تكرار استخدام حق النقض "الفيتو" في حالات الإبادة الجماعية يؤكد الحاجة الملحة إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي بات عاجزا عن القيام بمسؤولياته وفاقدا لمصداقيته تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين.

كما جددت المنظمة مطالبتها بإصدار قرار في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، مؤكدة ضرورة مواصلة الجهود واتخاذ الإجراءات التي من شأنها المساهمة في وقف جرائم العدوان والتدمير والتجويع والتهجير القسري التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة, ما أسفر عن ارتقاء ما يزيد عن 44 ألف شهيد وإصابة أكثر من 105 الاف آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال.

#منظمة_التعاون_الإسلامي تدين " #الفيتو" الأميركي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع #غزةhttps://t.co/XpcKcKAHMr pic.twitter.com/7kq4KeRPnm

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) November 20, 2024

ومساء أمس الأربعاء، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو مجددا ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.

وحصل مشروع القرار على تأييد 14 عضوا من أعضاء المجلس الـ15، لكنه لم يُعتمد بسبب "فيتو" الولايات المتحدة، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس مع بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.

وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

إقرأ أيضا: 49 "فيتو" أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال.. "غطاء دبلوماسي"

مقالات مشابهة

  • ناطق الحكومة يُعبر عن الفخر بقيادة السيد القائد لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 21 نوفمبر 2024
  • السيد القائد: الصمود العظيم لحزب الله نموذج مشرف أمام عدوان غير مسبوق
  • داعياً إلى الخروج المليون يوم غد.. السيد القائد: سنواصل عمليات إسناد غزة ما دامت المعركة مستمرة
  • السيد القائد .. اليمن تحدى امريكا باساطيلها .. وهذه النتيجة ..؟
  • السيد القائد: الأمريكي لديه توجه عدواني تجاه العرب والمسلمين والفيتو الأخير في مجلس الأمن يعكس ذلك النهج
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • علماء المسلمين يدعو أحرار العالم لوقف الحرب في غزة.. أدان الفيتو الأمريكي
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • شاهد بالفيديو .. أهم ما ورد في خطاب البرهان أمام المؤتمر الاقتصادي