باريس تستقبل الشعلة الأولمبية في هذا الموعد
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تصل الشعلة الأولمبية إلى العاصمة الفرنسية باريس غدا الأحد، لتمر وسط أجواء احتفالية كبيرة عبر أهم المعالم الأثرية والسياحية الفرنسية وبين أيدي عدد كبير من نجوم الفن والرياضة، وذلك قبل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية المقررة في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس المقبل.
وكانت الشعلة الأولمبية قد وصلت إلى الميناء القديم بمدينة مارسيليا بجنوب فرنسا، في بداية مايو، قادمة من اليونان، ليتم إضاءتها في المدينة وسط احتفالية كبرى ضمت العديد من النجوم ووسط حضور جماهيري كبير، وذلك تمهيدا لانطلاق الاحتفالات في البلاد ووصولها غدا إلى باريس.
وطوال الشهرين الماضيين، واصلت الشعلة الأولمبية مسارها في رحلة استثنائية، لمدة 68 يوما (من 8 مايو إلى 26 يوليو)، وعبرت خلالها مختلف المناطق الفرنسية وأبرزت جمال فرنسا وتاريخها ومناظرها الطبيعية الخلابة إلى جانب كنوزها الثقافية المتنوعة.
ويسلط مسار الشعلة الأولمبية في باريس غدا الأحد، والذي يتزامن مع العيد الوطني لفرنسا، الضوء على الاستعدادات لاستقبال العالم أجمع لحضور منافسات الألعاب الأولمبية قبل اثنى عشر يوما من انطلاقها.
وعلى مدار يومين، سوف تجوب الشعلة الأولمبية شوارع باريس وتضيء معالمها، من بينها كاتدرائية نوتردام باريس، وساحة الباستيل ومتحف اللوفر ومركز بومبيدو الثقافي الشهير، وكنيسة القلب المقدس الكبيرة وأيضا أمام النصب التذكاري "قوس النصر".
تعبر الشعلة بذلك عبر أشهر المعالم السياحية والتاريخية في العاصمة الفرنسية لتبدأ الاحتفالات بالألعاب الأولمبية مع نحو 540 من حاملي الشعلة من نجوم الفن والغناء والرياضة على مدار يومين.
وغدا الأحد، وخلال الاحتفال بالعيد لوطني لفرنسا، ستبدأ الشعلة رحلتها خلال العرض العسكري وستعبر في مسافة تبلغ 31 كيلومترا، المعالم الأثرية والسياحية من جادة الشانزليزيه ومجلس بلدية باريس ومجلس النواب الفرنسي، لتصل إلى كاتدرائية نوتردام العريقة، ومنها إلى مجلس الشيوخ وجامعة السوربون، قبل العودة إلى قلب باريس مساء مع إطلاق الألعاب النارية التقليدية في 14 يوليو من كل عام من أمام برج إيفل.
وتستكمل الشعلة مسارها بعد غد الإثنين، وتواصل رحلتها في مسافة نحو 27 كيلومترا لتنتقل عبر معالم سياحية وأثرية أخرى منها منطقة مونمارتر الشهيرة وساحة كنيسة القلب المقدس.
وسيقام حفل الافتتاح، في 26 يوليو الجاري، في قلب أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو على ضفاف نهر السين، حيث يمكن رؤية تطور باريس وتاريخها والمواقع السياحية الشهيرة بها.
جدير بالذكر أن الشعلة الأولمبية هي أحد الرموز والطقوس الرئيسية في الألعاب الأولمبية منذ انطلاقها قديما في عهد الإغريق، من خلالها يعلن رسميا افتتاح دورات الألعاب بعد وصولها الملعب الأولمبي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 الشعلة الاولمبية باريس ٢٠٢٤ دورة الألعاب الأولمبية الألعاب الأولمبیة الشعلة الأولمبیة
إقرأ أيضاً:
ماري أنطوانيت والألعاب النارية “القاتلة”!
المكسيك – أصبحت الألعاب النارية منذ زمن بعيد لا غنى عنها في الاحتفالات المختلفة بما في ذلك المناسبات الوطنية، ومع ذلك فقد تتحول بهجة هذه الألعاب بأصواتها الزاهية وفرقعاتها إلى مأس مفجعة.
هذا الأمر يحدث باستمرار قديما وحديثا. على سبيل المثال شهدت منطقة بشمال العاصمة المكسيكية في 20 ديسمبر 2016، انفجارا بمتجر للألعاب النارية أودى بحياة 35 شخصا وإصابة 59 آخرين.
في مناسبة ثانية بالمكسيك أيضا في عام 2018، لقي 8 أشخاص مصرعهم بالقرب من العاصمة مكسيكو سيتي، وخلال موكب ديني بإحدى الكنائس، جلب المشاركون بمناسبة الاحتفال بعيد القديسة ماري ألعابا نارية وضعت أمام الكنيسة. فجأة ومن دون سابق إنذار انفجرت الألعاب النارية وخلفت وراءها هذا العدد من الضحايا علاوة على إصابة أكثر من خمسين شخصا آخرين.
المكسيك شهدت مأساة ثالثة مشابهة في مارس 2013. في تلك المرة انفجرت شاحنة تحمل ألعابا نارية خلال موكب ديني في ولاية تلاكسكالا المكسيكية. أحد صواريخ الألعاب الناري سقط بالصدفة على مظلة أخفيت بها شحنة خطرة. الانفجار أودى بحياة 15 شخصا، وأصاب بعاهات وجروح متفاوتة 154 آخرين.
مأساة من هذا النوع حدثت في الولايات المتحدة في عام 2013 أثناء الاحتفال بذكرى استقلالها بمدينة سيمي فالي بولاية كاليفورنيا. خرج سكان المدينة للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، وفيما كانت الأنظار تتابع بشغف انطلاق الألعاب النارية وما ترسمه من صور براقة في السماء، انفجرت على حين غرة إحدى المقذوفات متسببة في إصابة 36 شخصا بينهم 12 طفلا بجروح خطيرة تراوحت بين الحروق والتمزقات.
مأساة كبيرة بسبب الألعاب النارية طالت مدينة أنسخديه، الواقعة بشرق هولندا. حدث انفجاران ضخمان في مستودع شركة هولندية متخصصة في إنتاج الألعاب النارية، تلاه حريق هائل أودى بحياة 23 شخصا بينهم أربعة من رجال الإطفاء، كما أصيب حوالي ألف آخرين. الانفجار والحريق الذي تبعه تسببا أيضا في تدمير حوالي 400 منزل.
هذه الخسائر البشرية والمادية الكبيرة ترجع إلى قوة الانفجارات الهائلة. أحد الانفجارين قدرت قوته بحوالي 5000 كيلو غرام من مادة تي إن تي.
الحادث الشهير الأقدم بجريرة الألعاب النارية جرى في القرن الثامن عشر في فرنسا. أثناء الاحتفال بزفاف ماري أنطوانيت ودوفين وريث العرش الفرنسي حينها والذي عرف لاحقا باسم الملك لويس السادي عشر، أعدت عروض كبيرة للألعاب النارية المنتجة من قبل الأخوين روجيري. الألعاب النارية تسببت في أحداث عرضية أفضت إلى مأساة كبرى في ذلك العرس الملكي.
وصف المؤرخ هنري ساذرلاند في كتاب عن تاريخ باريس ما جرى قائلا: “كان كل شيء يسير على ما يرام، وحين اجتاحت عاصفة من الرياح الحشد فجأة، انفجرت عدة ألعاب صاروخية جزئيا فقط. كانت الألعاب النارية، مثل العديد من الاختراعات ذات الأصل الإيطالي، لا تزال حديثة نسبيا لأغلب الجمهور الفرنسي، وذلك إلى جانب الانزعاج وحتى الخوف من خطر سقوط المقذوفات المشتعلة بين الآلاف من المتفرجين المتحمسين والمزدحمين، كان كافيا لتفسير الارتباك الرهيب الذي أدى إلى عدة مئات من الحوادث المميتة”. انتشر الذعر بين الحشود، وتدافعت أعداد كبيرة في شارع رويال الضيق وتعرض من سقط منهم للدهس. السلطات وقتها ذكرت أن 133 شخصا قتلوا، إلا أن المؤرخ ساذرلاند يعتقد أن أعداد الضحايا كانت أكبر بكثير، وأنها تجاوزت ألفا ومئتي شخص. هو ذكر في هذا الصدد أن إحدى العائلات لم يبق منها أحد على قيد الحياة.
تلك الحادثة القديمة ظلت آثارها لسنوات على أجساد عدد من سكان باريس الذين كانوا في ذلك العرس وتعرضوا لسوء حظهم، للدوس بقوة في أماكن مختلفة من أجسادهم بأقدام الجموع الفزعة من فرقعة الألعاب النارية.
المصدر: RT