كيف تتربّح الشركات الأميركية من الحرب الإسرائيلية على غزة؟
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تجني الشركات الأميركية أرباحا طائلة من وراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، محوّلة أهوال الحرب إلى انتصارات في مجالس الإدارة.
وفي تقريره بصحيفة "ذا نيشن" الأميركية، استعرض الكاتب سبنسر أكرمان قائمة من الشركات التي استفادت من الحرب على غزة لتحقيق أهدافها المالية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إسرائيلية تزعم: يهود يفكرون في مغادرة فرنسا بعد فوز اليسارlist 2 of 2تلغراف: هل حقا يتآمر جورج كلوني مع أوباما للإطاحة بالرئيس بايدن؟end of list صفقات أسلحةوقال الكاتب إن مجرّد عدم إمكانية تحقيق النصر في الحرب لا يعني أنه لن يكون هناك فائزون فيها.
وأضاف الكاتب "كان ذلك جزءا من أكثر من 12.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكان ذلك تراجعا كاملا عن قرار بايدن السابق بوقف شحنة أسلحة لإسرائيل، بسبب تحركها الوشيك في رفح".
وحسب الكاتب أظهرت هذه الخطوة أيضا مسار السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. فمنذ عام 1945، كان الهدف الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة ضمان الحصول على النفط الرخيص.. وفي الآونة الأخيرة، أضافت السياسة الخارجية الأميركية التكامل الإقليمي إلى تلك الضرورة الحتمية، وسعت إلى تحقيقه ليس من خلال اتفاقات السلام بل من خلال "صفقات الأسلحة".
واعتبر الكاتب أن هذه الصفقات مفتاح رؤية بايدن لنهاية اللعبة في غزة، وقال أيا كانت المناقشات حول تراجع الهيمنة الأميركية، فإن سوق السلاح العالمي هو المكان الذي تتزايد فيه القوة الأميركية.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة كانت "مسؤولة عن 34% من جميع صادرات الأسلحة في الفترة من 2014 إلى 2018، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام المستقل".
وبحلول عام 2023 -يقول الكاتب- ارتفع هذا الرقم إلى 42%، وقد ذهب نحو 38% من صادرات الأسلحة الأميركية خلال تلك الفترة إلى الشرق الأوسط حيث استحوذت إسرائيل على 3.6% من تلك الصادرات، وتحصل إسرائيل على 69% من وارداتها من الأسلحة من واشنطن.
الرابحون رغم الإخفاق الإسرائيلي الأميركيوذكر الكاتب أن إخفاقات ما وصفها بحروب أميريكا الإمبريالية المؤلمة حجبت حقيقة أنه كان هناك رابحون، فالأمر نفسه ينطبق على هذا الهجوم الأخير المدعوم من الولايات المتحدة.
وهؤلاء الرابحون- يقول الكاتب- موجودون في قاعات مجالس إدارة الشركات التي كشف عنها إحصاء جمعته لجنة خدمة الأصدقاء الأميركيين.
وسلط الكاتب الضوء على هذه الشركات ليس بسبب دورها في إراقة الدماء، بل لأنها شركات غير استثنائية، تمثل عمليات روتينية ضمن آلية القمع الإسرائيلية، حتى إن بعضها ليس معروفا في المقام الأول كشركة مصنعة للأسلحة.
وتتضاعف انتصارات هذه الشركات -حسب الكاتب- كل يوم تواصل فيه إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة.
1- شركة كولتفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار مسلطة على غزة خلال الأشهر التسعة الماضية، انتهز المستوطنون الإسرائيليون الفرصة لتكثيف هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وغالبا ما كان ذلك بمساعدة أسلحة أميركية الصنع.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، طلبت الحكومة الإسرائيلية 24 ألف بندقية نصف آلية وأوتوماتيكية من شركات أميركية، معظمها من شركة كولت.
وأشارت إسرائيل إلى أن بعض هذه البنادق ستذهب إلى المدنيين، على الأرجح كجزء من خطة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لتوزيع البنادق على فرق "الأمن" التابعة للمستوطنين.
وعلى الرغم من أن صحيفة نيويورك تايمز أفادت بوجود قلق داخل وزارة الخارجية من أن الأسلحة ستستخدم ضد المدنيين -كجزء من حملة المستوطنين المبالغ فيها لطرد الفلسطينيين من أراضيهم- فإن إدارة بايدن وافقت في النهاية على الصفقة. وفي الأول من مايو/أيار الماضي، أعلنت وزارة الدفاع عن عقد بقيمة 26.6 مليون دولار مع شركة كولت لتسليم الأسلحة، يقول الكاتب.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم معدات كاتربيلر في هدم مساكن فلسطينية (رويترز) 2- شركة فورد للسياراتقد يبدو من المثير للسخرية أن شركة أسسّها أشهر معادٍ للسامية في الولايات المتحدة تزوّد الدولة اليهودية بالمركبات المدرّعة، لكن النزعة القومية العرقية المسعورة التي تحرك كلا من هنري فورد والحكومة الإسرائيلية الحالية تساعد في وضع الأمور في نصابها الصحيح.
ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها استلمت شحنة جديدة من المعدات العسكرية، ونشرت صورة لشاحنة فورد "إف-350" بنوافذ مجهّزة بشبك معدني. وكانت واحدة من عدة شاحنات فورد في مجموعة محركات الجيش الإسرائيلي.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، قام الجيش الإسرائيلي أيضا بتجهيز شاحنة "إف-350" بأجهزة استشعار وكاميرات متطورة لتعمل كمركبة برية مسيرة واستخدمها في دوريات على حدود غزة لأكثر من عقد من الزمن.
ويذكر الكاتب أن فورد قامت ببناء أول مصنع تجميع لها في إسرائيل بعد فترة وجيزة من حرب الأيام الستة عام 1967. وكانت أعمالها التي استمرت لعقود هناك حاسمة في محاولات الشركة لمحو وصمة معاداة مؤسسها للسامية.
3- شركة كاتربيلريقول الكاتب إن شركة كاتربيلر، عملاق معدات البناء، ليست متخصصة في صناعة أسلحة. ولكن جرافاتها مشغولة بشكل خاص بحفر طريق سريع واسع يمتد من السياج على الحدود الشرقية لغزة بالقرب من كيبوتس ناحال عوز إلى شارع الرشيد الذي يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. والغرض من هذا الطريق السريع، المعروف باسم ممر نتساريم، هو تسهيل وصول الجيش الإسرائيلي عبر غزة لسنوات قادمة بينما يقسم القطاع فعليا إلى قسمين.
وفي الوقت نفسه، يستخدم جيش الدفاع الإسرائيلي "الجرافات والتفجيرات الخاضعة للرقابة"، حسبما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، لبناء منطقة عازلة على طول حدوده المرسومة من جانب واحد لغزة، مما يؤدي إلى تقليص الأراضي المسموح بها للفلسطينيين.
ويضيف الكاتب أن هذه الجرافات "المرعبة" ليست مجرّد قطع كبيرة من الآلات الثقيلة. فلسنوات عديدة، استخدمت إسرائيل جرافة كاتربيلر دي 9، وهي جرافة مدرّعة لمقاومة الصواريخ وقذائف "آر بي جي"، لهدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وخلال الأيام الأخيرة من الانتفاضة الثانية، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش شركة كاتربيلر إلى التوقف عن بيع جرافة "دي 9" إلى إسرائيل، التي تستخدمها في "هدم منازل الفلسطينيين، وتدمير الزراعة والطرق في انتهاك لقوانين الحرب".
4- شركة بالانتيرفي حين أن شركة غوغل -وهي شركة أخرى لها علاقات وثيقة بآلة الحرب الإسرائيلية- تعاني من معارضة داخلية بسبب عملها في إسرائيل، فإن شركة الذكاء الاصطناعي بالانتير تروّج بفخر لشراكتها مع الاحتلال، يسرد الكاتب في تقريره.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، التقى الرئيس التنفيذي أليكس كارب بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وتفاخر برغبة إسرائيل بمنتجات بالانتير. وعلى الرغم من أن كارب لم يحدّد أيا منها في ذلك الوقت، فإن شركة بالانتير أكّدت أن إسرائيل تستخدم نظامًا بيئيا لبيانات تكنولوجيا الدفاع يسمى خدمات الويب الحكومية بالانتير.
5- شركة غوغلوفي عام 2021، فازت شركتا غوغل وأمازون بعقد بقيمة 1.2 مليار دولار لنظام الحوسبة السحابية التابع للحكومة الإسرائيلية والمعروف باسم مشروع "نيمبوس".
وعلى الرغم من قلة المعلومات العامة المتاحة حول كيفية عمل نيمبوس، وصف سام بيدل، مراسل "الإنترسبت" الذي حصل على وثائق غوغل الداخلية، دور الشركة بأنه تزويد إسرائيل بتطوّرات حاسمة في مجال الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد، مع "قدرات الكشف عن الوجه، وتصنيف الصور الآلي وتتبع الأشياء وحتى تحليل المشاعر بادعاء تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام والكتابة، وفقا لما يقول الكاتب.
منذ البداية، احتج العاملون في شركة غوغل على مشروع نيمبوس. وفي عام 2022، استقالت أرييل كورين من منصبها مديرة للتسويق بدعوى أن الشركة انتقمت منها لتنظيمها ضد نيمبوس. وكتبت في رسالة تشرح فيها استقالتها "إن غوغل تعمل بشكل منهجي على إسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة التي تشعر بالقلق إزاء تواطؤ غوغل في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية"، وفقا لتقرير بصحيفة "ذا نيشن".
وكتبت منظمة "أكسيس ناو" للحقوق الرقمية، إلى ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل وألفابت، في مايو/أيار لتطلب منه توضيح الدور الذي لعبته غوغل في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة یقول الکاتب الکاتب أن شرکة غوغل على غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإسرائيلي: الضفة الغربية على شفا الحرب
حذر وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، من أن الأوضاع في الضفة الغربية أصبحت في مرحلة حرجة، وأنها "على شفا حرب"، ومهددة بالتحول إلى صراع واسع النطاق.
وزعم كاتس إلى أن هجوم حركة حماس الواسع في 7 أكتوبر عام 2023، كان من المقرر أن يتضمن هجومًا مماثلاً على مستوطنات الضفة الغربية.
وقال كاتس خلال اجتماع مع رؤساء المجالس المحلية والمستوطنات في الضفة الغربية، إن "المنطقة على شفا الحرب وإن إسرائيل تستعد لحالة حرب واسعة النطاق في الضفة الغربية"، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
وأضاف كاتس أنه "أمر الجيش بزيادة النشاط العسكري، وتنفيذ إجراءات مضادة واسعة النطاق في البلدات، لمواجهة زيادة جهود تهريب الأسلحة المتطورة إلى المنطقة بتمويل وتوجيه إيراني".
وقال كاتس ردًا على مطالبة رؤساء السلطات بعملية واسعة النطاق وتدفيع السلطة الفلسطينية أيضًا ثمنًا باهظًا: "نستعد لرد أكثر أهمية وجدية يجب معالجة كل شيء، وتل أبيب تثق بالجيش الإسرائيلي، وبالجيش الإسرائيلي فقط، لضمان الأمن وليس بأي عامل آخر".
وجاء الاجتماع، غداة هجوم وقع الإثنين الماضي، بالقرب من كدوميم في الضفة الغربية، قُتل فيه 3 إسرائيليين، وأصيب 8 آخرون.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب الهجوم، حملة مطاردة واسعة النطاق، وأقام حواجز على الطرق وطوق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية والقرى المجاورة.