د. سالم الريامي: الحفاظ على نمط غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي يقلل احتمالية الإصابة لا يمكن التخلص من حصوات المرارة دون تدخل جراحي -

قال الدكتور سالم بن محمد الريامي، استشاري جراحة كبد وبنكرياس وزراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني: إن مرضى الأنيميا المنجلية والثلاسيميا هم أكثر الفئات عرضة لتكون الحصى في المرارة، بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الوزن الزائد لأن الكبد يتخلص من الدهون عن طريق إفرازها داخل العصارة الصفراوية، وزيادة معدل الكوليسترول يؤدي إلى الاختلال، ومنها تبدأ الترسبات وتكون حصوات المرارة.

وأوضح الدكتور الريامي، أن المرارة هي كيس متصل بالكبد والقنوات الصفراوية الرئيسية عبر قناة دقيقة تسمى القناة المرارية، وتكمن وظيفة المرارة في إفراز العصارة الصفراوية بعد الأكل وخاصة الغذاء الدهني، إذ إن وظيفة العصارة الصفراوية مساعدة الجسم على هضم وامتصاص الدهون والفيتامينات المرتبطة بها، أما حصوات المرارة فهي عبارة عن ترسبات تحصل في المرارة وتتكون عندما يكون هناك اعتلال في تركيبة العصارة الصفراوية في المرارة، وله أسباب عديدة من بينها ارتفاع معدل الكوليسترول في تركيب العصارة الصفراوية وانخفاض مستوى الأملاح وكذلك زيادة المادة الصفراء.

مضاعفات خطيرة

وأضاف: إن نسبة بسيطة من مرضى المرارة يمكن أن يعانوا من مضاعفات خطيرة نتيجة الحصوات، وتكمن هذه المضاعفات في سد الحصوات لمجرى قناة المرارة لفترة طويلة مما يؤدي إلى التهاب في المرارة، وفي هذه الحالة يصاب المريض بالتهاب بكتيري في المرارة، ويمكن علاج هذه الحالة بالمضادات الحيوية أو بإجراء تدخل جراحي، وإذا ما خرجت الحصوات من القناة الصفراوية إلى القناة المرارية الرئيسية فهنا تبدأ المضاعفات التي تسبب مشاكل كبيرة للمريض، وأكثرها خطورة هي التهاب البنكرياس، كون قناة البنكرياس مرتبطة بالقناة الصفراوية الرئيسية، وتحدث هذه الحالة في واحد من كل ألف شخص، ويتراوح التهاب البنكرياس في حدته إذ قد يكون بسيطا، ويمكن علاجه بالسوائل وبمسكنات الألم، وقد يكون الالتهاب شديدا جدا، وتصاحبه مضاعفات كبيرة جدا.

وبين أن المتعارف عليه في الأصول الطبية في العالم أن المرضى الذين لا يعانون من أي أعراض بسبب حصوات المرارة يفضل عدم استئصال المرارة لهم مع علمنا أن 20% من هؤلاء الأشخاص من الممكن أن تظهر عليهم الأعراض خلال 15 سنة، ولكن في المقابل 80% منهم لن تظهر عليهم أي أعراض لذلك تعريضهم للتدخل الجراحي يعد غير مبرر طبيا بل يعرضهم للمضاعفات المحتملة دون أي داع، ولابد أن يكون السبب وجيها لإجراء أي تدخل طبي، وليس فقط لاستباق ظهور الأعراض مستقبلا، مشيرا إلى أن من المغالطات التي نواجهها مع المرضى أن كثيرا ما يسأل المريض المقبل على إجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة عن عدم قدرته مستقبلا على تناول الوجبات الدهنية، وهو أمر ليس صحيحا، إذ إن المريض الذي يتم تشخصيه بحصوات المرارة تكون حينها المرارة تعمل بكفاءة قليلة جدا واعتماد الجسم على المرارة ضعيف، وعملية هضم الدهون والاستفادة منها مرتبطة بالمادة الصفراء، وتعد المرارة مخزنا فقط، وبعد إزالة المرارة يبدأ الجسم بالتأقلم وتبدأ القنوات الصفراوية بالتوسع تدريجيا إلى أن تأخذ دور المرارة، ومعظم المرضى بعد إزالة المرارة تنتابهم راحة أكثر أثناء تناول الغذاء لزوال مسبب الألم والغثيان.

أنواع الحصوات

وأشار إلى أن هناك أنواعا لحصوات المرارة، والنوع الشائع في المجتمع والعالم هو حصوات الكوليسترول، وذلك بسبب زيادة مستوى الدهون في المرارة بسبب السمنة وزيادة الوزن والنمط الحياتي السائد في الوقت الراهن، والنوع الآخر من الحصوات هي التي تحدث بسبب تكسر الدم، إذ تكون الحصوات في هذا النوع أكثر صلابة وذات ألوان مختلفة وذلك بحسب درجة تكسر الدم وقد تكون باللون البني أو اللون الأسود، مشيرا إلى أن أعراض الإصابة بحصوات المرارة تتشابه بين النوعين الأول والثاني، ويصاب نحو 6% من الرجال بحصوات المرارة، وتصل النسبة إلى 9% لدى النساء وذلك بسبب اختلاف تعامل جسم المرأة مع الدهون عن الرجل، إضافة إلى أن هرمونات الأنوثة تلعب دورا في تكون الحصوات بالقناة المرارية.

أعراض المرض

وأكد الريامي، أن المرضى الذين يشتكون من ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن والمصاحبة عادة للوجبات الدهنية عادة مصابون بحصوات المرارة، وقد يصاحب هذه الآلام الغثيان والقيء، ويتم تأكيد التشخيص من خلال التاريخ المرضي وثم إجراء الأشعة التليفزيونية مع أهمية أن يكون المريض صائما لمدة 6 ـ 8 ساعات قبل إجراء هذه الأشعة لسهولة رؤية الحصوات عندما تكون المرارة ممتلئة بالعصارة الصفراوية، ومن هنا يتم تشخيص الإصابة بحصوات المرارة، فيما ثمة بعض الإصابات بحصوات المرارة التي لا تصاحبها أي أعراض، وهذه يتم اكتشافها أثناء إجراء فحوصات روتينية كإجراء الأشعة التلفزيونية للمرأة الحامل، أو المرضى الذين يعانون من حصوات في الكلى يتم اكتشاف وجود حصوات المرارة أثناء إجراء ذات الأشعة، مع التأكيد أن المرضى الذين لا يعانون من أي أعراض قد لا يحتاجون إلى أي تدخل طبي، ولكن جدير بالذكر، أن ما يقارب 20% من هؤلاء الأشخاص الذين لا يعانون من أي أعراض ربما تظهر لديهم أعراض المرارة خلال 15 سنة، ويمثل الحفاظ على نمط غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي من أهم الوسائل التي تقلل احتمالية تكون الحصوات في المرارة، ويجدر التنبيه هنا إلى أن معظم أمراض العصر الراهن هي نتيجة لنمط الغذاء غير الصحي وعدم ممارسة النشاط الرياضي.

تدخل جراحي

ونبه إلى أن الكي «الوسم» هو ثقافة شائعة في المجتمع العماني، ويتم استخدامه بشكل مفرط في علاج كل الأمراض تقريبا دون الاعتماد على أي أسس علمية، ونتيجة لهذه الممارسات أصبحت مضار الوسم أكثر من منافعه، ويكمن هذا نتيجة لتأخر المريض للقدوم إلى المستشفى للتشخيص وتلقي العلاج رغبة في تجربة الوسم وانتظار نتائجه العلاجية، ولله الحمد أصبح فهمنا للأمراض أوسع والعلاجات متوفرة وأكثر دقة، ولا ينبغي اللجوء للوسم كحل أولي ولا يجب اللجوء إليه دون استشارة الطبيب، أما بالنسبة لحصوات المرارة فنؤكد أن الوسم ليس له جانب علاجي لا من قريب ولا من بعيد. كذلك يجب التنبيه إلى عدم وجود أي علاج شعبي للتخلص من حصوات المرارة.

وتطرق إلى أنه لا يمكن التخلص من حصوات المرارة دون تدخل جراحي، إذ إن جزءا كبيرا من تكون حصوات المرارة هو بسبب ضعف عضلة المرارة، لذلك التخلص من حصوات المرارة فقط غير مجد طبيا بسبب إعادة تكون الحصى مرة أخرى داخل المرارة، لذلك لابد من اللجوء إلى علاج دائم وهو إزالة المرارة كليا، وتعد عملية إزالة المرارة آمنة عند إجرائها بيد المختصين في هذا المجال.

وختم استشاري جراحة كبد وبنكرياس وزراعة الأعضاء حديثه أن الوقاية خير من العلاج، وأكبر مسبب للأمراض في عصرنا الحالي هو أسلوب حياتنا، إذ لابد على المرء من الالتزام بالغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني، وننصح المرضى المشخصين بمرض حصوات المرارة ضرورة استشارة المختصين في هذا المجال وعدم اللجوء إلى الآراء المبنية على أسس غير علمية ولا تمت للحقيقة بصلة لتجنب المضاعفات التي تنتج بسبب تأخر العلاج أو العلاجات الخاطئة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یعانون من إلى أن

إقرأ أيضاً:

أيها الستيني.. هذا الصمام يهدد حياتك ! انتبه

المناطق_متابعات

اكتشفت أبحاث جديدة أن مرض صمام القلب أكثر شيوعاً مما كان يُعتقد، حيث تم اكتشاف الحالة لدى أكثر من رُبع الأشخاص الأصحاء والخالين من الأعراض، والذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر.

واستخدم الباحثون الموجات فوق الصوتية، وقال الباحث الرئيسي فاسيليوس فاسيليو، من جامعة إيست أنجليا في المملكة المتحدة: «أظهرت نتائجنا أن أكثر من 28% من البالغين في هذا العمر يعانون من شكل من أشكال مرض صمام القلب، على الرغم من أنه كان خفيفاً في غالبية الحالات».

أخبار قد تهمك مديرة الشؤون الطبية في مركز سعود البابطين: نجح الفريق الطبي في جراحة أول قلب لطفلين يعانون ثقبا كبيرا بين الأذنين 14 ديسمبر 2023 - 11:04 صباحًا المشرف العام على المركز السعودي للعلاج بالبروتون بمدينة الملك فهد الطبية: في السابق كانت تكلفة إرسال المرضى إلى الخارج للعلاج تزيد على مليون ريال ولكنها بعد أن يبدأ المركز باستقبال المرضى ستنخفض 8 ديسمبر 2023 - 11:17 صباحًا

وأضاف فاسيليوس: «أشارت البيانات أيضاً، إلى أن العمر كان العامل الرئيسي المرتبط بمشاكل صمام القلب هذه، ما يعني أنه كلما تقدم الشخص في السن، زادت فرصته في الإصابة بمشكلة صمام كبيرة».

ومن المفترض أن يتدفق الدم عبر القلب في اتجاه واحد. وتعمل الصمامات الموجودة داخل القلب على منع الدم من التدفق للخلف بين النبضات، ما يضمن الأداء الأمثل.

وقال الباحثون، إن أعراض مرض صمام القلب يمكن أن تشمل: ضيق التنفس، وألم الصدر، والضعف، والدوار، والتعب، وتورم الكاحلين والقدمين، أو خفقان الصدر أو الرقبة.

مقالات مشابهة

  • القلق وداء باركنسون.. ما العلاقة؟
  • قيادة السلطة المحلية بالحديدة تتسلم الدفعة الثانية من أدوية معالجة مرضى الاسهالات المائية الحادة
  • هل يمكن أن تكون الكوابيس مؤشرا على أمراض معينة؟
  • استشاري: طبقات البشرة البيضاء أكثر عرضة لأورام الجلد بعكس الداكنة
  • مستشفى العودة بغزة: الخدمات عرضة للتوقف بسبب نقص الوقود
  • مستشفى العودة بغزة: الخدمات عرضة للتوقف بسبب نقص الوقو
  • أيها الستيني.. هذا الصمام يهدد حياتك ! انتبه
  • الحرب تفاقم معاناة آلاف مرضى السرطان بالسودان
  • انتبه.. الكوابيس قد تنذرك بأمراض خطيرة (تفاصيل)
  • سرطان الدم النخاعي المزمن.. ما هي أبرز أعراض المرض