مرضى الأنيميا المنجلية والثلاسيميا أكثر عرضة لـ «حصوات المرارة»
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
د. سالم الريامي: الحفاظ على نمط غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي يقلل احتمالية الإصابة لا يمكن التخلص من حصوات المرارة دون تدخل جراحي -
قال الدكتور سالم بن محمد الريامي، استشاري جراحة كبد وبنكرياس وزراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني: إن مرضى الأنيميا المنجلية والثلاسيميا هم أكثر الفئات عرضة لتكون الحصى في المرارة، بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الوزن الزائد لأن الكبد يتخلص من الدهون عن طريق إفرازها داخل العصارة الصفراوية، وزيادة معدل الكوليسترول يؤدي إلى الاختلال، ومنها تبدأ الترسبات وتكون حصوات المرارة.
وأوضح الدكتور الريامي، أن المرارة هي كيس متصل بالكبد والقنوات الصفراوية الرئيسية عبر قناة دقيقة تسمى القناة المرارية، وتكمن وظيفة المرارة في إفراز العصارة الصفراوية بعد الأكل وخاصة الغذاء الدهني، إذ إن وظيفة العصارة الصفراوية مساعدة الجسم على هضم وامتصاص الدهون والفيتامينات المرتبطة بها، أما حصوات المرارة فهي عبارة عن ترسبات تحصل في المرارة وتتكون عندما يكون هناك اعتلال في تركيبة العصارة الصفراوية في المرارة، وله أسباب عديدة من بينها ارتفاع معدل الكوليسترول في تركيب العصارة الصفراوية وانخفاض مستوى الأملاح وكذلك زيادة المادة الصفراء.
مضاعفات خطيرة
وأضاف: إن نسبة بسيطة من مرضى المرارة يمكن أن يعانوا من مضاعفات خطيرة نتيجة الحصوات، وتكمن هذه المضاعفات في سد الحصوات لمجرى قناة المرارة لفترة طويلة مما يؤدي إلى التهاب في المرارة، وفي هذه الحالة يصاب المريض بالتهاب بكتيري في المرارة، ويمكن علاج هذه الحالة بالمضادات الحيوية أو بإجراء تدخل جراحي، وإذا ما خرجت الحصوات من القناة الصفراوية إلى القناة المرارية الرئيسية فهنا تبدأ المضاعفات التي تسبب مشاكل كبيرة للمريض، وأكثرها خطورة هي التهاب البنكرياس، كون قناة البنكرياس مرتبطة بالقناة الصفراوية الرئيسية، وتحدث هذه الحالة في واحد من كل ألف شخص، ويتراوح التهاب البنكرياس في حدته إذ قد يكون بسيطا، ويمكن علاجه بالسوائل وبمسكنات الألم، وقد يكون الالتهاب شديدا جدا، وتصاحبه مضاعفات كبيرة جدا.
وبين أن المتعارف عليه في الأصول الطبية في العالم أن المرضى الذين لا يعانون من أي أعراض بسبب حصوات المرارة يفضل عدم استئصال المرارة لهم مع علمنا أن 20% من هؤلاء الأشخاص من الممكن أن تظهر عليهم الأعراض خلال 15 سنة، ولكن في المقابل 80% منهم لن تظهر عليهم أي أعراض لذلك تعريضهم للتدخل الجراحي يعد غير مبرر طبيا بل يعرضهم للمضاعفات المحتملة دون أي داع، ولابد أن يكون السبب وجيها لإجراء أي تدخل طبي، وليس فقط لاستباق ظهور الأعراض مستقبلا، مشيرا إلى أن من المغالطات التي نواجهها مع المرضى أن كثيرا ما يسأل المريض المقبل على إجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة عن عدم قدرته مستقبلا على تناول الوجبات الدهنية، وهو أمر ليس صحيحا، إذ إن المريض الذي يتم تشخصيه بحصوات المرارة تكون حينها المرارة تعمل بكفاءة قليلة جدا واعتماد الجسم على المرارة ضعيف، وعملية هضم الدهون والاستفادة منها مرتبطة بالمادة الصفراء، وتعد المرارة مخزنا فقط، وبعد إزالة المرارة يبدأ الجسم بالتأقلم وتبدأ القنوات الصفراوية بالتوسع تدريجيا إلى أن تأخذ دور المرارة، ومعظم المرضى بعد إزالة المرارة تنتابهم راحة أكثر أثناء تناول الغذاء لزوال مسبب الألم والغثيان.
أنواع الحصوات
وأشار إلى أن هناك أنواعا لحصوات المرارة، والنوع الشائع في المجتمع والعالم هو حصوات الكوليسترول، وذلك بسبب زيادة مستوى الدهون في المرارة بسبب السمنة وزيادة الوزن والنمط الحياتي السائد في الوقت الراهن، والنوع الآخر من الحصوات هي التي تحدث بسبب تكسر الدم، إذ تكون الحصوات في هذا النوع أكثر صلابة وذات ألوان مختلفة وذلك بحسب درجة تكسر الدم وقد تكون باللون البني أو اللون الأسود، مشيرا إلى أن أعراض الإصابة بحصوات المرارة تتشابه بين النوعين الأول والثاني، ويصاب نحو 6% من الرجال بحصوات المرارة، وتصل النسبة إلى 9% لدى النساء وذلك بسبب اختلاف تعامل جسم المرأة مع الدهون عن الرجل، إضافة إلى أن هرمونات الأنوثة تلعب دورا في تكون الحصوات بالقناة المرارية.
أعراض المرض
وأكد الريامي، أن المرضى الذين يشتكون من ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن والمصاحبة عادة للوجبات الدهنية عادة مصابون بحصوات المرارة، وقد يصاحب هذه الآلام الغثيان والقيء، ويتم تأكيد التشخيص من خلال التاريخ المرضي وثم إجراء الأشعة التليفزيونية مع أهمية أن يكون المريض صائما لمدة 6 ـ 8 ساعات قبل إجراء هذه الأشعة لسهولة رؤية الحصوات عندما تكون المرارة ممتلئة بالعصارة الصفراوية، ومن هنا يتم تشخيص الإصابة بحصوات المرارة، فيما ثمة بعض الإصابات بحصوات المرارة التي لا تصاحبها أي أعراض، وهذه يتم اكتشافها أثناء إجراء فحوصات روتينية كإجراء الأشعة التلفزيونية للمرأة الحامل، أو المرضى الذين يعانون من حصوات في الكلى يتم اكتشاف وجود حصوات المرارة أثناء إجراء ذات الأشعة، مع التأكيد أن المرضى الذين لا يعانون من أي أعراض قد لا يحتاجون إلى أي تدخل طبي، ولكن جدير بالذكر، أن ما يقارب 20% من هؤلاء الأشخاص الذين لا يعانون من أي أعراض ربما تظهر لديهم أعراض المرارة خلال 15 سنة، ويمثل الحفاظ على نمط غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي من أهم الوسائل التي تقلل احتمالية تكون الحصوات في المرارة، ويجدر التنبيه هنا إلى أن معظم أمراض العصر الراهن هي نتيجة لنمط الغذاء غير الصحي وعدم ممارسة النشاط الرياضي.
تدخل جراحي
ونبه إلى أن الكي «الوسم» هو ثقافة شائعة في المجتمع العماني، ويتم استخدامه بشكل مفرط في علاج كل الأمراض تقريبا دون الاعتماد على أي أسس علمية، ونتيجة لهذه الممارسات أصبحت مضار الوسم أكثر من منافعه، ويكمن هذا نتيجة لتأخر المريض للقدوم إلى المستشفى للتشخيص وتلقي العلاج رغبة في تجربة الوسم وانتظار نتائجه العلاجية، ولله الحمد أصبح فهمنا للأمراض أوسع والعلاجات متوفرة وأكثر دقة، ولا ينبغي اللجوء للوسم كحل أولي ولا يجب اللجوء إليه دون استشارة الطبيب، أما بالنسبة لحصوات المرارة فنؤكد أن الوسم ليس له جانب علاجي لا من قريب ولا من بعيد. كذلك يجب التنبيه إلى عدم وجود أي علاج شعبي للتخلص من حصوات المرارة.
وتطرق إلى أنه لا يمكن التخلص من حصوات المرارة دون تدخل جراحي، إذ إن جزءا كبيرا من تكون حصوات المرارة هو بسبب ضعف عضلة المرارة، لذلك التخلص من حصوات المرارة فقط غير مجد طبيا بسبب إعادة تكون الحصى مرة أخرى داخل المرارة، لذلك لابد من اللجوء إلى علاج دائم وهو إزالة المرارة كليا، وتعد عملية إزالة المرارة آمنة عند إجرائها بيد المختصين في هذا المجال.
وختم استشاري جراحة كبد وبنكرياس وزراعة الأعضاء حديثه أن الوقاية خير من العلاج، وأكبر مسبب للأمراض في عصرنا الحالي هو أسلوب حياتنا، إذ لابد على المرء من الالتزام بالغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني، وننصح المرضى المشخصين بمرض حصوات المرارة ضرورة استشارة المختصين في هذا المجال وعدم اللجوء إلى الآراء المبنية على أسس غير علمية ولا تمت للحقيقة بصلة لتجنب المضاعفات التي تنتج بسبب تأخر العلاج أو العلاجات الخاطئة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یعانون من إلى أن
إقرأ أيضاً:
حسام موافى: الأنيميا تؤذي القلب ومن أعراضها فشل نخاع العظم وتكسير الدم
قال الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، أن هناك علاقة بين الأنيميا والقلب، مشيرا إلى أن الأنيميا هي قلة كرات الدم الحمراء في الجسم، والمسئولة عن حمل الأكسجين من الرئة داخل كرات الدم.
ونوه حسام موافي خلال تقديمه برنامج «رب زدني علما»، والمذاع على قناة صدى البلد أن من أعراض الأنيميا نقص فيتامين ب 12، وتكسير الدم، وفشل نخاع العظم، ودفء اليدين.
حسام موافي: نقص «الألبومين» في الدم يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم حسام موافي: انتفاخ البطن لمدة 5 أيام متتالية «أمر خطير»
وقال حسام موافي: الأنيميا تكون ضارة حال وجود مشكلة في القلب والصمام، متابعا: الكلى أول عضو يشعر بنقص الهيموجلوبين، ويؤدي ذلك إلى إفراز مادة تنشيط نخاع العظام.
واختتم قائلا: الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وأدوية الروماتيزم، والإشعاع، يُشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، وخاصة نخاع العظم.
https://youtu.be/90AZjgBwXx0?si=njxXEwzw9qI9TBqy