العنوان الأعرض للمعضل التاريخي والمأزق الآني للأمة السودانية هو (أزمة العقل السوداني) الذي لم يستطع أن يتجاوز الحالة التي تصفها سرديات (ود ضيف الله) في طبقاته؛ غياب تام للقدرة على التفكير المنطقي المتسق، وعجز عن الفعل الواقعي، وجنوح نحو الخرافة وخوارق المعجزات، وتقديس للفرد يتخطى رجل الدين صاحب الكرامات والمكاشفات والفيوضات والحضرات الكفاحية إلى السياسي ذي الكسوب (الكفاحية)، في إطار الاستعداد المسبق للتماهي اللاحق مع خزعبلات الحقبة الناصرية والمد الثوري الاشتراكي، حيث يبرز الزعيم المطلق الذي تتمحور حوله كل الأمة ليحقق لها كل آمالها، ويعافي كل آلامها ويلقي بأعدائها في البحر أو قاع الجحيم بمجرد إطلالته الكاريزمية وبسمته الساحرة ونظرته الخارقة.
مزيج من اليأس والغثيان والغليان يتملك الواحد منا وهو يتنقَّل في هذا الأسفير بالغ البؤس بين منشورات تصطنع من (البرهان) بطلا قوميا أسطورياً ومخلصاً أكبر لشعبه، وأخرى تمنح الهالك (حميدتي) صفة الزعيم المؤسس، بينما تسبح أخرى بحمد (كرتي) وتتدروش في ذكره، وأما ثالثة الأثافي وعاشرة المصائب بعد اللانهاية، وتتويج رواية (مهلك أمة) أن يظل مثل (حمدوك)، نعم تخيلوا مثل حمدوك، أهزوجةً لا تبلى على الدهر وتبلينا!!!!
Zuhair Abdulfattah Babiker
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية.. فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن العلاقة بين العقل والنقل في القضايا الغيبية لا تقوم على التنافر أو التعارض، بل على التكامل والتعاضد، موضحًا أن هناك جوانب غيبية يمكن للعقل أن يبحث فيها ويؤكدها من خلال التأمل والتدبر.
وأوضح خلال حلقة برنامج "حديث المفتي"، المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، أن وجود الله تعالى من القضايا التي تتعانق فيها الأدلة العقلية والنقلية، حيث أكد القرآن الكريم على دعوة الإنسان إلى التأمل في خلق السماوات والأرض، كما جاء في قوله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت وإلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت".
وأشار إلى أن العقل لا يُقصى عن الغيبيات، بل له دور في إدراك حكمة الله في خلقه، والتأمل في صفاته مثل العلم والحكمة والقدرة، من خلال النظر في نظام الكون المحكم، مستشهدًا بقوله تعالى: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون".
كما تطرق إلى أهمية الوحي كمصدر رئيسي للمعرفة الغيبية، مؤكدًا أن العقل يمكنه إدراك إمكانية الوحي وصدق الأنبياء من خلال المعجزات، التي تأتي على خلاف المألوف لكنها تبقى ضمن جنس ما برع فيه القوم، مما يؤكد صدق رسالاتهم.