العنوان الأعرض للمعضل التاريخي والمأزق الآني للأمة السودانية هو (أزمة العقل السوداني) الذي لم يستطع أن يتجاوز الحالة التي تصفها سرديات (ود ضيف الله) في طبقاته؛ غياب تام للقدرة على التفكير المنطقي المتسق، وعجز عن الفعل الواقعي، وجنوح نحو الخرافة وخوارق المعجزات، وتقديس للفرد يتخطى رجل الدين صاحب الكرامات والمكاشفات والفيوضات والحضرات الكفاحية إلى السياسي ذي الكسوب (الكفاحية)، في إطار الاستعداد المسبق للتماهي اللاحق مع خزعبلات الحقبة الناصرية والمد الثوري الاشتراكي، حيث يبرز الزعيم المطلق الذي تتمحور حوله كل الأمة ليحقق لها كل آمالها، ويعافي كل آلامها ويلقي بأعدائها في البحر أو قاع الجحيم بمجرد إطلالته الكاريزمية وبسمته الساحرة ونظرته الخارقة.
مزيج من اليأس والغثيان والغليان يتملك الواحد منا وهو يتنقَّل في هذا الأسفير بالغ البؤس بين منشورات تصطنع من (البرهان) بطلا قوميا أسطورياً ومخلصاً أكبر لشعبه، وأخرى تمنح الهالك (حميدتي) صفة الزعيم المؤسس، بينما تسبح أخرى بحمد (كرتي) وتتدروش في ذكره، وأما ثالثة الأثافي وعاشرة المصائب بعد اللانهاية، وتتويج رواية (مهلك أمة) أن يظل مثل (حمدوك)، نعم تخيلوا مثل حمدوك، أهزوجةً لا تبلى على الدهر وتبلينا!!!!
Zuhair Abdulfattah Babiker
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي يدعو لمحاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن تستحق أن ترى من يشتبه بأنهم مدبروها يمثلون أمام المحكمة.
وبحسب رويترز، فقد جاء تصريح أوستن في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء بينما كان يبرر قراره إلغاء اتفاقات للإقرار بالذنب يوم الجمعة كان قد تم التوصل إليها مع خالد شيخ محمد، المتهم بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر، واثنين من شركائه المحتجزين في معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا.
كما أعفى أوستن حينها سوزان إسكالييه، التي تشرف على محكمة الحرب التابعة لوزارة الدفاع (البنتاجون) في جوانتانامو، من سلطتها في إبرام اتفاقات قبل المحاكمة في القضية، وتولى هذه المسؤولية بنفسه.
وتعني الخطوة التي اتخذها أوستن أن الثلاثة قد يواجهون محاكمة في نهاية المطاف تفضي إلى عقوبة الإعدام.