يعيش مئات الفلسطينيين بالقدس الشرقية في "قلق مستمر"، حيث يواجهون التهديد بإخلاء منازلهم، بعد صدور حكم قضائي من محكمة إسرائيلية، الأسبوع الماضي، حسب صحيفة "غارديان" البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن زهير الرجبي، الذي وُضع على منزله ملصق أصفر، ويأمل ألا يضطر أبدا إلى استبداله بملصق أحمر، للدلالة على أن إسرائيليين يعيشون في المبنى، قوله: "نحن نعيش في قلق دائم.

إنه أمر صعب للغاية".

وكانت أسرة الرجبي البالغ من العمر 54 عاما، مهددة بالطرد من منزلها منذ عقدين من الزمان، حيث تظهر خريطة وضعتها العائلة في غرفة المعيشة نحو 20 منزلا في حي بطن الهوى بالقدس الشرقية، تم تمييزها بملصق أصفر، و6 منازل فقط مميزة باللون الأحمر.

لكن هذا قد يتغير قريبا، حيث أنهى حكم صدر مؤخرا عن المحكمة العليا في إسرائيل، المعركة القانونية التي خاضتها عائلات ضد قرار الإخلاء، وفق "غارديان".

كما رفض القضاة محاولتين أخرتين لمنع التحركات الرامية إلى إجبار 66 شخصا على مغادرة منازلهم في حي بطن الهوى.

ونقلت الصحيفة عن المحامي يزيد قعوار، قوله: "بعد 15 عاما من العمل على هذه القضايا.. هذا بالتأكيد الأسوأ على الإطلاق".

إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراضي الضفة الغربية منذ 30 عاما قالت منظمة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان، الأربعاء، إن إسرائيل وافقت على أكبر عملية مصادرة للأراضي في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من ثلاثة عقود، ما من شأنه أن يفاقم التوترات بشأن الحرب الإسرائيلية على حركة حماس.

ويأتي هذا النشاط المفاجئ في حي بطن الهوى وسط جهود متضافرة تبذلها المنظمات "الاستيطانية" الإسرائيلية لتوسيع المشاريع القائمة وبدء مشاريع جديدة، وفق الصحيفة.

ووافقت إسرائيل، أواخر الشهر الماضي، على أكبر عملية مصادرة للأراضي في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من 3 عقود، وفقا لتقرير أصدرته منظمة إسرائيلية مناهضة للاستيطان، والتي قالت إن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى "تفاقم التوترات المتصاعدة" جراء الصراع في غزة.

كما توجد خطط أخرى لتوسيع مشاريع الإسكان المثيرة للجدل في القدس الشرقية، التي استولت عليها إسرائيل من الأردن في حرب الأيام الستة عام 1967 وضمتها من جانب واحد في عام 1980، حسب الصحيفة.

وقد يواجه نحو 700 فلسطيني في بطن الهوى خطر الإخلاء، وفق "غارديان"، التي نقلت عن ناصر الرجبي (52 عاما) الذي استمعت إليه المحكمة، الأربعاء، قوله: "هذا منزل عائلتنا. إنه المكان الذي وُلدت فيه. جاءت عائلتي إلى هنا قبل 60 عاما. لو كانت لدينا حكومة عادلة لكانت منحت لنا منازلنا، لكن بدلا من ذلك يحاولون الاستيلاء عليها".

فيما قال سليم عبد الغيث، الذي نظرت المحكمة بقضيته أيضا، إنه عاش في بطن الهوى منذ عام 1979، عندما اشترى منزله من عائلة فلسطينية.

وأضاف: "صحتي ليست جيدة، والخوف من فقدان منزلي يسيطر علي بالكامل، ماذا سأفعل؟ ليس لدي مكان آخر أذهب إليه".

ويقف وراء تدفق الإسرائيليين إلى بطن الهوى، منظمة "عطيرت كوهانيم"، التي تصف نفسها بأنها "منظمة استصلاح الأراضي الحضرية الرائدة في القدس، وتعمل منذ أكثر من 40 عاما على استعادة الحياة اليهودية في قلب القدس القديمة".

وتزعم المنظمة، وفق الصحيفة، أن "جزءا كبيرا من حي بطن الهوى يقع على موقع قرية بناها صندوق خيري تحت الحكم العثماني في أواخر القرن التاسع عشر لإيواء اليهود اليمنيين الفقراء، وقد أخلت السلطات البريطانية القرية عندما تصاعدت التوترات بين العرب واليهود في ثلاثينيات القرن العشرين، وقيل لسكانها إنهم سيتمكنون من العودة عندما يعود الهدوء".

ونجح المحامون الذين يمثلون الصندوق، الذي أعيد تنشيطه منذ ما يقرب من 20 عاما، في إثبات ملكيته السابقة للعقارات في بطن الهوى، مع وجوب أن تكون الأسبقية على أي مشتريات لاحقة، للسكان الحاليين (من الإسرائيليين) أو آبائهم أو أجدادهم، والذين فقد العديد منهم منازلهم أثناء الصراع في عام 1967 أو الحروب المحيطة بتأسيس إسرائيل في عام 1948، حسب الصحيفة.

ونقلت "غارديان" عن المتحدث باسم منظمة "عطيرت كوهانيم"، دانييل لوريا، قوله: "نحن منظمة دينية صهيونية ولا نعتقد أن الصهيونية ماتت. نريد أن نرى إحياء الحياة اليهودية في جميع أنحاء القدس. هناك رابط مطلق وأبدي بين الشعب اليهودي والقدس".

وأضاف أن منظمة "عطيرت كوهانيم" مستقلة عن الصندوق لكن لديها "مصلحة في نجاحه".

نتانياهو يذّكر بحرب 1967.. ويتحدث عن "سلسلة قرارات" بشأن القدس قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن حكومته ستصادق على سلسلة من القرارات بهدف تطوير مدينة القدس على النواحي التقليدية وكذلك العصرية والتكنولوجية.

ويشكل الفلسطينيون نحو 40 بالمئة من سكان القدس البالغ عددهم نحو مليون نسمة.

وكان الحفاظ على الأغلبية اليهودية في المدينة هدفا للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وفق الصحيفة، التي نقلت عن تقرير للأمم المتحدة، أن التوسع غير المسبوق في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "يهدد بإلغاء أي إمكانية عملية لقيام دولة فلسطينية".

ويقول ناشطون، حسب "غارديان"، إن الحكومة الإسرائيلية "تستغل الحرب في غزة لتسريع توسيع المستوطنات وتشريد الفلسطينيين".

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

وقالت إيمي كوهين من منظمة "إر أميم"، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية لحقوق الإنسان مقرها القدس: "تتوالى هذه الأحداث في مختلف أنحاء القدس الشرقية، حيث يواجه نحو ألف فلسطيني أو أكثر خطر التهجير".

وأضافت: "لا تنتهك هذه التحركات القانون الدولي فحسب، بل تستند أيضا إلى قوانين إسرائيلية محلية تمييزية بطبيعتها. وتضفي العملية القانونية غطاء من الشرعية، لكن عندما يتعلق الأمر باستعادة الأراضي التي فقدناها في عام 1948، فإن الفلسطينيين لا يتمتعون بأي حقوق".

"ذروة الاستيطان".. هل تقضي تحركات الحكومة اليمينية بإسرائيل على فرص "حل الدولتين"؟ وصفت منظمة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان إن عام 2024 كان "الذروة" لمصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ليصبح من الواضح تماما أن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي وصفت بأنها "الأكثر تطرفًا" في تاريخ البلاد، تعمل على تنفيذ أفكارها المناهضة لفكرة وجود دولة فلسطينية.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وقتل ما لا يقل عن 572 فلسطينيا على الأقل في الضفّة بأيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ اندلاع حرب غزة، حسب مسؤولين فلسطينيين.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في الضفة تأتي بهدف "ملاحقة مطلوبين في جرائم إرهابية". 

فيما قتل 16 إسرائيليا على الأقل في الضفة الغربية خلال هجمات في الفترة نفسها، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وفرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات جديدة على متطرفين إسرائيليين متهمين بممارسة العنف ضد الفلسطينيين، شملت أيضا قيودا مالية على 4 بؤر استيطانية في الضفة الغربية. 

كما أدرجت الخارجية الأميركية منظمة "لهافا" ضمن قائمتها السوداء، ووصفتها بأنها "أكبر منظمة متطرفة عنيفة في إسرائيل" تضم أكثر من 10 آلاف عضو.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة القدس الشرقیة منذ أکثر من فی عام

إقرأ أيضاً:

تل أبيب في مواجهة اللهيب.. حصيلة خسائر إسرائيل من حرائق الغابات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، اليوم الخميس، أنها تمكنت من السيطرة على سلسلة من الحرائق الضخمة التي اندلعت منذ يوم الأربعاء في منطقة بيت شيمش الواقعة غرب مدينة القدس. 

ووفقاً لما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد التهمت الحرائق ما يقارب 7 كيلومترات مربعة من الغابات، ما أثار حالة استنفار قصوى لدى الجهات الرسمية.

وشاركت في جهود إخماد النيران أكثر من 100 فرقة إطفاء مدعومة بـ 8 طائرات مخصصة لإخماد الحرائق ومروحية واحدة، في واحدة من أكبر عمليات الإطفاء التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. وبالرغم من أن فرق الإنقاذ تمكنت من السيطرة على الحرائق، إلا أن سرعة انتشار اللهب، التي وصلت إلى 8 أمتار في الثانية، دفعت السلطات إلى تفعيل خطة طوارئ موسعة لمنع وصول الحرائق إلى المناطق السكنية.

وأوضحت الهيئة أن أطقم الإطفاء واصلت عملها طوال الليل لمنع تسلل النيران إلى التجمعات السكنية المحاذية. كما تم الإعلان عن إعادة فتح جميع الطرق التي أُغلقت خلال الأزمة، وعادت الحياة تدريجياً إلى البلدات المتضررة.
 

الإصابات البشرية والجهود الميدانية

رغم ضخامة الحريق، لم تُسجل إصابات في صفوف المدنيين، غير أن ثلاثة من رجال الإطفاء تعرضوا لإصابات نتيجة استنشاق الدخان، وأُصيبت شرطية بجروح متوسطة خلال عمليات الإجلاء والمساندة.
وفي الوقت نفسه، لم تكشف التحقيقات الأولية عن وجود شبهات جنائية أو أدلة على أن الحرائق اندلعت بفعل فاعل، إلا أن السلطات أكدت أنها ستبقى في حالة استعداد قصوى تحسباً لاحتمال اندلاع حرائق جديدة خلال فصل الصيف، خاصة مع استمرار موجات الحر.


إخلاء بلدات وتوقف حركة القطارات

تزامناً مع تصاعد ألسنة اللهب، أقدمت السلطات على إجلاء سكان عدد من البلدات في وسط إسرائيل، من بينها إشتاؤول وبيت مئير ومسيلات تسيون، التي تقع بين مدينتي القدس وتل أبيب. كما قامت الشرطة بإغلاق الطريق السريع رقم 38، وهو أحد الشرايين المرورية الأساسية المؤدية إلى القدس، ما تسبب في ارتباك مروري كبير.
أظهرت مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حشوداً من المواطنين وهم يغادرون سيراً على الأقدام الطرق المحيطة بمنطقة رحوفوت وسط سحب كثيفة من الدخان.


تدخل حكومي وتنسيق أمني

في ظل تفاقم الوضع، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً طارئاً لتقييم الموقف في مركز قيادة مكافحة الحرائق، بحضور مفوض الشرطة دانيال ليفي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين شاركا في الاجتماع عبر الهاتف من الولايات المتحدة.
وأعلن نتنياهو أن إسرائيل بصدد دراسة إمكانية طلب مساعدات خارجية، مشيراً إلى فتح قنوات اتصال مع دول مثل اليونان للمساعدة في احتواء الأزمة في حال تصاعدت الأمور.
 

تعبئة عامة واستنفار كامل

وفي مؤشر على خطورة الوضع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التعبئة العامة لجميع قوات الإطفاء في البلاد. وتم توجيه عناصر الشرطة للاستعداد لحلول الظلام، ومواصلة العمل على الطرق السريعة وفي التجمعات السكانية باستخدام المنظومة الجوية للشرطة وأنظمة المراقبة الحديثة.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن مفوض الشرطة أعطى أوامر واضحة بتكثيف العمليات الجوية والبرية لمنع اتساع رقعة النيران. كما أفادت هيئة الإطفاء بأن 11 طائرة و100 طاقم لا يزالون منتشرين في منطقة إشتاؤول وجبال القدس لمواصلة عمليات الإخماد.

إلى ذلك، شاركت وحدات من الجيش الإسرائيلي في عمليات الإطفاء، خاصة في المناطق الواقعة بين القدس وتل أبيب، التي تضررت بشدة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرياح الجافة، ما ساهم في تسريع انتشار الحرائق.

مقالات مشابهة

  • تل أبيب في مواجهة اللهيب.. حصيلة خسائر إسرائيل من حرائق الغابات
  • حرائق الغابات في إسرائيل.. الاحتلال يخلي عدة بلدان والرياح تساعد على الانتشار
  • تفاصيل السيطرة على الحرائق في إسرائيل
  • حرائق ضخمة تشتعل وسط إسرائيل إصابة 3 عناصر إطفاء
  • لبنان.. العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين
  • العفو الدولية : “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين في لبنان
  • كلاب مُدربة من هولندا.. وسيلة إسرائيل الجديدة لتعذيب الفلسطينيين | شهادات من الجحيم
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيين
  • نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الانقسام داخل حكومة نتنياهو يهدد استقرار إسرائيل