سواليف:
2024-08-09@16:24:42 GMT

في الصميم

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

#في_الصميم

د. #هاشم_غرايبه

ستجرى الانتخابات النيابية في الأردن بعد شهرين، في كل بلاد العالم ذلك حدث هام، فترى الحركة والنشاط، ما بين لقاءات وتحالفات واجتماعات ومهرجانات تأييد، ما عدا في الأردن فهنالك فتور عام بل عزوف، ولولا أن جعلت الدولة عضوية البرلمان مشروعا استثماريا مربحا، فيستعيد المرشح ما أنفقه أضعافا، ما وجدت من يترشح.


من المسؤول عن هذا الخلل؟ وكيف السبيل الى إصلاحه؟
المسؤول الأكبر هو الدولة العميقة بسياستها لتحويل السلطة التشريعية الى مؤسسة رسمية تابعة لوزارة الداخلية، والوسيلة كانت بالصوت الواحد، مما أدى الى الانتخاب على أسس عشائرية وليس برامج سياسية.
الحالة الديمقراطية اليتيمة التي شهدها الأردن حدثت مرة في الخمسينيات، عندما جرت انتخابات حقيقية، انتجت برلمانا مستقلا عن التبعية للسلطة التنفيذية، فلم تتقبل الدولة العميقة ذلك فانقلبت على الدستور، وعطلته بالأحكام العرفية، وذلك بدعم من بريطانيا التي كانت تطمح لتجاوز المعارضة البرلمانية القوية، التي كانت تقف حائلا أمام إنشاء حلف بغداد المشين.
لكن الظروف الدولية هي التي حالت دون ذلك، أكثر من دور المعارضة الوطنية، إذ كان ذلك العام نقطة تحول تم بموجبها انتقال سلس للأنظمة العربية من الهيمنة البريطانية الى الأمريكية، وكانت ثورة العراق عام 1958 المسمار الأخير في نعش “حلف بغداد”.
سقط مشروع الحلف، لكن النظام السياسي صمم على عدم العودة مرة أخرى الى فصل السلطات، لذلك لم يسمح بعدها بأية انتخابات برلمانية حرة، الا مرة واحدة عام 89 ، وتنفيسا للضغط الشعبي، لكنه عدّل الدستور عدة مرات لإبقاء زمام الأمور بيد الملك، وذلك للإلتفاف على مسمى النظام السياسي في النص الدستوري: نيابي ملكي، لانه في التطبيق الواقعي معكوس، فهو ملكي نيابي.
لقد هدفت كل تعديلات الدستور الى تكديس المزيد من الصلاحيات بيد السلطة الحاكمة، بينما وجدت الدساتير أصلا الى تقليص صلاحيات الحاكم، وتقييدها وتوزيعها على أكبر قاعدة، لأن السلطة المطلقة مفسدة مؤكدة.
لذلك فالحديث عن التعديلات الدستورية على أنها إصلاحات سياسية هو استخفاف بالعقول، وأما التعديلات على القوانين منذ أن استعيدت الحياة البرلمانية عام 89، فكانت لتثبيت القوانين المؤقتة التي وضعت خلال الفترة العرفية، والجديد منها في صالح المزيد من التوسع في صلاحيات السلطة التنفيذية، والتضييق على الرقابة الشعبية والصحافية والبرلمانية عن طريق زيادة العقوبات على نشر المعلومات، وتقييد حريات النشر والإعلام بما تسمح به الأجهزة الأمنية.
إن أي حديث عن الإصلاح السياسي يفقد مضمونه إن اقتصر على تعديل قانون تشكيل الأحزاب أو زيادة دعمها من اموال الخزينة، ولنتحدث بصراحة أكثر، فكل حديث عن تنمية الحياة الحزبية تهدف منه الدولة، إنشاء أحزاب علمانية المنهج تكون منافسة وبديلة للأحزاب الإسلامية، بهدف تحقيق المتطلبات الغربية التي تخشى من وصول الإسلام الى السلطة، لأن الثابت الوحيد في سياسات أنظمة سايكس بيكو جميعها، أنها لن تسمح بحياة حزبية حرة، لأنها ستوصل الإسلام السياسي الى السلطة التشريعية، ومنها سيصل الى السلطة التنفيذية.. لأن ذلك سينتشر في المنطقة العربية، وهذا هو المحظور كونه سيؤدي حتما الى وحدة الأمة من جديد.
المحزن أن الإصلاح السياسي في الأردن ليس في تحقيق منجزات والتقدم الى الأمام، فأقصى أحلام الأردنيين الآن هو الارتقاء الى الصفر، أي العودة لما كان متحققا قبل سبعين عاما، لذا يجب أن يرتكز على المحورين التاليين:
1- العودة عن كل التعديلات على الدستور التي أجريت، لأنها مخالفة لمبدأ نظام الحكم الذي هو نيابي أصلا قبل أن يكون ملكيا، لأنه أسس على شاكلة النظام البريطانيً، فبذلك فقط يتحقق مبدأ فصل السلطات، فتتحرر السلطتان التشريعية والقضائية من هيمنة الأجهزة التنفيذية.
2 – العودة عن قانون الصوت الواحد وكل تعديلاته التجميلية، فهو المسؤول عن انتاج هذه البرلمانات الهزيلة، والعودة لقانون عام 89 أي تشكيل القوائم على أسس سياسية برامجية، والرعب من امكانية فوز الإخوان المسلمين لا مبرر له، فقد فازوا آنذاك ولم يحولوا الدولة اسلامية.
وبغير ذلك ستبقى البرلمانات منزوعة الدسم التشريعي والرقابي، ومجرد مجالس خدمات محلية، وسيبقى الإصلاح السياسي مفرغا من المضمون، ومجرد عناوين تجميلية خطابية، وسيظل الأردن يراوح مكانه، لكن في التنافس مع باقي الأنظمة العربية ضمن قائمة الدول الأكثر فشلا!.

مقالات ذات صلة ملوك الطوائف القدامى أضاعوا غرناطة والجدد تخلوا عن فلسطين 2024/07/12

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في الصميم

إقرأ أيضاً:

أزمة مالية مستمرة.. السلطة الفلسطينية تدفع 70% من رواتب موظفيها عن يونيو

قالت وزارة المالية الفلسطينية إنها ستدفع اليوم الخميس 70% من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في القطاعين المدني والعسكري عن شهر يونيو/حزيران الماضي، وذلك وسط استمرار أزمتها المالية.

وذكرت الوزارة في بيان أن "رواتب الموظفين عن شهر يونيو/حزيران ستصرف مساء اليوم الخميس على الصراف الآلي والأحد في البنوك، بنسبة لا تقل عن 70% وبحد أدناه 3 آلاف شيكل (791.63 دولارا)".

رواتب كاملة

وأضافت البيان "بهذه المعادلة سيتلقى أكثر من 50% من الموظفين رواتبهم كاملة، وهم الموظفون الذين لا تزيد رواتبهم على 3 آلاف شيكل (791.63 دولارا)".

وتابعت "بقية المستحقات القائمة حتى تاريخه هي ذمة لصالح الموظفين، وسيتم صرفها عندما تسمح الإمكانيات المالية بذلك".

وتعتمد السلطة الفلسطينية بشكل أساسي على أموال الضرائب في تغطية دفع رواتب موظفيها وتغطية نفقاتها التشغيلية، والجزء الأكبر من هذه الأموال تجمعه إسرائيل نيابة عن السلطة.

وتجمع إسرائيل أموال الضرائب عن البضائع التي تمر خلالها إلى السوق الفلسطينية مقابل عمولة 3% بالنظر إلى أنها تسيطر على جميع المعابر التي تربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي.

تأخر الرواتب

وشهدت السنوات الماضية تأخيرا في تحويل أموال الضرائب، الأمر الذي أدى إلى عجز السلطة الفلسطينية عن الوفاء بالتزاماتها المالية، سواء لموظفيها أو للموردين من القطاع الخاص.

وتقول السلطة الفلسطينية إن إجمالي المحتجز من أموال المقاصة لدى إسرائيل وصل إلى 6 مليارات شيكل (1.58 مليار دولار).

وقررت إسرائيل خلال السنة الماضية احتجاز قيمة الأموال التي تدفعها السلطة الفلسطينية إلى العائلات التي استشهد أبناؤها في المواجهات مع إسرائيل والمعتقلين الفلسطينيين، وطالبت السلطة الفلسطينية بعدم صرف أموال لهم.

ولم توضح وزارة المالية الفلسطينية في بيانها كيف تمكنت من جمع هذا المبلغ الذي مكنها من دفع 70% من رواتب موظفيها.

مقالات مشابهة

  • المحكمة الدستورية تحسم في قانون التعيين في المناصب العليا
  • النرويج: إلغاء إسرائيل اعتماد دبلوماسيينا “ستكون له عواقب”
  • محافظ حضرموت يكشف عن قرب استكمال بناء مصفاة لإنتاج المازوت
  • أزمة مالية مستمرة.. السلطة الفلسطينية تدفع 70% من رواتب موظفيها عن يونيو
  • "البيجيدي" يندد بـ"إقصاء" أعضائه من المشاركة في الإحصاء العام للسكان
  • البيجيدي يستنكر إقصاء المنتسبين إليه من المشاركة في عملية الإحصاء
  • الرئيس التونسي يُقيل رئيس الوزراء  
  • السلطة الفلسطينية تدفع 70% من رواتب موظفيها عن يونيو
  • زلة لسان جديدة لبايدن عن انتقال السلطة لو فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية
  • في خطوة مفاجئة.. ملك الأردن يترأس أول اجتماع لمجلس الأمن القومي