نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن كشف جهاز المخابرات الخارجية الروسي عن تكثيف الولايات المتحدة جهودها لإيجاد بديل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الأوكرانيين غير راضين عن الأعمال العدائية المستمرة وذلك وفقًا لجهاز المخابرات الخارجية الروسي.

وتشمل قائمة الخلفاء المحتملين الرئيس السابق بترو بوروشينكو، والقائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، وعمدة كييف فيتالي كليتشكو وآخرين.

ما هو معروف عن خطط الولايات المتحدة لاستبدال زيلينسكي؟
بحسب الصحيفة الروسية فإن سكان أوكرانيا يعربون بشكل متزايد عن عدم رضاهم عن استمرار الحرب. ويتزايد انعدام ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، خاصة بعد انتهاء صلاحيات زيلينسكي الرئاسية في أيار/ مايو. في هذا الصدد، كثفت الولايات المتحدة جهودها لإيجاد بديل للرئيس الأوكراني.

ونشرت صحيفة "رازفدتشيك" قائمة الخلفاء المحتملين لزيلينسكي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع الرئيس السابق لأوكرانيا بيترو بوروشينكو وعمدة كييف فيتالي كليتشكو ويمكنها استبدال زيلينسكي في حال تفاقم الوضع في منطقة القتال بشكل حاد. ويشير المنشور إلى أن الأمريكيين والأوروبيين يريدون بقاء الرئيس الأوكراني في منصبه في الوقت الحالي، كونه مرتبط بـ"مخططات تمويل الحرب" التي تجلب أرباحًا هائلة لمصنعي الأسلحة الغربيين وكييف. وقال أحد عملاء المخابرات الخارجية الروسية إن واشنطن وحلفاءها يحثّون معارضي زيلينسكي على ضبط النفس في الوقت الحالي.


ما مدى احتمالية تغيير السلطة في أوكرانيا؟
قال النائب السابق للبرلمان الأوكراني سبيريدون كيلينكاروف، إن الولايات المتحدة تبحث عن بديل لزيلينسكي، نظرا لأهمية الحفاظ على نفوذها في أوكرانيا. في الوقت نفسه، فإن فقدان زيلينسكي للشرعية يخلق "مشاكل غير قابلة للحل"، مما يجعل من تغيير السلطة في كييف أمرًا مرجحًا للغاية. وأضاف كيلينكاروف أن "أوكرانيا في أزمة ديون ينبغي سدادها، لكن لا توجد أموال لذلك، مما يولّد حاجة إلى إعادة الهيكلة. للقيام بذلك، يتعين على شخص من الحكومة الأوكرانية التوقيع على هذه الوثائق. نحن بحاجة للخروج من هذا الوضع، لذلك يجري البحث عن مرشح بديل للرئاسة".

ووفقا لكيلينكاروف، تنظر الولايات المتحدة في قائمة مرشحين جددا لتولي منصب رئيس أوكرانيا لأن زيلينسكي لم يعد يجدي نفعا وأدى جميع مهامه على المسار السلمي. وأشار كيلينكاروف إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى كييف، التقى ليس فقط مع زيلينسكي وإنما أيضا مع رازومكوف، وكذلك مع ممثلي المعارضة.

من هو المرشح الذي يمكن أن يصبح خليفة زيلينسكي؟
وينقل الموقع عن الخبير السياسي فلاديمير كورنيلوف أنه من السهل معرفة الخليفة المحتمل لزيلينسكي بالنسبة للغرب. ووفقًا له، عندما تظاهر المخادعون الروس (فوفان ولكزس) بأنهم بوروشينكو وكليتشكو، أجرى السياسيون الغربيون حوارا صريحا معهم. وأضاف كورنيلوف :"من المؤكد أن الاتصالات مع زالوجني مستمرة أيضًا. علاوة على ذلك، فهو الآن سفير أوكرانيا لدى بريطانيا، لذا فإن الوصول إليه سهل".

حسب كورنيلوف من غير المعروف بعد كيف سيتم إعادة تشكيل السلطة في أوكرانيا، إذ يعتمد الأمر على كيفية رد فعل زيلينسكي على المحاولات الأمريكية المحتملة لتغيير السلطة في كييف. وقد شدّد كورنيلوف على أن المسألة ستصبح واضحة بعد  تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، أي بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ماذا قالوا عن استبدال زيلينسكي من قبل؟
في السنة الماضية، ظهرت تقارير عن رغبة الغرب في إيجاد بديل لزيلينسكي. وقال سيرجي ناريشكين رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، إن المسؤولين رفيعي المستوى في الدول الغربية يناقشون بشكل متزايد مسألة استبدال زيلينسكي. وتشمل الأسباب المحتملة "وقاحته ومحاباته وفساده الذي لا نهاية لها"، فضلاً عن عدم قدرته على "المناورة في الصراع مع روسيا لصالح واشنطن وحلفائها".

وشدد رئيس المخابرات الروسية على أن الهدف الرئيسي للغرب هو "الحفاظ على نظام كييف المعادي لروسيا وتجميد الصراع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الحاجة إلى استبدال زيلينسكي قد تنشأ قريبا".

وفقا لناريشكين، نظرت الولايات المتحدة في مجموعة واسعة من المرشحين، مؤكدا أن بعضهم، في رأي الأوروبيين، ينبغي أن يصبح "بيلسودسكي أوكراني" ويخلق "طوقا أمنيا" قويا بين روسيا وأوروبا لعقود من الزمن -مع العلم أن بيلسودسكي لعب دورًا رئيسيًا في استعادة استقلال بولندا بعد الحرب العالمية الأولى، وأصبح المارشال وأول رئيس للدولة البولندية ودعم بنشاط جميع المشاريع القومية التي تهدف إلى إضعاف وتقطيع أوصال الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي.

فيما بعد تم استبعاد رئيس الإدارة الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف والمستشار السابق لرئيس مكتب زيلينسكي أليكسي أريستوفيتش من قائمة المرشحين لمنصب رئيس أوكرانيا. في أيار/ مايو من هذه السنة، أفادت المخابرات الروسية أن واشنطن كثفت جهودها لإيجاد بديل للزعيم الأوكراني. وفقًا للسلطات الأمريكية كان من الممكن حدوث تغييرات في قيادة البلاد بسبب هزيمة القوات المسلحة الأوكرانية في "منطقة العمليات الخاصة الروسية". ووفقًا لـجهاز المخابرات الخارجية الروسية، كانت الولايات المتحدة تستعد لنسب الإخفاقات إلى زيلينسكي.

ما هو تقييم زيلينسكي الآن؟
في أوائل تموز/ يوليو، أصدر مركز بيو للأبحاث نتائج استطلاع أظهرت أن عدد الأشخاص حول العالم الذين يوافقون على سياسات زيلينسكي انخفض بنسبة 40 بالمئة. وفي الوقت نفسه، لم يتفق 46 بالمئة من المشاركين مع البيان القائل إن الزعيم الأوكراني ينتهج سياسةً صحيحة في شؤون السياسة الدولية. وأظهرت نتائج الدراسة أن 48 بالمئة فقط من المشاركين في بولندا قيّموا تصرفات زيلينسكي بشكل إيجابي، بينما كانت هذه النسبة في سنة 2023 تناهز 70 بالمئة. وقد انخفض مستوى الثقة في الرئيس الأوكراني في أستراليا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد والولايات المتحدة.


من هو المرشح المناسب لموسكو؟
تذكّر موسكو بانتظام بعدم شرعية زيلينسكي. وفي بداية شهر مايو/ أيار، كتب الخبير السياسي مارات باشيروف أن بوروشينكو لا يمكن أن يكون مفاوضاً محتملاً، كونه مطلوبًا من قبل وزارة الداخلية الروسية. وقبل بضعة أشهر من الحرب على أوكرانيا، قالت النائب السابقة للبرلمان الأوكراني وحليفة الرئيس السابق آنا جيرمان إن فيكتور يانوكوفيتش لديه الحق في استعادة الرئاسة، لأنه تمت إقالته بشكل غير قانوني من السلطة.

وفي نهاية السنة الماضية، أشار خبراء سياسيون إلى أنه من المفيد لروسيا أن يتولى رئيس مجلس حركة "أوكرانيا الأخرى"، فيكتور ميدفيدتشوك، الرئاسة في أوكرانيا. في هذا الصدد، قال الأستاذ المشارك في قسم التحليل السياسي والعمليات الاجتماعية والنفسية بجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، ألكسندر بيريندزيف إنه "من الجيد بالنسبة لروسيا تولي ميدفيدشوك السلطة في أوكرانيا. سيكون على استعداد للتفاوض والتسوية. إذا أرادت أوكرانيا الحفاظ على مكانتها، يتعين عليها وعلى الغرب جعل ميدفيدتشوك رئيسًا لأوكرانيا".

في السنوات الأخيرة، انتشرت شائعات في وسائل الإعلام مفادها أن رئيس وزراء أوكرانيا السابق ميكولا أزاروف قد يصبح خليفة زيلينسكي. بخصوص هذا قال كيلينكاروف إن رئيس مجلس الوزراء السابق يتمتع بجميع الصفات اللازمة لحكم البلاد، بما في ذلك الكفاءة المهنية عالية المستوى. ومن جانبه، شدد كورنيلوف على أن موسكو تقبل أي طرف مستعد للمفاوضات السلمية. لكن وفقا له، قد تنشأ مشاكل خطيرة عند توقيع الوثائق مع كييف. وأضاف كورنيلوف أنه عندما يتعلق الأمر بالتوقيع على وثائق محددة، سيُطرح السؤال حول شرعية بعض الممثلين الأوكرانيين، الذين ينبغي أن تحددهم أوكرانيا نفسها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية زيلينسكي روسيا امريكا روسيا اوكرانيا زيلينسكي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المخابرات الخارجیة الولایات المتحدة استبدال زیلینسکی فی أوکرانیا السلطة فی فی الوقت رئیس ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تكشف تفاصيل الدور التركي في صفقة تبادل السجناء بين روسيا وأميركا

أنقرة- في الأول من أغسطس/آب 2024 بعدما تجاوزت الساعة الرابعة عصرا بقليل، وردت أخبار عاجلة تفيد بأن "عملية تبادل دولية ستجري اليوم على الأراضي التركية وبتنسيق من استخباراتها"، ولم تكن لدى الصحفيين أي معلومات مسبقة عنها، كما لم يعلموا أنها ستكون الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.

وحين بدأت 7 طائرات من 7 دول مختلفة تهبط في مطار "إيسنبوغا" في العاصمة التركية أنقرة، بدأ يتضح تدريجيا مدى أهمية عملية التبادل التي ظلت مخفية عن وسائل الإعلام.

ومع ذلك، عندما تبين أن بعض الأشخاص البارزين في عملية التبادل هم ممن تُولي الولايات المتحدة وروسيا اهتماما كبيرا بهم، وأن هذه العملية تُتابَع على مستوى رؤساء الدول، قطعت القنوات التلفزيونية بثها المعتاد وانتقلت إلى بث الأخبار العاجلة عن هذا "التبادل التاريخي".

مصدر أمني تركي رفيع كشف للجزيرة نت تفاصيل صفقة التبادل، والدور التركي في التحضير وتنفيذ عملية التبادل.

متى بدأت المشاورات بين الدول من أجل عملية التبادل؟

كانت الدولتان الرئيسيتان في عملية التبادل روسيا والولايات المتحدة، وكلتاهما تتحدث منذ فترة طويلة عن شخصيتين لهما أهمية كبيرة.

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كان الكاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" إيفان غيرشكوفيتش، الذي اعتقل في روسيا مارس/آذار 2023 بتهمة "التجسس"، هو الشخصية الأهم.

أما بالنسبة إلى روسيا، فكان أهم شخصية هو العميل في جهاز الأمن الفدرالي الروسي فاديم كراسنيكوف، الذي اعتقل في ألمانيا بتهمة قتل المعارض الشيشاني زليمخان خانجوشفيلي عام 2019، والذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وبينما كانت الدولتان تتحدثان عن تبادل هاتين الشخصيتين، أضيفت أسماء جديدة إلى القائمة، ليصل العدد فجأة إلى 26 شخصا من 7 دول مختلفة.

ما العقبة التي تخللت التفاوض؟

لم تتمكن الولايات المتحدة وروسيا من التوصل إلى اتفاق بشأن مبدأ التكافؤ في تبادل الأشخاص لفترة من الزمن. ولهذا السبب، تمت إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الأشخاص الذين سيتم تبادلهم، إذ كانت العقبة الأهم هي الإفراج عن عميل جهاز الأمن الفدرالي الروسي فاديم كراسنيكوف، الذي تمت محاكمته وإدانته في المحاكم الألمانية، فقامت الولايات المتحدة بحل هذه المشكلة عبر مفاوضات سرية مع ألمانيا.

وعندما توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق متبادل، ناقشتا إجراء عملية التبادل في دولة ثالثة، وهو المعتاد في مثل هذه العمليات، وكان القرار المشترك بين الدولتين هو اختيار تركيا.

أحد المواطنين الروس الذين شملهم التبادل لدى وصوله مطار موسكو (الأناضول) لماذا تركيا؟

لهذا الاختيار عدة أسباب، فقد كانت تركيا واحدة من الدول النادرة التي تتواصل بشكل جيد مع كل من الولايات المتحدة وروسيا. فبعد الحرب الروسية الأوكرانية، توترت العلاقات بين الدول الأوروبية وروسيا، وكذلك بين الدول الشرقية والولايات المتحدة، مما أدى إلى أزمة ثقة كبيرة. وبهذا، أصبحت تركيا المرشح الأقوى.

بالإضافة إلى ذلك، كانت لدى تركيا عمليات تبادل ناجحة في السابق، ففي عام 2022، تم تبادل الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو مع جندي البحرية الأميركية تريفور ريد بوساطة تركيا. وكذلك كانت الوسيط في تبادل أسرى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وخاصة جنود كتيبة آزوف والجنود الروس، ولعبت دور الوسيط أيضا في فتح ممر الحبوب وتوزيعها على العالم خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

وهناك معياران آخران لاختيار الدولة الوسيطة، إذ يجب أن تكون لديها إرادة سياسية وآليات اتخاذ قرارات سريعة، وأن تكون أجهزة استخباراتها قادرة على جمع 26 شخصا من 7 دول مختلفة وتنفيذ عملية التبادل.

من قام بالاتصال الأول ومتى ومع من؟

قبل شهر، في بداية يوليو/تموز، قام رؤساء الاستخبارات في الولايات المتحدة وروسيا بنقل طلب رسمي إلى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن للمساعدة في عملية التبادل، فاستمع إلى الطلب وتوجه به إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن ثم منح أردوغان رئيس استخباراته السلطة الكاملة لتنفيذ العملية.

وقام قالن بإجراء التعيينات اللازمة داخل الجهاز لتنفيذ العملية وتحت "أعلى درجات السرية والدقة"، ولهذا لم يتم سماع أي شيء عن العملية أو تداول أخبارها حتى هبوط أول طائرة في المطار التركي.

ما الخطة التي اتبعها جهاز المخابرات التركي؟

حصلت الاستخبارات التركية على قائمة تضم 26 شخصا يتمتعون بأهمية لدى 7 دول، وتضمنت القائمة عميلا من جهاز الأمن الفدرالي الروسي، بالإضافة إلى أطفال ونساء وصحفيين وعسكريين، وعلى الرغم من اختلاف أهمية هؤلاء الأشخاص، قامت الاستخبارات التركية بتطبيق بروتوكول النقل والحماية والتسليم نفسه على الجميع بشكل متساو.

وكانت هناك 7 طائرات ستقلع من الولايات المتحدة، وألمانيا، وبولندا، وسلوفينيا، والنرويج، وروسيا، وبيلاروسيا، وستهبط في تركيا، وبعد تبادل الأشخاص، ستعود هذه الطائرات إلى الدول التي جاءت منها.

وأعدت الاستخبارات التركية خطة تبادل، وتم تحديد مواعيد إقلاع الطائرات من الدول المختلفة حسب مناطقها الزمنية، وتوقيت وصولها إلى تركيا، كما تم تحديد مكان انتظار الأشخاص الموجودين على متن هذه الطائرات، وكيفية تسليم الشخصيات المستبدلة، ومواعيد إقلاع الطائرات للعودة، وعندما تم التوصل إلى اتفاق على هذه الخطة، بدأت الطائرات تهبط واحدة تلو الأخرى في الأول من أغسطس/آب الجاري.

كيف تم التبادل في المطار؟

هبطت أول طائرة قادمة من سلوفينيا في المدرج في الساعة 16:05 (بالتوقيت المحلي)، تبعتها الطائرات القادمة من النرويج، وروسيا، وألمانيا، والولايات المتحدة (طائرتان)، ثم تم إنزال الأشخاص العشرة الذين ستستلمهم روسيا أولا، ثم نُقل 16 شخصا ستسلمهم روسيا إلى طائرات بلدانهم.

واختارت الاستخبارات التركية جميع الموظفين المشاركين في العملية في المطار، بما في ذلك عناصر الأمن، والصحة، والنقل، والطعام والشراب، من موظفيها. ولم يُعلن عن عدد الأشخاص المشاركين في العملية، لكن قيل إنها أكبر عملية تخصيص للموارد البشرية خلال السنوات الأخيرة.

تمت المرحلة الأخيرة من التبادل على النحو التالي:

أولا، تمت تلبية احتياجات الأشخاص الذين نزلوا من الطائرات، مثل الطعام والشراب وغيرها، ثم نُقلوا إلى قاعة كان بها الممثلون الرسميون للدول للتأكد من هوياتهم، وتحت إشراف الاستخبارات التركية، تم التحقق من هوياتهم وعددهم. الأشخاص الذين احتاجوا إلى فحص طبي تم فحصهم بواسطة فريق الصحة الخاص بالاستخبارات التركية وتوثيق حالاتهم. وخلال جميع هذه الإجراءات، لم يتركهم عناصر الأمن التابعون للاستخبارات التركية. بعد الانتهاء من الإجراءات، نُقل الأشخاص إلى الطائرات التي ستعيدهم إلى بلادهم حسب الخطة الموضوعة، ومنهم 10 أشخاص إلى الطائرة الروسية المتوجهة إلى موسكو، و3 أشخاص إلى الطائرة الأميركية المتوجهة إلى واشنطن، و13 شخصا إلى الطائرة الألمانية، وأقلعت الطائرات واحدة تلو الأخرى في الأوقات المحددة. ما المشكلة التي ظهرت خلال التبادل؟ وكيف تم حلها؟

في أثناء عملية التبادل، ظهرت بعض الأزمات نتيجة مطالب إدارية لم يتم الاتفاق عليها مسبقا بشأن بعض الأسماء، وتم حلها بطرق دبلوماسية عبر الاستخبارات التركية.

وكانت المشكلة الأخرى التي واجهتها العملية هي عدم الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، إذ كان كل طرف يريد تسلم الأشخاص المطلوبين له أولا، مما أدى إلى تعقيد تنظيم العملية.

هل التقى مسؤولو المخابرات يومها؟

في يوم تنفيذ عملية التبادل، قام رئيس الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بإجراء مكالمات هاتفية متواصلة مع رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، وذلك للأهمية الكبيرة التي كان يوليها رئيسا الولايات المتحدة وروسيا لهذه العملية. وعند اكتمال التبادل، اتصل رؤساء الاستخبارات الروسية والأميركية بقالن مرة أخرى لتقديم شكرهم الخاص له.

لماذا استقبل رئيسا روسيا والولايات المتحدة الأشخاص الذين تم استرجاعهم؟

في كل من الولايات المتحدة وروسيا، كانت بعض الأسماء التي تم تبادلها موضوعا ساخنا لفترة طويلة، ففي سباق الرئاسة الأميركي، كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد أعلن أنه الوحيد القادر على إنقاذ إيفان غيرشكوفيتش، كوسيلة للتحدي ضد الرئيس الحالي جو بايدن.

وفي روسيا، نشأت مناقشات حول كيفية قيام الرئيس فلاديمير بوتين بتفويض الأشخاص المهمين ثم التخلي عنهم، مما جعل إنقاذ العميل فاديم كراسنيكوف مسألة "برستيج" (كرامة) بالنسبة إلى بوتين.

لذا، عندما وصل الأشخاص الذين تم تبادلهم إلى الولايات المتحدة، ذهب الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس شخصيا إلى المطار لاستقبالهم، وتم بث هذا الحدث مباشرة على جميع وسائل الإعلام. وبالمثل، ذهب بوتين لاستقبال الأشخاص القادمين في المطار أمام وسائل الإعلام، ووجه عدة رسائل إلى الجمهور الداخلي.

وحصل كل من الرئيسين على قدر كبير من الهيبة السياسية من خلال هذه العملية، بينما أصبحت كيفية استفادة ألمانيا والدول الأخرى من هذه القضية من أكثر المواضيع نقاشا في الأوساط الداخلية.

ماذا قال رؤساء الدول الذين اتصلوا بأردوغان؟

بعد انتهاء عملية التبادل، اتصل كل من رؤساء روسيا والولايات المتحدة بالرئيس التركي أردوغان، ليقدما شكرهما على المساهمة الكبيرة التي قدمتها تركيا، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قاما أيضا بالإعلان عن شكرهما عبر وسائل الإعلام، حيث أحدث إتمام تركيا لأكبر عملية تبادل منذ الحرب العالمية الثانية بدون أي مشاكل صدى كبيرا في عالم الاستخبارات.

هل نتوقع عمليات تبادل أخرى؟

بعد هذه العملية، يُقال إن دولا أخرى طلبت من تركيا أن تكون الوسيط في عمليات تبادل مماثلة. ومع ذلك، تُجرى جميع هذه الأعمال بسرية تامة.

ما لائحة الأشخاص الذين شملهم التبادل؟

شملت المجموعة التي سُلمت إلى روسيا كلا من ميخائيل ميكوشين، وقد جاء من النرويج، وفاديم كراسنيكوف الذي أُحضر من ألمانيا، وبافيل أليكسييفيتش روبتسوف والذي جاء من بولندا، وفلاديسلاف كليوشين ورومان سيليسنيوف وفاديم كونوشينوك، وثلاثتهم جيء بهم من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أرتيم دولتسيف وآنا دولتسيفا اللذين جرى نقلهما من سلوفينيا.

أما الأسماء التي سلمت إلى الولايات المتحدة، فشملت بول ويلان، وإيفان غيرشكوفيتش، وألسو كورماشيفا، وجميعهم كانوا في روسيا.

أما الأشخاص الذين سُلموا إلى ألمانيا، فهم هيرمان مويسز، وباتريك شوبل، وريكو كريغر، وديتر فورونين، وكيفين ليك، وأوليغ أورلوف، وساشا سكوخيلينكو، وإليا ياشين، وليليا تشانيشيفا، وكسينيا فاديفا، وفاديم أوستانين، وفلاديمير كارامورزا، وأندريه بيفوفاروف. وجميعهم كانوا محتجزين في روسيا.

مقالات مشابهة

  • "حق مشروع".. الاتحاد الأوروبي يؤيد التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية
  • لليوم الثالث على التوالي.. استمرار القتال بعد توغل أوكراني في روسيا
  • روسيا تحبط محاولات أوكرانيا للتقدم بشكل أعمق في منطقة كورسك الروسية
  • ميدفيديف يدعو لاجتياح عمق أوكرانيا
  • رئيس الاستخبارات الخارجية يكشف عن مصير الروس العائدين بعد تبادل السجناء
  • ماذا قالت أمريكا عن توغل الجيش الأوكراني في الأراضي الروسية؟
  • بسبب التقدم الأوكراني.. روسيا تعزز الإجراءات الأمنية في محطة كورسك النووية
  • "عمل استفزازي خطير".. بوتين يحذر من الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك
  • روسيا تتهم كييف بمهاجمة مقاطعة كورسك وأوكرانيا تسقط 30 مسيرة روسية
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل الدور التركي في صفقة تبادل السجناء بين روسيا وأميركا