نظام الإجادة.. أساس الإدارة الحديثة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
كثر الحديث والتعليقات حول منظومة قياس الأداء المعروفة بنظام الإجادة، وكُتبت مقالات عديدة تناولت الموضوع من عدة زوايا، فما بين ناقد للمنظومة وما بين مادح لها نُعبر بدورنا عن رأينا حول الموضوع وإن كان متأخرا بعض الشيء، إلا أننا انتظرنا ردة فعل الجهات الرسمية إذ صدرت مؤخرا القرارات الإدارية بشأن تشكيل لجان التظلمات من تقييم كفاية الأداء الوظيفي، وهنا يمكن للمتضررين من التقييم رفع مطالبهم وفق القنوات الرسمية لمنح كل ذي حق حقه.
إن وجود منظومة تقييم للموظف في أي مؤسسة مهمة جدا لما لها من آثار إيجابية على العنصر البشري والمؤسسة، فوجود التقييم يحد من ترهل المؤسسة وهدر الطاقات البشرية وضياع الوقت وتبديد المال العام.
يغيب عن الموظف أنه لابد وأن تكون لديه أهداف واضحة ومحددة وذات معايير قابلة للقياس وأيضا قابلة للتحقق والمصنفة ضمن الأهداف الذكية التي طرحها الكاتب الأمريكي من أصل نمساوي بيتر دراكر (1909-2005) صاحب المؤلفات المهمة في عالم الإدارة والاقتصاد.
وقد تأسس علم الإدارة على كتب دراكر، إذ يمنح مواصفات للقائد المميز في مؤسسته والتي يتطلب توفر عدة صفات في شخصيته منها شعوره بأهمية قدرته على المسؤولية، ومواجهة الحقائق والعمل في بيئات ضغط وحل المشكلات بحكمة وإقدام، وأيضا الإخلاص للمؤسسة المنتمي لها والانفتاح على الأفكار الجديدة، وخلق علاقات إيجابية في مكان العمل، والثقة في اتخاذ القرار، وكذلك امتلاكه لنفس خالية من الأحقاد والكراهية، والعمل بروح الرفيق وإشراك أعضاء فريقه في صنع القرار ومنحهم الصلاحيات وتفويضهم في بعض المهام.
لا يحتاج التذكير، أن منظومة الإجادة انبثقت من «رؤية عمان 2040»، وعليها يتوقف ارتقاء أداء الموظف ومؤسسته إداريا وتنمويا، وعلينا أن ندرك التحديات الجسام في إقناع الموظفين في القطاع الحكومي بتسجيل أهدافهم وفق الاستراتيجية المُسيرة لمؤسساتهم أو مهامهم الوظيفية، إذ جرت العادة خلال العقود المنصرمة أن يُقيم الموظف من خلال تواجده في مكان عمله، ثم أُجِدت البصمة للحد من خروج الموظفين من أماكن عملهم خلال وقت الدوام الرسمي، والآن حين طُبقت منظومة إجادة ووجِهت بالنقد قبل تنفيذها على أرض الواقع، وقبل معرفة جوانبها الإيجابية والسلبية وعلاجها وتلافي الأخطاء، علما بأن جُل مؤسسات القطاع الخاص العاملة في سلطنة عمان لديها نُظم تقييم وحوكمة لأداء موظفيها، فبدون المعايير والضوابط تختل منظومة الإنتاجية وتخفق المؤسسة في بلوغ أهدافها.
كنا نتمنى من الآراء الناقدة لمنظومة الإجادة الوقوف على بعض الثغرات في النظام والتي يمكن تلافيها في المستقبل، فعلى سبيل المثال لا يوجد ما يثبت على أن الموظف حقق أهدافه وإنجازاته خلال المدة الزمنية المحددة سواء ربع سنوية أو نصف سنوية، لذا نأمل أن يتم تفعيل خاصية يرفع عبرها أعماله المنجزة وفق التوقعات المحددة كتاريخ أو نسبة أو عدد.
نود التذكير، أن المقاطع المصورة والمنتشرة في وسائل التواصل، والتي تقلل من شأن منظومة الأداء تستحق الوقوف عندها، خاصة المقاطع التي تُشير إلى أن التقييم يخضع لهوى المسؤول المباشر وليس لعمل الموظف وتفانيه في أداء الخدمة، وهذا يسهم في إحباط الموظفين الحاصلين على أعلى التقديرات، لأنهم لم يحصلوا على التقييم العالي عن طريق إرضاء المسؤول المباشر ولا المحسوبية أو غيرها من الوسائل غير النزيهة.
إن الإدارة الحديثة تخضع لمنظومة محكمة تضبط إيقاع العمل وتحفز الموظف على استثمار طاقته في العمل والإنتاج، فمنظومة إجادة وغيرها من النُظم الحديثة في إدارة المؤسسات والكوادر البشرية لم تؤسس إلا بناء على دراسات وحاجات ملحة للنهوض بالعمل الإداري وترشيقه ليسهم في دفع عجلة التقدم والتطور.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يوجه بتعزيز الجهود لتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس اطلع خلال الاجتماع على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.
كما اطلع السيد الرئيس في هذا الإطار على جهود الحكومة لزيادة الإنتاج المحلى من الثروة البترولية، وتنمية الآبار الجديدة المكتشفة ووضعها على خريطة الإنتاج، وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف في مناطق مصر البرية والبحرية، وكذا مستجدات العمل مع الشركاء على زيادة الإنتاج من الشركات العالمية والمستثمرين المحليين، وصياغة خطط عمل جديدة لزيادة جاذبية الاستثمارات في قطاع البترول في ظل ما يملكه القطاع من فرص واعدة في هذا الصدد.
وقد وجه الرئيس بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، بما يضمن تحقيق مستهدفات القطاع، وتحقيق الاستفادة المثلى من دوره في جهود التنمية.
كما وجه الرئيس بتعزيز الجهود الحكومة لتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاجتماع تضمن أيضاً متابعة عدد من المشروعات الجارية على رأسها مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة الضبعة النووية، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشامة بمصر، خاصة مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
كما تناول الاجتماع كذلك الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.
وقد وجه الرئيس في هذا السياق بأهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحرك أساسي للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة الضبعة النووية وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوي من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة. كما وجه السيد الرئيس بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهرباء مع السعودية كونه نموذجاً لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي وبين مصر والمملكة خصيصاً، ويعتبر نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي.