أزمة اللاعبة شهد تعيد التذكير بأزمات البعثات الأولمبية المصرية.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
أثارت أزمة اختيار اللاعبة شهد سعيد، ضمن البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس 2024 موجة من الجدل، كشفت النقاب عن أزمات عميقة تُواجه الاتحاد المصري للألعاب الأولمبية، الجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم مشاركة مصر في الألعاب الأولمبية.
تأسس الاتحاد المصري للألعاب الأولمبية عام 1910 باسم "اللجنة الأولمبية المصرية"، وانضم إلى اللجنة الأولمبية الدولية عام 1911.
وكان إعلان الاتحاد المصري للدراجات اختيار "شهد" قد أثار موجة من الغضب الجماهيري على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حادثة تخلصها من منافستها "جنة عليوة" بدفعها عن دراجتها والتسبب لها في كسور وارتجاج في المخ.
يأتي هذا الاختيار بالمشاركة رغم قرار اتحاد الدراجات في وقت سابق معاقبة شهد بالإيقاف المحلي لمدة عام وتغريمها (100 يورو) خمسة آلاف جنيه مصري. ومع ذلك، لم يتم تطبيق الإيقاف دولياً لتجنب عقوبات محتملة من الاتحاد الدولي للعبة، مما قد يهدد مشاركة الاتحاد المصري في الأولمبياد.
مشاركة شهد مستمرة
كشف رئيس الاتحاد المصري للدراجات، الدكتور وجيه عزام، أنه لا قرار جديد آخر بخصوص مشاركة شهد ضمن البعثة، وقال: "يجب أن نميز بين الخطأ في اللعبة محليا ومعاقبتها وفق اللوائح والقوانين وبين حقها في المشاركة في البعثة المصرية وتمثيل بلادها، يجب ألا نخلط الأمور".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاتحاد لم يتوان عن معاقبة شهد ومحاسبتها على خطأها، وهذا لا يعني القضاء على فرص كل شخص يخطأ، والعقوبة المحلية مستمرة، ولسنا نحن من نقررها بل هي لوائح دولية، وقرارات العقوبة لا تحكمها الأهواء".
وأشار عزام، إلى أن "هناك اجتماع مطلع الأسبوع المقبل مع اللجنة الأولمبية لدراسة الإجراءات النهائية بخصوص وإعلانها يوم الأحد"، مشيرا إلى أن "عقوبتها المحلية لا تحرمها ولا تمنعها من تمثيل بلادها ومشاركتها في الأولمبياد".
تفاصيل الواقعة وخلفيات مؤسفة
وقع الحادث المؤسف في نيسان/ أبريل الماضي أثناء منافسات بطولة الجمهورية في السويس، كانت عليوة تقترب من حسم المركز الثالث، حين فاجأتها سعيد بالاصطدام بها عمداً لإبعادها عن السباق والتسبب في إصابتها إصابات بليغة، مما أبعدها عن مضمار السباق حتى الآن.
اختيار اللاعبة شهد ألقى بظلاله على همينة المحسوبية والوساطة وسوء الإدارة في تنظيم الأولمبياد التي تشارك فيها مصر وتتكرر فيها مخالفات وفضائح رياضية بعضها من العيار الثقيل مثل واقعة سافر 12 لاعبًا من منتخب مصر لكرة الجرس للمكفوفين إلى بولندا للمشاركة في بطولة العالم عام 2015 وخلال البطولة، اكتشفت اللجنة المنظمة أن هؤلاء اللاعبين مبصرين وهربوا جميعا من بولندا بدلًا من العودة إلى مصر.
أثارت هذه الواقعة ضجة كبيرة في مصر والعالم العربي، واعتبرت فضيحة رياضية مدوية، وتم تغريم الاتحاد المصري لكرة الجرس للمكفوفين ومنعه من المشاركة في البطولات الدولية لعدة سنوات، وألقت هذه الواقعة ظلالاً من الشك على نزاهة رياضة المكفوفين في مصر، وأثرت سلبًا على سمعة المنتخبات المصرية.
ردود الفعل الجماهيرية
طالب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحرمان سعيد من تمثيل مصر في الأولمبياد، مشيرين إلى سلوكها غير الرياضي وعدم استحقاقها لتمثيل البلاد. تعليقات الجماهير على وسائل التواصل كانت قاسية وملتهبة، معبرة عن رفضهم الشديد لهذا القرار
تعود أزمة شهد إلى تصرفها غير الرياضي الذي أثار غضب الوسط الرياضي والجماهير على حد سواء. يظل القرار النهائي بيد الاتحاد المصري للدراجات، إلا أن الجماهير تترقب بحذر وتطالب باتخاذ القرار الذي يعكس القيم الرياضية والأخلاقية.
قرار سفر شهد من عدمه مرهون بقرار جديد
كشف رئيس اللجنة الأولمبية، الدكتور، ياسر إدريس، أن "قرار استمرار شهد ضمن البعثة المصرية من عدمه لم يحسم بشكل نهائي، وهناك لجنة مشكلة لمناقشة القضية من جميع جوانبها سوف تصدر قرارها النهائي يوم الأحد".
وطالب إدريس في تصريحات خاصة لـ"عربي21" "بعدم استباق الأحداث والانتظار لحين الاطلاع على تقرير اللجنة وتحقيقاتها التي تضم خبراء وقوانين معنيين بالقضية بما يحقق المصلحة الوطنية دون الانسياق وراء المشاعر".
أزمة الهروب اللاعبين
أكثر ما يثير الجدل في بعثات مصر الرياضية الخارجية هو مسلسل الهروب المستمر للاعبين، كان آخرها في أيلول/ سبتمبر 2023 حيث هرب لاعب المنتخب المصري للمصارعة، سيف شكري، من معسكر في قيرغيزستان استعدادا لبطولة العالم تحت 23 سنة
وفي وقت لاحق نشر شكري منشورا عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، من وارسو عاصمة بولندا، وقال" أنا آسف جدا لأحبابي وأصدقائي مش عارف أرد علي حد.. أنا بخير متقلقوش عليا وإن شاء الله اطمنكم عليا قريب".
وفي آيار/ مايو 2023 تصدر هروب لاعب منتخب مصر في المصارعة الرومانية من معسكره، أحمد فؤاد بغدودة، البالغ من العمر 22 عاما، وسائل الإعلام المحلي عقب مشاركته في بطولة أفريقيا بتونس، وحصوله على المركز الثاني بوزن 63 كيلوغراما.
هيمنت أزمة تكرار هروب بعض اللاعبين المصريين على صورة تمثيلهم بلادهم أثناء تواجدهم مع المنتخب الوطني خارج البلاد، وتجنس بعض اللاعبين الآخرين بجنسيات دول أخرى عربية وأجنبية، خاصة في الألعاب الفردية.
انتقد الصحفي المصري والمدون، محمد منير، الشهير بالحكواتي تمثيل اللجان الأولمبية مصر طوال أكثر من 100 سنة، وقال في منشور له إن مصر تشارك في الأولمبياد منذ 112 سنة حصدت فقط 38 ميدالية منها 11 ذهبية فقط، ولا يعني البعثة سوى الفسحة والاستجمام.
وأشار إلى أن بعض الدول مثل أمريكا تحصد في البعثة الواحدة 103 ميداليات من بينها 46 ميدالية ذهبية وذلك في أولمبياد لندن عام 2012، ولم تحصد مصر سوى ميداليتين فضيتين وخمسة فضائح، على حد قوله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية شهد سعيد المصرية باريس مصر باريس الاولمبياد شهد سعيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللجنة الأولمبیة الاتحاد المصری فی الأولمبیاد
إقرأ أيضاً:
«أنا المصري وافتخر».. ندوة لـ«الدراسات الإفريقية العليا» حول الهوية المصرية وأصولها
نظمت كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، ندوة تثقيفية تحت عنوان «أنا المصري وأفتخر»، تحدث فيها الدكتور أحمد رجب، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب.
جاء ذلك، في إطار فعاليات الموسم الثقافي لبناء الإنسان المصري وتنمية الوعي الوطني، وفي ضوء المبادرة الرئاسية «بداية» التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتطرق الدكتور أحمد رجب، في محاضرته، إلى جذور الهوية المصرية وأصولها ومقوماتها المميزة والفريدة، متناولًا المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها مصر، ودور القدماء المصريين في ريادة مختلف العلوم، وإسهاماتهم في نشر العلم والثقافة والحضارة في أنحاء العالم.
وأكد الدكتور أحمد رجب تفرد الشخصية المصرية عبر العصور، مع حفاظها على هويتها وقيمها وعاداتها وأخلاقياتها، رغم تعرضها لحملات الغزو العسكري والثقافي والفكري التي أثرت على العديد من الدول المحتلة، لكنها لم تستطع النيل من الهوية المصرية أو تماسك الشعب المصري.
وأشار إلى أهمية شعور الشباب المصري بالفخر لانتمائهم إلى أقدم حضارة في التاريخ، حضارة قدمت للعالم إسهامات بارزة في العلوم والفنون والآداب والتقويم وغيرها، لم تتمكن أي حضارة أخرى من مضاهاتها عبر التاريخ.
وأوضح الدكتور أحمد رجب أهمية التصدي للغزو الفكري والتطرف والإرهاب، عبر العودة إلى الجذور، والتمسك بالهوية المصرية، والعادات والأخلاقيات التي تميز الشعب المصري، باعتبارها الوسيلة الأساسية لحماية المجتمع وضمان استمرارية تميزه.