اجتماع جنيف يهم الملايين من أصحاب الحق وضحايا الحروب
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
ياسر عرمان
الاجتماع الحالي الذي انفردت بتنظيمه الأمم المتحدة في مدينة جنيف دون تنسيق واضح المعالم مع الأقليم والمنابر الاخرى ذو أهمية فائقة ولم يجد حظه الكافي من الاهتمام، ويأتي الاجتماع في وقت توزع فيه دم القضية السودانية على منابر عديدة دون تنسيق فعال! رغم أهمية كافة المنابر إلا ان عزفها المنفرد يقلل من أهميتها ونتائجها.
الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان اليوم هي الأسوأ والأكبر على امتداد الكرة الارضية إذ تدمر حياة أكثر من (٢٥) مليون مواطن نازحين ولاجئين وقتلى وجرحي وضحايا جرائم الحرب في كل أنحاء السودان، وكما تدمر البنية التحتية وتشتت المجتمع وتتسبب في انهيار الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها المنظمومة العسكرية، وغابت عاصمة البلاد الخرطوم وهو أمر لم تشهده معظم الحروب الأهلية الأخرى مثل بغداد وصنعاء وعدن ودمشق التي ظلت حاضرة بشكل من الأشكال.
الحرب أولها كلام ولابد ان يكون أخرها كلام، قال زهير أبن ابي سلمى: وما الحرب الا ما علمتم وذقتم، وما هو عنها بالحديث المرجم، متى تبعثوها تبعثوها ذميمة، وتضر اذا ضريتموها فتضرم، فتعرككم عرك الرحى بثقالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم، وما من يد الا ويد الله فوقها وفي الحلم ادهان وفي العفو دربة وفي الصدق مناجاة من الشر فاصدقُ.
تكمن أهمية اجتماع جنيف في انه أتى بناءً على قرارين صدرا من مجلس الأمن الدولي وهي قرارات نادرة وغاية في الأهمية في ظل الانقسام الحالي في المجلس، كما ان الاجتماع يشهد مشاركة ربما تكون الأخيرة من الولايات المتحدة الامريكية قبل دخولها انتخابات معقدة.
الأهمية الأخرى للاجتماع انه يبدأ بداية صحيحة بالشعار الرئيسي للقوى المدنية الديمقراطية وهو وقف الحرب ومخاطبة الكارثة الانسانية وحماية المدنيين، إذ لا يمكن معالجة أسباب المرض قبل وقف نزيف المريض الذي يعطى الأولوية، رغم ان مسار جنيف مسار عسكري لم يتم ربطه بالمسار المدني وقضية العلاقة بين العملية السياسية المدنية والعملية العسكرية لوقف الحرب قضية حقيقية ويجب الا تهدف لإنتاج شراكة بائسة جديدة كما في الماضي على حساب الحلول المستدامة وثورة ديسمبر، وقد اتى الاجتماع في ظل تحركات اقليمية هامة ويخاطب قضايا الملايين المتضررين بدلاً عن قضايا النخب ويهدف لتحقيق هدف رئيسي هو وقف الحرب بعيداً عن تقاسم السلطة والموز والحالمين بما اسموه حقهم في توزيع السلاح والسلطة!
*أيها الجيش سلاماً بالله لا تأخذ حربهم على عاتقك:*
في وسائل التواصل الإجتماعي يسخر البعض من مواقف الجيش ورفضه حضور الاجتماع المشترك مع الدعم السريع واختياره ان يفاوض عبر الوسيط ( by proxy). ولأن السخرية لا توقف الحرب فان مجرد ذهاب الطرفين الى مكان الاجتماع هو انجاز يحسب لصالح الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن وللطرفين، ولا يوجد سبب يدعونا لنسخر من مواقف الجيش فقصة هذه الحرب مؤلمة ومعقدة ومبكية ودمرت العباد والبلاد ومن واجب الجيش وقادته التفكير على نحو استراتيجي دون غضب أو أخذ أجندة الفلول على عاتقهم، فالشعب والجيش لهم تجربة مريرة مع الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني من حزبنة المؤسسات وتسيسها ولم تعاني مؤسسة مثل ما عانى الجيش، وعلى الرغم من ذلك لم تستطع الحركة الإسلامية ترويض الجيش بالكامل مما يجعلها تدفع بصحفيات وصحفي الكبريهات (النوادي الليلة) عديمي القيمة والاخلاق الذين يظهر بعضهم في التلفزيون في بورتسودان في مختصر غير مفيد ويدعون لتغيير قائد الجيش بل يحددون من الذي يأتي بعده في تدخل سافر في شؤون الجيش.
من مصلحة بلادنا ان لا يتمزق الجيش وفي نفس الوقت يجب ان يخرج الجيش من السياسة ومن أجندة جميع الاحزاب، وبإمكان قيادة الجيش ان تبني موقفها على اجندة واضحة للشعب السوداني وللدعم السريع قائمة على وقف الحرب وحماية المدنيين وبناء جيش مهني وقومي وحكم مدني وسلام مستدام وان يستفيد الجيش بان مناطق سيطرته تشهد نزوح الكثير من المدنيين اليها مما يعزز فرصته في قبول أجندة حل الأزمة الانسانية في جنيف. الدمار الذي ألحقته الحرب بالجيش والدعم السريع اهدار لثروة بشرية في ظل تحديات ومخاطر تواجهها البلاد وعلى قادة الجيش السمو فوق المشاعر السلبية والرغبة في الحكم وتغليب صوت الحفاظ على المؤسسة العسكرية واعادة بنائها وتأسيس الدولة والمصالحة مع ثورة ديسمبر كطريق لانهاء الحرب واعادة بناء المنظومة العسكرية. ان من مصلحة الدعم السريع استراتيجياً ان ينهي الحرب مع الجيش دون امتدادها لكافة ارجاء السودان، اذا مزقت الحرب الجيش فان حكم السودان وبناء منظومة عسكرية في ظل سلام مستدام صعبة المنال لان الحرب ستستمر وتتناسل وتنتج امراء حرب وصراعات إثنية في مختلف الأقاليم، وطريق انهاء الحرب هو ان لا يعمل اي طرف على اذلال الطرف الاخر او تعميق المرارات واذا انتصر اي طرف في هذه الحرب سيجد مصاعب جمة في تحقيق الاستقرار والاهم من ذلك ان الشعب لن يصمت وان هناك معركة ضخمة قادمة لا محالة مع قوى ثورة ديسمبر فهذه الحرب لن تمر مرور الكرام والثورة أعمق من ان تمحوها الحرب، وما ان يعود للمدن آلقها وللقرى حياتها وللريف قناديل الذرة حينها سترتفع رايات ثورة ديسمبر من جديد.
أخيراً، اجتماع جنيف هام وعلى القائمين بتنظيمه ان لا يكتفوا بجولة واحدة لان الرصاص وأصوات المدافع في الارض تؤثر سلباً وعليهم عقد سلسلة جولات بدعم من مجلس الامن والمنظمات الاقليمية والدولية وحشد طاقات كافة المنابر الأخرى للدفع بالاطراف في سلسلة اجتماعات متقاربة زمنياً حتى لا يتم فقدان قوة الدفع واذا فشلت الجولة الحالية لا سمح الله، على الوسيط تحديد اقرب وقت للجولة الثانية بدعم من مجلس الامن الدولي والأفريقي والجامعة العربية. ان اي وقف اطلاق نار يحتاج ان يكون طويل الأمد وبرقابة اقليمية على الارض. وطرفي الحرب يحتاجان هذا الوقف لاسباب تكتيكيه واستراتيجية في مقدمتها اعادة تنظيم صفوفهم والسيطرة على قواتهم والأهم من ذلك حل الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين وعليهم تغليب الافق الاستراتيجي في وقف وانهاء الحرب وبناء السودان الجديد.
علينا في القوى المدنية والديمقراطية ان نهتم بما يجري في جنيف وحشد الطاقات داخلياً وخارجياً في دعمه وانتقاد نواقصه، ان وقف الحرب يفتح الطريق للعملية السياسية الحقيقية التي بدون وقف الحرب ستتحول لمجرد تظاهره ومناسبة لاخذ الصور التذكارية وتسلل الفلول على حساب الضحايا وثورة ديسمبر وترتيب الاولويات والسلام المستدام.
١٣ يوليو ٢٠٢٤
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
ماذا دار في اجتماع الدول الخمس النووية بدبي؟.. ملف روسيا يتصدر
اجتمع مبعوثو الدول الخمس النووية، ومن بينهم روسيا والولايات المتحدة، في دبي الأسبوع الماضي لمناقشة قضايا حساسة تتعلق بالأمن النووي.
وعلى الرغم من التكتم الذي أحاط تفاصيل الاجتماع، إلا أن التقارير تشير إلى أن النقاش شمل العقيدة النووية الروسية المحدثة.
أفاد موقع "نيو.ري" الروسي تقريرا ذكر فيه أن مبعوثي الدول الخمس النووية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، عقدوا اجتماعًا على أرض محايدة في دبي الأسبوع الماضي، إلا أن تفاصيله لم تُكشف إلا مؤخرًا.
وحسب البيانات الرسمية المقتضبة، فإن الاجتماع تناول العقيدة النووية الروسية المحدثة، ومن المؤكد أن منظومة "أوريشنيك" الروسية كانت ضمن جدول الأعمال.
وتطرق الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أسباب دفع الغرب إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا، وما إذا كان هذا الاجتماع يبشر بـ"يالطا جديدة" طال انتظارها.
روسيا والولايات المتحدة تجتمعان على طاولة المفاوضات في أرض محايدة
أفادت وزارة الخارجية الصينية الخميس بأن روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا والمملكة المتحدة عقدت اجتماعًا للدول النووية. وأوضح الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية، التي ترأست الاجتماع، أن الاجتماع عُقد على مستوى الخبراء في دبي في 4 كانون الأول/ ديسمبر.
وذكرت الوزارة أن "الجانبين أجريا حوارًا صريحًا حول قضايا مثل الاستراتيجية النووية". وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الاجتماعات كانت تحدث من قبل، ولكنها كانت تعقد عادة في أراضي إحدى دول "الخمسة النووية". في هذه الحالة، يبدو أن الإمارات المحايدة قد تم اختيارها.
ويرى الدبلوماسيون الصينيون أن هذا الاجتماع أتى "في الوقت المناسب للغاية" ومفيد لتعميق فهم السياسات النووية لبعضهم البعض. وكما أشير، سمح الحوار بـ "تجنب سوء الفهم والأخطاء في التقدير". وأكدت بكين أنها ستواصل دعم إجراء المناقشات بين الدول "الخمسة النووية".
وحسب ألكسندر بارتوش، العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية، فإن الاجتماع في دبي لا يرتبط بشكل مباشر بالقتال في أوكرانيا. وأضاف "كانت إحدى القضايا الرئيسية العقيدة النووية الروسية المحسنة. وهذا سبب لمناقشة سيطرة المشاركين في النادي على الأسلحة النووية".
ووفقا لرأيه، فإن الاجتماع كان ممكنا إلى حد كبير بسبب تأثر الدول الغربية بشكل كبير باستخدام "أوريشنيك". وأعرب الخبير عن أسفه قائلا "في الغرب، لا يفهمون إلا الحجج القوية ويواصلون النقاش، مع الأخذ في الاعتبار التهديد بإعادة استخدام الصاروخ. ومع ذلك، في أي حال، لم تتلق موسكو في اجتماع دبي دعوة لإجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا، ولم يكن هناك حتى تلميح. حتى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح بأنه لن يجري أي مفاوضات. في مثل هذا الجو، من الصعب الحديث عن اتفاق سلام".
كيف عدّل بوتين العقيدة النووية الروسية؟
ذكرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تخطط لنشر قنابل نووية حرارية في بولندا وأوكرانيا. ووفقًا للمجلة، قد تتخذ إدارة الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر ردًا على اختبار الصاروخ الباليستي الروسي "أوريشنيك". وتصف المجلة هذه الخطط بأنها "مجنونة".
تم تحديث العقيدة النووية الروسية بموجب مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر. ووفقًا للوثيقة، فإن الرد النووي من جانب موسكو ممكن حتى لو تعرضت روسيا لضربة غير نووية. والشرط الوحيد أن يكون الخصم المحتمل يعمل بالتحالف مع قوة نووية.
هذا الأسبوع، أي بعد محادثات دبي، أدلى بوتين بتصريح آخر: ظهور أحدث الصواريخ الباليستية فرط الصوتية متوسطة المدى "أوريشنيك" يلغي حاجة روسيا لاستخدام الأسلحة النووية. وفي وقت لاحق، أقر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأن خطر تبادل الضربات النووية بين روسيا والولايات المتحدة لا يزال قائمًا.
كما صرح ريابكوف بأن فكرة مؤتمر يالطا الثاني بعد العملية الخاصة قد تتحقق في سياق إجبار الولايات المتحدة على حلول تفاوضية ترسخ التكوين الجيوسياسي الجديد.
يجب أن تُظهر موسكو نفسها كمفاوض صعب المراس
في البرلمان الروسي يحذرون من أن العالم ينزلق تدريجياً نحو صراع نووي. ويقول النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد، فلاديمير جاباروف: بالإضافة إلى "الدول الخمس النووية"، حصلت دول أخرى أيضًا على مثل هذه الأسلحة، ولكن بشكل غير رسمي. تمتلك باكستان وإسرائيل بالفعل قنابل ذرية. ولا يُستبعد أن تكون دول أخرى على وشك امتلاكها. ولكن في الوقت نفسه، يدرك الجميع: إذا بدأت كارثة نووية، فلن ينجو أحد".
ويشير جاباروف، في تعليقه على الاجتماع الذي عُقد في دبي، إلى أن الخطوات الأولى المترددة تشير إلى أن الإنسانية لم تفقد عقلها تمامًا بعد. ويضيف: "آمل أن يكون هناك نتيجة لهذه المفاوضات. ولكن حتى الآن، كل شيء متزعزع للغاية، ويتوقف الكثير على كيفية تصرف الأمريكيين في عهد ترامب. يجب على أمريكا وروسيا والصين، وهي القوى النووية الرئيسية الثلاث، أن تسيطر على هذا الأمر بجدية شديدة، وبصرامة شديدة، وإلا ستكون هناك كارثة كبيرة". وأكد أن فرنسا وإنجلترا لا يعتمد عليهما أي شيء تقريبًا في هذه الحالة.
ولا يستبعد السيناتور أن يكون ظهور صاروخ "أوريشنيك" قد أخاف السياسيين الغربيين، ولكن من أجل البدء في الإعداد الحقيقي لـ "يالطا الجديدة"، تحتاج روسيا إلى تطوير نجاحها في العملية العسكرية الخاصة.
وأكد السيناتور: "يجب أن نُظهر أنفسنا كمفاوضين صارمين للغاية، وفي الوقت نفسه، نثبت للعالم مرة أخرى أننا لا نسعى إلى استخدام الأسلحة النووية - سواء التكتيكية أو الاستراتيجية، على وجه الخصوص. وإلى ذلك الحين، من السابق لأوانه الحديث عن "يالطا الجديدة".
أي قادة سيطلقون عملية التحضير لـ "يالطا الجديدة"؟
في مجلس النواب بالبرلمان الروسي، يذكرون بأن الاتصالات بين روسيا والغرب لم تنقطع على أي حال، على الأقل على مستوى أجهزة المخابرات، ومن خلال هذه القنوات تجري، على سبيل المثال، مناقشة عمليات تبادل السجناء.
ونقل المواقع عن أليكسي جورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما: "أما فيما يتعلق بالدبلوماسية، فهي كالعادة، صامتة بينما تتحدث المدافع". وأضاف "من الصعب مناقشة أي شيء مع تلك الدول التي تزود العدو بالأسلحة وترسل جنودها لقتل سكاننا المدنيين، فقد شوهد المرتزقة الأمريكيون بالفعل في منطقة كورسك الروسية. من المؤكد أن المواطنين الروس والأمريكيين يمكنهم مناقشة الأمر في محادثات خاصة. الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون يجري مقابلة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، وهذا جزء مهم من التفاعل. ولكن يجب على القادة الوطنيين إعطاء الانطلاقة للمفاوضات".
لماذا يخشى مقر الناتو من رد موسكو؟
في صباح الأربعاء، هاجمت القوات المسلحة الأوكرانية مطارًا عسكريًا في تاغانروغ بصواريخ آتاكيمس الأمريكية. وبعد ذلك، هدد الكرملين بالرد على هذا الهجوم. ويوم الخميس، أعلنت الخدمة الصحفية لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن مقر الحلف قلق بشأن اتهامات موسكو للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وأضاف جهاز الاستخبارات الخارجية أن القلق في الناتو قد ازداد بعد الاستخدام الأخير لنظام الصواريخ "أوريشنيك". ووفقًا لبيان الجهاز، يخشى مقر الحلف أن تتمكن روسيا من استخدام هذه الاتهامات ليس في المجال القانوني، وإنما لتبرير الردود الانتقامية.
ويوم الخميس، أعلن القائد العام للبحرية الروسية، الأدميرال ألكسندر مويسييف، أن مجموعة القوات النووية البحرية الروسية قد تم تحديثها بالكامل. وقال الأدميرال: "كانت القوات النووية وستظل هي الضامن لأمن دولتنا على المستوى العالمي".