سياسيون ومهنيون وحقوقيون وصحفيون مصريون يرحبون بالأشقاء السودانيين ويدينون خطابات الكراهية والعنصرية، التي تمارس ضدهم
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
دعوة للتوقيع ضد الكراهية والعنصرية في مواجهة السودانيين من سياسيين ومهنيين وحقوقيين وعمال وصحفيين مصرييين
بيان
نعبر نحن الموقعين أدناه من قيادات وأعضاء الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية، وكوادر الجمعيات والمؤسسات الحقوقية، فضلا عن المثقفين والفنانين والمبدعين المهتمين من كل بقاع وأطياف وطبقات الشعب المصري، عن ترحيبنا بالأشقاء السودانيين في بلدهم وجارتهم الشقيقة مصر، كما نعبر عن إدانتنا الحاسمة لكل خطابات الكراهية وأشكال العنصرية، التي تمارس ضدهم.
لقد لا حظنا، خصوصا في الفترة الأخيرة، تصاعد موجة عنصرية، يطيب لنا ربما في هذه اللحظة بالتحديد أن نصفها بـ"المشبوهة"، كما هي في الواقع والحقيقة، ضد أشقائنا السودانيين، الذين يعيشون ظروفا بالغة الصعوبة نتيجة لحرب الجنرالات العبثية الدائرة في مدنهم وقراهم، والتي وضعت الملايين من أبناء هذا الشعب الكريم، الذي لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع المشبوه على السلطة، في وضع شديد السوء.
ومن هنا فإننا بحكم الجيرة والتاريخ المشترك والهموم الواحدة والآمال العراض والطموحات المستقبلية، نجدد التأكيد على أن السودانيين أشقاؤنا وجزءٌ لا يتجزأ من رصيدنا الإنساني الكبير، تماما كما نثق أنهم يعتبروننا كذلك، ونعتبر الأزمة الجارية همًا مشتركًا عابرًا ينبغي على العقلاء في البلدين والشعبين الشقيقين أن يعبدوا الطريق لتجاوزه وتلافيه.
صحيح أننا ندرك طبيعة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها كمصريين، والتي قد تشكل ضغوطًا خصوصا على البسطاء منا، لكن الصحيح أيضا أنه يتوجب علينا، برغم كل المحن، ألا ننسى، كشعب ومواطنين، أن نفس هذه الأزمات، قد دفعت بعض أبنائنا وقد تدفع، مستقبلا، المزيد منهم إلى الهجرة، بحثا عما يقيم الأود في الوطن والمستقبل المفقود بين الأهل والمنشود في الخارج، ونرفض، في هذا الإطار، أي سلوك عنصري يمارس عليهم ويوجه ضدهم، فالمؤكد أن الهجرة، سواء أكانت من بلادنا أو إليها، ليست خيارا مخمليا لأحد، كما أن اللجوء ليس طريقا معبدا بالإرادة الحرة للجموع، بقدر ما أنهما قدرٌ تعسٌ يفرض فرضا على البشر والشعوب.
ونؤكد في هذا الإطار أن الموجة العنصرية المشبوهة هي من صنع أطراف جاهلة، تبحث عن شماعة تعلق عليها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الحادة، وهي أطراف تتناسى، عن عمد، حقيقة أن اللجوء هو التزام قانوني أممي وإنساني، تقره المواثيق والعهود الدولية، التي وقعت عليها مصر، كما تتناسى أن تأجيج دعوات الترحيل "شديدة العنصرية" لأهلنا وضيوفنا السودانيين أو غيرهم هو إساءة لمكانة مصر الدولية وسمعة المصريين الإنسانية، وإضرار بمصالح الدولة، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواقع ومصير الأشقاء في الجنوب وعلى رأسهم الأخوة السودانيون.
ونشدد هنا على دعمنا المطلق لكل الأشقاء السودانيين، في كل بيت وشارع وحارة، إلى أن تنتهي محنتهم، ويعودوا، قريبا كما نأمل، إلى بلدهم الحبيب، ليعمروا قراهم وينيروا شوارع وأحياء مدنهم من جديد، كما نشدد على إدانتنا الكاملة لكل الدعوات الجاهلة والعنصرية، التي تنبثق عن قوى مشبوهة، لا تعبر عن أخلاقيات شعبنا، تلك التي مثلت للإنسانية، دوما وأبدا، فجر الضمير. لاضافة توقيع ارجوا الضغط على الرابط
https://forms.gle/X51a1oqZr6zzSNCp9
الموقعون
1- حزب التحالف الشعبي
2- حزب العيش والحرية
3- خالد محمود صحفي
4- على سعيد صجفي
5- مروة كامل صحفية
6- الهامي المرغني باحث اقتصادي مصر
7- محمد امين حزب التحالف الشعبي
8- مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
9- د. زهد الشامي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
10- المهندس محمد صالح حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
11- المهندس ممدوح حبشي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
12- امبيا حسني زاهر مدير انتاج
13- وجدي عبد العزيز إعلامي بالتليفزيون المصري
14- إلهام عيداروس وكيلة مؤسسي حزب العيش والحرية – مصر
15- مصطفى الطيب محام
16- عمرو محمد محام
17- تهاني لاشين باحثة
18- عبدالله عبد الباسط مهندس
19- عزيزة حسين فتحي محامية
20- شيماء عبد الخالق محمد صيدلانة\
21- صفاء صحفية
22- عزة هزت فنانه بصرية
23- سلوى بشيرمحامية
24- شيماء حمدي صحفية وباحثة
25- علا شهبه
26- هدير المهدو صحفية
27- عايدة سيف الدولة استاذ متفرغ الطب النفسي عين شمس
28- ماهينور المصري محامية مصرة
29- اسماء صبحي طه مواطنه مصرة
30- Musa Al-Hindi محاضر جامعي متقاعد
31- أسماء نعيم المرشدي محامية
32- نور خليلي المدير التنفيذي لمنصة اللاجئين في مصر
33- فاتن عامر فهمي ابو خاطر كاتبة ومترجمة
34- سوزان فياض اخصائية الطب النفسي بمركز ندم
35- شريف امن باحث في العلوم السياسية وصحفي
36- عزة سليمان محامية
37- احمد نزيه طالب هندسة
38- ماجدة عدلي طبيبة
39- فايزى هنداوي ناقدة سينمائية
40- محمد وليد سعد عضو في حزب العيش والحرية
41- حسين عبد الغفار مهندس بالمعاش
42- زينه على الديب مهندسة
43- Shaimaa Abdulaziz Operation supervisor
44- يحيي حلوة مدافع عن حقوق الإنسان
45- عزة بلبع فنانه مصرية
46- خليل منون باحث انثروبولوجى فى الثقافات الافريقية
47- عمرو عبد الرحمن عضو حزب العيش والحرية (تحت التأسيس
48- أحمد سعيد طبيب بشري
49- طه طنطاوى باحث سياسي ...حزب التحالف الشعبى الاشتراكى
50- جهاد راوي باحثة وناشطة نسوية
51- رشا حجازي باحثة سياسية بالشئون الأفريقية
52- منى عبدالراضىصحفي
53- نشوى زين محامية بالمعاش
54- عمرو جمال صدقي مدرس
55- عزت ابراهيم ابوعاشور عضو الهيئه العليا الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
56- عبدالله السعيد مدافع عن حقوق الإنسان
57- عبدالله السعيد مدافع عن حقوق الإنسان
58- نادية محمد مسوق الكتروني
59- محمد الطاهر تقني وباحث حقوقي
60- حياة الشيمي كاتبة صحفية
61- أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري
62- كريم يوسف مصري
63- محمود عبدالظاهر باحث قانوني
64- نورهان ثروت حسن مسؤولة دعم تقني
65- سارة محمد مسؤول مركز ثقافي
66- ياسمين حسين باحثة
67- محمد بصل صحفي، وباحث قانوني
68- خليل رزق سائق
69- وائل جمال صحفي وباحث في الاقتصاد السياسي
70- دينا عمر عبده محاسبة
71- خالد فهمي استاذ جامعي
72- هيثم
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أوقفوا خطاب الكراهية وكفَوا عنه
أوقفوا خطاب الكراهية وكفَوا عنه
أهل الكنابي يستحقون المعاملة بما هو أفضل من ذلك
صديق عبد الهادي*
الآن، وبعد أن أخرجت أثقالها، صعدتْ حرب السودان مدارج عُلا في القبح والانفلات. وقد وقف التوثيق المنجز، حتى الآن، لذلك التصعيد شاهداً واضحاً وفاضحاً. ولكن من بين كل الشواهد يبقى الأبرز هو ذلك الخطاب الذي نشرته حكومة الانقلاب والأمر الواقع في محاولتها النأي بنفسها عما جرى وما زال يجري في منطقة الجزيرة. إن الأمر المهم الذي يكشف عنه ذلك الخطاب هو ليس محاولة السلطة تبرئة نفسها، وإنما الأهم هو إشارته الضمنية وكشفه للمدى الحقيقي لتلك الفظاعات والتجاوزات التي يمكن أن تكون قد حدثت وبما هو أفظع مما جاء في التوثيقات التي نشرها السودانيون، أنفسهم. وذلك لأن قيادة الجيش، والمليشيات التي حولها، والقوى التي تقف من ورائها لم يُعرف عنهم أبداً، وفيما سبق، بذل الإدانة أو الاعتذار عن ارتكاب أي جرم من الجرائم، لأنهم في الأصل لا يرون في الاعتذار فضيلة أو شيمة من شيم الشجاعة بقدر ما أنه نقيصةٌ! ولذلك فما دفعهم لكتابة ذلك الخطاب، وفي تلك العجلة إنما هو أمر جلل، وبكل تأكيد، سيقف الرأي العام على حقيقته عما قريب.
فالحرب هي الحرب، ولكن أمقتها تلك التي وقودها الكراهية؛ لأنها تجعل من الإنسان حيواناً متفلتاً غير عاقل، بل وآلة عمياء لنشر الموت والدم والدمار ودونما تمييز! هناك حقائق لا بد من إبرازها في شأن هذه الحرب الدائرة الآن وهي أن الكراهية الحادثة الآن، ومهما علا صوتها، فإن من يقومون ببثها ما هم إلا فئة قليلة لا تمثل السودانيين بأي حالٍ من الأحوال!، وأما الحقيقة الأخرى فهي أن منْ هم مستهدفون بتلك الكراهية ليس أهل الكنابي وحدهم، وإن وقع ثقل نتاجها عليهم، وإنما الاستهداف يشمل كل منْ نادى، وينادي بالتعايش السلمي، وبهذه الصفة يضحى السودانيون وبجمعهم هم الهدف المشروع والأساس لتلك الكراهية!.
يعتقد ممارسو الكراهية بأن أهل الكنابي هم الحلقة الأضعف في منطقة الجزيرة، فلذلك يجب البدء بهم؛ ومن ثم الانتقال إلى الأقل ضعفاً، وتسير هكذا رحلة صعود وحش الإرهاب في سبيل التهام الجميع بمن فيهم أولئك الواهمون الذين يعتقدون بأنهم في مأمن منه طالما كانوا في حرز “القبيلة”! أو كما هم يزعمون!.
إن الإرهاب لا يعرف الحدود، لأنه كلما صعد في سلم التوحش كلما تدنى وانحدر في درج الأخلاق وتسفَّل. فاليوم أهل الكنابي، وغداً قوى الثورة، وبعدها شباب المقاومة، هذا إن لم يكن قد ولغ في دمائهم ومنذ الأمس!.
إن أهل الكنابي لا يحتاجون تزكية من أحد، فقد اندمج الغالب الأعظم منهم في حياة الناس في الجزيرة لأكثر من مئة عام، أي بقدر حياة المشروع، وساهموا في تعضيد التنوع والتعايش السلمي الناتج عن ذلك التنوع. ومثلهم وأي مجموعة أخرى من أهل الجزيرة، فمنهم من دخل الحركة الإسلامية، ومنهم دخل الأجهزة الأمنية، بل ومنهم منْ مارس التعذيب تحت إمرة الحركة الإسلامية، ومنهم منْ عاضد الحركات المسلحة، ومنهم منْ انتمى إلى الجنجويد، وكذلك منهم من انتمى إلى الثورة، ونافح عن شعاراتها، فإذا كان هناك من مجموعةٍ إثنية، ولو واحدة، لم تشهد هذه الانتماءات، ولم تعرفها بين أبنائها وبناتها، فلترم ِ أهل الكنابي بحجر!.
لا أحد يدافع عن مجرم، ولكن الثأر خارج إطار القانون ينطوي على خطورة بائنة، وذلك مما يجعله مرفوضاً ومذموماً في آنٍ معاً، كما، وإن توسل جرائم الأفراد، وبالنتيجة، في سبيل النيل من الجماعة لا يفضي إلى غير أن يكون استهدافاً عنصرياً، وكما هو حادث الآن تجاه أهل الكنابي في الجزيرة.
من سخريات الأقدار التي يشكل سداتها ولحمتها التحامل العنصري أن استبقى الإسلاميون أهل الكنابي عنوة بين شقي الرحى، فحينما كان الجنجويد أصدقاء لنظام الإسلاميين لاحق الإسلاميين أهل الكنابي بفرية الانتماء الجماعي للحركات المسلحة، ودفعوهم الثمن غالياً، وحين تغلَّب صراع المصالح، وأفضى لإعادة الاصطفاف من خلال الحرب والدم، وأصبحت الحركات المسلحة صديقة وقوات الجنجويد عدوة تمَّ الإلحاق الجمعي لأهل الكنابي بالجنجويد وبجريرة “التعاون”! ومن ثمَّ كان العقاب الجماعي لا الفردي، بالإهانة والإذلال والحرائق، بل وبالذبح!
إن تقلُّب أحوال أهل الكنابي المأساوي في جحيم التصنيف الجزافي المستمر لم يكن واقعاً محتوماً وفقاً للأقدار بقدر ما أنه كان واقعاً مصنوعاً عن سبق الإصرار، بل ومختلقاً بفعل الكراهية!
إن منطقة الجزيرة هي منطقة إنتاج، وقد قامت بذلك الدور وعن كفاءة لمدة سبعين عاماً إلى أن جاءت سلطة الإسلاميين، وتراجعت الجزيرة عن أداء ذلك الدور خلال الثلاثين عاماً من حكمهم. وقد انحط الإنتاج، وانحطت كذلك حياة الناس فيها. كان أهل الكنابي جزءاً من تلك المسيرة في ازدهارها وانحطاطها. إن القاعدة الأساس التي أثبتها مشروع الجزيرة هي أن أحد أهم شروط الإنتاج والاستقرار فيه، والتي بُني عليها تأسيسه بدءاً هي قاعدة التنوع، فلقد كان أهل الكنابي جزءاً من كل ذلك، أي كانوا منتجين. ولكن خطاب الكراهية لا ينظر إلى مثل هذه الحقائق، بل ويتغاضاها العنصريون عن عمد.
إن طرفي الحرب هما المسؤولان عن كل تلك الجرائم الوحشية التي يندى لها الجبين، والتي حدثت في منطقة الجزيرة بشكل عام، واستهدفت أهل الكنابي بشكل خاص.
إنه، وكما قالوها من قبل لأهل دارفور “لن تكونوا وحدكم”، يقولها أهل السودان الآن ومرة أخرى لأهل الجزيرة وبمنْ فيهم أهل الكنابي “لن تكونوا وحدكم” في مواجهة هذه الكراهية.
إن وقف حملة الكراهية التي تستعر الآن مرتبط ولحد كبير بالعمل لأجل وقف هذه الحرب الظالمة التي لم توفر شيئاً لم تمتحن الناس فيه. إنها حربٌ مزرية، وليس هناك من سبيل لاجتيازها بغير رفض خطاب الكراهية الذي تحاول كل القوى المستفيدة من استمرارها تسويقه. إن رفض هذا الخطاب يمثل ضرورة، لأنه سيجرد أعمال العنف المتفشية الآن من أحد أهم مسوغاتها. فلننتظم جميعاً كسودانيين في التصدي لكل ما شأنه مغذياً للكراهية ومعضداً لها.
إحالة
في مواجهة هذه الموجة من الانفلات آل بعض الكُتَّاب الوطنيين على أنفسهم القيام بمجهودات تنويرية رصينة لأجل نشر الوعي، وللتعريف بأهل الكنابي، إذ عرضوا لتاريخ وجودهم وكذلك لأسباب استهدافهم غير المقبول، وذلك ليس لدفع الظلم عنهم وحسب، وإنما لقطع الطريق أمام أي استهداف آخر قد يهدد حياة مواطنين آخرين من أهل السودان.
ومساهمة في تلك الحملة التي تلقي الضوء على بعض قضايانا الوطنية ارفق للقارئ رابطاً لكتاب “بعض قضايا الاقتصاد السياسي لمشروع الجزيرة”، الذي عالج بعضاً من تلك القضايا المهمة.
رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة، السابق