(وكالة أنباء العالم العربي) - كشفت كلير نيكوليه، مديرة شؤون الطوارئ لدى منظّمة (أطباء بلا حدود) في السودان عن تعرّض فريق المنظمة العامل في المستشفى التركي بالعاصمة الخرطوم لاعتداءات متكررة على مدار العام الماضي وتعرّض بعض أفراده للاعتقال.

وقالت نيكوليه في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الخميس إنّ الفريق الطبيّ يعمل في المستشفى بشكل متواصل منذ عشرة أشهر دون توقف، مرجعة السبب في ذلك إلى عدم تمكّن المنظمة من إدخال فريق جديد ليحل محله.



أضافت "على مدار العام الماضي، كانت هناك عدة حوادث عنف داخل المستشفى التركي وفي المنطقة المحيطة. تعرّض موظفونا بشكل متكرّر للتهديد والاعتداء والإساءة اللفظية، وهو أمر غير مقبول... كان الفريق موجودا في المستشفى لعلاج المرضى والجرحى؛ وكان يجب أن يكون (المستشفى) ملاذا آمنا يُمكن لمن يحتاجون الرعاية الصحيّة الاستشفاء فيه".

وتابعت "خلال العام الماضي، لم يكُن هذا المكان آمنا على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، فقد كان الفريق مرهقا ذهنيّا وجسديّا بسبب الحصار الذي فرضته السلطات السودانية على الخرطوم منذ سبتمبر أيلول 2023".

وقالت "هذا الحصار المستمر يمنع نقل الإمدادات الطبية والعاملين في المجال الإنساني إلى المناطق التي تسيطر عليها قوّات الدعم السريع، وهو الأمر الذي جعل فريقنا يعمل دون توقف لمدة 10 أشهر دون انقطاع، لأننا لم نتمكن من إدخال فريق جديد".

وأشارت إلى اعتقال عدد من موظّفي المنظمة في المستشفى التركي، قائلة "لا نعرف أسباب اعتقالهم".

وكانت المنظمة قد أعلنت يوم الأربعاء إجلاء موظفيها العاملين في المستشفى التركي بالخرطوم في ظلّ ما وصفته باستمرار العنف الذي يتعرضون له داخل المستشفى وخارجه.

وأشارت نيكوليه إلى أنّ المنظمة اضطرت في عدة مناسبات خلال العام الماضي إلى تعليق عمليّاتها في بعض المرافق التي تدعمها، قائلة إنه "بين أكتوبر تشرين الأول 2023 ويناير كانون الثاني 2024، اضطررنا إلى تعليق العمليّات الجراحيّة في مستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم، لأنّ الحصار على المدينة منع وصول الإمدادات الجراحيّة إلى المستشفى".

أضافت "بعد أن بدأنا دعم مستشفى ود مدني التعليمي في يناير كانون الثاني من هذا العام، اضطررنا لاحقا إلى تعليق وجودنا هناك بعد ثلاثة أشهر من الحوادث الأمنيّة المتكررة، بما في ذلك نهب المستشفى؛ وقد كان المستشفى الوحيد العامل لمئات الآلاف من الأشخاص في عاصمة ولاية الجزيرة".

ووفقا لمديرة شؤون الطوارئ لدى منظّمة أطباء بلا حدود، فإن الانتهاكات شملت مناطق قوات الدعم السريع ومناطق سيطرة الجيش.

وقالت "بغضّ النظر عن الجهة التي ترتكب هجوما على منشأة صحيّة، فإنّها تنتهك قوانين الحرب التي تنص على وجوب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات. تعرّضت المستشفيات والأشخاص، سواء المرضى أو من يبقون في منازلهم، لهجمات متكرّرة طوال هذا النزاع، ويجب على الأطراف المتحاربة بذل المزيد لحمايتهم".

وحول عدد فرق أطباء بلا حدود الموجودة في المناطق المختلفة في السودان، ذكرت نيكوليت أنّ المنظمة تعمل حاليا في ثماني ولايات من أصل 18 ولاية سودانيّة "في مناطق تحت سيطرة كلا الطرفين المتحاربين".

وأوضحت أنه "في شرق السودان، تعمل أطباء بلا حدود في ولايات الخرطوم والنيل الأبيض والقضارف والنيل الأزرق؛ وفي غرب السودان، تعمل أطباء بلا حدود في شمال وغرب ووسط وجنوب دارفور... لدينا حاليا أكثر من 1000 موظف في السودان، معظمهم سودانيون".

ونشبت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي بسبب خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوّات المسلّحة خلال فترة انتقاليّة كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات تُفضي إلى الانتقال لحكم مدنيّ؛ وبدأ ذلك الصراع في الخرطوم قبل أن يمتدّ سريعا إلى مناطق أخرى.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی المستشفى الترکی أطباء بلا حدود العام الماضی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

ازالة اثار الحرب ومخلفات زمن الاخوان وفلول الجهاديين من شوارع الخرطوم

محمد فضل علي . كندا

اذا غضب الله علي قوم ابتلاهم بالجدل والتنظير الفارغ وقلة الفهم والعمل وعدم الواقعية وصناعة الاوهام
لقد كان السودان اثناء دولة 56 دوحة امنة مستقرة ورافة الظلال
اعيدونا اليها حيث وجدتمونا يرحمكم الله
زارنا في قاهرة التسعينات البرلماني الخلوق والانسان الكريم وخفيف الظل هاشم بامكار للعلاج والاستشفاء تغمده الله بواسع رحمته واخبرني من اخبرني من الاصدقاء بوجوده باحد فنادق وسط القاهرة وذهبت اليه مدفوعا بشوق كبير للرجل الذي ربطتني به عشرة استمرت ثلاثة اعوام اثناء التغطية الاعلامية اليومية لجلسات اخر برلمان سوداني منتخب منتصف الثمانينات لصفحة الاخبار بصحيفة صوت الشارع اليومية التي اغلقت بعد الانقلاب بطريقة انتقامية غير كريمة بسبب رفض مجلس ادارتها وملاك الصحيفة الراحلين حسن عز الدين ود المامور ومحمد احمد دسوقي بيع الصحيفة لمجموعة من رجال الاعمال وتجار الجبهة القومية الاسلامية بعد ان اذدات مبيوعات وتوزيع الصحيفة واصبحت في المرتبة الثالثة في توزيع الصحف بعد صحيفة السياسة اليومية لمالكها الفاضل الكريم خالد فرح وصحيفة الوطن للراحل المقيم والصحافي العصامي الشجاع سيد احمد خليفة الذي تحدي هولاء المتاسلمين وحده واذاق هولاء الخوارج الوان وفنون من الردع الاعلامي بتسليط الضوء علي جرائم وفساد ونفاق تجار الدين من قيادات ما كانت تعرف بالجبهة القومية الاسلامية ومعه رسام الكاركتير سامي المك وذلك في اطار الرد علي استهدافه بطريقة غير لائقة وكريمة .
اذدات معدلات توزيع صحيفة صوت الشارع التي تحولت من رياضية اسبوعية الي صحيفة يومية شاملة واسعة الانتشار بفضل مجهودات مجموعة من الشباب الطموحين الاشقياء المشاغبين من الاعلاميين الرياضيين والسياسيين وكتاب الاعمدة المتنوعة الواسعة الانتشار اضافة الي الاخبار اليومية والتحقيقات والاعمدة والمقالات المتنوعة لبعض الكتاب المعروفين .
كانت كافتيريا البرلمان السوداني هي المكان المناسب للتحدث الي النواب ووزراء تلك الفترة وكبار المسؤولين في تلك الايام وكان لتصريحات الراحل المقيم هاشم بامكار الساخرة حول مجريات الامور في البلاد مذاق خاص وكان الرجل يبادر باكرام كل من يجلس علي مائدته من اكل وشرب وشراء عدد من صناديق السجائر البنسون الانيق وتوزيعها علي من يجلسون اليه من المدخنين .
عندما وصلت اليه في غرفته بالفندق وجدت انسان اخر منهك الوجه والملامح وكانه قد كبر الف عام وظهرت علي الرجل علامات الاعياء واثار حكم الانقاذ والاخوان المتاسلمين البغيض علي الرغم من انه كان في بداياته.
تعمدت عدم التحدث اليه عمايجري في البلاد حرصا علي المتبقي من صحته وقد اتت الي زيارته اعداد غفيرة من المواطنين والمعارضين في قاهرة تلك الايام وسالني عن بعض رفاقه الحزبيين والبرلمانيين الراحل المقيم محمد توفيق احمد صاحب عمود جمرات والاستاذ محمد الحسن عبدالله يسن الذين استقر بهم المقام مع اخرين في قاهرة تلك الايام وابلغني ان اخبرهم بوجوده في القاهرة جلست بجانبه قبل خروجي من غرفته وتبادلنا حديثا قصيرا ومفيدا وبالغ الاهمية في نفس الوقت فقد كشف لي البرلماني وابن البلد العريق والاصيل هاشم بامكار ان " المستهبلين " كما كان يسمي قادة الكيزان قد ارسلوا اليه من يعرض عليه المشاركة في مهزلة الحوار الوطني المزعوم في تلك الايام واعداد مشروع للحكم الاقليمي واقتسام السلطة واشياء من هذا القبيل واصروا علي مواصلة عروضهم علي الرجل علي الرغم من عدم تجاوبه معهم.
النائب البرلماني المحبوب في الشرق وكل انحاء السودان هاشم بامكار تغمده الله بواسع رحمته قال ان احد كبار هولاء المتاسلمين الانقلابيين سالني ماذا تريد بالضبط اخ هاشم فقال رديت عليه وقلت له انتم قلتم انكم حكومة اتتت لانقاذ السودان " يكون كويس " لو رجعتونا محل انقذتونا وخلونا هناك هكذا لخص لهم العملية ووضع حدا لاصرارهم لتوريط نائب برلماني منتخب في مشروع مخادع وفاشل ..
رحم الله هاشم بامكار الذكي الفطن فقد سخر من هولاء المتاسلمين ومن مشروعهم المرواغ المتخلف الذي ادخل البلاد في ظلامات وانهيارات متوالية منذ ذلك اليوم وحتي محطة الحرب الراهنة والدمار الشامل وتشريد كرماء القوم من السودانيين من الشيوخ والنساء والشباب وحتي الاطفال في كل انحاء البلاد وينطبق ذلك علي اخرين تركوا كل مشاهد الموت والدمار والمقابر الجماعية الراهنة وخلصوا الي ان كل اسباب مايجري في السودان يعود الي اختلال في الطريقة التي حكم بها السودان بعد استقلال البلاد وما اصطلح بتسميته بدولة 56 الفترة التي ادير فيها السودان بواسطة حكومات مدنية وشبه عسكرية والناس الذين عاصروا تلك الفترات والحكومات شهود علي ما كانت عليه احوالهم وامنهم ومعاشهم وطريقة ادارة موارد وثروات البلاد وقد اصبح الناس اليوم امام الدمار الرهيب الذي لحق بحياتهم وبلادهم وانسانيتهم يعزون انفسهم باجترار الذكريات عن السودان القديم .
نقول هذا ونردد ماقاله البرهان علي لسان صديقة ياسر العطا فقد وصل الناس والبلاد الحد واصبح السودان بين امرين لاثالث لهم بين ان يكون او لايكون وستنتهي هذا الحرب في يوم قريب وستتم ملاحقة المجانين والمحرضين علي الحرب والموت والدمار الذين احتلوا الشوارع والطرقات وهم يروجون لادبيات حكم الانقاذ البغيض عن الجهاد ضد قوات الدعم السريع ومطالبة الناس بحمل السلاح لمحاربة نفس الميليشيا التي صنعوها بايديهم .
لكل ذلك يبقي التحدي الاكبر في ترتيب اولويات مابعد الحرب واعادة الاعمار وبناء ماتهدم من المرافق العامة والخاصة وتنظيف الشوارع وطرقات وازقة الاحياء السكنية من القمامة واثار الحرب والحرائق الاتجاه مباشرة لقيام مؤسسات ونيابات عدالة انتقالية لكي تتولي القيام بحملات مماثلة لنظافة العقول وبعض النفوس المريضة بقوة القانون والفصل في ارث متراكم من الانتهاكات والجرائم المنهجية ضد الدولة والانسان في السودان واحالة كل قول وفعل لموازين العدالة لتكون سيادة القانون هي الحارس الامين والفيصل بين الناس في كل صغيرة وكبيرة بعيدا عن الاستهبال واللف والدوران حتي لاياخذ الناس القانون في اليد وتدخل البلاد من جديد في سلسلة من المواجهات والحملات الانتقامية المتبادلة والتصفيات الجسدية علي خلفية الغبن الرهيب من الخسائر التي لحقت بالانفس والممتلكات وتغرق البلاد في شبر مية كما يقولون .
سيكتمل النصر بعودة الملايين الي ديارهم وستشتعل ارض السودان قمحا ووعدا وتمني كما قال الشاعر في احد الاغنيات الوطنية وستعود الروح الي الشوارع والطرقات والمسارح ودور الرياضة واستادات الكرة والمساجد ودور الطرق الصوفية وستدور عجلة الحياة بلا توقف وسيقبل الناس في السودان القادم التراب الذي مشت عليه قيادات ورموز الاستقلال الوطني ودولة 56 من باب الوفاء والعرفان لما قدموا لبلادهم وان غدا لناظره قريب .  

مقالات مشابهة

  • اعلان من بنك الخرطوم وارقام اتصال مهمة
  • الخرطوم تتهم أبو ظبي بمحاولة التنصل من المسؤولية عن الصراع الدائر
  • في ظلام دامس .. الجيش السوداني يجلي راهبات الخرطوم
  • شبكة أطباء السودان: تداول الأدوية المهربة وغير المسجلة يمثل خطراً كبيرا على صحة المواطنين
  • مسؤولة أممية: 26 مليون شخص في السودان يعانون الجوع الحاد
  • مهمة في الظلام الدامس.. كيف أجلى الجيش السوداني راهبات الخرطوم؟
  • مصرع 17 شخصاً بسبب أمطار غزيرة شمال شرق السودان
  • أطباء بلا حدود تعتزم إنهاء خدماتها الجراحية في عدن
  • أطباء بلا حدود تعتزم إنهاء خدماتها الجراحية في عدن مع نهاية 2024
  • ازالة اثار الحرب ومخلفات زمن الاخوان وفلول الجهاديين من شوارع الخرطوم