المقاتلة السعودية هتان السيف تهزم المصرية إيمان بركة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
الرياض – تغلبت المقاتلة السعودية هتان السيف على المصرية إيمان بركة في نزال جمعهما امس الجمعة ضمن الجولة الثانية من الموسم الأول من دوري المقاتلين المحترفين في الشرق الأوسط وإفريقيا “PFL”.
وحاولت المصرية بركة المقاومة أمام ضربات السعودية السيف في الجولتين الأولى والثانية، إلا أنها قررت الانسحاب قبل انطلاق الجولة الثالثة من النزال الذي أقيم على الصالات الرياضية الخضراء بالعاصمة السعودية الرياض.
وبانسحاب المصرية، حققت هتان السيف الانتصار الثاني على التوالي في دوري المقاتلين المحترفين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024 بعد فوزها بالضربة القاضية على نظيرتها المصرية ندى فهيم في مايو الماضي، لتصبح أول سعودية تحقق الانتصار في الدوري.
وتعد هتان السيف أول امرأة سعودية تنضم لمنظمة عالمية للفنون القتالية المختلطة.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: هتان السیف
إقرأ أيضاً:
المحادثة بين السيف والرقبة!
شاهدتُ مقطعا مصورا يعرضُ مقابلة الصحفـي الأسترالي ريتشارد كارلتون مع الكاتب والروائي والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني. أُجريت المقابلة عام ١٩٧٠، أي قبل عامين من استشهاد كنفاني بعبوة ناسفة وُضعت فـي سيارته. تُرينا المقابلة قدرا هائلا من الاستخفاف بآلام الآخر، والرغبة فـي الوصول إلى حلول ترقيعية مُبتذلة، كما أنّها تؤكد بصورة لا تدعو إلى الشك أنّ نصف قرن من الزمان منذ إجراء هذه المقابلة لم تُغير قيد أنملة فـي روح الخطاب المُتعالي من «براهمة» هذا العالم ضد «منبوذيه» على حد تعبير المفكر الكيني - عُماني الأصل - علي المزروعي.
يسأل كارلتون: «لماذا لا تدخل منظمتكم فـي محادثات سلام مع إسرائيل؟، فتتوهجُ عينا كنفاني: «أنت لا تقصد محادثات سلام، بل تقصد استسلام؟»، ثمّ بشيء من اللامبالاة يسأل كارلتون: «لمَ لا تتكلمون؟»، فـيرد كنفاني بوجع خفـي: «نتكلم مع من؟»، فـيأتيه الجواب: «مع القادة الإسرائيليين»، فـيرد كنفاني بذكاء مُتقد: «المحادثة بين السيف والرقبة.. تقصد؟»، يقاطعه كارلتون: «إن لم يكن هنالك سيوف وأسلحة فـي الغرفة، تستطيعون التكلم؟» يستنكر كنفاني ما ذهب إليه كارلتون: «لم أرَ أبدا كلاما بين جهة استعمارية وحركة تحرر وطني»، ويعاود كارلتون استفزازه: «لمَ لا تتكلمون عن احتمال ألا تتقاتلوا؟»، لكن كنفاني وبنبرة هادئة يرد على سؤاله المُتعجرف بسؤال آخر لينقلُ الحوار إلى ضفة أخرى: «لا نقاتل من أجل ماذا؟ الناس عادة تُقاتل من أجل شيء ما، وتتوقفُ عن القتال من أجل شيء ما، لكنك لا تستطيع أنّ تُخبرني لماذا علينا أن نُوقف القتال؟»
وكما يحاول الإعلام اليوم، إلقاء اللوم على الضحية، لجعلها سببا فـيما تُكابده من مشقة وخذلان، أصرّ كارلتون على ضرورة التصالح بين كفتين غير مُتكافئتين: «تكلموا، لتوقفوا القتال والموت والدمار والألم»، ليرد كنفاني باتزان وثقة: «موت وبؤس ودمار وألم من؟»، فـيُجيب كارلتون بحنق وكأنّ هنالك من يجره إلى فخ: «الفلسطينيون والإسرائيليون والعرب»، ليذهب كنفاني إلى مقصده دون مواربة، مقصده الذي يتجلى فـي معظم كتاباته الأدبية: «تقصد الشعب الفلسطيني الذي اُقتلع من أرضه ورُمي فـي المخيمات؟ والذي يعيش فـي مجاعة ويُقتل منذ عشرين سنة؟ وممنوع عليه استخدام تسمية فلسطيني؟». يرد عليه كارلتون بشيء من الصلف: «ذلك أفضل من الموت؟»، لكن كنفاني يُقدم إجابة شديدة التماس مع مجريات ذلك الزمان وأحداث اليوم على حد سواء، عندما صفعه بقوله: «بالنسبة لك - ذلك أفضل من الموت - ولكن بالنسبة لنا الأمر ليس كذلك، بالنسبة لنا: تحرير وطننا والحصول على الكرامة والاحترام والحقوق، تلك أشياء أساسية كما هي الحياة ذاتها».
لقد أعدتُ سماع الحوار مرّة بعد أخرى، فأدركتُ كم أنّ تنظير من هم خارج حزام المعاناة مُغاير تماما عن أولئك الذين يتذوقون غصص المرارة فـي الداخل. ولذا ليس من حقنا أن نُشرعن -الاحتمالات الصائبة- ونحنُ نرفلُ فـي رفاهية عيشنا، مُنفصلين عن غلو العدو الذي يستبيحُ -وسط صمت مُخجل- تفتيت آخر ذرة من بشريتهم.
يتكشفُ لنا عاما بعد آخر تصدعنا العارم، فنحنُ نمضي مُذعنين إلى أفراحنا وأعيادنا، نهشُ الهواجس التي قد تُؤنبُ قلوبنا، كمن يهش الذباب عن وجهه! بينما حري بنا أن نتفحص نسيج إنسانيتنا الذائبة فـي اللهاث اليومي، وراء مُتع مُغلفة بنمط استهلاكي يسلبُ منا «قيمة» القضايا الكبرى التي ينبغي أن ننضوي تحت رايتها، «فالإنسان هو فـي نهاية الأمر قضية».
هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى