صحيفة إسرائيلية تزعم: يهود يفكرون في مغادرة فرنسا بعد فوز اليسار
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن العديد من عناصر الطائفة اليهودية في فرنسا يفكرون في مغادرتها بعد الانتصار الذي حققه تحالف أحزاب اليسار بالانتخابات التشريعية، في وقت كانوا يتوقعون فوز حزب التجمع اليميني بزعامة مارين لوبان.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن أرييل كاندل الرئيس التنفيذي لمنظمة "كواليتا" الإسرائيلية، التي تُعنى بدمج يهود فرنسا والدول الفرنكفونية بالمجتمع الإسرائيلي، القول "لقد ذهبنا إلى النوم ظنا منا أن اليمين المتطرف سيحقق نتائج تاريخية، لكننا استيقظنا مع (فوز) اليسار المتطرف".
وحاول كاندل شرح سبب اختيار البعض بالجالية اليهودية في فرنسا التصويت لصالح حزب مارين لوبان من أقصى اليمين قائلا "إنهم كانوا يبحثون عن شخص يمكن أن يمنحهم بعض الأمان".
وينفي اليسار الفرنسي جملة وتفصيلا الاتهامات التي توجهها له المنظمات الصهيونية، مؤكدا أن برنامجه هدفه حماية حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم.
الأمان مع أقصى اليمينورغم أن برنامج لوبان تضمن بنودا توصف بأنها معادية للسامية، مثل إشاعة مناخ "إشكالي" لمن يحملون الجنسية الفرنسية الإسرائيلية المزدوجة، إلا أن الرئيس التنفيذي لمنظمة "كواليتا" عدّ هذه الأمور "قضايا صغيرة" يمكن التعايش معها، إذا عملت زعيمة حزب التجمع على مكافحة أزمة الهجرة وتعزيز الأمن.
وأظهرت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي فوز تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري على أكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة بالجمعية الوطنية (مجلس النواب) مما يعني أن فرنسا تتجه نحو برلمان مُعلّق.
وأوضح كاندل أن اليهود "كانوا على استعداد لدفع ثمن التصويت لحزب ذي جذور معادية للسامية طالما أنهم يشعرون بالأمان، حتى أن بعضهم قال ذلك بفخر".
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فمن غير المرجح الآن أن يشكل حزب لوبان الحكومة المقبلة، ولكن من المحتمل أن يضطر اليهود المحليون إلى التعامل مع العناصر اليسارية في البلاد التي لديها مواقف مناهضة لإسرائيل ومؤيدة لحركة حماس.
جلب مستوطنين جدد؟وزعم كاندل أن تلك العناصر هي التي تنكر وصف الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بأنه "مجزرة" وتعتبر حماس "حركة مقاومة" و"يلوحون في مسيراتهم بأعلام فلسطينية أكثر من رفعهم الأعلام الفرنسية".
وذكر أن هذا واقع يصعب على المجتمع قبوله، ووصف ما يحدث بأنه "أمر مأساوي للغاية، وسيئ لفرنسا ولليهود".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها إلى أن العديد من اليهود لجؤوا إلى الوكالة اليهودية للهجرة بعد الانتخابات لاستكشاف خيارات مختلفة. ويوضح كاندل أن هذا يأتي في أعقاب المناخ السياسي الناشئ.
وتعد الوكالة هيئة يهودية عامة بمنزلة الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية، والتي ترعى هجرة اليهود في الشتات إلى إسرائيل.
وأعرب كاندل عن مخاوفه من احتمال تولي زعيم الجبهة الشعبية الجديدة جان لوك ميلانشون رئاسة الحكومة الجديدة، قائلا إن هذا "سيكون تحولا جذريا".
وتابع أن إسرائيل تضيع ما سماها فرصة عظيمة نظرا لافتقارها إلى خطط لاستيعاب المهاجرين الفرنسيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
الخرطوم حرة.. وخيارات مؤلمة للدعم السريع
تناولت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" هذه التطورات، مسلطة الضوء على تداعياتها السياسية والعسكرية، وموقف القوى الإقليمية والدولية منها، إضافة إلى السيناريوهات المحتملة للصراع الذي يزداد تعقيدا مع مرور الوقت.
وأعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، تحرير العاصمة، بينما تواجه المليشيا المتمردة خيارات شبه مستحيلة بين الاستسلام أو التراجع نحو الغرب، وجاء إعلان "تحرير العاصمة" تتويجا لسلسلة عمليات عسكرية بدأت نهاية سبتمبر الماضي، بالسيطرة على الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث، وفق ما رصده "الجزيرة نت".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4احتفالات السودانيين بانتصارات الجيش تصل إلى "السماء"list 2 of 4كيف تفاعل السودانيون بعد تحرير الخرطوم من الدعم السريع؟list 3 of 4وزير الإعلام السوداني: سقف المعركة هو تحرير آخر شبرlist 4 of 4البرهان يبحث تطورات السودان مع ولي عهد السعوديةend of listوكشف ضباط في الجيش لـ"الجزيرة نت" تفاصيل حاسمة ساهمت في تحوّل المعركة، أبرزها فك الحصار عن الوحدات العسكرية المحاصرة، وتدفق الإمدادات القتالية بعد استعادة السيطرة على المدرعات والمراكز القيادية.
من جهته، أرجع الكاتب والمحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال انهيار قوات الدعم السريع إلى "القيادة الفوضوية والانهيار المعنوي"، مشيرا إلى أن المليشيا فشلت في الاحتفاظ بأي منطقة سيطرت عليها، وانسحبت بشكل عشوائي تاركة وراءها دمارا واسعا.
وتزامن ذلك مع تدمير البنية التحتية في المناطق المحرَّرة، لا سيما وسط الخرطوم الذي تعرّض للنهب والتخريب، بما في ذلك المتحف الجمهوري الذي تحوّل إلى أطلال.
إعلانولم يقتصر الدمار على الجانب العسكري، بل امتدّ ليطال الإرث الثقافي السوداني. فقد حوّلت المعارك متحف القصر الجمهوري -الذي يضم وثائق نادرة تعود لعقود- إلى ركام، فيما وصفه مراقبون بـ"ضربة قاسية للذاكرة التاريخية".
ورغم الانتصار في الخرطوم، أكد اللواء عبد المنعم عبد الباسط، قائد عمليات جنوب العاصمة، أن "المعارك لن تتوقف"، مشيرا إلى استمرار العمليات العسكرية في إقليمي دارفور وكردفان لملاحقة فلول المليشيا.
ويرجّح مراقبون انكماش قوات الدعم السريع نحو دارفور، محذّرين من محاولاتها "قيادة تمرد جديد" هناك، وتعويض خسارتها عبر هجمات مسيّرة تستهدف البنى التحتية.
وفي تحليلٍ لـ"الجزيرة نت"، باتت خيارات الدعم السريع محدودةً ومكلفة وهي خوض معارك خاسرة بوضعها الضعيف، أو الاستسلام، أو الفرار عبر الحدود الغربية.
ويرى رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي أن "السيطرة على القصر الجمهوري بداية النهاية للتمرد"، معتبرا أن هزيمة المليشيا تُنهي أحلامَ من راهن على إضعاف الدولة.
من ناحيته، توقع الباحث محمد علاء الدين أن تسعى المليشيا إلى "إقامة كيان شبيه بالنموذج الليبي" في دارفور للضغط سياسيا على الخرطوم، لكنه استبعد نجاحها في ظل التفوق العسكري الحكومي والدعم الشعبي المتصاعد.
وحذّر مراقبون من تحوّل قوات الدعم السريع إلى حرب غير تقليدية، عبر خلايا نائمة لتنفيذ هجمات تخريبية في المناطق الآمنة، مستخدمة مسيّرات حديثة لاستهداف محطات الطاقة والاتصالات.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش يرفع جاهزية وحداته الاستخباراتية لمواجهة هذا السيناريو، بينما تشير تقديرات إلى أن المليشيا فقدت قدرتها على التأثير الإستراتيجي بعد خسارة العاصمة.
29/3/2025