أكد مستشار قائد قوات “الدعم السريع” السوداني الدكتور فتحي أبو عمار أنّ من غير المستبعد أن يلتقي قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، لكنه اعتبر أن شروط هذا اللقاء لم تنضج بعد.
وتحدث أبو عمار لـ “إرم نيوز” عن مساعي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لحلحلة الوضع في السودان وإمكانية طرحه لقاء مباشراً بين حميدتي والبرهان خلال زيارته إلى بورتسودان.

خطوة متقدمة
وقال أبو عمار إن “هذا وارد ولكنه خطوة متقدمة جدا وأمامه بعض الوقت؛ إذ يجب أن يسبق هذه الخطوة جلوس المتحاورين من الجانبين أولا، ليكون “التوقيع” النهائي لـ”الجنرالين” إن صح التعبير، لافتا إلى أن حميدتي كان مستعداً أن يلتقي البرهان في جيبوتي عبر الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا “الإيغاد”.
ووفق أبو عمار فإنّه عندما وصل حميدتي إلى جيبوتي “لم يجد البرهان”، معتبرا أن “قائد الجيش ومن معه، لو كانوا حريصين على المصلحة العليا للسودان، لكانوا حاضرين في هذه المنابر التي استهدفت التفاوض ووقف الحرب، ولكنهم “تلكأوا” واستحضروا حججا واهية، لتستمر الحرب وهم يتباكون على أوزارها” وفق تعبيره.
واعتبر أبو عمار أن “المشكلة تكمن في بورتسودان” التي وصفها بـ”عاصمة الشؤم” وليس في حميدتي، وفق قوله.
وأشار أبو عمار إلى أن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد التقى مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مؤخرا، لإقناعه بالجلوس للتفاوض مع قوات “الدعم السريع” سعيا إلى السلام، وأن آبي أحمد ذهب إلى بورتسودان في محاولة لتحريك عملية السلام”.
واعتبر أبو عمار أن المشكلة تكمن في من وصفهم بـ”المتعنتين” من قادة الجيش وعلى رأسهم البرهان، الذي قال إنه لا يريد أن يذهب إلى جدة والجلوس على طاولة الحوار، متمسكا بأسباب وصفها بـ “الواهية”.

بين حميدتي وآبي أحمد
وفسر مستشار قائد “الدعم السريع” السبب الذي جعل رئيس وزراء إثيوبيا، يلتقي البرهان مؤخرا، بينما لم يلتق في الوقت نفسه، مع قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بأن حميدتي جلس مع آبي أحمد عندما زار أديس أبابا، وتم استقباله بشكل رسمي.
وقال إن “آبي أحمد يتعامل مع حميدتي على أنه يبني للعهد الجديد الذي يعيش فيه جميع السودانيين بجميع مكوناتهم وقبائلهم في دولة جديدة يسود فيها العدل والمساواة، وهذا الاستقبال كان ضمن جولة لحميدتي في بلدان أفريقية عديدة منذ فترة، واستقبله رؤساء تلك البلدان أمام مرأى العالم”، وفق تعبيره.

إرم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع أبو عمار آبی أحمد

إقرأ أيضاً:

“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية

لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.

ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.

في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .

في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .

في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .

الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .

أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.

الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.

إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .

حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • من انتقام الدفتردار (1822) إلى حملة “الدعم السريع”: تاريخ مستعاد
  • عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
  • السودان: هجوم للدعم السريع يقتل 6 ويصيب 7 في النيل الأبيض”
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
  • “بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
  • “لقاء الأربعاء”
  • البرهان يهدد المؤتمر الوطني المحلول ويحدد شروط وقف الحرب ويرد على قرار بريطانيا في مجلس الامن ويرسل رسائل..للدعم السريع وداعميه والتحالفات مع الدول
  • بابكر فيصل: قائد الجيش عرّف الحرب على أنها “حرب عبثية” والدعم السريع قال إنها حرب ضد “الفلول”