عبادة أبو هين .. فارس معركة الشجاعية يلحق بإخوته الشهداء / شاهد
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
#سواليف
“نجهز أنفسنا ونتزين ونتعطر قبل لقاء العدوّ.. لأنّنا سنلقى الله عز وجلّ، بإذن الله شهداء مقبلين غير مدبرين، وإن قدّر الله عز وجلّ لنا الحياة، فستكون حياتنا إن شاء الله في سبيل الله، وسُنري عدونا من بأسنا”.
بهذه الكلمات الممتلئة بالعزّة والصمود والثقة المطلقة بالنصر في المعركة، ترك الشهيد عبادة صقر أبو هيّن رسائل بليغة في حبّ الجهاد والشهادة في سبيل الله، والاستعداد لها على أكمل ما يكون عشاق الجنّة بكامل حلّتهم، وكأنّك حين تستمع لرجلٍ من الأجيال الأولى من الصحابة والتابعين الذين صدقوا الله فصدقهم.
كلما ترجل فارس، زادنا حرجاً أمام عظمة وفهم هؤلاء الرجال..
هذا البطل أمسى معروفاً في الأرض، فقد رفع الله ذكره بعد سنوات وسنوات من العمل والعطاء..
هذا هو الشهيد المجاهد القائد "عبادة صقر أبو هين"، وهذه هي كلماته الأخيرة .. فكيف ترونها؟ pic.twitter.com/da5iLHkpZ5
قصة أسد الشجاعية
يقول ياسر أبو هين عم الشهيد عبادة في تصريحاته لـ المركز الفلسطيني للإعلام: إنّ عبادة ظلّ مرابطا صامدا منذ بداية الحرب في الشجاعية ولم يغادرها ولو ليومٍ واحد، وفي شهر ١١ أصيب وبقي تحت الأنقاض أسبوعين أو ثلاثة وهو مصاب، حتى أنّه أشيع عنه في حينه أنه استشهد.
وتابع بالقول خرج بعد أكثر من أسبوعين وتشافى بعد أن تمّ علاجه، ورجع للميدان مرة أخرى.
وأشار إلى أنّ أهله وأصحابه تعرفوا عليه من خلال مقطع فيديو بثته كتائب القسام عن حياة المجاهدين في الشجاعية، وهو يتزين ويتعطر مستعدًا إلى لقاء الله مقبلاً غير مدبر.
ويصفه أبو هين، بالقول: إنّ الشهيد شخصية محبوبة هادئة ضحوكة ومتزنة، أصيب عدة مرات خلال انخراطه في المقاومة والتدريب مع القسام.
ويلفت إلى جوانب من شخصية عبادة كان لها الأثر البالغ فيمن حوله، فيقول: رحمه الله كان ناشطًا بقوة في منطقة الشجاعية بأكثر من ميدان ومجال، في المجالات الدعوية والمجال الشرعي والوعظ والإرشاد، فهو كان بالإضافة لمشاركته بالعمل العسكري في صفوف كتائب القسام، إمام مسجد الشيخ أحمد ياسين، وتحمّل مسؤولية الإمامة بعد استشهاد شقيقه الأكبر أسامة في حرب ٢٠١٤ حيث كان إمامًا للمسجد.
عبادة أبو هين .. أحد أقمار غزة التي ارتقت pic.twitter.com/i4sYUzUUHi
— Tamer Almisshal | تامر المسحال (@TamerMisshal) July 11, 2024وينوه أبو هين، إلى أنّ الشهيد عبادة – رحمه الله – كان متبحرًا في العلم الشرعي، ويحمل شهادة الماجستير في الحديث الشريف.
ويلفت إلى أنّه كان صاحب صوتٍ جميل، ويؤم مساجد غزة في رمضان، ويتم استدعاءه للإمامة في صلاة التراويح في كل أحياء مدينة غزة وخارجها.
وبكلماتٍ ممزوجة بالألم والفخر في الوقت ذاته يقول عمّه: ودعنا اليوم ابن شقيقي الكبير صقر.. الشهيد القائد عبادة صقر أبو هين “أبو يحيى”.
تأكد اليوم ارتقاء عبادة صقر أبو هين، من قادة معركة الشجاعية الأخيرة. عبادة هو الابن الثالث الذي يرتقي للمهندس العزيز صقر، وهو سليل عائلة قدمت العشرات من أبنائها على طريق الكرامة والحرية.
عبادة ارتقى مدافعاً عن الشجاعية مسقط رأسنا ومسقط رأس زوج شقيقته الدكتور رفعت العرعير. pic.twitter.com/x6VUXnEPlr
وينوه إلى أنّ عبادة الشهيد الثالث لشقيقي صقر خلال الحرب حيث لحق بأخويه حمزة وأحمد، سبقهم في حرب ٢٠١٤ ابنه البكر المهندس أسامة وابنته هالة وزوجها أسامة خليل الحية و٤ من أولادهما.
ويتابع ممتدحا خصاله الحميدة: عبادة رحمه الله شخصية فريدة في هدوئه واتزانه وعقليته وانتمائه وعلمه وثقافته.
ويقول: ما عرفت أكثر منه اخلاصا وانتماء وحبا للجهاد وإقداما عليه.
هل تعلمون من هذا ؟
هذا الشهيد عبادة أبو هين ابن وكيل وزارة العمل السابق في حكومة حماس
أحد أبرز قادة الدفاع عن الشجاعية في المعركة الأخيرة التي تفتت بها آليات الاحتلال على أرض الشجاعية وليرتقي هو شهيداً..
ليس هذا فحسب.. شقيقاه حمزة وأحمد ارتقوا كذلك في معركة #الشجاعية الأولى في… pic.twitter.com/pEQfpP0Uvt
كما يصفه رحمه الله بالقول: إنّ قلبه جميل مثل وجهه المنير، تزوج أرملة أخيه أسامة وتحمل المسؤولية عن أسرته مبكرا وقام على تربية أبناء الشهيد خير تربية.
ويختم بالقول: تعرفه ميادين الجهاد وساحاته ليس في الشجاعية فحسب، بل تشهد له حارات غزة وأحياؤها، أبكانا رحيله كما كان عبادة يبكينا بصوته القرآني العذب في ليالي رمضان.
له الرحمة والقبول، ولوالده صخرة الصمود الصبر والسلوان.
عبادة الخير.. عريس يتزين للجنة
ما زلنا في ظلال حي #الشجاعية، ومع بطل شهم من أبطالها، يقول عنه رفاقه: "نشهد الله أنه كان من المخلصين الثابتين الفاتحين يوم السابع من أكتوبر، وكان من المبادرين في استهداف الجنود في أكثر من موقع، أصيب بثلاث رصاصات في المعركة ولم توقفه عن مسيرة… pic.twitter.com/6xf2QYh4dZ
أمّه الخنساء الصابرة المحتسبة
وفي مقطع فيديو لمقابلة مع والدة الشهيد، وبثباتٍ عزّ نظيره رغم ألم الفقد واحزان الوداع التي تملؤ عينيها، تقول: استشهد لي عبادة أبو هيّن.. زهرة من الزهرات.. نوّارة، كان الكل يحبه في المنطقة، استشهد وهو يقاتل في سبيل الله، ربنا يتقبله مع الشهداء.
هذه ليست كأي أم، في صبرها وثباتها.
أمنا الخنساء/ أم أسامة أبو هين من حي #الشجاعية شرق #غزة، زوجة القيادي في #حماس المهندس صقر أبو هين.
قدمت على طريق الحق في سبيل الله خمسة من أولادها كان أخرهم ابنها عبادة،كما استشهد أزواج بناتها الأربعة منهم د. رفعت العرعير، وأسامة نجل د. خليل… pic.twitter.com/fx7UyKu5pi
وتضيف أم عبادة: هذا خامس أبنائي الشهداء، ابنة وأربع أبناء، وهو الوحيد الذي سأراه، لأنّ جميعهم هدمت البيوت عليهم وما استطعنا أن نودعهم.
وتعبّر عن فرحها: أنا سعيدة أنّي سأودعه.. الله يرحمه.. الله يرحمه.. ويتقبلهم في الشهداء والصالحين.
وتستدرك بالقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، كل العالم متخاذل لكن ربنا معنا، ونحن متأملين في وجه الله سبحانه وتعالى، ولا نتأمل من أحد أن يعمل لنا شيئًا، وربنا هو الذي سيفصل إن شاء بيننا وينصرنا وهذا حالنا بدنا نقدم شهداء واحنا صابرين والله صابرين ما راح نطلع من هذه البلد، وغير ندافع عن حقوقنا، وإذا ولادي ما رجعوا حقهم، غير ولادهم يرجعوا حقهم ان شاء الله بإذن الله.
وتتابع حديثها: ربيناهم على الجهاد، وهو اسمه عبادة على اسم الصحابي عبادة بن الصامت، وحمزة على اسم سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، وأحمد على اسم رسولنا صلى الله عليه وسلم، وسمّيت أسامة كذلك (الصحابي) الذي قاد الجيش إلى القدس.
وتختم بالقول: ربيتهم على الجهاد في سبيل الله وماتوا وهم مرابطين ثابتين والحمد لله رب العالمين، موجهة رسالة الصمود في نهاية حديثها: بدنا نصمد ونصبر، وربنا معنا سينصرنا ومهما سقط على هذه الأرض.
والدة الشهداء أم أسامة أبو هين
كلمات مؤثرة بعد أن قدمت خمسة من أبناءها pic.twitter.com/Facepfo1tS
وتداول المدونون والنشطاء مقاطع لخطب ودروس الشهيد عبادة أبو هين، وهو يتحدث عن الشهداء وكراماتهم وما يكتب لهم من الأجر والثواب يوم القيامة، وأنّهم أحساء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله.
ويقول رحمه الله: إنّهم – أي الشهداء – لا خوف عليهم فإنّهم في جوار ربٍ كريم، فلا يحزنون على أهلهم ولا على ذويهم لأنهم سيشفعون لهم عند الله يوم القيامة.
???? عبادة أبو هين الذي ارتقى شهيداً في معارك #غزة يتحدث في خطبة سابقة له عن الشهادة وعما يراه الشهيد! pic.twitter.com/ehp3nOdPEn
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) July 12, 2024وعبّر المدونون عن حزنهم على ألم فقد الشهيد الشيخ القائد عبادة أبو هين، فيقول المدوّن عزالدين أبو عمر : أتعلم من يكون ذلك المقاتل الذي خرج في فيديو القسام، يمشط شعره و يتزين للقاء الله، الشهيد الأنيق العابد الزاهد: عبادة صقر أبو هين أبو يحيى ، أسد من أسود الإسلام العظيم في حي الشجاعية ،هنيئاً لك الشهادة يا حبيب.
أتعلم من يكون ذلك المقاتل الذي خرج في فيديو القسام، يمشط شعره و يتزين للقاء الله، الشهيد الأنيق العابد الزاهد :عبادة صقر أبو هين أبو يحيى ، أسد من أسود الإسلام العظيم في حي الشجاعية ،هنيئاً لك الشهادة يا حبيب ????#غزة_الآن #أسد_الشجاعية #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله pic.twitter.com/GHcGEdaUEL
— عزالدين أبو عمر ???????? (@ezzsr26) July 11, 2024أمّا المدون الدكتور هاني الدالي يقول في حق الشهيد – رحمه الله – صدق الله فصدقه.
الشهيد المجاهد القسامي القائد "عبادة صقر أبو هين" صدَق الله فصدَقه pic.twitter.com/BbAkF8FlZb
— د. هاني الدالي #غزة ???????? (@DrHaniAlDali) July 12, 2024يقول أحد المدونين: يا الله! انظروا يا شباب من رأيناه يتزين للقاء الله!؟ بطل جديد وقدوة جديدة للأمة من شجاعية العز.
وينوه إلى انه “عبـاده صقر أبو هين”.. حامل القران والسيف ، المقاتل بكلام الله ، بصدرٍ وعى كلام ربه فأذاب الله له الحديد. حمل القران وعمل به.. فيا طوبى لغزة بهم!
وتابع بالقول: ولو سألت عن السر خلف هذا المشهد والمنظومة الفدائية الفريدة فهـو “الأم المسلمة الصالحة” التي تربي أولادها على الجــهاد في سبيل الله.
وأضاف: انظروا لأمه رضي الله عنها، وثباتها ، وهي تتحدث عنه.. وهو خامـس ابناءها الشـهداء بعد زوجها!
ويواصل بالقول: يا شباب الاسـلام هـؤلاء هم القـدوة الصالحة، انشأوا ثغوراً تسمى “بيوتاً مسلمة”، واختاروا زوجـاتٍ يربـّوا أولادكم ليكونوا مثلهم، فوالله من هنا يُنصر الإسلام، “أولئك الذين هـدى اللهُ فَبِـهُداهُم اقتدِه”.
يا الله ! انظروا يا شباب من رأيناه يتزين للقاء الله !؟
بطل جديد وقدوة جديدة للأمة من شجاعية العز.
◾انه "عبـاده صقر أبو هين".. حامل القران والسيف ⚔
المقاتل بكلام الله ، بصدرٍ وعى كلام ربه فأذاب الله له الحديد.
حمل القران وعمل به .. فيا طوبى لغزة بهم!
⭕ ولو سألت عن السر خلف… pic.twitter.com/WDCk1h9UuE
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الشجاعية الشجاعية الشجاعية غزة حماس غزة غزة الآن غزة فی سبیل الله رحمه الله pic twitter com إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
محمد الجوهري
في كتابه الشهير “سيكولوجية الجماهير”، تحدث “غوستاف لوبون”، الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي الشهير، عن أهمية القيادة الواعية وضرورتها للجماهير، وكيفية تعاملها معها. وأكد أن القائد الفعلي هو الذي يدرك طبيعة الروح الجماعية ويستطيع توجيهها نحو أهداف إيجابية ومستدامة، وأن تجاهل الجماهير لتلك القيادة قد يؤدي إلى كوارث على المستويين الفردي والجماعي.
ومن المسلم به أن أغلب كوارث الأمة كانت بسبب انحراف في مفهوم القيادة، وتخلي الناس عن القائد الذي يعبر عن روح الجماهير وقضاياها العادلة. ولم نرَ قيادة قط تهتم بأمر الأمة إلا تلك الآتية من بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فهي النموذج المعبر عن المفاهيم النبيلة، كالحرية والعدالة والمساواة، وهي قيم مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف. لكنها لم تجد سبيلاً في أوساط الأمة بعد وفاة الرسول، فكانت النتيجة هي الانحطاط الكبير للمسلمين، وهيمنة أعدائهم على الإنسانية كلها، وما الكيان الصهيوني إلا رمزٌ لسيطرة قوى الشر على العالم أجمع.
والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، كان نموذجاً للقيادة التي تؤمن بأن الرسالة الإلهية كانت من أجل إنقاذ البشرية، وأن القائد المثالي هو من يهتم بأمر الأمة ويدافع عنها ويقدم حتى نفسه شهيداً في سبيل الله ونصرة المستضعفين، لأنه كان قائداً بحجم الأمة الإسلامية قاطبة، فحمل همومها كلها واتجه لمعاداة أعدائها الفعليين، حسب التوجيهات الإلهية والمنهج القويم.
ولأنه كذلك، فقد تحول السيد حسين نفسه إلى رمزٍ من رموز الحق، حتى بعد شهادته، وأصبح في حد ذاته علماً يفرز الناس إلى فريقين: حق صريح وباطل صريح. وهكذا كان كل الأنبياء والآمرين بالقسط من قبله، ولم يكن بدعاً من الهداة المهتدين، بل متمماً لمسيرتهم العظيمة، وناصراً لأهل الحق والمظلومين أينما كانوا.
ولأن أعلام الهدى يخاطبون الناس بلغة القرآن، فقد ترجم السيد حسين القرآن إلى واقعٍ عملي، وكشف مضامين الواقع من القرآن نفسه، فأعاد للكتاب الكريم قيمته في نفوس الناس، بعد أن رأوا فيه منهجاً عملياً يخاطب الحياة بكل مواقفها، وهو ما لم يتحقق على يد الدعاة المزيفين في زمن السيد حسن، وإن كثروا وضجت بهم المنابر والساحات.
مقولاته الخالدة “إن وراء القرآن من أنزل القرآن” هي عبارة فلسفية عميقة جداً، فالكتب التي بين أيدينا هي من مؤلفات بشر قضوا قبل سنوات وانتهى بذلك تأثيرهم في الحياة، أما القرآن فهو باقٍ لأن من أتى به يتولى رعاية من يعمل به. فهو كتاب حي يخاطب البشر في كل مواقفهم وتحركاتهم، ويظهر الواقع للمتبصرين فلا يضلون، سواءً في هذا العصر أو سائر العصور السالفة والمقبلة، وأنَّى لكتابٍ آخر أن يعطينا كل هذه البصائر، ومن هنا برزت حكمة السيد التي هي امتداد لنور الله عز وجل.
أضف إلى ذلك، أن الشهيد القائد، رضوان الله عليه، كسر كل الأصنام التي جمدت الأمة، سواءً ما كان منها على شكل كتب أو أسماء أو كيانات، وكانت سبباً في جمود المسلمين وتخاذلهم عن نصرة دينهم. ويكفي أن صرخته اليوم قتلت هيبة الطغاة بكل أشكالهم، وتجلت في الميدان كعصا موسى أو معول إبراهيم الذي حطم أصنام عصره. فكل ما يتعارض مع الصرخة ومشروعها هو من صنع اليهود، ولو كان على شكل عقائد باطلة.
إن القيادة الواعية، مثل تلك التي جسدها الشهيد القائد، تعتبر قادرة على توجيه الجماهير نحو المصير الأفضل. من الضروري أن نتذكر دائماً أن القيم النبيلة هي التي يجب أن تقودنا، وأن نتعلم من تجارب الماضي لنستشرف مستقبلاً مشرقاً. فلنستمر في السعي نحو تحقيق العدالة والحرية، ولنجعل من شهدائنا، مثل السيد حسين، قدوة لنا في العمل من أجل الحق والمظلومين.