نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، عن مصادر سياسية في تل أبيب قولها إن هناك أساساً للتفاؤل بشكل حقيقي بالوصول إلى اتفاق في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة ، مشيرة إلى أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح.

وقالت هذه المصادر القريبة من ممثلي أجهزة الأمن الثلاثة التي تدير عملية التفاوض، وهي الجيش والمخابرات الخارجية (الموساد) والمخابرات الداخلية (الشاباك)، إن البيانات والتصريحات التي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، بخصوص إصراره على استئناف الحرب بعد الاتفاق وتصفية قادة حركة « حماس »، إنما هي جزء من حرب نفسية، يسعى من خلالها إلى استفزاز الحركة ودفعها إلى الانسحاب من المفاوضات بمبادرة منها، وبالتالي تحميلها مسؤولية الفشل.

ولفتت المصادر إلى أن نتنياهو عندما علم بأن المفاوضات الجارية في القاهرة حول نصب نظام مراقبة إلكتروني على طول الحدود بين غزة ومصر، يمكن أن تُسفر عن سحب إسرائيل قواتها من هذه المنطقة، سارع مكتبه إلى إصدار بيان يقول فيه إن «رئيس الحكومة يصر على أن تبقى قواتنا في محور فيلادلفيا».

وفي الإطار ذاته، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم: «إننا في لحظات مصيرية لنجاح الصفقة».

من جهتها، قالت مصادر مصرية، في حديث إلى صحيفة الأخبار اللبنانية، إن «نتنياهو يتمسّك بفرض شروط لم تكن موجودة، مدّعياً أن الظروف التي دفعت حماس إلى التراجع عن مواقفها السابقة، يجب استغلالها لإجبارها على مزيد من التنازلات».

وبحسب هذه المصادر، فإن «ما يجري الحديث بشأنه في مرحلة اليوم التالي، يتضمّن إدارة غزة بشكل محايد لا يسمح سواء لحماس أو إسرائيل بفرض السيطرة على القطاع، على أن يكون تشغيل معبر رفح من خلال فلسطينيين من غزة، يُختارون من لوائح أسماء جرى النقاش بشأنها في الأيام الماضية، مع الإسرائيليين، على أن يكون أصحابها بمثابة رجال شرطة بأسلحة ومعدات خفيفة».

وعلى الرغم من النفي المصري لوجود «ترتيبات أمنية» مع إسرائيل على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، إلا أن مصادر مصرية أشارت الى أن «النفي هذا يأتي في ظل عدم التوصل إلى اتفاق واضح بعد»، و«تغيّر آراء المسؤولين الإسرائيليين من اجتماع إلى آخر رغم طرح النقاط نفسها».

ويمكن إجمال العقد التفاوضية الحالية (والتي قد تتطور وتتبدّل)، باثنتين أساسيتين، هما: الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، سواء من «نتساريم» أو من «فيلادلفيا»؛ وعودة النازحين إلى شمال غزة، ومطالبة نتنياهو بمنع عودة من يسمّيهم «المسلحين». وفي ما يتعلق بالعقدة الأولى، فخلافاً لتصريحات نتنياهو، فإن «إسرائيل وافقت سابقاً على إخلاء جميع قواتها من كل مناطق القطاع، بما في ذلك محورا نتساريم وفيلادلفيا ضمن المرحلة الثانية من الصفقة»، بحسب قناة «كان»، التي عرضت «وثيقة» تُظهر موافقة إسرائيل في السابق على انسحاب الجيش من «نتساريم» من دون شروط، فيما لم يكن «فيلادلفيا» قد احتُلَّ أصلاً حينها.

أما العقدة الثانية، فهي متعلّقة بالأولى، إذ كيف سيضمن نتنياهو - في حال انسحبت قواته من «نتساريم» - أن لا يعود مقاتلو «حماس» إلى الشمال؟ الجواب عن هذا السؤال يقع بين اثنين لا ثالث لهما: إما أنه سيرفض الانسحاب وسيُبقي على قوات في «نتساريم» لضمان شرطه، أو سيبحث آلية تضمن ذلك من خلال قوات أخرى، غير الجيش الإسرائيلي، ربما تكون فلسطينية محلّية، من غير «حماس»، موثوقة لديه، أو «قوّات دولية»، من نوعٍ ما، وبإشراف معلوماتي واستخباري إسرائيلي. وفق الصحيفة

المصدر : الشرق الأوسط - الأخبار اللبنانية

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

واشنطن: موقفنا من مفاوضات غزة لم يتغير بتعيين السنوار

بعد إعلان حركة حماس عن تعيين يحيى السنوار رئيسا للحركة، أكد البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن موقف الولايات المتحدة من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لم يتغير.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في مؤتمر صحافي "موقفنا من المفاوضات لم يتغير بتعيين السنوار".

كما قال "على السنوار كصاحب قرار أن يقبل باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى"، مشيرا إلى أن السنوار مجرد إرهابي يداه ملطختان بدماء أبرياء بعضهم أميركيون.

"اقتراح جيد.. لمدة 6 أسابيع"

إلى ذلك، أوضح كيربي لـمراسلة "العربية/الحدث" أنه لم يتم قبول الصفقة بين إسرائيل وحركة حماس لأن أيا من الطرفين لم يوقع عليها.

وقال "نعتقد أن كلا الجانبين بحاجة إلى القيام بالجزء الأخير من العمل للتوصل إلى نتيجة بشأن هذا الأمر".

وتحدث المسؤول الأميركي عن أن هناك اقتراحا لوقف إطلاق النار على الطاولة، مضيفاً "أنه اقتراح جيد.. سيوفر لنا وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وسيخرج لنا الأسرى الأكثر ضعفًا".

كما أضاف "نعتقد أن الفجوات ضيقة بما يكفي لإغلاقها"، مبيناً أن هناك بعض التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ والتي تحتاج إلى المناقشتة بين الجانبين للتوصل إلى هذا الاتفاق.

"مستعدون لمساعدة إسرائيل"

أما بشأن الرد الإيراني على إسرائيل، قال كيربي "أولاً وقبل كل شيء، لا نريد أن نرى هجومًا من إيران، وسنواصل العمل من خلال القنوات الدبلوماسية لمعرفة ما يمكننا القيام به لتهدئة التوترات".

وتابع "إذا كان هناك هجوم، ما يمكنني أن أخبرك به بالتأكيد هو أن الولايات المتحدة مستعدة وستظل مستعدة لمساعدة إسرائيل في الدفاع عنها بمجموعة واسعة من القدرات العسكرية".

يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، تزايدت المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي.

فيما لم تؤكد أو تنفِ إسرائيل حتى الآن مسؤوليتها عن اغتيال هنية.

ومع تصاعد المخاوف، أعلنت الولايات المتحدة تعزيز منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.

في حين تعمل أطراف دولية على مستويات عدة لتفادي التصعيد في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • خليل الحية سيواصل قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بتوجيه من السنوار
  • تشاؤم إسرائيلي حيال احتمالات التوصّل إلى صفقة مع حماس
  • خليل الحية يقود المفاوضات في ظل رئاسة السنوار لحماس
  • واشنطن: موقفنا من مفاوضات غزة لم يتغير بتعيين السنوار
  • الحل السوداني إلى مفاوضات جنيف
  • صحف عالمية: إسرائيل لم تتخل عن تأهبها رغم جهود احتواء التصعيد
  • تحليلات البيانات العسكرية تكذّب مزاعم نتنياهو “هزيمةً وشيكة لحماس”
  • تصاعد الإحباط تجاه نتنياهو داخل إسرائيل وخارجها مع تعثر محادثات صفقة التبادل
  • تحقيق أميركي: تحليلات البيانات العسكرية تكذّب زعم نتنياهو “هزيمةً وشيكة لحماس”
  • إسرائيل في مواجهة تخبط أمني وسياسي.. ترقب لرد حزب الله وإيران واستمرار التوترات