تواصل العملة المحلية بالمناطق المحررة تراجعها بشكل بات يُثير المخاوف من تأثيراتها على مسار المعركة الاقتصادية التي تخوضها الحكومة وإدارة البنك المركزي ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.

حيث شهدت العملة المحلية تراجعاً لافتاً أمام العملات الصعبة منذ انطلاق شرارة الأزمة الاقتصادية بقيام مليشيا الحوثية الإرهابية بسك عملة معدنية في مارس الماضي والتي دفعت إدارة البنك المركزي للرد عبر سلسلة من القرارات الحاسمة لإنهاء سطوة المليشيا على القطاع المصرفي.

فمتوسط سعر صرف الدولار الأمريكي خلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام الجاري وإلى مطلع أبريل الذي صدر فيه قرار البنك المركزي اليمني بنقل مقرات البنوك التجارية إلى عدن تراوحت ما بين 1550 ريالاً إلى 1650 ريالاً، أي أن العملة المحلية هبطت بنحو 100 ريال أمام الدولار الأمريكي خلال 3 أشهر فقط.

إلا أن العملة المحلية سجلت عقب الأيام والأسابيع اللاحقة من صدور القرار، تراجعاً كبيراً ولمستويات غير مسبوقة، حيث كسرت العملة المحلية مع نهاية شهر أبريل ومطلع شهر مايو حاجز الـ1700 ريال أمام الدولار الأمريكي ، وحاجز الـ1800 ريال منتصف يونيو الماضي.

وواصلت العملة المحلية تراجعها بشكل مخيف، ما يعني أن قيمة العملة المحلية تراجعت بنحو 250 ريالاً أمام الدولار الأمريكي خلال 3 أشهر.

وهو ما يطرح تساؤلات حول وجود أسباب حقيقة وراء هذا التراجع الكبير في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالربع الأول، حيث يُثير استمرار تراجع العملة المحلية أمام العملات الصعبة الشكوك مع استمرار البنك المركزي في عدن في سياسة المزادات الإلكترونية لبيع العملة الصعبة وضخها في السوق كمحاولة لكبح جماح انهيار قيمة العملة المحلية.

والمُثير في هذه النقطة تزامُن كسر الصرف الدولار الأمريكي حاجز الـ1900 ريال مع إعلان البنك المركزي في عدن نتائج المزاد الأخير لبيع 30 مليون دولار وبسعر 1857 ريالاً للدولار، وهو المزاد التاسع الذي قام به البنك منذ بداية هذا العام.

ومنذ مطلع العام الجاري أعلن البنك المركزي بعدن عن 9 عطاءات لبيع عملة صعبة وصلت قيمتها إلى 350 مليون دولار أمريكي، بلغ إجمالي ما باع منها البنك بحسب العطاءات المقدمة نحو 275 مليون دولار، بنسبة تغطية 78%، حيث إن بعض المزادات لا تشهد تقديم عطاءات بحجم المزاد، وهو أمر يتكرر في غالبية المزادات التي يعلنها البنك منذ تدشينها في نوفمبر من عام 2021م.

ويؤكد ذلك آخر تقرير أصدره البنك في عدن والذي أشار إلى أن إجمالي العروض المقدمة من البنك المركزي منذ بدء المزادات حتى نهاية مارس 2024م، بلغت ما قيمته 2,915 مليون دولار، فيما سجل إجمالي قيمة العطاءات 2,028 مليون دولار بنسبة 69.6 % من إجمالي قيمة العروض.

وهي نقطة دائماً ما تعزز الشكوك بأن ارتفاع أسعار الصرف يعود إلى أسباب غير حقيقية، ويزيد المخاوف من توقع استمرار المزيد من التراجع للعملة المحلية في ظل المعركة الاقتصادية الشرسة التي يقودها البنك المركزي ومن خلفه الحكومة الشرعية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية لإنهاء سلطتها وعبثها على القطاع المصرفي في اليمن.

ويرى خبراء أن صُلب هذه المعركة التي يخوضها البنك المركزي في عدن هو النجاح في فرض سلطته على مفاصل القطاع المصرفي والمالي في اليمن، والرقابة الكاملة على حركة التحويلات المالية الخارجية والداخلية والتي تمثل عملياً حركة العرض والطلب للعملات الصعبة والمحلية، وهو ما سيسهل للبنك عملية ضبط السوق المصرفي في المناطق المحررة.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الدولار الأمریکی العملة المحلیة البنک المرکزی ملیون دولار فی عدن

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي: استثمارات الأجانب في أذون الخزانة تتخطى 35 مليار دولار يناير الماضي

كشف البنك المركزي، عن ارتفاع رصيد أذون الخزانة التي يحتفظ بها المستثمرون الأجانب إلى 35.27 مليار دولار بما يعادل 1.77 تريليون جنيه بنهاية يناير 2025.

وفق بيانات البنك المركزي، شهدت استثمارات الأجانب في أذون الخزانة زيادة شهرية بنسبة 10% مقارنة برصيدها البالغ 1.612 تريليون جنيه بنهاية ديسمبر 2024.

أرصدة أذون الخزانة بنهاية يناير 2025

وأشار البنك المركزي في «النشرة الإحصائية الشهرية» إلى أن إجمالي الأرصدة القائمة من أذون الخزانة المصرية بآجالها «من 84 حتى 364 يوما» بلغ 4.256 تريليون جنيه بنهاية شهر يناير 2025، ارتفاعاً من 3.866 تريليون جنيه بنهاية ديسمبر السابق عليه.

تكلفة التأمين على الديون السيادية لمصر تنخفض مع عودة الأموال الساخنة

يعزي هذا الارتفاع والانخفاض إلى استحقاق السندات، بالإضافة إلى جني الأرباح من قبل بعض الصناديق الأجنبية بنهاية العام، وعودة المستثمرين في يناير الماضي، حيث أن الرصيد من أوراق النقد المحلية فقط، لذا فإن التغير الشهري لا يشمل آثار سعر الصرف.

ضمانات حيازات الأجانب لأذون الخزانة المصرية

وأوضح البنك المركزي، أن الحيازات الأجنبية تتضمن ضمانات «التزامات طارئة» بقيمة 19.5 مليار دولار بنهاية يناير 2025، ضمن عمليات التمويل الخارجي.

واستحوذ المستثمرون الأجانب على ما يقرب من نصف إجمالي أذون الخزانة المصرية في أعقاب موجة تدفقات المحافظ الاستثمارية بعد إصلاح العملة اعتبارًا من مارس 2024.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت حيازات البنوك الأجنبية «الفروع» من أذون الخزانة المصرية بنسبة 42.9% على أساس شهري لتصل إلى 54 مليار جنيه، بعد انخفاض بنسبة 31.4% على أساس شهري في الشهر السابق.

اقرأ أيضاًالبورصة تختتم تعاملات اليوم على ارتفاع جماعي للمؤشرات.. ورأس المال يربح 3 مليارات جنيه

بنحو 2 مليار دولار سنويًا.. المالية تستهدف النزول بالدين الخارجي لأجهزة الموازنة

المشاط نتوقع 4.5% معدل نمو مستهدف في العام المالي المقبل

مقالات مشابهة

  • ننشر التوقعات حول قرار البنك المركزي بشأن سعر الفائدة
  • البنك الأوروبي يضخ 154 مليون دولار لبرنامج الاقتصاد الأخضر في مصر
  • البنك المركزي: 20 مليار دولار حصيلة تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال 7 أشهر
  • البنك المركزي: ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج خلال شهر يناير2025 83.2% لتصل إلى نحو 2.9 مليار دولار
  • الذهب عند أعلى سعر له على الإطلاق والدولار الأمريكي إلى انخفاض
  • بسعر 2370 ريال للدولار.. البنك المركزي يعلن بيع 17 مليون دولار والعملة تواصل الإنهيار
  • البنك المركزي: استثمارات الأجانب في أذون الخزانة تتخطى 35 مليار دولار يناير الماضي
  • 18 مليار دولار خسائر البنك المركزي التركي في 2024
  • 18 مليار دولار خسائر البنك المركزي التركي
  • الدولار عند أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات والخبراء يتوقعوّن استمرار تدهوره